عرض نسخ فنية من جذع شجرة «الجميز» العتيقة تخليداً لذكراها

بعد قطعها بشكل غير قانوني وعمرها أكثر من 150 عاماً

برانيغان تعرض بعض الأعمال الفنية لشجرة الجميز (ناشيونال ترست)
برانيغان تعرض بعض الأعمال الفنية لشجرة الجميز (ناشيونال ترست)
TT

عرض نسخ فنية من جذع شجرة «الجميز» العتيقة تخليداً لذكراها

برانيغان تعرض بعض الأعمال الفنية لشجرة الجميز (ناشيونال ترست)
برانيغان تعرض بعض الأعمال الفنية لشجرة الجميز (ناشيونال ترست)

من المقرر أن يُعرض بعض الأعمال الفنية للفنانة شونا برانيغان، في أربعة مواقع مختلفة بالقرب من جدار «هادريان» التاريخي، حسب هيئة التراث القومي البريطانية «ناشيونال ترست»، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.

وستُعرض شرائح من جذع شجرة «سيكامور غاب»، (الجميز)، التي قُطعت قبل نحو 10 أشهر تتضمن نقوشاً دقيقة وتفاصيل صغيرة، وذلك في أول استجابة فنية لقطع الشجرة التاريخية التي يمتد عمرها لأكثر من 150 عاماً.

وقالت مؤسسة «ناشيونال ترست» إنها طلبت من الفنانة التشكيلية شونا برانيغان، صنع أعمال فنية تذكارية تخليداً لذكرى الشجرة التي لطالما أحبها وعرفها الناس في جميع أنحاء العالم، والتي يعدها كثيرون جزءاً من الهوية الثقافية لشمال شرقي إنجلترا.

جدير بالذكر أن الشجرة كان قد زُرعت لتكون جزءاً من المناظر الطبيعية الموجودة في وادٍ بالقرب من جدار «هادريان» التاريخي قبل أكثر من 150 عاماً، وأثار قطعها غير القانوني في 28 سبتمبر (أيلول) الماضي موجة غضب عارمة.

وتم التواصل مع برانيغان لإنتاج عمل فني مستمد من الشجرة بشكل مباشر، حيث قامت بإنشاء 5 قطع من أقراص قطرها 90 سم من جذع الشجرة المقطوع بشكل يشبه القلب، وتم تلوين أربعة منها، حيث أطلقت على كل منها اسماً، والتي جاءت كالتالي: المعرفة، والروحانية، والمناظر الطبيعية، والتاريخ.

ومن المقرر عرض القطع الكبيرة في 4 مواقع قريبة من جدار «هادريان»، تحديداً في المنطقة الواقعة ما بين منطقتي نيو كاسل وكارلايل.

وقالت برانيغان إنها شعرت بالامتنان عندما طُلب منها إنتاج تلك الأعمال الفنية من شجرة «سيكامور غاب» الشهيرة. وأضافت: «شعرت أيضاً بالمسؤولية والحاجة لبذل قصارى جهدي لأتمكن من تكريم ليس الشجرة في ذاتها فحسب، بل أيضاً كل الأشخاص الذين أحبوها».

وتابعت الفنانة: «بصفتي أحد سكان الشمال الشرقي للبلاد، فقد عرفت (سيكامور غاب) طيلة حياتي واعتدت زيارتها بانتظام، إذ كانت الشجرة بمثابة ملاذ وسط المناظر الطبيعية البرية».

وصنعت برانيغان الأعمال الفنية التي حملت عنواناً جماعياً: «Heartwood» باستخدام الأساليب والمواد التقليدية في الاستوديو الخاص بها الواقع في غابة غريزديل الطبيعية في ليك ديستريكت.

وقالت الفنانة التشكيلية إن «العملية الفعلية للعمل على جذع الشجرة العتيقة كانت ملحمية نظراً لأنها تضمنت وجود قطع كبيرة للغاية، وكان العمل بطيئاً لأنه تم بشكل يدوي بالكامل».

