عمره 428 عاماً... ملف سري يكشف عن أول شبكة جواسيس لملكة إنجلترا

وثيقة تحمل «أسماء العملاء السريين» يُعتقد أنها أول شبكة جواسيس في بريطانيا (الأرشيف الوطني البريطاني - الغارديان)
وثيقة تحمل «أسماء العملاء السريين» يُعتقد أنها أول شبكة جواسيس في بريطانيا (الأرشيف الوطني البريطاني - الغارديان)
TT

عمره 428 عاماً... ملف سري يكشف عن أول شبكة جواسيس لملكة إنجلترا

وثيقة تحمل «أسماء العملاء السريين» يُعتقد أنها أول شبكة جواسيس في بريطانيا (الأرشيف الوطني البريطاني - الغارديان)
وثيقة تحمل «أسماء العملاء السريين» يُعتقد أنها أول شبكة جواسيس في بريطانيا (الأرشيف الوطني البريطاني - الغارديان)

كشف ملف سري عمره 428 عاماً عن شبكة جواسيس مكنت ملكة إنجلترا إليزابيث الأولى خلال حكمها من التجسس على العديد من ملوك أوروبا.

وذكرت صحيفة «الغارديان» أن الملف السري سلط الضوء على القائمة التي جمعها مدير التجسس الأول روبرت سيسيل، والتي تعطي فكرة عن بدايات الخدمة السرية.

وتكشف الوثيقة كيف أنشأ سيسيل شبكة تجسس سرية واستخدمها للتجسس على الملوك الأوروبيين من أجل خدمة العرش الإنجليزي.

ووفقاً للصحيفة، فإنه لأكثر من قرن من الزمان، ظلت هذه الوثيقة محفوظة في الأرشيف الوطني البريطاني دون أن يمسها أحد، وهذه الورقة الواحدة تحمل عنوان «أسماء رجال الاستخبارات».

ويقول المؤرخ البريطاني ستيفن ألفورد، الذي حاول جمع أسماء المخبرين، إنه يعتقد أن «سيسيل بدأ في كتابتها عام 1596 في مجلد متنوع بواسطة أمناء الأرشيف الفيكتوريين».

وأضاف ألفورد: «كان لدى الفيكتوريين عادة؛ أنهم إذا عثروا على أوراق لا معنى لها بالنسبة لهم، أو كانت غامضة بعض الشيء ولا يمكن حفظها بطريقة مرتبة وأنيقة، كانوا يضعونها في مجلد ويتجاهلونها. وهنا يجد المؤرخون أشياء مثيرة للاهتمام حقاً».

ويعتقد ألفورد الذي يشغل منصب أستاذ التاريخ البريطاني في جامعة «ليدز»، أن تلك القائمة هي أول خدمة سرية منظمة في إنجلترا.

وأشار ألفورد إلى أن «معظم الجواسيس في القرن السادس عشر كانوا يعملون لصالح رجال البلاط وكانوا عادة مجموعة من المحتالين، الذين كانوا يحضرون ويتطوعون بالمعلومات على أساس مخصص»، وتابع: «كان رجال الاستخبارات في هذه القائمة مختلفين، كان هؤلاء أفراداً جادين، والكثير منهم تجار دوليون، وكانوا على جدول الرواتب».

وفي السابق، اعتقد الباحثون أن سيسيل الذي كان منصبه الرسمي وزيراً لخارجية إليزابيث، كان لديه عدد قليل من الجواسيس، لكن أبحاث ألفورد تشير إلى أنه كان لديه شبكة منظمة تضم أكثر من 20 جاسوساً، في لشبونة وكاليه وبروكسل وإشبيلية وروما وأمستردام وأسكوتلندا والسويد وأماكن غير محددة في أماكن أخرى»، وتابع ألفورد: «لقد اختار التجار لأنهم يسافرون، ويمكنهم القراءة والكتابة، ويتحدثون اللغات الأوروبية ولديهم شبكات خاصة بهم».

وأفاد تقرير الصحيفة بأنه تم الدفع لكل عميل لإرسال تقارير مشفرة سراً إلى سيسيل، الذي قام بفك تشفيرها باستخدام التشفير الفردي المخصص في كل ملف من ملفاتهم، والذي يحتوي أيضاً على سجل مدفوعاتهم وجميع اتصالاتهم السرية. وقال ألفورد: «بالمعايير الحديثة، تعتبر التشفيرات غير معقدة إلى حد كبير، فهي تقترح أحرفاً مختلفة لأحرف الأبجدية، أو رموزاً أو رسوماً بيانية لملكة أو ملك إسبانيا، على سبيل المثال».

وعام 1588، عندما حاول فيليب الثاني ملك إسبانيا الكاثوليكي غزو إنجلترا البروتستانتية والإطاحة بإليزابيث، كان سيسيل قلقاً بشأن احتمال وقوع هجوم بحري إسباني ثانٍ في تسعينات القرن السادس عشر، وأردف المؤرخ البريطاني: «هناك طاقم واحد من الجواسيس؛ شقيقان يراقبان ساحل المحيط الأطلسي، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي سفن إسبانية تبحر في أسطول جديد أو تقوم باستعدادات عسكرية وبحرية، لقد تظاهرا بأنهما يشحنان بضائع مهربة بين فرنسا وإسبانيا، ولكنهما في الواقع كانا يذهبان إلى الموانئ ويعدان التقارير عن النشاط البحري، ويقومان بإحصاء السفن ومعرفة ما يجري».

