3 استراتيجيات يتبعها الأشخاص «الأكثر نجاحاً» عند التحدث مع الآخرين

الأشخاص الناجحون والحالمون يستخدمون كثيراً من ضمائر المخاطب بالإضافة إلى اللغة المتعلقة بالحواس (رويترز)
الأشخاص الناجحون والحالمون يستخدمون كثيراً من ضمائر المخاطب بالإضافة إلى اللغة المتعلقة بالحواس (رويترز)
TT

3 استراتيجيات يتبعها الأشخاص «الأكثر نجاحاً» عند التحدث مع الآخرين

الأشخاص الناجحون والحالمون يستخدمون كثيراً من ضمائر المخاطب بالإضافة إلى اللغة المتعلقة بالحواس (رويترز)
الأشخاص الناجحون والحالمون يستخدمون كثيراً من ضمائر المخاطب بالإضافة إلى اللغة المتعلقة بالحواس (رويترز)

من المعروف أن طرق تحدث الأشخاص مع غيرهم تُعطي فكرة قوية عن شخصياتهم وكيفية تأثيرهم بمَن حولهم. وضمن مسيرته المهنية، قضى نوا زاندان، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارِك لمنصة التدريب على الذكاء الاصطناعي «Quantified»، ومؤلف كتاب «Insights into Influence»، آخر 12 عاماً في دراسة كيفية تحدث الأشخاص الأكثر نجاحاً وفعالية وتأثيراً.

اليوم، يستخدم زاندان البرامج لمساعدة الشركات على التواصل بشكل أفضل مع عملائها وجماهيرها. لكنه بدأ مسيرته المهنية في وول ستريت، حيث كان يجري التحليلات الكمية. ويحاضر زاندان بانتظام في جامعة تكساس، وكلية هارفارد للأعمال، وغيرهما من الجامعات الأميركية.

لقد عمل مع أكوام من البيانات للمساعدة على تحقيق صفقات بمليارات الدولارات. وبمرور الوقت، لاحظ أن هناك عاملاً مفقوداً يمكن أن يؤدي إلى إبرام هذه الصفقات أو فشلها: التواصل الفعال. بدا المفهوم بسيطاً: إذا تَمكّن القادة من إيصال رؤاهم بشكل فعال، فسيتم إنجاز المهام، لكن لم تكن لدينا بيانات حول كيفية قيامهم بذلك.

بوصفه رجل أرقام، حيّره هذا الأمر، لذلك بدأ زاندان العمل على طريقة لفهمه بشكل أفضل.

فيما يلي 3 استراتيجيات تواصل يستخدمها القادة أصحاب الرؤى، وفقاً لزاندان في تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

التحدث في الحاضر

عندما بدأ هذا المشروع، اعتقد زاندان بأن أصحاب الرؤى سوف يرسمون صوراً حية لعالم المستقبل عندما يتحدثون، لكنهم في الواقع أكثر تركيزاً على الحاضر.

في بحثه، وجد أن هؤلاء القادة الناجحين يستخدمون زمن الحاضر بنسبة 15 في المائة أكثر، وزمن المستقبل بنسبة 14 في المائة أقل من المتحدث العادي. على سبيل المثال، بدلاً من القول: «سوف نحقق هذه النتائج»، يقولون: «إننا نحقق هذه النتائج الآن».

تُعد الناشطة البيئية، غريتا ثونبيرغ، مثالاً قوياً على هذا النوع من التواصل الفوري.

وفي خطابها في «المنتدى الاقتصادي العالمي» عام 2019، تناولت أزمة المناخ بإحساس بالإلحاح والصدى، قائلة: «لا أريدكم أن تكونوا متفائلين. أريدكم أن تشعروا بالذعر. أريدكم أن تشعروا بالخوف الذي أشعر به كل يوم. وبعد ذلك أريدكم أن تتصرفوا».