في السياق ذاته، قال إندرو بود، وهو المدير العام لمؤسسة «ناشيونال ترست» في جدار «هادريان» إن الهدف من هذا العمل الفني هو خلق مزيد من الفرص للجمهور للتواصل مع الشجرة. واختتم قائلاً: «سيكون (Heartwood) مكاناً للقيام بذلك، حتى يتفاعل الناس مع الأعمال الفنية الرائعة بشكل استثنائي للفنانة شونا برانيغان التي تجسد جوهر الشجرة وقلبها».


مقالات ذات صلة

هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟

يوميات الشرق استخدام حزام الأمان أثناء الجلوس في مقعد الطائرة (شاترستوك)

هل يمكن أن تتسبّب الاضطرابات الجوية في تحطّم الطائرات؟

يعتقد الخبراء أن الاضطرابات الجوية باتت تزداد سوءاً نتيجة لتغيّر المناخ، ويقولون إنه من المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه، حسب موقع «سكاي نيوز» البريطانية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا جانب من عمليات البحث عن ناجين (إ.ب.أ)

فقد 65 في نيبال بعدما جرفت انهيارات أرضية حافلتين إلى نهر (صور)

قالت الشرطة في نيبال إن انهيارات أرضية جرفت حافلتين على متنهما 65 راكباً على الأقل إلى نهر، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (كاتمندو)
يوميات الشرق قوارب راسية في منطقة نيهافن في كوبنهاغن أمام عقارات سكنية وتجارية (رويترز)

كوبنهاغن تمنح مكافآت للسياح الذين يحافظون على البيئة

أعلنت العاصمة الدنماركية كوبنهاغن عن مبادرة تهدف إلى تشجيع الحفاظ على البيئة؛ حيث ستكافئ السياح الذين يحافظون على البيئة بمنحهم قهوة ومعجنات مجاناً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
بيئة شخص يمسح عرقه في حوض «باد ووتر» بوادي الموت في الحديقة الوطنية بكاليفورنيا وتظهر لافتة حمراء تحذر من درجات حرارة مرتفعة (أ.ب)

2024 قد يكون العام الأكثر سخونة على الإطلاق

قالت وكالة مراقبة تغير المناخ بالاتحاد الأوروبي إن الشهر الماضي كان أكثر شهور يونيو (حزيران) سخونة على الإطلاق في استمرار لسلسلة ارتفاع درجات الحرارة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
يوميات الشرق خصلات شعر مصنوعة من الموز (سي إن إن)

صديقة للبيئة وصحية... خصلات شعر مصنوعة من الموز

أصبحت توموسيمي الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لشركة «Cheveux Organique»، التي تصنع خصلات شعر من ألياف الموز كبديل للوصلات الصناعية.

«الشرق الأوسط» (كامبالا)

«الإسكندرية للكتاب» يراهن على مبادرات ثقافية وعلمية جديدة

محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)
محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)
TT

«الإسكندرية للكتاب» يراهن على مبادرات ثقافية وعلمية جديدة

محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)
محافظ الإسكندرية ووزير الثقافة ومدير مكتبة الإسكندرية خلال افتتاح المعرض (مكتبة الإسكندرية)

يراهن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب في دورته الـ19 التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى 28 يوليو (تموز) الحالي على عدة مبادرات ثقافية تتضمن مسابقات أدبية وعلمية، من بينها مسابقة الإسكندرية للقراءة في مصر، وتستهدف تكريم مائة فائز، وجائزة «مكتبة الإسكندرية العالمية» للباحثين في مجال العلوم.

ويشهد المعرض الذي يقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب هذا العام مشاركة 77 دار نشر مصرية وعربية، كما يشهد تنظيم 160 فعالية بمشاركة نحو 600 ضيف من مصر والدول العربية.

وافتتح المعرض وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، ومحافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد، ومدير مكتبة الإسكندرية الدكتور أحمد زايد، وعدَّ الوزير أن «هذا الحدث أصبح أهم الجسور التي تربط الثقافة المصرية بغيرها من الروافد العربية والعالمية، ويُعدّ امتداداً للدور التنويري الذي تسهم به مصر في مختلف العلوم والمعارف».

وزير الثقافة المصري يلقي كلمته خلال افتتاح معرض الكتاب بمكتبة الإسكندرية (مكتبة الإسكندرية)

وأكد أن «المعرض يلقي الضوء على الإسكندرية ومثقفيها، مُحدثاً حراكاً ثقافياً كبيراً، مثلما تمثل مكتبة الإسكندرية بؤرة إشعاع للعلم والثقافة».

