تمارين بسيطة تحمي الأعصاب أثناء علاج السرطان

الدراسات تثبت فاعلية الرياضة في الحد من الآثار الجانبية لعلاجات السرطان (جامعة هارفارد)
الدراسات تثبت فاعلية الرياضة في الحد من الآثار الجانبية لعلاجات السرطان (جامعة هارفارد)
TT

تمارين بسيطة تحمي الأعصاب أثناء علاج السرطان

الدراسات تثبت فاعلية الرياضة في الحد من الآثار الجانبية لعلاجات السرطان (جامعة هارفارد)
الدراسات تثبت فاعلية الرياضة في الحد من الآثار الجانبية لعلاجات السرطان (جامعة هارفارد)

وجدت دراسة سويسرية أن التمارين البسيطة يمكن أن تمنع تلف الأعصاب، الناجم عن علاجات السرطان.

وأوضح الباحثون بجامعة بازل أنه ثبت عدم فاعلية الأدوية التقليدية لعلاج الاعتلال العصبي الناتج عن العلاج الكيميائي، ونشرت النتائج، الاثنين، بدورية (JAMA Internal Medicine).

وتهاجم العديد من أدوية السرطان، بداية من العلاج الكيميائي إلى العلاجات المناعية، الأعصاب، مما يؤدي إلى أعراض مؤلمة مثل فقدان التوازن والشعور بالخدر أو الوخز.

ويتعرض مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي مثل «أوكساليبلاتين» و«فينورلبين» لتلف الأعصاب، وهذا الضرر يمكن أن يصبح مزمناً لدى نحو 50 في المائة من المرضى، وهو ما يعرف بالاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن العلاج الكيميائي.

وخلال الدراسة، راقب الباحثون 158 مريضاً بالسرطان، من الذكور والإناث، الذين كانوا يتلقون العلاج إما بـ«أوكساليبلاتين» المستخدم لعلاج سرطان القولون والمستقيم أو «فينورلبين» المستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان، كسرطاني الثدي والرئة.

وقُسّم المشاركون إلى 3 مجموعات؛ الأولى مجموعة تحكم، تلقت الرعاية التقليدية، ومجموعتان أكملتا جلسات تمرين مرتين أسبوعياً لمدة 15 - 30 دقيقة خلال فترة العلاج الكيميائي. وأدت إحدى المجموعات تمارين تركز على التوازن، بينما تدربت المجموعة الأخرى على لوحة اهتزازية.

وأظهرت النتائج أن عدد المرضى الذين أصيبوا بالاعتلال العصبي في مجموعة التحكم كان ضعف عدد المرضى في مجموعتي التمارين. وبعبارة أخرى، تمكنت التمارين من تقليل حالات تلف الأعصاب بنسبة 50 - 70 في المائة.

إضافة لذلك، حسّنت التمارين من جودة حياة المرضى بشكل ملحوظ، وقللت من الحاجة إلى تقليل جرعات الأدوية، وخفّضت معدلات الوفيات خلال 5 سنوات بعد العلاج الكيميائي.

وحصل المرضى الذين تلقوا دواء «فينورلبين» وأجروا تدريبات حسية - حركية على الفائدة الكبرى.

ورغم الاستثمارات الكبيرة في محاولة تقليل الإصابة بالاعتلال العصبي الناتج عن العلاج الكيميائي، فإنه لا يوجد حتى الآن علاج دوائي فعال لهذه الحالة. وتنفق الولايات المتحدة نحو 17 ألف دولار سنوياً لكل مريض لعلاج تلف الأعصاب المتعلق بالعلاج الكيميائي.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة بازل الدكتورة فيونا ستريكمان، إن تأثير التمارين الإيجابي موثق جيداً ويعد علاجاً منخفض التكلفة لمواجهة تلف الأعصاب، الناجم عن علاجات السرطان.

وأضافت عبر موقع الجامعة: «إمكانات النشاط البدني يتم التقليل من شأنها بشكل كبير، ونأمل أن تؤدي نتائج دراستنا إلى توظيف المزيد من المعالجين الرياضيين في المستشفيات، من أجل استغلال هذه الإمكانات بشكل أفضل».

