«الحنين للوطن»... كيف تتعامل مع الوحدة في الجامعة؟

طالب يذاكر قبيل امتحانات شهادة الثانوية العامة في مصر (إ.ب.أ)
طالب يذاكر قبيل امتحانات شهادة الثانوية العامة في مصر (إ.ب.أ)
TT

«الحنين للوطن»... كيف تتعامل مع الوحدة في الجامعة؟

طالب يذاكر قبيل امتحانات شهادة الثانوية العامة في مصر (إ.ب.أ)
طالب يذاكر قبيل امتحانات شهادة الثانوية العامة في مصر (إ.ب.أ)

نشأ أدالبرتو ديونيسي في روما، وكان يعلم دائماً أنه يريد السفر إلى الخارج للالتحاق بالجامعة. كان يتحدث الإنجليزية بشكل جيد، ويعتقد أن الحصول على شهادة في القانون من إحدى جامعات المملكة المتحدة سيجعله في وضع جيد على المستوى المهني. يقول ديونيسي الذي حصل على مقعد في جامعة مانشستر: «في الأيام الأولى، كنت متحمساً جداً للانتقال والاستقلال... ولكن بعد ذلك بدأت مشاعر الحنين إلى الوطن تتسلل إلى ذهني. أدركت أنه إذا كنت في إيطاليا، فيمكنني ركوب القطار والعودة إلى المنزل في غضون ساعات قليلة إذا كانت هناك مشكلة، أو كنت أرغب في رؤية أمي. هنا، لا يمكنني الاعتماد إلا على نفسي».

ويضيف: «لقد ساعدني الانتقال بعيداً على النمو، كفرد، لكنه يأتي بالتأكيد مع فترات من الوحدة والحنين إلى الوطن».

يُعدّ الذهاب إلى الجامعة لحظة كبيرة في حياة الشخص. بالنسبة لكثيرين، ستكون هذه هي المرة الأولى التي يعيشون فيها بعيداً عن المنزل. وهذا أمر مثير ومرهق بنفس القدر، كما أن مشاعر الحنين إلى الوطن - التي تُعرف بأنها التوتر أو القلق الناجم عن الانفصال عن الأشخاص أو الأماكن التي تعرفها وتحبها - شائعة. وجدت الأبحاث التي أجراها مزود سكن الطلاب (يوغو) أن ما يقرب من ثلثي (61 في المائة) الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و25 عاماً كانوا قلقين بشأن الشعور بالحنين إلى الوطن عندما يتعلق الأمر بالانتقال بعيداً للمرة الأولى.

هناك توقُّع بأن الجامعة ستكون أفضل وقت في حياتك، لذلك قد يكون الأمر مربكاً إذا لم تشعر بهذه الطريقة على الفور، كما تقول سارة ريتشاردسون، رئيسة خدمات الطلاب في جامعة ديربي. لقد لاحظت أعراضاً، مثل اضطراب النوم، وصعوبات الأكل، ومشاكل في التركيز، وزيادة مشاعر التوتر والقلق وحتى الاكتئاب. ومع ذلك، فإن معظم الطلاب يبدأون في الشعور بالتحسن في غضون أسابيع قليلة، كما تقول.

وتوضح: «إنه رد فعل طبيعي لتغيير كبير في الحياة. لقد تم فصلك عن كل ما هو مألوف بالنسبة لك. بمجرد أن تبدأ في الشعور بأنك جزء من مجتمع جديد، تبدأ هذه المشاعر في الاختفاء بشكل طبيعي».

طلاب يدرسون لامتحانات الشهادة الثانوية في مكتبة الإسكندرية (إ.ب.أ)

وهنا، تجد 8 نصائح للتغلب على الحنين إلى الوطن أو المنزل، وفقاً لتقرير لصحيفة «الغارديان»:

كن مستعداً

توصي ريتشاردسون بالذهاب إلى اليوم المفتوح في الجامعة التي اخترتها مسبقاً، حتى يكون الأمر مألوفاً أكثر عندما تبدأ. سيكون من المفيد أيضاً أن تتمكن من التعامل مع المهام المنزلية مثل الطبخ وغسيل الملابس وإدارة الأموال.

