في دراسة جديدة مثيرة، كشف العلماء عن تفاصيل مدهشة حول كوكب بعيد معروف بطقسه القاسي، إذ تنبعث منه رائحة تشبه رائحة البيض الفاسد، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ودرس العلماء الغلاف الجوي لكوكب «HD 189733 b»، والذي يتميز بدرجات حرارة عالية للغاية وظروف جوية غير عادية، وهطول أمطار تشبه تساقط الزجاج.
واستخدم العلماء بيانات من تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي لدراسة الغلاف الجوي لهذا الكوكب، واكتشفوا أن غاز كبريتيد الهيدروجين يشكل جزءاً كبيراً من غلافه الجوي. ويُعرف هذا الغاز برائحته الكريهة المشابهة لرائحة البيض الفاسد، وهو نفس الغاز الذي يمكن أن ينبعث من إطلاق الغازات من جسم الإنسان.
ويعد هذا الاكتشاف من بين أول الاكتشافات لوجود كبريتيد الهيدروجين على كوكب خارج نظامنا الشمسي، مما يضيف بُعداً جديداً لفهمنا للكواكب البعيدة.
في تصريحاته، قال الدكتور قوانغوي فو، عالم الفلك في جامعة جونز هوبكنز الذي قاد البحث: «إذا كانت أنفك تستطيع العمل في درجة حرارة 1000 درجة مئوية، فإن الغلاف الجوي لهذا الكوكب سيشتم مثل رائحة البيض الفاسد».
ورغم أن كبريتيد الهيدروجين يمكن أن يشير إلى إمكانية وجود حياة على بعض الكواكب البعيدة، فإن الباحثين يؤكدون أن هذا ليس الحال بالنسبة لـ«HD 189733 b»، فالكوكب هو عملاق غازي حار جداً، مثل كوكب المشتري، مما يجعل من غير المحتمل أن يكون موطناً لأي شكل من أشكال الحياة المعروفة.
ومع ذلك، يُعتبر اكتشاف كبريتيد الهيدروجين خطوة مهمة نحو فهم كيفية تشكل الكواكب.
ويفتح تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي نافذة جديدة لتحليل المواد الكيميائية في الكواكب البعيدة، مما يساعد العلماء على معرفة المزيد عن أصول وتطور هذه الأجرام السماوية.
وأكد فو، على أهمية هذا التليسكوب في تحقيق تقدمات كبيرة في علم الفلك، قائلاً: «لقد كان تغييراً كبيراً في اللعبة... لقد أحدث ثورة في مجال علم الفلك... لقد قدم القدرة الموعودة، بل وتجاوز توقعاتنا بطرق معينة».
من المتوقع أن يستمر الباحثون في استخدام المعلومات المستمدة من تليسكوب «جيمس ويب» لدراسة المزيد من الكواكب البعيدة، في محاولة لكشف المزيد من أسرار الكون.