استخدام لغة واضحة وبسيطة

عندما يتحدث أصحاب الرؤى، فإنهم ليسوا معقّدين بشكل مفرط. ويستخدمون مقاطع صوتية أقل لكل كلمة، وعدداً أقل من الكلمات لكل جملة، ولغة واضحة للسبب والنتيجة.

قد يقول أحد القائمين على التواصل النموذجي: «على مدى الأرباع الثلاثة المقبلة، ومن خلال كفاءات خفض التكاليف وتحسين أوجه التآزر، سنحسن نتائجنا بنحو 10 إلى 15 في المائة».

وأي شخص صاحب رؤية يبسّط هذا الأمر ويجعله أكثر واقعية، فيقول: «على مدى الأرباع الثلاثة المقبلة، ومن خلال 3 طرق، سوف نتمكّن من تحسين نتائجنا بنسبة 12.5 في المائة».

وهناك مثال رؤيوي يحبه زاندان يأتي من نيلسون مانديلا، الذي قال عبارته الشهيرة: «التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم». المثل واضح ومؤثر ولا يحاول المبالغة في الشرح أو الإثبات أو التبرير.

إشراك الجمهور

يستخدم الحالمون كثيراً من ضمائر المخاطب مثل «أنت»، بالإضافة إلى اللغة المتعلقة بالحواس. وهذا يجعل اتصالاتهم فورية وغامرة.

ومن الأمثلة الرائعة على ذلك عندما تحدث رجل الأعمال البريطاني ريتشارد برانسون عن السياحة الفضائية والسفر، في مقابلة أجرتها معه الإذاعة الوطنية العامة عام 2014.

وقال: «عندما يتوقف الصاروخ، ستكون في الفضاء. سيكون هناك صمت تام. سوف تنفك وتطفو بينما ترتفع بلطف وتصطدم بالسقف». يأخذك برانسون إلى المركبة الفضائية معه، مما يجعل التجربة تبدو حقيقية وفورية.

إذن، ماذا نتعلم من كل هذا؟ تظهر البيانات أنه بمجرد أن تكون لديك رؤية واضحة، يكون العمل الشاق قد بدأ للتو. تحتاج إلى إيصالها بطريقة تركز على الحاضر، وتستخدم لغة واضحة وبسيطة، وتجذب جمهورك إلى الرؤية. إذا قمت بذلك، يمكنك إلهام أي شخص.



مهرجان عمّان السينمائي الدولي ملتقى للمواهب السينمائية العربية الصاعدة

جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)
جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)
TT

مهرجان عمّان السينمائي الدولي ملتقى للمواهب السينمائية العربية الصاعدة

جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)
جانب من أنشطة «أيّام عمّان لصناعة الأفلام» (إدارة مهرجان عمّان السينمائي الدولي)

بموازاة العروض السينمائية، واللقاءات مع الممثلين والمخرجين العرب والعالميين، والتنافس على جوائز «السوسنة السوداء»، وسائر الأنشطة التي ينظّمها «مهرجان عمّان السينمائي الدولي»، تنشط خليةٌ من نوعٍ آخر منبثقة عن هذا الحدث الثقافي السنويّ. يغلي في عروق تلك الخليّة دمٌ شاب أخذ على عاتقه مهمة النهوض بصناعة السينما المحلّيّة.

تسير «أيام عمّان لصناعة الأفلام - AFID» يداً بيَد مع المهرجان؛ تقدّم الدعم للمشاريع السينمائية الأولى، تنظّم ورشات تدريب ولقاءاتٍ مع روّاد المهنة، كما تشكّل ملتقىً للطاقات السينمائية الواعدة. يلفت المخرج والخبير السينمائي إلياس خلاط في هذا السياق إلى أنّه، «ومنذ دورته الأولى، كان القيّمون على المهرجان واعين لأهمية الصناعة السينمائية فأطلقوا أيام عمّان، على عكس باقي المهرجانات التي غالباً ما تتأخر في ذلك».

