تحذير جديد للشباب من السجائر الذكية

تدخين السجائر الإلكترونية يرتبط بإدمان النيكوتين (رويترز)
تدخين السجائر الإلكترونية يرتبط بإدمان النيكوتين (رويترز)
TT

تحذير جديد للشباب من السجائر الذكية

تدخين السجائر الإلكترونية يرتبط بإدمان النيكوتين (رويترز)
تدخين السجائر الإلكترونية يرتبط بإدمان النيكوتين (رويترز)

في تحذير جديد من أجهزة السجائر الإلكترونية «الذكية»، قال باحثون من جامعة كاليفورنيا الأميركية إن هذه الأجهزة قد تجمع بين إدمان النيكوتين وإدمان الألعاب الإلكترونية، ما يزيد خطر استخدامها بين الشباب. ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Tobacco Control».

ويستخدم نحو 11 مليون بالغ في الولايات المتحدة السجائر الإلكترونية لتدخين النيكوتين، ويعبر نصفهم تقريباً عن رغبتهم في الإقلاع عن التدخين. ومع ذلك يجد كثيرون منهم صعوبة في ذلك بسبب إدمان النيكوتين.

وتُعد أجهزة السجائر الإلكترونية الجديدة أجهزة تدخين إلكترونية متقدمة تحتوي على ميزات تقنية تجعلها جذابة للشباب، وتشمل شاشات لمس عالية الدقة تتيح للمستخدمين التفاعل مع الجهاز بسهولة، وتخصيص الإعدادات، وعروض متحركة تتغير أثناء النفخ لجعل تجربة التدخين أكثر تفاعلية.

كما تحتوي بعض الأجهزة على ألعاب إلكترونية مدمجة تتطلب من المستخدم التدخين للتقدم في اللعبة، بالإضافة لتقنية البلوتوث التي تتيح توصيلها بالهواتف الذكية، وميزة الشحن اللاسلكي؛ لجعلها أكثر ملاءمة وسهولة في الاستخدام.

وأعرب الباحثون عن قلقهم من أن ربط النيكوتين بسلوكيات الشباب الحالية، مثل الألعاب الإلكترونية واستخدام الشاشات، يمكن أن يوسع سوق السجائر الإلكترونية الذكية ليشمل الشباب الذين لم يكن لديهم اهتمام سابق بمنتجات النيكوتين، بينما يعزز إدمان النيكوتين بين المستخدمين الحاليين.

واكتشف الباحثون أن بعض السجائر الإلكترونية الذكية يمكنها تشغيل ألعاب مثل «باك مان»، و«تتريس»، و«إف22»، وتتطلب من المستخدم التدخين للتقدم في اللعبة، مما قد يسرّع إدمان النيكوتين.

على سبيل المثال، يحتوي أحد الأجهزة على 3 ألعاب مدمجة، حيث تتضمن إحدى الألعاب حيواناً افتراضياً تجري تغذيته بالعملات التي يحصل عليها المستخدم من التدخين، وأخرى تحسب عدد النفخات وتحتوي على لوحات صدارة يمكن مشاركة الترتيب عليها عبر وسائل التواصل الاجتماعي للفوز بجوائز.

وأعرب الباحثون عن قلقهم من أن هذه الأجهزة ميسورة التكلفة، حيث يتراوح سعرها بين 15 و20 دولاراً، مما يمكن أن يجذب الشباب لشرائها.

وأشاروا إلى أن «هذا السعر مماثل أو أقل من سعر أجهزة السجائر الإلكترونية التقليدية، لكن الأجهزة الجديدة تقدم عدداً أكبر من النفخات، وقوة أعلى، وميزات ذكية بسعر أقل.

وطالب الباحثون بضرورة مراقبة وتنظيم هذه الأجهزة بشكل دقيق، مشيرين إلى أن السجائر الإلكترونية الذكية تركز على 3 أنواع من الإدمان هي: إدمان النيكوتين، وإدمان الألعاب الإلكترونية، وإدمان وقت الشاشة.

