فيلم «هجرة»... رحلة ملهمة للبحث عن الذات

مخرجته شهد أمين لـ«الشرق الأوسط»: أريد تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في عمل عالمي

تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)
تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)
TT

فيلم «هجرة»... رحلة ملهمة للبحث عن الذات

تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)
تحاول المخرجة تسليط الضوء على حكاية المهاجرين في فيلم ببُعد عالمي (الشرق الأوسط)

تعكف المخرجة السعودية شهد أمين، على إنهاء مرحلة المونتاج لفيلمها «هجرة»، الذي يسلط الضوء على قصص المهاجرين الذين استقروا في البلاد بعد الحج، ودور المرأة في هذا السياق. الفيلم من نوعية أفلام الطريق، تم تصويره على مدى 55 يوماً في 8 مدن سعودية مختلفة، ومن المتوقع عرضه قريباً في صالات السينما.

في حوار مع «الشرق الأوسط» قالت المخرجة شهد أمين، إن الفيلم يركز على المرأة وحضورها القوي في تاريخ المملكة العربية السعودية، مضيفةً أن القصة تصوّر شخصيات نسائية من أجيال مختلفة «بدايةً من (الجدة)، ووصولاً إلى بطلتنا الصغيرة (جنى)، التي تحاول فهم الأجيال المختلفة من نساء عائلتها».

مشهد من الفيلم الذي هو حالياً في مرحلة المونتاج ومن المنتظر عرضه قريبًا في السينما (الشرق الأوسط)

يتعمّق الفيلم في شخصياته، حيث تظهر الصراعات العميقة بين هذه الأجيال، حسب المخرجة، التي تضيف: «كل واحدة منهن تبحث عن حرية وصوت يخصّها وحدها، هنالك تساؤلات كثيرة يطرحها هذا الفيلم، من خلال رحلة تكشف لنا المملكة العربية السعودية بجغرافيتها الساحرة، وثقافاتها المتنوعة، وتاريخها العريق».

قصة «هجرة»

تبدأ قصة «هجرة» في مدينة الطائف، مروراً بمكة المكرمة، حيث تختفي الفتاة «سارة»، وتبدأ الجدة والطفلة «جنى» في البحث عنها، متجهات إلى الشمال، ومن هنا ينتقل الفيلم إلى الصحراء، ثم يستقر في جبال تبوك الثلجية. وتتابع شهد أمين قائلة: «إنها رحلة ملهمة، تبحث بها الشخصيات مع المشاهدين عن ذواتهن، من خلال اكتشاف البلد الذي يعشن فيه».

يتناول الفيلم رحلة بحث الجدة وحفيدتها المليئة بالمفاجآت (الشرق الأوسط)

ما بعد الحج

تقول المخرجة عما يميز فيلمها: «هو يختلف عن بقية أفلامي، التي آثرتُ أن تدور أحداثها في عالم الواقع، أو عالم الفانتازيا، تدور أحداث هذا الفيلم في الواقع، وفي السعودية تحديداً، وتتناول القصة موضوع الحج؛ كوني من جدة فأنا أدرك مدى تأثير الحج على مجتمعنا، حيث اختار العديد من الحجاج البقاء في مدن مثل مكة، والمدينة، وجدة، والطائف، بعد إتمام فريضة الحج، ونتيجة لذلك أصبحت هذه المدن متعددة الأعراق والثقافات».

حكاية المهاجرين

تتابع المخرجة: «في فيلم (هجرة) أردت تسليط الضوء على حكاية المهاجرين، في فيلم يُبرز أن السعودية كانت دائماً ملاذاً للمسلمين، الذين جاءوا إليها للبحث عن وطن جديد». وتشير شهد أمين إلى أن ما شدّها لهذا الفيلم هو كونه من أفلام الطريق داخل المملكة، حيث تحاول إظهار هذه البقعة الجغرافية الفريدة بطريقة لم تظهر بها من قبل، من قمم جبال الطائف إلى مدينة جدة، مروراً بصحراء العلا وشواطئ ضبا، وصولاً إلى الجبال الثلجيّة في تبوك.

قصة الحجاج وما بعد رحلة الحج تظهر في الفيلم (الشرق الأوسط)

وبسؤالها عن أبرز التحديات التي واجهت هذا العمل، تجيب: «من أصعب الأمور التي واجهناها التنقل من منطقة إلى أخرى، والعيش في مناطق بعيدة، وتحديات نقل أعداد كبيرة من الممثلين الكومبارس إلى مناطق شبه نائية».

