الزهراني... مهندس ساعات سعودي يصنع طريقه نحو العالمية

عبد الرحمن الزهراني يخترق عالم تصليح الساعات ويضع بصمته في توطينه (الشرق الأوسط)
عبد الرحمن الزهراني يخترق عالم تصليح الساعات ويضع بصمته في توطينه (الشرق الأوسط)
TT

الزهراني... مهندس ساعات سعودي يصنع طريقه نحو العالمية

عبد الرحمن الزهراني يخترق عالم تصليح الساعات ويضع بصمته في توطينه (الشرق الأوسط)
عبد الرحمن الزهراني يخترق عالم تصليح الساعات ويضع بصمته في توطينه (الشرق الأوسط)

من الصغر، كان لديه شغف بفك وتركيب الأشياء لكن هذه الهواية تطورت وتبلورت بشكل أوضح حين عمل موظف صيانة في إحدى شركات الساعات التي كان يراقب فيها المهندسين وهم يعملون على تصليح ساعات اليد، وأُعجب بمدى الاحترافية والدقة التي يتمتعون بها وقدرتهم على إعادتها للعمل مرة أخرى.

هذا الاهتمام دفعه إلى القراءة والبحث في المجال، ليكتشف أنه مجال مكتسح من قبل الجنسيات الأخرى ولا يوجد سعودي واحد يمارسه، ما أثار في داخله تحدياً جديداً؛ إذ قرر أن يقتحم هذا المجال ليكون عبد الرحمن الزهراني من أوائل السعوديين الذين مارسوا وساهموا في توطينه.

الزهراني كان يرى في هذا المجال فرصة جميلة وممتعة، بالإضافة إلى أنه يخلق فرصاً وظيفية للشباب والشابات المهتمين، لكن الطريق لم يكن سهلاً؛ إذ واجهته تحديات كبيرة خلال فترة التعلم والتدريب، لكنها لم تثنه، بل زادت من عزيمته لتحقيق طموحه في أن يصبح أحد مهندسي الساعات المعروفين في هذا المجال، وخاصة أن الزهراني تدرب على أيدي مهندسين ذوي خبرة طويلة، كما أنه حصل على دورة تدريبية في سويسرا، ونال شهادتين في هندسة الساعات.

عبد الرحمن الزهراني يحصل على شهادتين من سويسرا في هندسة الساعات (الشرق الأوسط)

من جانبه، يرى الزهراني أن التصليح وصنع الساعات هما وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن صنع ساعة جيدة من دون معرفة كيفية تصليحها، لافتاً إلى أنه رغم أن الطلب على الساعات الفاخرة أصبح أقل من السابق بسبب التقليد والسوق السوداء، فإنه يطمح في عمل براند سعودي للساعات الثمينة ينافس العلامات التجارية العالمية.

عبد الرحمن الزهراني يرى أن التصليح والتصنيع وجهان لعملة واحدة (الشرق الأوسط)

يتذكر عبد الرحمن إحدى اللحظات المميزة في مسيرته المهنية، وهي عندما جاء مدير صيانة ماركة ساعات عالمية مشهورة وشاهده يعمل بشغف فأُعجب به وأدخله في دورة تدريبية، وبعد اجتيازها أهداه شنطة مفكات وعِدّة صيانة خاصة بالمدير. وكشف الزهراني أن شغفه وحبه لمهنته ليس له حدود، وأنه يطمح في الدخول إلى عالم صناعة الساعات ورفع اسم بلاده في مجال صناعة الساعات الفاخرة على المستوى العالمي.


مقالات ذات صلة

خادم الحرمين يُجري فحوصاً طبيةً لالتهاب في الرئة

الخليج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (واس)

خادم الحرمين يُجري فحوصاً طبيةً لالتهاب في الرئة

يجري خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مساء الأحد، فحوصات طبية جراء التهاب في الرئة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال استقباله الأمين العام لمنظمة دول الكومنولث البارونة باتريشيا أسكتلند في الرياض (الخارجية السعودية)

وزير الخارجية السعودي يناقش تعزيز التعاون مع دول «الكومنولث»

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، مع نظيره الأوكراني أندري سيبها، الأحد، العلاقات الثنائية، ومستجدات الأزمة الأوكرانية – الروسية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق جذبت فعاليات المعرض وأنشطته الثرية والمتنوعة أكثر من مليون زائر (هيئة الأدب)

معرض الرياض الدولي للكتاب يختتم 10 أيام من الاحتفاء بالكتاب والثقافة

بحلول مساء يوم (السبت) انقضت الأيام العشرة من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2024، وتم إسدال الستار على المعرض الذي انطلق تحت شعار «الرياض تقرأ».

عمر البدوي (الرياض)
أوروبا وزير الخارجية البوسني (الشرق الأوسط)

وزير خارجية البوسنة والهرسك: نسعى للتعاون مع «الناتو» لتدابير أمننا

قال وزير الخارجية البوسني لـ«الشرق الأوسط» إن بلاده تتعامل بحذر مع التحديات الجيوسياسية المعقَّدة، وتسعى لتعزيز تعاونها مع «الناتو» وتفعيل تدابير أمنها الداخلي.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
يوميات الشرق ‎⁨تضم النسخة الثانية معرضاً يجمع «سلسلة القيمة» في أكثر من 16 مجالاً مختلفاً ومؤتمراً مختصاً يتضمن 30 جلسة حوارية⁩

«منتدى الأفلام السعودي» يجمع خبراء العالم تحت سقف واحد

بعد النجاح الكبير الذي شهده «منتدى الأفلام السعودي» في نسخته الأولى العام الماضي 2023، تستعد العاصمة السعودية الرياض لانطلاقة النسخة الثانية من «المنتدى».