ويشير رئيس قطاع التواصل بمكتبة الإسكندرية ومدير المعرض الدكتور محمد سليمان إلى فعاليات جديدة تشهدها هذه الدورة، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «من بينها مسابقة القراءة، وعرض سلسلة أفلام قصيرة بعنوان (عارف) حول الشخصيات والأماكن المصرية تُطلق على مواقع التواصل الاجتماعي لتعريف الشباب بالرموز والمواقع المصرية، كما سيتم بثها عبر موقع المكتبة».

كما لفت سليمان إلى «إطلاق منتدى الشعر العربي الأول في المعرض بحضور أهم الشعراء تمهيداً لتنظيم منتدى دولي في الشعر العربي، وأن البرنامج الثقافي يتضمن أكثر من 10 فعاليات يومية متنوعة».

ويركز البرنامج الثقافي للمعرض هذا العام على عدة محاور، من بينها «الدراما المصرية»، و«مصر بين التاريخ والأدب»، و«الذكاء الاصطناعي والمحتويات الإبداعية الصناعية»، كما يتضمن لقاءات مع شخصيات بارزة، واحتفالية للفائزين بجوائز الدولة لهذا العام.

كما يضم البرنامج محوراً خاصاً بالتاريخ والأدب وآخر يتعلق بالإبداع السكندري، ومحوراً ثالثاً بالإعلام والصحافة يتضمن عدة ندوات حول مستقبل الصحافة في مصر، والإعلام الرياضي، والصحافة الثقافية العربية بين الواقع والتحديات، وهي ندوة موسعة يشارك بها عدد من مسؤولي الإصدارات الثقافية العربية.

وقال الناقد مصطفى عبد الله، رئيس التحرير الأسبق لصحيفة «أخبار الأدب» المصرية الذي يشارك بندوة «الصحافة الثقافية» إن «هذه الندوة تأتي في توقيت مهم، حيث تواجه كثير من المجلات الثقافية أزمات تتعلق بتكلفة الإصدار وارتفاع أسعار الورق، وتحول بعضها إلى إصدار إلكتروني مثل (البحرين الثقافية)، وتوقف البعض الآخر على غرار (الجسرة الثقافية) و(فنون الجسرة)».

ويؤكد عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه وجد في هذه الدورة عودة للإقبال الشديد على معرض الكتاب، في ظل وجود عدد كبير من دور النشر والفعاليات الثقافية، وأوضح أن «هناك تفاعلاً وحضوراً من الجمهور، لكن سعر الكتاب في مصر صار مرتفعاً للغاية وبات فوق طاقة الكثيرين».

وشهد افتتاح المعرض حضوراً جماهيرياً لافتاً، وكذلك حضور عدد من رموز الثقافة والسفراء العرب والأجانب، ولفت محافظ الإسكندرية في كلمته إلى «أهمية الدور الثقافي لمكتبة الإسكندرية باعتبارها أقدم مكتبة في التاريخ، حيث كانت ملتقى لثقافات الشرق والغرب».

فيما أعلن الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، عن المبادرات التي تشهدها هذه الدورة، من بينها «جائزة مكتبة الإسكندرية للقراءة» التي ستركز النسخة الأولى منها على التراث المصري خلال القرن 19، وتستهدف تكريم مائة قارئ بجوائز مالية قيّمة، فضلاً عن استضافة الفائزين لمدة شهر للتفاعل مع الوسط الثقافي السكندري، كما أشار إلى أن مكتبة الإسكندرية بصدد الإعلان عن مسابقة دولية كبرى لتكريم المبدعين في مجالات العلوم الطبيعية والثقافية والفنية المختلفة، مؤكداً أن معرض مكتبة الإسكندرية يُعد فرصة مهمة للتواصل بين القراء والمثقفين، حيث يشهد أكثر من 160 فعالية فنية.

جدير بالذكر أن مكتبة الإسكندرية الحالية تعد إحياءً لمكتبة الإسكندرية القديمة، وقد تم افتتاحها في موقع قريب من المكتبة القديمة عام 2002 بحضور شخصيات عالمية مرموقة.