وأعربوا عن أملهم في أن تشجع أبحاثهم إدارة الغذاء والدواء الأميركية والوكالات الحكومية الأخرى على تنظيم مبيعات هذه الأجهزة.


مقالات ذات صلة

تحذير... سجائر المنثول تُضاعف خطر الوفاة

صحتك المنثول مركَّب يُضفي نكهة النعناع على الدخان (رويترز)

تحذير... سجائر المنثول تُضاعف خطر الوفاة

جميع أنواع السجائر تؤدّي إلى زيادة خطر الوفاة، مما يؤكد أن الإقلاع عن التدخين هو الحلّ الوحيد لتقليل المخاطر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق حقن «أوزمبيك» الأسبوعية قد تساعد على الإقلاع عن الكحول والتدخين (رويترز)

حقنة أسبوعية للمساعدة على الإقلاع عن الكحول والتدخين

أظهرت دراسة أميركية أن حقنة أسبوعية من دواء «سيماغلوتايد»، الذي يُعرَف بـ«أوزمبيك»، والمستخدم أساساً لعلاج السكري والسمنة، قد تساعد على تقليل استهلاك الكحول.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك أشعة الرئة الخاصة بأحد المصابين بالسرطان (رويترز)

ارتفاع معدلات تشخيص سرطان الرئة بين غير المدخنين حول العالم

قالت الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية إن نسبة الأشخاص غير المدخنين الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة تتزايد في جميع أنحاء العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
يوميات الشرق حظر إعلانات التبغ يقود لانخفاض معدلات التدخين (رويترز)

حظر إعلانات التبغ يقلل عدد المدخنين الجدد بنسبة 37 %

أفادت دراسة تحليلية بأن حظر الإعلانات والترويج لمنتجات التبغ يرتبط بانخفاض احتمالية التدخين بنسبة 20 في المائة، وتقليل خطر البدء في التدخين بنسبة 37 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق يعد التدخين من العادات السيئة ذات التأثير المُدمر على الصحة (رويترز)

3 طرق للتخلص من العادات السيئة

يعاني أغلب الناس من عادة غير صحية واحدة على الأقل. ومن المحتمل أن الإنسان يدرك بالفعل أن هذه العادات غير صحية. ولكن المعرفة وحدها لا تسهّل التخلص منها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

دراسة: المجال المغناطيسي للأرض يحفز «رقصة السلاحف»

تتجه صغار السلاحف البحرية إلى المحيط في يوليو 2022 بفنزويلا بعد إطلاق سراحها من قبل خبراء حماية البيئة الذين يحمونها من الحيوانات المفترسة (أ.ف.ب)
تتجه صغار السلاحف البحرية إلى المحيط في يوليو 2022 بفنزويلا بعد إطلاق سراحها من قبل خبراء حماية البيئة الذين يحمونها من الحيوانات المفترسة (أ.ف.ب)
TT

دراسة: المجال المغناطيسي للأرض يحفز «رقصة السلاحف»

تتجه صغار السلاحف البحرية إلى المحيط في يوليو 2022 بفنزويلا بعد إطلاق سراحها من قبل خبراء حماية البيئة الذين يحمونها من الحيوانات المفترسة (أ.ف.ب)
تتجه صغار السلاحف البحرية إلى المحيط في يوليو 2022 بفنزويلا بعد إطلاق سراحها من قبل خبراء حماية البيئة الذين يحمونها من الحيوانات المفترسة (أ.ف.ب)

أشارت دراسة حديثة إلى أن المجال المغناطيسي للأرض يحفز قوة عظمى في السلاحف البحرية تجعلها «ترقص».

ويعد ذلك أحد أعمق ألغاز الأرض المرتبط بالنواة الداخلية للكوكب، إذ تتكون هذه الكرة الصلبة الساخنة من الحديد والنيكل، ويبلغ حجمها نحو 70 في المائة من حجم القمر. وأشارت الأبحاث الحديثة إلى أن هذا المركز الكثيف عكس دورانه، والآن وجد العلماء أيضاً أدلة على أن شكل النواة الداخلية يتغير.

