6 صفات تجعل منك «قائداً قوياً ذهنياً»

الثبات يتطلب التصميم وتقرير المصير... إدارة عواطفك وأفكارك وسلوكياتك عمداً لمساعدتك على المثابرة (رويترز)
الثبات يتطلب التصميم وتقرير المصير... إدارة عواطفك وأفكارك وسلوكياتك عمداً لمساعدتك على المثابرة (رويترز)
TT

6 صفات تجعل منك «قائداً قوياً ذهنياً»

الثبات يتطلب التصميم وتقرير المصير... إدارة عواطفك وأفكارك وسلوكياتك عمداً لمساعدتك على المثابرة (رويترز)
الثبات يتطلب التصميم وتقرير المصير... إدارة عواطفك وأفكارك وسلوكياتك عمداً لمساعدتك على المثابرة (رويترز)

القائد القوي ذهنياً هو الذي يتمتع بالقدرة على تنظيم عواطفه وأفكاره وسلوكياته لتحقيق نتائج استثنائية؛ إذ يدير مشاعره الداخلية، حتى يتمكن من القيادة خارجياً.

في عالم العمل المرهق والفوضوي، مع الكثير من عدم الاستقرار والخوف والإلهاء المنهك، حيث يمكن أن يختفي الإلهام، تظهر حقيقة مهمة: القوة العقلية هي القوة القيادية العظمى في عصرنا.

لقد أمضى سكوت ماوتس، متحدث ومدرب مشهور، 30 عاماً في دراسة ما الذي يجعل القادة - والناس بشكل عام - أقوياء عقلياً. اكتشف في بحثه أنهم يظهرون قوتهم العقلية عبر ستة «اختبارات للقيادة» أساسية ترتبط بشكل مباشر بالإنجاز الاستثنائي، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي»؛ إذ يتفوق القادة الأقوياء عقلياً عندما يتعلق الأمر بما يلي:

الثبات

يتطلب الثبات التصميم وتقرير المصير... إدارة عواطفك وأفكارك وسلوكياتك عمداً لمساعدتك على المثابرة. الأمر يستحق كل هذا الجهد؛ إذ إن تطوير الثبات يمنحك الشجاعة للتغلب على التوتر.

أهميته:

يساعدك على إعادة صياغة النكسات.

يساعدك على التعامل مع «الإرهاق اليومي».

يغذي عقلية حل المشكلات.

يساعدك على الازدهار تحت الضغط والأداء في الأزمات.

يحفز على التخطيط بفاعلية والتعامل مع الشدائد.

يثير رفض الانخراط في عقلية الضحية.

يغذي النقاش الصحي.

يمنحك الشجاعة والوسائل اللازمة لإجراء محادثات صعبة.

الثقة

العلاقة بين الثقة والإنجاز لا يمكن إنكارها. يمكن لمشاعر وأفكار وسلوكيات النقد الذاتي أن تبخر ثقتك بنفسك والميزة التي تمنحك إياها في غمضة عين.

أهميتها:

تمنحك الثقة بالنفس احتضان الانتقادات ذات الصلة.

تساعدك على تجاوز الخوف من الفشل وإدارة الشك الذاتي واحتضان الشك الصحي.

تمنعك من إجراء مقارنات غير ذات صلة وطلب الموافقة.

تساعدك على التوقف عن الحديث السلبي عن النفس.

تدفع إلى الاعتقاد بأنك «كافٍ».

تشجع نفسك التي هي أكثر تفاؤلاً.

تساعدك على إظهار الحضور التنفيذي، وزيادة ثقة الآخرين في قيادتك.

الجرأة

تتطلب الجرأة الإطار العقلي الصحيح الذي يركز على تمكين الأفكار والمعتقدات بدلاً من الحد منها. تطوير الجرأة يحقق مكاسب هائلة؛ لأنه يغذي شجاعتك لدفع نفسك وفريقك إلى مستوى أعلى وأصعب وأبعد وأسرع.

أهميتها:

تغذي التفكير الشامل.

تساعدك على التخلص من القصص غير المفيدة التي تقع فيها الفرق.

تحفزك على اتخاذ المخاطر الذكية.

تدفعك إلى تجاوز حالة عدم اليقين لتبني التغيير.

