توصلت دراسة أسترالية هي الأولى من نوعها في العالم، إلى أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين يقلل مضاعفات الحمل الناجمة عن عدوى الإنفلونزا. وأوضح الباحثون بالمعهد الملكي للتكنولوجيا في ملبورن وجامعة جنوب أستراليا، أن الأسبرين قد يعالج التهاب الأوعية الدموية الناجم عن الإنفلونزا، مما يحسن تدفق الدم إلى المشيمة أثناء الحمل، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Frontiers in Immunology).
وتشبه مضاعفات عدوى الإنفلونزا أثناء الحمل، التداعيات الصحية التي يسببها تسمم الحمل، الذي يؤدي إلى التهاب الشريان الأورطي وخلل في الأوعية الدموية. وعندما يلتهب نظام الأوعية الدموية لدى الحامل، فإن ذلك يؤدي إلى ضعف تدفق الدم إلى الجنين ويؤثر على نموه.
وعادة يتم تناول جرعة منخفضة من الأسبرين لمنع تسمم الحمل، لأنه يمنع الجسم من إنتاج المواد الكيميائية التي تسبب الالتهاب.
وقد بحثت الدراسات التي أجريت على الحيوانات فيما ما إذا كان من الممكن تطبيق علاج تسمم الحمل على عدوى الإنفلونزا، وكانت النتائج، وفقاً لفريق البحث، واعدة جداً.
ووجد الباحثون أن الأجنة والمشيمة لدى الفئران المصابة بعدوى سلالات الإنفلونزا من النوع (A) كانت أصغر من تلك الموجودة في الفئران غير المصابة بالعدوى. وكانت علامات انخفاض الأكسجين في الدم وضعف نمو الأوعية الدموية واضحة أيضاً في الأجنة.
ووجد الباحثون أن الفئران التي عولجت يومياً بالأسبرين بجرعات منخفضة كان لديها التهاب أقل وتطور أفضل للأجنة وبقاء أفضل للنسل.
وبينما لا تزال الدراسة تنتظر التجارب السريرية على البشر، قال الباحثون إن الأسبرين بجرعات منخفضة معترف به كعلاج آمن للاستخدام أثناء الحمل. وأوصى فريق البحث النساء الحوامل بطلب المشورة الطبية قبل تناول أدوية جديدة.
وقال الباحثون إنهم كانوا يعتقدون أن فيروس الإنفلونزا يبقى في الرئتين فقط، لكنهم وجدوا أنه أثناء الحمل يهرب من الرئتين إلى بقية الجسم، ويمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في وقت لاحق من الحياة، كما تؤدي أيضاً إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في النسل في وقت لاحق من الحياة.
وأشاروا إلى أن النتائج تفيد بأن تناول الأسبرين بجرعة منخفضة يوفر حلاً بسيطاً للوقاية من المضاعفات المرتبطة بالإنفلونزا في أثناء الحمل، عبر المساعدة على منع خلل الأوعية الدموية أثناء الحمل وتحسين نمو الجنين.