اكتشاف كوكب تنبعث منه رائحة تشبه البيض الفاسدhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5038456-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D9%81-%D9%83%D9%88%D9%83%D8%A8-%D8%AA%D9%86%D8%A8%D8%B9%D8%AB-%D9%85%D9%86%D9%87-%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-%D8%AA%D8%B4%D8%A8%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%8A%D8%B6-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%B3%D8%AF
يُظهر هذا الانطباع الفني غير المؤرخ الذي نشرته وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في 21 يونيو 2024 قزماً بنياً يدور بالقرب من نجم ساطع (أ.ف.ب)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
اكتشاف كوكب تنبعث منه رائحة تشبه البيض الفاسد
يُظهر هذا الانطباع الفني غير المؤرخ الذي نشرته وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) في 21 يونيو 2024 قزماً بنياً يدور بالقرب من نجم ساطع (أ.ف.ب)
في دراسة جديدة مثيرة، كشف العلماء عن تفاصيل مدهشة حول كوكب بعيد معروف بطقسه القاسي، إذ تنبعث منه رائحة تشبه رائحة البيض الفاسد، حسبما أفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
ودرس العلماء الغلاف الجوي لكوكب «HD 189733 b»، والذي يتميز بدرجات حرارة عالية للغاية وظروف جوية غير عادية، وهطول أمطار تشبه تساقط الزجاج.
واستخدم العلماء بيانات من تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي لدراسة الغلاف الجوي لهذا الكوكب، واكتشفوا أن غاز كبريتيد الهيدروجين يشكل جزءاً كبيراً من غلافه الجوي. ويُعرف هذا الغاز برائحته الكريهة المشابهة لرائحة البيض الفاسد، وهو نفس الغاز الذي يمكن أن ينبعث من إطلاق الغازات من جسم الإنسان.
ويعد هذا الاكتشاف من بين أول الاكتشافات لوجود كبريتيد الهيدروجين على كوكب خارج نظامنا الشمسي، مما يضيف بُعداً جديداً لفهمنا للكواكب البعيدة.
في تصريحاته، قال الدكتور قوانغوي فو، عالم الفلك في جامعة جونز هوبكنز الذي قاد البحث: «إذا كانت أنفك تستطيع العمل في درجة حرارة 1000 درجة مئوية، فإن الغلاف الجوي لهذا الكوكب سيشتم مثل رائحة البيض الفاسد».
ورغم أن كبريتيد الهيدروجين يمكن أن يشير إلى إمكانية وجود حياة على بعض الكواكب البعيدة، فإن الباحثين يؤكدون أن هذا ليس الحال بالنسبة لـ«HD 189733 b»، فالكوكب هو عملاق غازي حار جداً، مثل كوكب المشتري، مما يجعل من غير المحتمل أن يكون موطناً لأي شكل من أشكال الحياة المعروفة.
ومع ذلك، يُعتبر اكتشاف كبريتيد الهيدروجين خطوة مهمة نحو فهم كيفية تشكل الكواكب.
ويفتح تلسكوب «جيمس ويب» الفضائي نافذة جديدة لتحليل المواد الكيميائية في الكواكب البعيدة، مما يساعد العلماء على معرفة المزيد عن أصول وتطور هذه الأجرام السماوية.
وأكد فو، على أهمية هذا التليسكوب في تحقيق تقدمات كبيرة في علم الفلك، قائلاً: «لقد كان تغييراً كبيراً في اللعبة... لقد أحدث ثورة في مجال علم الفلك... لقد قدم القدرة الموعودة، بل وتجاوز توقعاتنا بطرق معينة».
من المتوقع أن يستمر الباحثون في استخدام المعلومات المستمدة من تليسكوب «جيمس ويب» لدراسة المزيد من الكواكب البعيدة، في محاولة لكشف المزيد من أسرار الكون.
تجري «سبيس إكس» اختباراً سادساً لصاروخ «ستارشيب» العملاق، الثلاثاء، في الولايات المتحدة، في محاولة جديدة لاستعادة الطبقة الأولى منه عن طريق أذرع ميكانيكية.
«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمودhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084909-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%A7-%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%88%D9%82%D8%AF%D8%B1%D8%AA%D9%87-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%88%D8%AF
«المرايا» رؤية جديدة لمعاناة الإنسان وقدرته على الصمود
شخوص اللوحات تفترش الأرض من شدة المعاناة (الشرق الأوسط)
في النسيج الواسع لتاريخ الفن التشكيلي، تبرز بعض الأعمال الفنية وتكتسب شهرة عالمية، ليس بسبب مفرداتها وصياغاتها الجمالية، ولكن لقدرتها العميقة على استحضار المشاعر الإنسانية، وفي هذا السياق تُعدّ لوحات الفنان السوري ماهر البارودي بمنزلة «شهادة دائمة على معاناة الإنسان وقدرته على الصمود»، وهي كذلك شهادة على «قوة الفن في استكشاف أعماق النفس، وصراعاتها الداخلية».
هذه المعالجة التشكيلية لهموم البشر وضغوط الحياة استشعرها الجمهور المصري في أول معرض خاص لماهر البارودي في مصر؛ حيث تعمّقت 32 لوحة له في الجوانب الأكثر قتامة من النفس البشرية، وعبّرت عن مشاعر الحزن والوحدة والوجع، لكنها في الوقت ذاته أتاحت الفرصة لقيمة التأمل واستكشاف الذات، وذلك عبر مواجهة هذه العواطف المعقدة من خلال الفن.