تمنحك الاقتناع لقيادة التغيير.

التواصل

كقائد، يتلقى الموظفون الإشارات منك باستمرار؛ إذ تحدث تصرفاتك وكلماتك تأثيراً مباشراً على كيفية رؤيتهم لأنفسهم وعملهم.

يساعدك النمو في هذا المجال على تعزيز التحفيز والطاقة والثقة. وبشكل أكثر تحديداً، فإنه:

يساعدك على التنقل بين المشاعر السلبية في الوقت الحالي.

يمنعك من فقدان أعصابك، ويساعدك على اختيار كلماتك بعناية.

يساعدك على تجنب الفخاخ السلبية (مثل المتذمرين والمتشائمين والعواطف المنهكة).

يشجعك على تغذية الإيجابية بشكل استباقي.

يساعدك على أن تكون مستمعاً نشطاً.

يدفعك للظهور بشفافية ونزاهة.

يساعدك على ضبط نغمة متوازنة.

يمنحك الانضباط للتصرف بشكل متوافق مع قيمك، مما يعزز شخصيتك.

صناعة القرار

العاطفة والتحيز والتفكير غير المنضبط... كلها أعداء لاتخاذ القرار الجيد. تلعب مهارات التنظيم الذاتي دوراً كبيراً في منحك الشجاعة والقناعة لتكون حاسماً، وفي تحسين قدرتك على اتخاذ قرارات جيدة تدفعك نحو تحقيق أهدافك.

أهميتها:

تزيد الوعي بتحيزاتك وعاداتك السيئة، ومنعها من التأثير سلباً على قراراتك.

تساعدك على تطوير نهج تحليلي قائم على البيانات لاتخاذ القرار.

تدفعك على تحديد عملية أو هيكل واضح لصنع القرار.

تشجعك على استكشاف خيار ثالث أفضل.

تساعدك على تطوير قدرة تنبؤية أفضل وثقة أكبر في اتخاذ القرار.

التركيز على الهدف

تشتت الأفكار والعواطف والأفعال الضالة انتباهك عن الهدف الذي بين يديك. يساعدك تنظيم كل منها على منحك الانضباط للتركيز على أهم الأشياء.

وأهمية التركيز:

يساعدك على تحديد أهداف قوية وتصور ما سيتطلبه الأمر لتحقيقها.

يلهمك لإنشاء مجموعة أكثر شمولاً من التوقعات.

يساعدك في التركيز على ما يمكنك التحكم فيه.

يساعدك على محاسبة نفسك والآخرين.

يرشدك إلى بناء الزخم من خلال الانتصارات الصغيرة.

يساعدك على التوقف عن المماطلة.

يحثك على تعديل الأهداف حسب الحاجة.


مقالات ذات صلة

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

يوميات الشرق القدرة على التكيّف هي مهارة شخصية «يتزايد الطلب عليها» في مجموعة واسعة من الصناعات (رويترز)

خبير من «هارفارد»: صفة «نادرة ومطلوبة» تُميّز الأشخاص الأكثر نجاحاً

اكتشف فولر أن ما يميّز أصحاب الإنجازات العالية عن أي شخص آخر، ليس ثقتهم أو فطنتهم التجارية، وإنما قدرتهم على التكيف.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بالنسبة لأولئك الذين يتلقون المئات من الرسائل الإلكترونية يومياً من الضروري تجربة استراتيجيات فعالة لإدارة البريد الوارد (رويترز)

ما أهم نصيحة لتواصل أفضل عبر البريد الإلكتروني؟

إذا كنت تريد أن تتحسن في إتقان لعبة البريد الإلكتروني فيجب عليك إعطاء الأولوية لشيء واحد، كما يقول أحد خبراء اللغة: حسن التوقيت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مهندسون سعوديون يعملون ضمن مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد بمحافظة جدة (الشرق الأوسط)

توطين المهن الهندسية في منشآت القطاع الخاص السعودية

تبدأ السعودية في تنفيذ قرار توطين المهن الهندسية بنسبة 25 في المائة ابتداءً من غد (الأحد)، حيث سيتم التطبيق على منشآت القطاع الخاص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق النرجسيون عموماً لديهم صورة ذاتية متضخمة ويشعرون بحقهم في التباهي (أ.ب)

