أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

«الغربان» و«فرقة الموت» و«شمس الزناتي» أبرز الأفلام

أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)
أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)
TT

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)
أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي، بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة؛ هي: «فرقة الموت» و«الغربان» و«شمس الزناتي»، استعداداً لعرضها خلال الأشهر المقبلة.

الفنان المصري أحمد عز يصور حالياً فيلم «فرقة الموت»، بدعم من «الهيئة العامة للترفيه» في السعودية، ويشاركه بطولة الفيلم آسر ياسين ومنة شلبي، ومن تأليف صلاح الجهيني، وإخراج أحمد علاء.

قال عز إن أحداث الفيلم مختلفة عن السائد، وتدور في إطار تاريخي، خصوصاً فترة أواخر الثلاثينات والأربعينات. لافتاً، في تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «تنفيذ مشاهده صعبة للغاية، وتتطلّب مواءمة الفترة الزمنية بكل تفاصيلها».

لقطة من فيلم «الغربان» (صفحة عمرو سعد في «فيسبوك»)

ويشهد فيلم «الغربان» عودة الفنان المصري عمرو سعد، بعد غياب أكثر من 4 سنوات عن السينما، ويشاركه البطولة مي عمر ومحمد علاء، وتأليف وإخراج ياسين حسن، وتعليقاً على الفيلم كتب سعد، عبر صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»: «محظوظ بعودة تعوّض الغياب»، واصفاً الفيلم بـ«العالمي»، ونوه بأنه يضمّ نخبة من النجوم من مصر وألمانيا وروسيا وإنجلترا، كما أشار إلى أن الفيلم، الذي سيُعرض عام 2025، ستجري ترجمته إلى 12 لغة.

ويستكمل الفنان المصري محمد إمام حالياً تصوير فيلم «شمس الزناتي». ويُعدّ الجزء الثاني من الفيلم الشهير، الذي حمل الاسم نفسه وقدّمه والده الفنان المصري عادل إمام، والمقتبس من قصة الفيلم الأميركي «العظماء السبعة» من إنتاج 1960 عن الفيلم الياباني «الساموراي السبعة» 1954.

وكتب محمد إمام، عبر صفحته تعليقاً على دعم «الهيئة العامة للترفيه» بالسعودية للفيلم: «شكراً المستشار تركي آل الشيخ على دعمك وحماسك لفيلم (شمس الزناتي)، وإصرارك على صناعة أفلام عربية بمواصفات عالمية». وأضاف: «ستشاهدون فيلماً ليس له مثيل». الفيلم إخراج عمرو سلامة، الذي أكد، خلال حديث إذاعي، أن السيناريو يدور في فترة ما قبل أحداث الفيلم الأصلي، مؤكداً استخدامه الموسيقى التصويرية للفيلم الذي أُنتج تسعينات القرن الماضي وأخرجه سمير سيف.

محمد إمام ووالده الفنان عادل إمام (صفحة الفنان محمد إمام في «فيسبوك»)

ويرى الناقد الفني المصري عماد يسري أن «هذه الفترة الزمنية تمثّل مادة ثرية لصنّاع الفن بمصر»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «التاريخ المصري مليء بالقصص والأحداث الملهمة، سواء قصصاً سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وهذه الفترة تحديداً كانت مليئة بالأحداث المتنوعة، كما أنها تمنح صنّاع العمل الحرية الكاملة في تناول تفاصيلها دون محاذير رقابية عكس الفترات الحديثة».

وأشار يسري إلى أهمية التفاصيل الفنية مثل: «الملابس والإكسسوار والمعارك»، خصوصاً التي تدور في حي شعبي: «لا بد من تقديمها بحرفية ودقة متناهية».

ويُرجع الناقد الفني المصري أحمد السماحي اهتمام السينما المصرية بهذه الفترة إلى «حالة الثراء والتنوع، ممثلة في أحداث كثيرة على مستوى العالم، ووصل تأثيرها وانعكاساتها على مصر، من بينها الحرب العالمية الثانية، التي كان لها تأثير مهم وكبير على معظم البلدان والشعوب».

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من ثراء أحداث هذه الفترة فإن السينما المصرية لم تقدّم صورة جيدة من خلال بعض الأفلام التي دارت فيها، واكتفت فقط بذكر أنها في فترة الأربعينات، ولم نشاهد شوارع أو أزياء، ولم نستمع إلى المفردات الكلامية التي كانت مُتداوَلة حينها».

كما لفت السماحي إلى أن «الأفلام التجارية البحتة كانت الأكثر حضوراً لمغازلة شباك التذاكر وليس لتوثيق المرحلة، بل تعاملت السينما مع هذه الفترة بصفتها نوعاً من الديكور للهرب من سيف الرقابة، وتقديم ما يحلو من أحداث بحجة عدم الحديث عن الزمن الراهن».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».