تسعى مصر لوضع بحيرة قارون بالفيوم (جنوب القاهرة) على مؤشر الاستثمار السياحي، من خلال خطة لتنمية البحيرة وتنميتها والعمل على حفظ التوازن البيئي داخلها.
وأكدت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد على العمل لاستكمال مشروعات إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون في أقرب وقت، وتحسين الأوضاع بها، لافتة في بيان، الأربعاء، إلى أن هذه المشروعات التي تتضمن تطهير واستزراع وحفاظاً على التنوع البيئي بالبحيرة تأتي ضمن خطة شاملة للارتقاء بالبحيرات المصرية كافة، وعدّت «إعادة بحيرة قارون لسابق عهدها تمنح فرصة أكبر للاستثمار السياحي».
وأشارت الوزيرة إلى التوافق بين عدة جهات للعمل على تنمية البحيرة، وذكرت جهود محافظة الفيوم في هذا الإطار، واستكمال المشروعات المتنوعة التي تضمن تنمية البحيرة.
وتعدّ بحيرة قارون واحدة من 14 بحيرة مصرية، وتبلغ مساحتها نحو 600 كيلومتر مربع، وتذكر مصادر عدة أن مساحتها كانت أضعاف ذلك في الماضي، ويصل متوسط عمقها إلى 7.5 متر، بينما أكثر الأماكن عمقاً 14 متراً، وهي من البحيرات العذبة التي مصدرها مياه النيل، إلا أنها تعتمد بشكل كبير على الصرف الزراعي لتعويض التبخر بها.
ويؤكد المتخصص في الإرشاد السياحي، الدكتور محمود المحمدي أن «بحيرة قارون تمتلك مقومات سياحية كبيرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المقومات السياحية والبيئية التي تمتلكها هذه البحيرة تجعلها من أهم الأماكن التي يمكن استغلالها في سياحة البحيرات، ومن بين تلك المقومات المناظر الطبيعة وأيضاً هجرة الطيور إليها في مواسم معينة».
ولكن توجد بعض المشكلات؛ مثل مشكلة الصرف الصحي، التي تعمل الدولة على حلها بإنشاء محطات صرف صحي ومحطات رفع.
وعدّ الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم البحيرة ذات طبيعة خاصة، مشيراً إلى أنها «تختلف عن باقي بحيرات الجمهورية مما يستدعي التعامل معها بطرق وأساليب تتماشى مع طبيعتها».
وأشار إلى تنسيق الجهود مع وزارة البيئة والجهات المعنية في إطار اهتمام مصر بمختلف البحيرات، ومن بينها بحيرة قارون، لما لها من مردود إيجابي على العاملين بمجالي الصيد والسياحة.
وعدّ المتخصص في الإرشاد السياحي «امتلاك مصر لـ14 بحيرة في أماكن متعددة يؤهلها للعمل على نشر سياحة البحيرات، التي تعتمد على أنماط مختلفة ومتنوعة، منها السياحة الترفيهية والاسترخاء والمغامرات وأيضاً الرياضية»، ووصف بحيرة قارون بأنها «من أكبر وأقدم البحيرات الطبيعية العذبة في العالم».
موضحاً: «كانت مساحتها قديماً أكبر 10 أضعاف مساحتها الآن، حيث كانت تغطي مدينة الفيوم، ولكنها انحسرت مع عوامل الزمن، وترتبط بنهر النيل من خلال بحر يوسف، وهو المجرى المائي الذي يربط بين النيل والبحيرة منذ عهد الملك أمنمحات الثاني في القرن الـ19 قبل الميلاد، ويعمل على تخزين الفائض من مياه الفيضان في بركة قارون».
وتشتهر محافظة الفيوم بالعديد من المعالم السياحية من بينها قرى سياحية ذات طابع تراثي تقع حول بحيرة قارون، مثل قرية تونس، ويلفت المحمدي إلى أن «نسبة الإشغالات في فترات الإجازات الدراسية تصل إلى حوالى ٨٠ في المائة بفنادق محافظة الفيوم».