الموظف «المتباهي»... ما أسباب تصرفاته؟ وكيف تتعامل معه؟

استناداً إلى علماء النفس والمحللين النفسيين مثل ألفريد أدلر، يعتمد بعض الناس مبدأ التباهي، خصوصاً في أماكن العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق عند نقطة معينة تتوقف سعادتك عن الازدياد جنباً إلى جنب مع دخلك (رويترز)

بينها المثابرة لساعات طويلة... خبير يكشف 3 «أكاذيب» ترتبط بالعمل الجانبي الناجح

يخبر كوكرين الناس دائماً أنهم إذا أرادوا بدء عمل جانبي أو شركة بدوام كامل، فهناك ثلاث أكاذيب كاملة يجب عليهم التوقف عن تصديقها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

المايسترا مارانا سعد تقود الموسيقى نحو الحبّ الأعظم

أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)
أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)
TT

المايسترا مارانا سعد تقود الموسيقى نحو الحبّ الأعظم

أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)
أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل (الشرق الأوسط)

تتّخذ الأماكنَ شاباتٌ يرتدين فساتين ملوَّنة بالأخضر الداكن، وشَعرهنّ يتطاير بهواء هبَّ في جبيل أضعاف هبوبه في بيروت، حيث يعتاد ممارسة الخجل. جوقة «عشتار» وأوركسترا فرقة «فيلوكاليا» بقيادة الأخت مارانا سعد، ارتقاءٌ إنساني بالموسيقى. شكّلت الاحتفالات المستمرّة في مئوية «الجامعة اللبنانية - الأميركية» فرصة لمتعة الإصغاء إلى النغم في المدينة المُجاورة للبحر وقلعتها التاريخية. وسط الهواء المُطعَّم بالبرودة، أقيمت أمسية تُحيل الروح على السموّ.

أريد من الحفل «فعل صلاة» لقدرة الموسيقى على غَسْل الداخل وإتاحة المناجاة. اصطفَّ الكورال، وتأكّد العازفون من اتّخاذ آلاتهم وضعيتها المريحة. تلاعبت الأضواء بالجدران في الباحة الكبرى، مضيفة إليها ألواناً وحده الليل يسمح برؤية جمالها الكلّي، على عكس مكيدة الشمس المتفوّقة ببسْط ضوئها دون سواه. في هذا الجوّ الشاعري، حلَّت سكينة أرغمت أصوات المتحدّثين على الانخفاض تماشياً مع الصمت الساطع. عزفت الأوركسترا باقتها من عبقريات الرحابنة، وأشعار جبران خليل جبران ونزار قباني، وجماليات الأغنية الأجنبية المُحاكية للقيم.

جوقة «عشتار» وأوركسترا «فيلوكاليا» ارتقاءٌ إنساني بالموسيقى (الشرق الأوسط)

يحلو للمرء أحياناً ألا يبالي بمقعده فيتنازل عنه مُسلِّماً نفسه للصخب. ويحلو له أيضاً أن يشهد على ابتهاج روحه وسط استراحة اليدين وكل ما يُكمِل الهيصة. في حفل مارانا سعد، يحدُث التسليم للحبّ. ليس بهيئته المُتدَاولة، بل بكينونته. بالعظمة الكامنة في نبضه وجوهره وسُلطته على العناصر. تطلّ بثوب الرهبنة الأسود وقلب أبيض يسهُل استقاء بياضه من شغف فَهْم النغمة وإدراكها بالعمق الصافي.

الأصوات التي غنَّت أبهرت، واعدة بطموح كبير، وإن كانت أقلّ شهرة ممن يُعرَفون. نحو 15 حنجرة علَت بطبقاتها وأمتعت بالموهبة، مُذكّرة بأنّ الفرص أحياناً تمعن القسوة حين لا تُعطَى بإنصاف لمَن يستحقها.