«الشرق الأوسط» (الدمام)

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
TT

«ودارت الأيام»... مسرحية مصرية تُحذّر من «تضحيات الزوجة المفرِطة»

الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)
الديكور جزء أساسي من مفردات العمل (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

حين أطلق صُنّاع أغنية «ودارت الأيام» تحفتَهم الغنائية الخالدة عام 1970 لتصبح واحدة من روائع «كوكب الشرق» أمّ كُلثوم، ربما لم يخطر على بالهم أنها سوف تصبح اسماً لواحد من العروض المسرحية بعد مرور أكثر من نصف قرن.

وبينما تحفل الأغنية الشهيرة التي كتبها مأمون الشناوي، ولحّنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، بالتفاؤل والنهاية السعيدة لجفوة قديمة بين حبيبَين التقيا بعد سنوات من الفراق، فإن المسرحية التي تحمل الاسم نفسه، وتُعرَض حالياً ضمن فعاليات مهرجان «أيام القاهرة للمونودراما الدّولي»، تحمل أجواءً حزينة مِلؤها الحسرة والأسى لزوجة تكتشف بعد فوات الأوان أنها خسرت كل شيء، وأن تضحياتها الزوجية عبر أحلى سنوات العمر ذهبت أدراج الرياح.

حالات متناقضة من المشاعر والانفعالات (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

تروي المسرحية قصة زوجة تستيقظ فجأةً على نبأ وفاة زوجها، بيد أن المصيبة هذه لم تأتِ بمفردها، بل جرّت معها مصائب متلاحقة، ليُصبح الأمر كابوساً متكامل الأركان، فالزوج لم يَمُت في بيت الزوجية، بل في بيت آخر مع زوجة أخرى اقترن بها سراً قبل نحو 15 عاماً، لتكتشف البطلة أنها عاشت مخدوعة لسنوات طوال.

محاولة لاستعادة الماضي بلا جدوى (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

تلك الصّدمة العاطفية الكُبرى شكّلت نقطة الانطلاق الحقيقية للعرض المسرحي الذي أخرجه فادي فوكيه، حين تأخذ البطلة التي جسّدت شخصيتها الفنانة وفاء الحكيم، في استرجاع ذكريات رحلتها الزوجية التي اتّسمت بتنازلها عن كثيرٍ من حقوقها بصفتها زوجة وأنثى، كما تروي مواقف عدّة، تقبّلت فيها معاملة زوجها المهينة ونظرته الدُّونية لها، وأنانيته وتغطرسه؛ إذ لم يكن يفكر إلا في نفسه، وكان يتعامل مع زوجته كأنها خادمة مسخّرة لتلبية رغباته، وليست شريكة حياة لها حقوق كما أن عليها واجبات.

عدّ الناقد المسرحي د. عبد الكريم الحجراوي، مسرح المونودراما الذي ينتمي إليه العمل «من أصعب أنواع القوالب الفنية؛ لأنه يعتمد على ممثّل واحد في مواجهة الجمهور، مطلوب منه أن يكون شديدَ البراعة ومتعددَ المواهب من حيث التّشخيص، والمرونة الجسدية، والاستعراض، والتحكم في طبقات صوته»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هذا الممثل مُطالَب بالسيطرة على المتفرج، والإبقاء عليه في حالة انتباه وتفاعل طوال الوقت، ومن هنا تكمن الصعوبة، حيث لا وجود لشخصيات أخرى أو حوار.

ويضيف الحجراوي: «وجد ممثل المونودراما نفسه مطالَباً بالتعبير عن الصراع الدرامي بينه وبين الآخرين الغائبين، أو بينه وبين نفسه، فضلاً عن أهمية امتلاكه مرونة التعبير عن حالات مختلفة من المشاعر، والانفعالات، والعواطف المتضاربة التي تتدرّج من الأسى والحزن والشّجَن إلى المرح والكوميديا والسُّخرية، وهو ما نجحت فيه وفاء الحكيم في هذا العمل».

أداء تمثيلي اتّسم بالإجادة (إدارة مهرجان القاهرة للمونودراما)

ويُبرِز العمل الذي يُعدّ التجربة الأولى للمؤلفة أمل فوزي، كثيراً من محطات الخذلان والإحباط التي عاشتها الزوجة؛ فقد رفضت والدتها ذات الشخصية القوية، فكرة انفصالها عن زوجها في السنوات الأولى لحياتهما معاً، ومن ثَمّ رفضت الزوجة نفسها فكرة الانفصال بعد إنجاب أكثر من طفل، وتلوم البطلة نفسها بسبب قبولها لموضوع الزواج في سنٍّ صغيرة وهي لا تزال في بداية دراستها الجامعية، وعجزها عن التمرد بوجه زوجها حين رفض بإصرارٍ أن تُكمل دراستها، مخالِفاً بذلك وعدَه لها ولأسرتها أثناء فترة الخطوبة.

واللافت أن الزوجة لا تغار من الزوجة الثانية التي أنجبت هي الأخرى طفلاً من زوجهما المشترك، بل تلومُ نفسها على ضعف شخصيتها حيناً، وثقتها غير المبرّرة في زوجها أحياناً.