يستفيد المخرجون الصاعدون من خبرات من سبقوهم في المجال (إدارة المهرجان)

«أوّل فيلم»

يومياً خلال المهرجان، وما بين العاشرة صباحاً والخامسة مساءً، تزدحم الأروقة بعشرات الشابات والشبّان الوافدين من مختلف عواصم العالم العربي. لمسوا جدّيّةً في التعاطي مع مواهبهم من خلال الدعم الذي يقدّمه المهرجان لمشاريعهم. يفسّر مدير «أيام عمّان لصناعة الأفلام» بسّام الأسعد هذا التهافُت الشاب على الأنشطة الموازية للمهرجان، بالقول إن «صناعة الأفلام في الأردن ناشئة، ومن ثمّ فإن غالبية العاملين فيها هم من الجيل الصاعد، وما نشهده هو انعكاس بدهيّ لذلك الواقع». كما يتّخذ المهرجان لنفسه هوية «أول فيلم»، وغالباً ما يكون صانع أول فيلم من الجيل الشاب؛ من دون أن يعني ذلك أن الباب ليس مفتوحاً أمام المتقدّمين في السن الراغبين في تلقّي الدعم لتجاربهم السينمائية الأولى.

مدير «أيام عمّان لصناعة الأفلام» بسّام الأسعد (إدارة المهرجان)

منصات التقديم مفتوحة للجميع

تشارك زين دريعي وهي مخرجة أفلام أردنية شابة تجربتها مع «الشرق الأوسط»، مسترجعةً لحظاتٍ حاسمة عاشتها عام 2020: «تقدّمتُ بمشروع فيلمي الروائي الطويل الأول وفزت بجائزة الفيلم المستقل. كانت تجربة ممتازة شكلت أحد الأسباب الرئيسية لإطلاق عجلة العمل على فيلمي. وها أنا أعود إلى هنا في كل دورة، لأتواصل مع الخبراء وصنّاع الأفلام من حول العالم».

إلى جانب تركيز مهرجان عمّان السينمائي الدولي على المحتوى القيّم، وهو أمرٌ جذب الجيل الصاعد، فإنّه يتعامل بجدّية مع دعم المشاريع الناشئة. يوضح بسام الأسعد في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن «منصات التقديم مفتوحة للأردنيين والعرب على حد سواء، في مرحلتَي تطوير الأفلام وما بعد الإنتاج». ويضيف أن «قيمة الجوائز تبلغ 200 ألف دولار مخصصة لكل نسخة من المهرجان، وهي تتنوّع ما بين مكافآت نقديّة واستشارات فنية ومعدّات تقنية تساعد الشباب على السير قدماً في مشاريعهم السينمائية».

إلى جانب دعم المشاريع تقدّم «أيام عمّان» ورشات تدريب للطلّاب والمهتمّين بالسينما (إدارة المهرجان)

عمَلياً، تفتح منصات التقديم الخاصة بـ«أيام عمّان لصناعة الأفلام» قبل 4 أشهر من المهرجان. يلفت الأسعد: «السنة مثلاً وصلنا أكثر من 100 مقترح من حول العالم العربي. خبراء المهرجان وهم من الأردن وخارجه، يقرأون المشاريع ويقيّمونها ويختارون من بينها الـ16 الأنسَب لهويّة الدورة، على أن تتنوّع ما بين وثائقية وروائية».

أما المحتوى الذي يجري التركيز عليه فهو الإبداعي والأصيل الذي يعكس هوية المنطقة العربية. يوضح الأسعد: «لا ينحصر في المواضيع الاجتماعية أو الثقافية بل لدينا أفلام رعب كذلك. نحن منفتحون على كل الأنواع شرط أن تكون فكرة إبداعية وجديدة».