التواصل مع المنزل

تحدث إلى العائلة والأصدقاء من المنزل، ولكن تجنب التحقق باستمرار مما يفعله أصدقاؤك على وسائل التواصل الاجتماعي. حدد موعداً لزيارة عائلتك في منتصف الفصل الدراسي الأول لتمنح نفسك شيئاً تتطلع إليه.

اجعل غرفتك تبدو منزلية

يمكنك إضافة وسائل الراحة المنزلية، مثل صور أحبائك، إلى غرفتك الجامعية، وتأكد من أنك تجعل بيئتك الجديدة تبدو وكأنها مساحة آمنة جديدة لك، بحسب التقرير.

خلق عادات صحية

تقول ريتشاردسون إن ممارسة الرياضة والحصول على قسط كافٍ من النوم وتناول الطعام الصحي وبناء روتين جيد بشكل عام يمكن أن تساعد الطلاب على الشعور بالتحسن.

قضاء بعض الوقت في الخارج

في بعض الأحيان، قد يتردد الطلاب، خصوصاً أولئك الذين يعيشون في مناخات أكثر دفئاً، في قضاء بعض الوقت في الخارج. من المعروف أن قضاء الوقت في المساحات الخضراء يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين الحالة المزاجية لشخص ما.

الانضمام إلى مجتمع أو فريق رياضي

يوجد في معظم الجامعات مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفرق والجمعيات الرياضية، وعادة ما يكون هناك ما يناسب الجميع. وقد تكون تلك طريقة رائعة لمقابلة أشخاص لديهم اهتمامات مماثلة.

أخبر الناس بما تشعر به

في حين أن بعض الطلاب قد يشعرون بالحرج عندما يعترفون بأنهم يشعرون بالحنين إلى الوطن، إلا أن هذا أمر طبيعي تماماً، فالقدرة على التحدث تساعدك على تحديد أنك لست وحدك في تلك التجربة، ولست منعزلاً كما قد تشعر.

الحصول على المساعدة

توضح ريتشاردسون إن هناك مساعدة متاحة في معظم الجامعات إذا كنت تعاني ولم تختفِ هذه المشاعر، ويمكن أن يعني ذلك الفرق بين تجربة جامعية رائعة ورحلة أكثر وعورة.


مقالات ذات صلة

قاضٍ أميركي: جامعة «هارفارد» يجب أن تواجه دعوى بسبب معاداة السامية

الولايات المتحدة​ جانب من جامعة «هارفارد» في كامبريدج بماساتشوستس في الولايات المتحدة 7 ديسمبر 2023 (رويترز)

قاضٍ أميركي: جامعة «هارفارد» يجب أن تواجه دعوى بسبب معاداة السامية

أخفقت جامعة «هارفارد» في مساعيها لإقناع قاضٍ أميركي برفض دعوى يتهمها فيها طلاب يهود بتحويل حرمها الجامعي إلى مكان لمعاداة السامية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الطلاب السعوديون الأربعة الذين حققوا الجوائز الدولية في أولمبياد الكيمياء الدولي 2024 (موهبة)

السعودية تحقق 4 جوائز عالمية في «أولمبياد الكيمياء»

وارتفع رصيد السعودية من الجوائز التي حصدتها من النسخ التي شاركت بها في أولمبياد الكيمياء الدولي إلى 15 ميدالية فضية و28 ميدالية برونزية، وشهادتي تقدير.

عمر البدوي (الرياض)
آسيا متظاهرون يقطعون الطرق ويشتبكون مع الشرطة في دكا (أ.ف.ب)

احتجاجات بنغلاديش تحدٍ كبير لنظام الشيخة حسينة

إطلاق الذخيرة الحية على المحتجين في العاصمة البنغلاديشية دكا دفع آلاف المتظاهرين إلى المطالبة برحيل رئيسة الوزراء الشيخة حسينة.