فريق عالمي

تشيد المخرجة بفريق عمل الفيلم، وتصفهم بـ«طاقم عالمي ومحلي محترف»، وتضيف: «عملت لمدة أعوام مع صانع الأفلام محمد الدراجي منتجاً، ومن خلال (المركز العراقي) للفيلم المستقل، و(بيت أمين) للإنتاج، بدأنا في تكوين فريق العمل، المؤلَّف من المصوّر الشيلي ميغيل ليتين وفريقه، والمنتجَين فيصل بالطيور ومحمد حفظي، إلى جانب مصمّمة الأزياء السعودية مرنة الحربي، ومصمّم الديكور البريطاني كريس ريتشموند».

وأشارت شهد أمين إلى أن الفيلم مدعوم من عدة جهات، منها مهرجان البحر الأحمر، وفيلم العلا، وهيئة الأفلام، ومسابقة ضوء، ونيوم، وإثراء، وفيلم كلينيك، والمركز العراقي للفيلم المستقل، وبيت أمين، وسيني ويفز، وآديشن.

المخرجة شهد أمين (الشرق الأوسط)

وتطرّقت شهد أمين إلى الدعم المقدّم من فيلم العلا، بالقول: «دور فيلم العلا ليس مادياً فقط، بل معنوي ولوجيستي كذلك، لقد وفّر لنا الطاقم من فيلم العلا جميع المتطلبات، وقد كانوا جزءاً لا يتجزّأ من فريقنا... أنا فخورة جداً بكل ما يصنعونه لمساعدة صناع الأفلام المحليين والدوليين، ولكل ما قدّموه لي ولطاقم فيلم (هجرة)، فلقد أدهشونا بحرفيتهم وتفانيهم في صناعة هذا الفيلم».

وعن التصوير في العُلا تقول: «من أبرز وأجمل المناطق التي مررنا بها كانت منطقة العلا؛ فلقد كان التصوير بها شاعرياً جداً».

تم تصوير الفيلم في ثمان مدن سعودية بما يُظهر التنوّع الجغرافي في البلاد (الشرق الأوسط)


مقالات ذات صلة

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

يوميات الشرق ياسمين رئيس مع أسماء جلال في مشهد من الفيلم (حسابها على «فيسبوك»)

فنانون مصريون يتجهون للإنتاج السينمائي والدرامي

انضمت الفنانة المصرية ياسمين رئيس لقائمة الممثلين الذين قرروا خوض تجربة الإنتاج السينمائي من خلال فيلمها الجديد «الفستان الأبيض».

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما يبدأ الجزء الثاني من سجن آرثر فليك.. الصورة من صالة سينما سعودية حيث يُعرض الفيلم حالياً (الشرق الأوسط)

فيلم «الجوكر2»... مزيد من الجنون يحبس أنفاس الجمهور

يخرج آرثر فليك (واكين فينيكس) من زنزانته، عاري الظهر، بعظام مقوّسه، يسحبه السجانون بشراسة وتهكّم...

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق يشجّع المهرجان الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما (الشرق الأوسط)

الشيخة جواهر القاسمي لـ«الشرق الأوسط»: الأفلام الخليجية تنمو والطموح يكبُر

الأثر الأهم هو تشجيع الأطفال والشباب في مجال صناعة السينما، ليس فقط عن طريق الإخراج، وإنما أيضاً التصوير والسيناريو والتمثيل. 

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق البرنامج يقدم هذا العام 20 فيلماً تمثل نخبة من إبداعات المواهب السعودية الواعدة (مهرجان البحر الأحمر)

«سينما السعودية الجديدة» يعكس ثقافة المجتمع

أطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي برنامج «سينما السعودية الجديدة»؛ لتجسيد التنوع والابتكار في المشهد السينمائي، وتسليط الضوء على قصص محلية أصيلة.

«الشرق الأوسط» (جدة)

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
TT

ملاهٍ وأماكن عرض تتحوَّل ملاجئ نزوح في لبنان

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)
«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

لم يتردّد شفيق الخازن، صاحب أشهر محل للسهر في لبنان، «سكاي بار»، بتحويله حضناً دافئاً يستقبل النازحين اللبنانيين من مختلف المناطق.

لم يستطع إلا التعاطُف مع أحد العاملين لديه، عندما رآه يعاني نزوح عائلته وأقاربه، ففتح لهم أبواب محلّه في وسط بيروت، لتكرّ بعدها سبحة الوافدين. عندها، تحوَّل ملهى السهر مأوى لهم؛ دعاهم إلى دخوله من دون شرط.

يقع مبنى «سكاي بار» في وسط العاصمة اللبنانية. وشكّل منذ عام 2003 عنواناً لأفضل أماكن السهر في البلاد. ذاع صيته في الشرق والغرب، وعام 2009، صُنّف واحداً من أماكن السهر الأفضل والأشهر في العالم. تُشرف طبقته العليا، «روف توب»، على منظر عام للمدينة، وهو يتّسع لنحو 2000 شخص. شهد المكان أجمل الحفلات الموسيقية، كما استضاف أشهر لاعبي الموسيقى، «الدي جي»، فأحيوا سهرات قصدها السيّاح الأجانب والمغتربون اللبنانيون. وكان على مَن يرغب في إمضاء ليلة ساهرة فيه، أن يحجز مكاناً قبل أشهر من موعد السهرة.