من إحدى ورشات التدريب على صناعة الأفلام الوثائقية (إدارة المهرجان)

دور الهيئة الملكيّة الأردنية للأفلام

بعد اختيار المشاريع الـ16، يُدعى أصحابها إلى الأردن خلال فترة المهرجان، حيث يخضعون لتدريب حول كيفية تقديم مشاريعهم وإقناع لجان التحكيم التي تقرر مصير دعم الأفلام من عدمه. بعد ذلك، يجري اختيار المشاريع المستحقة الجوائز.

إلياس خلاط، وهو مواكبٌ لأنشطة «أيام عمّان لصناعة الأفلام» بوصفه قارئاً للمشاريع السينمائية، يشير إلى أن «خطة دعم السينما الشابّة ليست ابنة أمس، وقد وضعت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام حجرها الأساس قبل عقدَين». ويضيف أن «أهمية الخطوة تكمن في اهتمام الأردن الكبير بالمواهب الشابة، وفي الوقت عينه في الانفتاح على العالم العربي من خلال المساواة بين صنّاع الأفلام الأردنيين والعرب اهتماماً ودعماً».

يؤكد الأسعد الأمر عندما يقول: «إن الحضور الشاب يزداد سنة تلو الأخرى، لا سيّما من الدول العربية. وقد بدأنا نلاحظ أن عدداً كبيراً من صنّاع الأفلام الشباب باتوا يسافرون على حسابهم الشخصي من أجل المشاركة والانغماس أكثر في كواليس الصناعة السينمائية العربية».

تشارك في «أيام عمّان لصناعة الأفلام» مواهب من مختلف أنحاء العالم العربي (إدارة المهرجان)

شغف شبابيّ متصاعد

تشعر زين دريعي بالفخر لأن بلدها يرسّخ تقليد استضافة مهرجان سينمائي سنويّ. تقول: «إن المهرجان صار حيوياً في الوطن العربي، وإن أنشطته انعكست تطوّراً في السينما الأردنية الشابة». هي التي تخرّجت في تورونتو بكندا، عادت إلى عمّان كي تحقّق حلمها بأن تصبح مخرجة في بلدها.

يلمس بسام الأسعد هذا الشغف الصاعد بين الشباب، هو الذي يزور وفريق «أيام عمّان» الجامعات التي تدرّس الإخراج والسينما. يقول: «الجامعات هي المنطلق الأساسي لاختيار المشاركين في المهرجان، وذلك على أساس زيارات يقوم بها فريق العمل، حيث نقيم جلسات تعريفية عن المهرجان ونشجّع الطلّاب على التسجيل».

الجامعات هي المنطلق الأساسي للمشاركين في الأنشطة (إدارة المهرجان)

يلفت إلياس خلاط في هذا السياق إلى أن «أهمية أيام عمّان لصناعة الأفلام تكمن في أن ندواتها وورشات تدريبها متنوّعة، ما يجذب الخرّيجين الجامعيين الشباب، خصوصاً أنها قد تكون مفيدة أكثر من الدراسة الجامعية».

كل تلك الأسباب مجتمعةً جاءت نتيجتها نمواً في الصناعة السينمائية الأردنية. يثبت الأسعد ذلك حين يقول إن الفيلمين الأردنيين المشاركين في المهرجان هذه السنة، انطلقا من منصات التقديم في «أيام عمّان» وحازا على دعم منها.

ولعلّ ما يقوله خلاط يعبّر بوضوح عن الأثر الكبير للمهرجان ولـ«أيام عمّان لصناعة الأفلام»: «منذ 12 سنة لم نكن نتحدث عن سينما أردنية، لكن منذ 5 سنوات بدأنا الحديث عن سينما ناشئة في الأردن. أما اليوم فما عدنا نسمّيها ناشئة بل نشيطة ومحترفة. لكن هذه السرعة القياسية في الصعود خالية من الدعسات الناقصة، فالسرعة لا تعني التسرّع هنا، بل التأنّي في الخطوات».