وتقطع السلاحف البحرية ذات الرأس الكبير رحلات هجرة مثيرة للإعجاب عبر المحيطات - ولديها قوة عظمى توجهها إلى مناطق التعشيش والتغذية دون وجود أي معلم في الأفق. كما تعتمد السلاحف على المجال المغناطيسي للأرض لمساعدتها في التنقل بطريقتين. تساعد الخريطة المغناطيسية في تتبع الموقع، وتوجهها البوصلة المغناطيسية في الاتجاه الصحيح، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وفي الدراسة الحديثة، أظهرت أن السلاحف ذات الرأس الكبير تحفظ المجالات المغناطيسية لمساعدتها في العثور على الطعام بعد الهجرة. وفي الواقع، ترقص السلاحف الصغيرة في نمط حركة معين استجابة لإشارات مغناطيسية تذكرها بالمكان الذي تناولت فيه وجبات الطعام سابقاً - والحركة اللطيفة هي شيء يجب أن تراه لتصدقه، وفقاً للدراسة.

سلحفاة بحرية صغيرة تؤدي رقصة لرسم خريطة للتوقيع المغناطيسي لموقع الطعام (نيتشر)

ووفقاً للدراسة التي نُشرت في مجلة «نيتشر» بقيادة كايلا جوفورث من جامعة نورث كارولينا، فإن الدراسة توفر أول «دليل مباشر على أن الحيوان يمكنه تعلم وتذكر التوقيع المغناطيسي الطبيعي لمنطقة جغرافية».

ويتطلب هذا من الحيوانات المهاجرة «تعلم الإحداثيات المغناطيسية للوجهة». ووجد الباحثون أن موهبة السلاحف في رسم الخرائط كانت منفصلة عن بوصلتها الداخلية، مما يشير إلى أن شكلي «الاستقبال المغناطيسي» يعملان بطرق مختلفة.

ولإجراء التجربة، وضع العلماء سلاحف صغيرة من نوع الرأس الضخم في حوض محاط بملف مغناطيسي يحاكي المجال المغناطيسي للمحيط الأطلسي. كل يوم على مدى شهرين، غيّر العلماء المجال المغناطيسي للخزان بين ساحل أميركا الشمالية وخليج المكسيك.

ولم يكن يتم إطعام السلاحف إلا عندما تلقت المعلومات المغناطيسية لإحدى المناطق. وعندما كانت السلاحف تتوقع الطعام، كانت ترفرف بجناحيها وتفتح أفواهها وتدور في دوائر في الماء. وصوّر الباحثون هذا السلوك، الذي أطلقوا عليه اسم «رقصة السلاحف». كما رقصت السلاحف بأقصى قدر من الحماس في الحوض الذي كانت تعلم بأنه سيزودها بالطعام.

وقال الباحثون إن هذا كان «دليلاً قوياً» على أن السلاحف يمكنها تعلم التوقيعات المغناطيسية لـ«مناطق جغرافية محددة». وحتى عند اختبارها بعد 4 أشهر، كانت السلاحف لا تزال تعرف أين يجب أن ترقص.

ولا يعرف أحد على وجه التحديد كيف تتفاعل الحيوانات مع هذه المعلومات المغناطيسية. إذ تقول إحدى النظريات إن بعضها يستطيع اكتشاف تأثير المجال المغناطيسي أثناء تفاعل كيميائي بين جزيئات حساسة للضوء. ولكن عندما حاول الباحثون التلاعب بهذه العملية باستخدام ما يسمى حقول الترددات الراديوية، استمرت السلاحف بالرقص في مكانها دون إزعاج.

وخلص الباحثون إلى أن «الفرضية العملية المعقولة هي أن إحساس البوصلة يعتمد على الاستقبال المغناطيسي الكيميائي، في حين يعتمد إحساس الخريطة على آلية بديلة». وتدعم هذه الفرضية علامات تشير إلى أن الحيوانات المهاجرة الأخرى مثل الطيور والبرمائيات قد تكون لديها أيضاً مستقبلات مجال مغناطيسي مزدوجة.