اليوم تحوّل المبنى، وخصوصاً الطبقة الواقعة تحت «سكاي بار»، مكاناً يؤوي نحو 360 شخصاً. فهذه الطبقة شكّلت أيضاً مكاناً للسهر للشركة نفسها (أدمينز) بعنوان «سْكِن» في موسم الشتاء. ويعلّق شفيق الخازن لـ«الشرق الأوسط»: «جميع نجاحاتي التي حقّقتها في مجال (البزنس) كانت على علاقة مباشرة بلبنان. عندما رأيتُ معاناة الشعب اللبناني، لم أتردّد في فتح المكان أمام النازحين. لقد ساهمت في وضع لبنان على الخريطة العالمية، ولكن لو خُيّرت بين عملي ووطني لاخترتُ الأخير».

«سكاي بار» أمَّن جميع المستلزمات لحياة كريمة (الشرق الأوسط)

لبنان أولاً في أجندة الخازن الذي أمَّن خلال أسبوع جميع مستلزمات الحياة الكريمة لضيوفه: «يواكبني في عملي فريق رائع يتحمّس للعمل الإنساني. استقدمنا كل المستلزمات والحاجات بمبادرات فردية. ولم ننسَ تأمين الاتصال بالإنترنت. وإلى جانب مستلزمات النوم، نؤمّن بشكل يومي الطعام للجميع، من بينهم 160 طفلاً و120 امرأة. نشكّل معاً عائلة واحدة، وسعيد بما أفعله من أجل وطني».

مبادرة الخازن ألهمت كثيرين. وبعد أيام على فتح أبواب «سكاي بار» أمام النازحين، أُعلن عن فتح أماكن ترفيه وتسلية أخرى. فمركز المعارض الفنية، «فوروم دو بيروت»، قرّر القيام بالخطوة عينها. مساحته تتّسع لأكثر من 2000 شخص، سبق أن استضاف المعارض وحفلات الفنانين، وأحدث حفل أقيم في صالته الكبرى أحياه جورج وسوف وآدم ورحمة رياض.

«فوروم دو بيروت» يتّسع لأكثر من 2000 شخص (فيسبوك)

ينضمّ إلى هذا النوع من المبادرات مركز «البيال» في وسط بيروت. فقد أعلن عن نيّته فتح أبوابه للغاية عينها. ومن الأماكن التي ستتحوّل مأوى للنازحين؛ مدينة بيروت الرياضية، المعروفة باسم «مدينة كميل شمعون الرياضية». فقد دُشِّنت عام 1957، وتقع في منطقة الجناح؛ وتعدّ من أهم المنشآت الرياضية في العاصمة. يحتوي هذا المكان على أقسام عدة، إلى جانب الملعب الذي يتّسع لنحو 55 ألف متفرّج. من بين تلك الأقسام، قاعات مؤتمرات ونادٍ صحّي، وغرف لتغيير الملابس، وحمّامات، وغرف اتصالات وغيرها.

المباراة الافتتاحية فيها كانت ودّية ضدّ نادي بترولول الروماني؛ إذ فاز لبنان بهدف مقابل لا شيء، سجّله جوزيف أبو مراد. كان ذلك في افتتاح الدورة العربية الثانية بحضور رئيس الجمهورية اللبنانية آنذاك كميل شمعون وعاهل المملكة العربية السعودية سعود بن عبد العزيز آل سعود، ووفود رسمية من مختلف دول العالم، وشعبية من كافة المناطق اللبنانية.

المدينة الرياضية تستضيف النازحين (فيسبوك)

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط»، يشير وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاس إلى أنه، وبالتنسيق مع وزير البيئة ناصر ياسين، جرى الترتيب لهذا الموضوع. ويتابع: «من موقع مسؤولية ياسين رئيساً لهيئة الطوارئ، اقترحنا وضع جميع المنشآت الرياضية بتصرّف الهيئة. اليوم، أصبحت المدينة الرياضية في بيروت جاهزة لاستقبال الضيوف».

ويشدّد كلاس على تسمية النازحين بالضيوف: «لا نعدّهم إلا ضيوفاً مُرحَّباً بهم. حالياً، أجول على منشآت رياضية للوقوف على مدى استيعابها وجهوزيتها لاستقبالهم؛ من بينها (مدينة سمار جبيل) الكشفية. فقد وجدناها صالحة لهذا الهدف الإنساني. وكذلك الملعب الأولمبي في طرابلس الذي سيفتح أبوابه أمام ضيوفنا. جميع تلك الأماكن تتمتّع بمعايير العيش المطلوبة للحفاظ على كرامة ضيوفنا من جميع المناطق اللبنانية».