توتر الحمل يترك آثاراً في شعر الأطفال

زيادة مستويات هرمون التوتر أثناء الحمل تضر بصحة الجنين (جامعة واشنطن)
زيادة مستويات هرمون التوتر أثناء الحمل تضر بصحة الجنين (جامعة واشنطن)
TT

توتر الحمل يترك آثاراً في شعر الأطفال

زيادة مستويات هرمون التوتر أثناء الحمل تضر بصحة الجنين (جامعة واشنطن)
زيادة مستويات هرمون التوتر أثناء الحمل تضر بصحة الجنين (جامعة واشنطن)

اكتشف باحثون في جامعة واشنطن الأميركية علاقة بين توتر الأم أثناء الحمل وزيادة مستويات الكورتيزول، أو هرمون التوتر، في شعر الأطفال الصغار. وأوضح الباحثون أن فسيولوجيا التوتر لدى الطفل قد تتأثر بالظروف التي يمر بها الجنين في الرحم، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «American Journal of Human Biology».

ويُذكر أن فسيولوجيا التوتر لدى الطفل تشمل التفاعلات الجسدية والنفسية التي تحدث استجابة للضغوطات والتحديات، وهذه التفاعلات يمكن أن تؤثر على نمو الطفل وصحته.

ويساعد فهم فسيولوجيا التوتر لدى الأطفال في تطوير استراتيجيات فعالة لدعم صحتهم النفسية والجسدية وتعزيز قدرتهم على التعامل مع الضغوطات بشكل صحي.

ويمكن أن يؤدي التوتر المزمن لدى الأشخاص إلى بقاء مستويات الكورتيزول مرتفعة، مما يسبب مشاكل صحية خطيرة مثل الأمراض الأيضية، وضعف جهاز المناعة، وزيادة الالتهابات، والسرطان، والحالات الصحية النفسية.

وخلال الحمل، يعبر هرمون الكورتيزول بسهولة المشيمة، وعندما تبقى مستويات الكورتيزول عالية لدى الحامل، يمكن أن تضر بالجنين وتؤثر على نموه، بما في ذلك معدل نمو الجنين.

وشملت الدراسة 46 أماً و40 طفلاً في متوسط عمر 15 شهراً؛ إذ راقبوا مستويات هرمون التوتر لدى الحوامل، بالإضافة إلى قياس مستويات هذا الهرمون في الشعر لدى المواليد.

ووجد الباحثون أن مستويات الكورتيزول في شعر الأطفال الصغار، والتي تعتبر مؤشراً على التعرض طويل الأمد للتوتر، مرتبطة بزيادة هذا الهرمون لدى الأمهات في أثناء فترة الحمل. وأشار الباحثون إلى أن النتائج تسلط الضوء على فاعلية استخدام تحليل شعر الأطفال لقياس نشاط هرمون الكورتيزول كوسيلة غير جراحية وسهلة.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة في جامعة واشنطن، الدكتورة تيريزا غيلدنر: «تحليل الكورتيزول في الشعر يعتبر وسيلة لقياس مستويات الكورتيزول على مدى فترة زمنية طويلة، وهو أسهل من اختبارات الدم وأكثر فائدة من اختبارات اللعاب، التي تعكس فقط التغيرات قصيرة الأمد في مستويات الكورتيزول».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن هذه الدراسة قد تكون لها تطبيقات سريرية مستقبلية؛ إذ يمكن أن يساعد فهم تأثيرات التوتر طويل الأمد على الأطفال في تحديد أفضل أوقات التدخل لدعم الأمهات والحد من التوتر، مما يعود بالفائدة على صحة الأم والطفل.


مقالات ذات صلة

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

صحتك دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

دراسة: التعرض لتلوث الهواء يزيد من خطر العقم

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن تعرض الأم والأب لملوثات الهواء الشائعة قد يزيد من خطر العقم لأنه قد يكون ضاراً بتطور البويضات والحيوانات المنوية والأجنة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
TT

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)
الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية والنصائح التي يوجهنها للجمهور بناء على تجاربهن، وهو أمر برز خلال لقاءات إعلامية عدة في الأسابيع الماضية.