ويعمل الفريق حالياً على تطوير إرشادات لدمج التمارين بوصفه علاجاً داعماً لمرضى السرطان في المستشفيات. ومنذ عام 2023، تُجرى دراسة في 6 مستشفيات للأطفال في ألمانيا وسويسرا لاختبار فاعلية التمارين الرياضية لمنع الاضطرابات الحسية والحركية لدى الأطفال الذين يتلقون العلاج الكيميائي.


مقالات ذات صلة

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك رجل مريض بالسرطان (رويترز)

هل يقلل التعافي من السرطان احتمالات الإصابة بألزهايمر؟

منذ سنوات، بدأ الباحثون وخبراء الصحة في دراسة العلاقة بين السرطان وألزهايمر، وما إذا كان التعافي من المرض الخبيث يقلل فرص الإصابة بألزهايمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأميرة كيت بجانب زوجها الأمير ويليام (أ.ف.ب)

كيت تعود للمهام العامة في احتفال يوم الذكرى... وكاميلا تغيب

حضرت الأميرة البريطانية كيت احتفالاً بيوم الذكري في لندن أمس (السبت) في أحدث ظهور لها بمناسبة عامة بعد خضوعها لعلاج وقائي من السرطان هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
TT

الأشخاص الغاضبون «أكثر ميلاً للنجاح»... كيف؟

الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)
الغضب لا يزال يشكل حافزاً مهماً للنجاح في العالم الحديث (رويترز)

كشف أحد علماء الأعصاب أن الأشخاص الغاضبين أكثر ميلاً للنجاح. وقال الدكتور جاي ليشزينر إن الشعور بالغضب قد يكون «محركاً مهماً» للنجاح في العالم الحديث لأنه يدفعنا إلى «إزالة أي تهديدات» وتحقيق أهدافنا، وفقاً لصحيفة «التلغراف».

وأوضح الأكاديمي، وهو أستاذ في علم الأعصاب والنوم في مستشفى كينغز كوليدج في لندن، أن الغضب يمكن أن يخدم «غرضاً مفيداً للغاية» ويمكّن من تحقيق نتائج أكثر ملاءمة.

وفي حديثه ضمن بودكاست Instant Genius، قال الدكتور ليشزينر إن هرمون التستوستيرون يلعب دوراً رئيساً في ذلك، حيث يستجيب الهرمون - الذي تشير بعض الدراسات إلى أنه مرتبط بالعدوانية والغضب - للنجاح.

وتابع «لذا، إذا فزت في رياضة، على سبيل المثال - حتى لو فزت في الشطرنج الذي لا يُعرف بشكل خاص أنه مرتبط بكميات هائلة من العاطفة - فإن هرمون التستوستيرون يرتفع... تقول إحدى النظريات إن هرمون التستوستيرون مهم بشكل أساسي للرجال على وجه الخصوص لتحقيق النجاح».

«شعور مهم»

وحتى في العالم الحديث، لا يزال الغضب يشكل حافزاً مهماً للنجاح، بحسب ليشزينر، الذي أوضح «إذا أعطيت الناس لغزاً صعباً للغاية لحله، وجعلتهم غاضبين قبل أن تقدم لهم هذا اللغز، فمن المرجح أن يعملوا عليه لفترة أطول، وقد يجدون فعلياً حلاً له... لذا، فإن الغضب هو في الأساس عاطفة مهمة تدفعنا إلى إزالة أي تهديدات من هدفنا النهائي».

وأشار إلى أن المشكلة في المجتمعات البشرية تكمن في «تحول الغضب إلى عدوان».

لكن الغضب ليس العاطفة الوحيدة المعرضة لخطر التسبب في الضرر، حيث لاحظ أن مشاعر أخرى مثل الشهوة أو الشراهة، قادرة على خلق مشكلات أيضاً. وتابع «كلها تخدم غرضاً مفيداً للغاية، ولكن عندما تسوء الأمور، فإنها تخلق مشكلات».

ولكن بخلاف ذلك، إذا استُخدمت باعتدال، أكد الدكتور أن هذه الأنواع من المشاعر قد يكون لها بعض «المزايا التطورية».