تحرّكت عصا المايسترا ضابطة النغمات والحريصة على عدم إفلات نوتة من سكّتها، وكان لها ما أرادت. قُدِّم الحفل بعد تحضير كامل استعداداً لصفر خطأ. يتذكّر الهواء أننا في أواخر يوليو (تموز) وعليه الإذعان لواقع اللهب، ثم ينتفض مُطالباً بدوره، فيُنعش ويُفرح؛ بينما صوت ربيكا يوسف المُتقِن أدواته يغنّي لفيروز من كلمات الأخوين وألحانهما، «احكيلي عن بلدي احكيلي، يا نسيم لمارق عالشجر مقابيلي»... لقاء النسائم.

الأضواء تضيف الألوان إلى الجدران في الباحة الكبرى (الشرق الأوسط)

أُريد من الأمسية إعلاء الحبّ. العالم يقسو والقلوب تسودّ، وتُصوَّر المحبة على هيئة ضعف. حضرت مارانا سعد وكل مغنٍّ وموسيقي ليقولوا العكس. يستطيع الحبّ الشفاء والترميم واللملمة. بإمكانه أن يمنح اليباس حياة. تجلّت الذورة في «أومن»، تحفة الأخوين بصوت فيروز. غنّتها ربيكا يوسف كما يُوجِّه محتاج صلاة إلى الله. وقد تُرفَق بغصّة مخبّأة ودمعة تتوارى لئلا تبوح بكلّ شيء. «أومن أنْ في صمتِ الكون المقفلِ، مَن يصغي لي/ إني إذ ترنو عيناي للسماء، تصفو الأضواء، تعلو الألحان، كلّي إيمان». مناجاة بهذا النُبل تُحِدث في النفوس وَقْع العذوبة.

الجميع يُصغي سارحاً في اللحظة الخاصة. التأمُّل في الوجوه يُظهر شرودها أمام ما يجري. يقلُّ اليوم اعتماد خيارات مُشابهة لما تريده مارانا سعد والجوقة من الفنّ. يندُر مَن يراه حرّية روح وعناقاً لغيمات. والأخت ابنة جبيل، تُدرك هيبتها التاريخية، فاختارت للأمسية الجودة: تراث وموشّحات وفيروزيات حلوة. كانت «من عزّ النوم بتسرقني»، من كتابة الأخوين وألحان فيلمون وهبي، وردة الأمسية. كيف يعقل للكلام التحلّي بجناحَي ملائكة، فيحلّق ويحلّق نحو الارتفاع الأنيق؟ «مشلوحة على بحر النسيان/ فارقني النوم وكل شي كان/ وجّك ما كان يفارقني/ وجرِّب اسبح ويغرّقني...». الكلمة أعماق.

متعة الإصغاء إلى النغم في جبيل المُجاورة للبحر (الشرق الأوسط)

بين القصيدة وأغنيات لبنان، وقفت 3 أيقونات أميركية وإنجليزية تحية للأمل والغفران والمساواة. وكما سُرَّ الحضور بـ«دبكة لبنان» للأخوين، و«أهلا بهالطلّة» لزكي ناصيف، و«بصباح الألف الثالث» لمنصور الرحباني بتوزيع أسامة الرحباني، و«هيلا يا واسع» للأخوين، و«قلعة كبيرة»، شِعر موريس عواد ولحن وليد غلمية، و«ألحان القرية»، شِعر إلياس أبو شبكة وموسيقى إياد كنعان، و«نشيد الحبّ»، شِعر جبران خليل جبران ولحن جوزيف خليفة، مُبلّلة جميعها بالموشّح الأندلسي «بالذي أسكر»، و«مخمّس مردود» للأخوين، سُرُّوا أيضاً بثلاثية «You raise me up» و«March with me» و«Amazing grace». شكّلت تمجيداً لروح العدل الإنساني الهائمة في الكون الشاسع واستحالة انطفائها رغم المحاولات.

الختام لبيروت. أيقونة نزار قباني بلحن جمال سلامة وصوت ماجدة الرومي، أدّتها هيفاء النور يغيايان بذروة العطاء. «نعترفُ الآن/ بأنّا لم ننصفكِ ولم نرحمكِ/ بأنّا لم نفهمكِ ولم نعذركِ/ وأهديناكِ مكان الوردة سكيناً»... قبل صرخة الحرّية: «قومي يا بيروت قومي/ قومي إكراماً للإنسان». كُرِّمت الروح بهذا المستوى.