أحدث هذه التصريحات كانت من نصيب الفنانة المصرية رانيا يوسف، في برنامج «ع الرايق»، بعدما تطرقت لتعرضها للضرب من زوجيها الأول والثاني، مع نصيحتها للفتيات بألا تقل فترة الخطوبة قبل الزواج عن 3 أو 4 سنوات، فضلاً عن نصيحتها لبناتها بعدم الزواج قبل سن الـ30 عاماً.

وقالت رانيا إن «طبيعة العلاقات في الوقت الحالي أصبحت تتطلب مزيداً من العمق والتفاهم بين الطرفين، بعيداً عن السطحية والانجذاب المؤقت»، محذرة من تعامل النساء بمشاعرهن عند البحث عن الشراكات العاطفية التي تحقق لهن السعادة والاستقرار.

وجاءت تصريحات رانيا بعد وقت قصير من تصريحات للفنانة زينة عن حياتها الشخصية وإنجابها طفليها التوأم بمفردها في الولايات المتحدة وصعوبة الأيام الأولى لهما مع مرضهما، بالإضافة إلى الفترة التي قضتها بمفردها في الغربة. وكذلك تطرقت إلى تفاصيل كثيرة عن حياتها، خصوصاً في ظل تحملها مسؤولية دور الأم والأب ووجودها مع نجليها بمفردها.

الفنانة المصرية زينة (فيسبوك)

وكانت الفنانة لبلبة قد أثارت جدلاً مشابهاً عندما تحدثت عن طفولتها الصعبة التي عاشتها واضطرارها للعمل من أجل الإنفاق على عائلتها بجانب انشغالها بمسؤوليات الأسرة وأشقائها، الأمر الذي جعلها تحاول أن تعوض ما لم تعشه في طفولتها.

من جهتها، تؤكد الناقدة المصرية ماجدة موريس أن «بعض الفنانين لا يكون قصدهم دائماً إثارة الجدل بالحديث عن حياتهم الشخصية أو مواقف سابقة مروا بها»، مضيفة لـ«الشرق الأوسط» أن «بعض التصريحات تخرج بشكل عفوي، لكن التفاعل يحدث معها نتيجة اهتمام الجمهور بمتابعتهم».

وأضافت أن «رانيا يوسف على سبيل المثال مرّت بتجارب مختلفة، وبالتالي عندما تتحدث عن صعوبة ثقتها في الرجال، بالإضافة إلى نصيحتها بتأجيل خطوة الزواج للفتيات؛ فهي تحاول إبداء رأي تعتقد أنه صواب»، لافتة إلى أهمية التعامل مع الفنانين باعتبارهم بشراً من حقهم الإدلاء بآرائهم، لكن ليس بالضرورة أن تكون جميع آرائهم صحيحة أو غير قابلة للتغير مع مرور الوقت.

الفنانة المصرية لبلبة (فيسبوك)

وهنا يشير مدرس علم الاجتماع بجامعة بني سويف، محمد ناصف، إلى «ضرورة التفرقة بين المواقف الشخصية والخبرات التي يتحدث بها الأشخاص العاديون، وبين المشاهير الذين تكون لديهم قاعدة جماهيرية ومصداقية ربما أكثر من غيرهم وإمكانية وصول لأعداد أكبر من الجمهور عبر البرامج والمنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «جزءاً من الجدل يكون مجتمعياً في الأساس، لكن بدايته تكون من تصريحات المشاهير».

وأضاف أن «هناك تبايناً في الآراء قد يصل لدرجة التناقض بين الأفراد داخل المجتمع، وهو أمر يتوجب فهمه في إطار الخلفيات الاجتماعية والعادات والخبرات التي يمر بها كل فرد، وبالتالي ستجد من يقتنع بكل رأي يقال حتى لو لم يكن صحيحاً من الناحية العلمية»، لافتاً إلى ضرورة فتح نقاشات أعمق حول بعض الآراء عبر وسائل الإعلام.

وهو الرأي الذي تدعمه الناقدة المصرية، موضحة أن «آراء الفنانين تسلط الضوء على موضوعات قد تكون محل جدل مجتمعي، لكن تبرز لوسائل الإعلام مع إعلانها من المشاهير»، لافتة إلى أن «بعض الآراء قد تعرض أصحابها لانتقادات من شرائح أكبر عبر مواقع التواصل، لكن على الأرجح يكون لدى الفنان القدرة على تحمل تبعات موقفه وشرح وجهة نظره التي ليس بالضرورة أن تتسق مع رأي الغالبية».