ومن خلال لوحات معرض «المرايا» بغاليري «مصر» بالزمالك، يمكن للمشاهدين اكتساب فهم أفضل لحالتهم النفسية الخاصة، وتحقيق شعور أكبر بالوعي الذاتي والنمو الشخصي، وهكذا يمكن القول إن أعمال البارودي إنما تعمل بمثابة تذكير قوي بالإمكانات العلاجية للفن، وقدرته على تعزيز الصحة النفسية، والسلام، والهدوء الداخلي للمتلقي.
إذا كان الفن وسيلة للفنان والمتلقي للتعامل مع المشاعر، سواء كانت إيجابية أو سلبية، فإن البارودي اختار أن يعبِّر عن المشاعر الموجعة.
يقول البارودي لـ«الشرق الأوسط»: «يجد المتلقي نفسه داخل اللوحات، كل وفق ثقافته وبيئته وخبراته السابقة، لكنها في النهاية تعكس أحوال الجميع، المعاناة نفسها؛ فالصراعات والأحزان باتت تسود العالم كله». الفن موجود إذن بحسب رؤية البارودي حتى يتمكّن البشر من التواصل مع بعضهم بعضاً. يوضح: «لا توجد تجربة أكثر عالمية من تجربة الألم. إنها تجعلهم يتجاوزون السن واللغة والثقافة والجنس لتعتصرهم المشاعر ذاتها».
لكن ماذا عن السعادة، ألا تؤدي بالبشر إلى الإحساس نفسه؟، يجيب البارودي قائلاً: «لا شك أن السعادة إحساس عظيم، إلا أننا نكون في أقصى حالاتنا الإنسانية عندما نتعامل مع الألم والمعاناة». ويتابع: «أستطيع التأكيد على أن المعاناة هي المعادل الحقيقي الوحيد لحقيقة الإنسان، ومن هنا فإن هدف المعرض أن يفهم المتلقي نفسه، ويفهم الآخرين أيضاً عبر عرض لحظات مشتركة من المعاناة».
وصل الوجع بشخوص لوحاته إلى درجة لم يعد في استطاعتهم أمامه سوى الاستسلام والاستلقاء على الأرض في الشوارع، أو الاستناد إلى الجدران، أو السماح لعلامات ومضاعفات الحزن والأسى أن تتغلغل في كل خلايا أجسادهم، بينما جاءت الخلفية في معظم اللوحات مظلمةً؛ ليجذب الفنان عين المشاهد إلى الوجوه الشاحبة، والأجساد المهملة الضعيفة في المقدمة، بينما يساعد استخدامه الفحم في كثير من الأعمال، وسيطرة الأبيض والأسود عليها، على تعزيز الشعور بالمعاناة، والحداد على العُمر الذي ضاع هباءً.
وربما يبذل زائر معرض البارودي جهداً كبيراً عند تأمل اللوحات؛ محاولاً أن يصل إلى أي لمسات أو دلالات للجمال، ولكنه لن يعثر إلا على القبح «الشكلي» والشخوص الدميمة «ظاهرياً»؛ وكأنه تعمّد أن يأتي بوجوه ذات ملامح ضخمة، صادمة، وأحياناً مشوهة؛ ليعمِّق من التأثير النفسي في المشاهد، ويبرز المخاوف والمشاعر المكبوتة، ولعلها مستقرة داخله هو نفسه قبل أن تكون داخل شخوص أعماله، ولمَ لا وهو الفنان المهاجر إلى فرنسا منذ نحو 40 عاماً، وصاحب تجربة الغربة والخوف على وطنه الأم، سوريا.
وهنا تأخذك أعمال البارودي إلى لوحات فرنسيس بيكون المزعجة، التي تفعل كثيراً داخل المشاهد؛ فنحن أمام لوحة مثل «ثلاث دراسات لشخصيات عند قاعدة صلب المسيح»، نكتشف أن الـ3 شخصيات المشوهة الوحشية بها إنما تدفعنا إلى لمس أوجاعنا وآلامنا الدفينة، وتفسير مخاوفنا وترقُّبنا تجاه ما هو آتٍ في طريقنا، وهو نفسه ما تفعله لوحات الفنان السوري داخلنا.
ولا يعبأ البارودي بهذا القبح في لوحاته، فيوضح: «لا أحتفي بالجمال في أعمالي، ولا أهدف إلى بيع فني. لا أهتم بتقديم امرأة جميلة، ولا مشهد من الطبيعة الخلابة، فقط ما يعنيني التعبير عن أفكاري ومشاعري، وإظهار المعاناة الحقيقية التي يمر بها البشر في العالم كله».
الخروف يكاد يكون مفردة أساسية في أعمال البارودي؛ فتأتي رؤوس الخرفان بخطوط إنسانية تُكسب المشهد التصويري دراما تراجيدية مكثفة، إنه يعتمدها رمزيةً يرى فيها تعبيراً خاصاً عن الضعف.
يقول الفنان السوري: «الخروف هو الحيوان الذي يذهب بسهولة لمكان ذبحه، من دون مقاومة، من دون تخطيط للمواجهة أو التحدي أو حتى الهرب، ولكم يتماهى ذلك مع بعض البشر»، لكن الفنان لا يكتفي بتجسيد الخروف في هذه الحالة فقط، فيفاجئك به ثائراً أحياناً، فمن فرط الألم ومعاناة البشر قد يولد التغيير.