موسيقيون أفغان فروا إلى البرتغال: «طالبان» حاولت إسكاتنا

كانت «موسيقاهم» رمزاً للتقدم وحقوق الإنسان وتمكين المرأة

أعضاء أوركسترا الشباب الأفغاني يتدربون على موسيقى «كسر الصمت» (أ.ب)
أعضاء أوركسترا الشباب الأفغاني يتدربون على موسيقى «كسر الصمت» (أ.ب)
TT

موسيقيون أفغان فروا إلى البرتغال: «طالبان» حاولت إسكاتنا

أعضاء أوركسترا الشباب الأفغاني يتدربون على موسيقى «كسر الصمت» (أ.ب)
أعضاء أوركسترا الشباب الأفغاني يتدربون على موسيقى «كسر الصمت» (أ.ب)

على مسافة خطوة واحدة من أقدم كاتدرائية في البرتغال والمخابز المزدحمة النابضة بالحياة التي تقدم حلوى «الباستي دي ناتا»، تملأ النغمات المعقدة لآلة «السيتار» الموسيقية الهندية الدور الأرضي من مبنى متواضع في مدينة براغا الشمالية، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

ويُخفي العزف الرقيق لهذه الآلة الطبيعة القاسية للمهمة التي جاؤوا لتنفيذها هنا، ألا وهي الحفاظ على الموسيقى الأفغانية واستخدامها أداةً لمواجهة أولئك الذين يريدون القضاء عليها.

ويقول أحمد سرمست، وهو مدير المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى، في مكتبه الجديد في براغا: «لقد حاولت (طالبان) إسكاتنا... لكننا أصبحنا أقوى بكثير وأعلى صوتاً مما كنا بالأمس».

وتأسس المعهد في عام 2010 في عهد الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل، وكان يمثل يوماً علامة قوية على أحدث التغييرات التي اجتاحت أفغانستان، إذ عزف الموسيقيون والموسيقيات الشباب، وعديد منهم من ذوي خلفيات فقيرة، معاً في فرق موسيقية تراوحت من الأوركسترا السيمفونية الوطنية إلى فرقة «زُهرة» وهي أول فرقة نسائية بالكامل في البلاد.

وسافر أعضاء الفرقة حول العالم وقدَّموا مزيجاً فريداً من الموسيقى الأفغانية والغربية، حيث استعادوا التقاليد الموسيقية للبلاد وتحدوا بشكل مباشر سنوات الصمت التي فرضتها حركة «طالبان»، ويقول سرماست: «لقد كانت (موسيقاهم) رمزاً للتقدم وحقوق الإنسان وتمكين المرأة».

ومع ذلك، فإن مستقبل المعهد وعازفيه الشباب، بات مظلماً في أغسطس (آب) 2021 مع عودة «طالبان» إلى السُّلطة في كابل.

وكان رامز صفا (20 عاماً) في متجر في كابل ينتظر إصلاح الربابة (آلة وترية أفغانية) الخاصة به عندما وردت أنباء بعودة «طالبان»، ويقول: «كان الجميع يركضون، وجاء شخص إلينا وقال: عليكم بالفرار، لأن هذا متجر موسيقى، وحينها أخذتُ ربابتي وهربت».

وبمجرد وصوله إلى المنزل أخفى صفا آلاته، وبعد ذلك بوقت قصير، اتخذ خطوات أبعد، حيث توجه إلى صالون حلاقة لتغيير مظهره قدر الإمكان. وقال: «كانت تجربة مخيفة حقاً».


مقالات ذات صلة

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)
الوتر السادس يستعد صابر لإطلاق أغنيتين جديدتين خلال الفترة المقبلة ({الشرق الأوسط})

صابر الرباعي لـ«الشرق الأوسط»: لست من هواة الألقاب

قال الفنان التونسي صابر الرباعي إنه ليس من هواة الألقاب، معتبراً أغنيته «سيدي منصور» جزءاً من التاريخ الفني العربي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الوتر السادس اختار هادي بلدتي فقرا وكفردبيان موقعان لتصوير أغنية {هيدا حبيبي} بإدارة المخرج رامي لطوف (حسابه على {انستغرام})

هادي ضو لـ«الشرق الأوسط»: كنت أتمنى لو أعيش في زمن لا «سوشيال ميديا» فيه

تحصد أغنية «هيدا حبيبي» الجديدة للفنان هادي ضو النجاح، وقد تجاوز عدد مشاهديها المليون شخص.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق النجمة البريطانية أديل (رويترز)

740 ألف متفرج سيحضرون حفلات النجمة أديل في ميونيخ

من المتوقع أن يحضر نحو 740 ألف شخص 10 حفلات موسيقية للنجمة أديل في مدينة ميونيخ الألمانية، حسبما ذكر منظمو الحفلات اليوم.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ (ألمانيا))
يوميات الشرق نانسي عجرم وسمير سرياني يُكملان مشوار النجاح (صور: سمير سرياني)

نانسي عجرم وسمير سرياني... الثقة المُثمرة

يُخبر المخرج اللبناني سمير سرياني «الشرق الأوسط» أنه تصوَّر فكرة وخطرت أخرى في اللحظة الأخيرة ليتغيَّر كلُّ المخطَّط.

فاطمة عبد الله (بيروت)

«مهرجانات بعلبك الدولية» حفلة واحدة تكفي

حفلة بعنوان «أوتار بعلبك»
حفلة بعنوان «أوتار بعلبك»
TT

«مهرجانات بعلبك الدولية» حفلة واحدة تكفي

حفلة بعنوان «أوتار بعلبك»
حفلة بعنوان «أوتار بعلبك»

رغم الأحداث الأمنيّة المؤلمة التي تعصف بالمنطقة ولبنان، نشرت لجنة «مهرجانات بعلبك الدولية»، أنها تودّ تأكيد أهمية الثقافة بوصفها حافزاً للوحدة والسلام في عالم يتّسم بالسلبيّة؛ وقالت اللجنة في منشورها: «يظلّ التزامنا رسالتنا الثقافية ثابتاً، لا يتزعزع».

وبهذه الروحيّة تقدّم «مهرجانات بعلبك الدوليّة» لجمهورها خلال السنة الحالية، حفلاً واحداً فقط يحمل عنوان «أوتار بعلبك»، وذلك يوم الخميس 29 أغسطس (آب) المقبل بمشاركة كبار عازفي العود من لبنان وفلسطين. ويشارك شربل روحانا وفرقته السداسية في الفصل الأول من الحفل، والثلاثي جبران وفرقته الموسيقيّة في الفصل الثاني منه.

وحسب منشور اللجنة، «يهدف هذا الحدث الموسيقي المزدوج الفريد إلى الإضاءة على أهميّة الحوار والتناغم الثقافي ردّاً على العنف المحيط بنا».

كان من المقرّر أن يقام هذا الحفل في بعلبك، لكنه سيُنقل أخيراً إلى «مسرح كركلا» في حرش تابت، بيروت، بسبب الظروف الأمنيّة الراهنة. وتُبرز رمزيّة هذا المكان التضامنَ الثابت بين «مسرح كركلا» العريق ولجنة «مهرجانات بعلبك الدوليّة».

جدير بالذكر أن «مهرجانات بيت الدين» لم تبرمج حفلات للسنة الحالية، واستعاضت عنها بمعارض تشكيلية فنية تستمر لنهاية الصيف في قصر بيت الدين التاريخي.