«الشرق الأوسط» (دكا)
يوميات الشرق رقائق البطاطس غير مخصصة للاستهلاك من قِبل الأطفال دون سن 18 عاماً (إندبندنت)

بسبب «أقوى فلفل في العالم»... رقائق بطاطس تُدخل أطفالاً يابانيين المستشفى

أُدخل ما لا يقل عن 14 طالباً من مدرسة ثانوية في طوكيو المستشفى بعد تناول رقائق البطاطس «شيبس» الحارة أثناء استراحة الصباح

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
أوروبا قرار حظر الهواتف الجوالة يهدف إلى تحسين سلوك التلاميذ (د.ب.أ)

حتى لأغراض التعلم... دولة أوروبية تقرر حظر الهواتف في الفصول الدراسية

من المقرر حظر الهواتف الجوالة في الفصول الدراسية الإيطالية في العام الدراسي الجديد بالمدارس، بموجب مرسوم أصدرته، اليوم الخميس، الإدارة اليمينية.

«الشرق الأوسط» (روما)

«حالة نادرة» لباندا عملاقة تضع توأماً في هونغ كونغ

الباندا العملاقة «يينغ يينغ» وتوأمها (حديقة أوشن بارك)
الباندا العملاقة «يينغ يينغ» وتوأمها (حديقة أوشن بارك)
TT

«حالة نادرة» لباندا عملاقة تضع توأماً في هونغ كونغ

الباندا العملاقة «يينغ يينغ» وتوأمها (حديقة أوشن بارك)
الباندا العملاقة «يينغ يينغ» وتوأمها (حديقة أوشن بارك)

أصبحت الباندا العملاقة المعروفة باسم «يينغ يينغ»، أول أُم في سنّها تُنجب توأماً في هونغ كونغ؛ مما يُعدّ حدثاً نادراً.

وأنجبت «يينغ يينغ»، الصغيرين، الخميس، قبل يوم فقط من عيد ميلادها الـ19؛ ولو كانت إنسانة، لكانت تُعادل امرأة تبلغ من العمر 57 عاماً، وفق «بي بي سي».

لذلك؛ يُعدُّ إنجاب الباندا توأماً في هذا العمر نادراً جداً؛ لأنه يُشبه فترة الشيخوخة لدى الإنسان.

وتلقّت الصورة الأولى للتوأم، وهما ذكر وأنثى، أكثر من 1000 تعليق تهنئة عبر «فيسبوك». وأشار مقدّمو الرعاية في حديقة «أوشن بارك» بهونغ كونغ إلى أنّ الصغيرين ما زالا في مرحلة هشّة ويحتاجان إلى وقت للاستقرار تحت رعاية مكثَّفة على مدار الساعة.

وقال مسؤولو الحديقة: «نتطلّع جميعاً لرؤية صغيرَي الباندا العملاقة. ويُرجى الانتظار لأشهر حتى يتمكنا من الظهور الرسمي ومقابلة الجميع».

وأوضح القائمون على الحديقة أنّ الأنثى تبدو أكثر ضعفاً من شقيقها الذكر؛ إذ إنّ درجة حرارتها أقل وبكاءها أضعف، ويبلغ وزنها 122 غراماً فقط.

وعانت «يينغ يينغ» قلقاً طبيعياً خلال عملية الولادة؛ إذ قضت معظم الوقت مستلقيةً على الأرض وتلتفُّ حول نفسها.

ومن المعروف أنّ حيوانات الباندا العملاقة تتمتّع بتردُّد كبير في التزاوج. وقد جرى إيواء «يينغ يينغ» ووالد التوأم «ليه ليه» في حديقة «أوشن بارك» منذ عام 2007، عندما أهدتهما بكين إلى هونغ كونغ، إلى أن حصل التزاوج بنجاح في مارس (آذار) الماضي.

وأدّت جهود الصين طويلة الأمد في الحفاظ على الباندا العملاقة إلى عكس تراجع أعدادها، فلم تعُد الآن مهدَّدة بالانقراض، بل تُصنَّف نوعاً مُعرَّضاً للخطر فقط.