وتشير الكتابة اليدوية في الملفات المختلفة إلى أن سيسيل اعتمد على «مجموعة صغيرة من الأفراد الموثوق بهم» لمساعدته في إدارة عمليته السرية.


مقالات ذات صلة

الملك تشارلز يعتزم تأجير منزل شقيقه أندرو بعد إخلائه

يوميات الشرق منزل «رويال لودج» قيمته 30 مليون جنيه إسترليني (شاتيرستوك)

الملك تشارلز يعتزم تأجير منزل شقيقه أندرو بعد إخلائه

كشفت تقارير أن ملك بريطانيا تشارلز الثالث يعتزم تأجير منزل «رويال لودج» الذي يسكنه شقيقه دوق يورك الأمير أندرو بعد إخلائه وذلك بمبلغ يصل إلى مليون إسترليني.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق سيُعرض بالمورال بوصفه جزءاً من جولة خاصة في القلعة (أ.ب)

فتح أبواب قلعة بالمورال منزل العطلات الأسكوتلندي للعائلة المالكة أمام الجمهور

بدايةً من الاثنين، يستطيع الزائرون القيام بجولة في قلعة بالمورال الملكية الأسكوتلندية برفقة مرشد في أجزاء من القلعة الواقعة في أبردينشاير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق قلعة بالمورال (وسائل إعلام بريطانية)

العائلة المالكة البريطانية تفتح أبواب قلعة بالمورال أمام الجمهور لأول مرة (صور)

جرى فتح أبواب قلعة بالمورال، وهي المنزل الأسكوتلندي المحبب لدى العائلة المالكة البريطانية منذ خمسينات القرن التاسع عشر، أمام الجمهور لأول مرة في تاريخها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نشر صورة جديدة للملك تشارلز للاحتفاء بيوم القوات المسلحة في بريطانيا

نشر صورة جديدة للملك تشارلز للاحتفاء بيوم القوات المسلحة في بريطانيا

نُشرت صورة جديدة للملك تشارلز ملك بريطانيا اليوم (السبت) مرتدياً الزي العسكري للاحتفال بذكرى يوم القوات المسلحة في بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن )
يوميات الشرق الأميرة البريطانية آن تظهر إلى جانب أحصنة (أ.ب)

صدمة حصان تُعرّضها لارتجاج في المخ... ما التطوّرات الصحية للأميرة آن؟

عادت الأميرة البريطانية آن إلى منزلها بعد خمس ليالٍ في المستشفى جراء تعرضها لإصابات طفيفة في الرأس وارتجاج في المخ بسبب ركلة حصان.

«الشرق الأوسط» (لندن)

عشريني فاز بسباق عالمي يساعد الناس على مواجهة الفقدان

الوجع يُعلِّم (حساب ألفي واتس في فيسبوك)
الوجع يُعلِّم (حساب ألفي واتس في فيسبوك)
TT

عشريني فاز بسباق عالمي يساعد الناس على مواجهة الفقدان

الوجع يُعلِّم (حساب ألفي واتس في فيسبوك)
الوجع يُعلِّم (حساب ألفي واتس في فيسبوك)

تذكَّر ألفي واتس، الفائز بجائزة «سباق عبر العالم»، كيفية تعامل المقرّبين منه مع حزنه بعد رحيل والدته. وخلال برنامج عبر شبكة «بي بي سي» البريطانية، تحدَّث الشاب البالغ 21 عاماً عن تأثّره بوفاة والدته لإصابتها بسرطان الثدي عندما كان في الخامسة. ومن ثَمَّ يريد واتس استخدام خبرته لمساعدة الآخرين على تجاوز الإحساس بالفقدان؛ مستعيداً تذمّره عندما جعله مَن حوله يشعر كأنه «ملفوف بشرنقة قطنية». قال: «إذا كنتُ سأصل إلى أي مكان، فأنا بحاجة للعثور على الجانب المرح. لن يرغب الجميع في التعامل مع فكرة الموت بهذه الطريقة»، مضيفاً: «لم أستطع أن أروي بعضاً من النكات التي نسمعها حول الوضع برمته. في الواقع، أشعر بالعزاء لحقيقة أنني الآن مرتاح بما يكفي في الحديث مع أصدقائي». ومن خلال العمل مع «أمنية وينستون» - وهي مؤسّسة خيرية مقرّها غلوستر (جنوب غربي إنجلترا) تساعد الشباب على التكيُّف مع الفقدان - يعمل واتس على كيفية تعامل الناس مع الحزن بشكل مختلف.

وأوضح أنه عندما كان صغيراً تجنَّب الناس الإشارة إلى والدته؛ ما جعله يشعر أحياناً بأنه يُهمَّش. تذكَّر: «في المدرسة، الجميع يمزح حول أفراد العائلة وأشياء أخرى. اعتدتُ أن أكون جزءاً من هذه المحادثات؛ إلى أن يقول شخصٌ ما: (أقسم بحياة والدتك). بعدها يصبح دفاعياً، ويعقّب: (أنا آسف جداً). بدا ذلك سيئاً لي، فتراءى مثل: (كلا، لا أزال أريد أن أكون جزءاً من المحادثة)». شُخِّصت حالة والدة واتس بالسرطان بعد ولادته بمدّة، وتوفيت في ديسمبر (كانون الأول) 2008.

خلال «السباق حول العالم» - وهو برنامج تلفزيوني بريطاني يعزّر روح التنافُس - في مدينة هوي الفيتنامية، استعاد ذكرياتها معه، وتحدَّث عن اشتياقه إليها. وقد شاهده 5.8 مليون، وأصبحت الحلقة رابع أكثر البرامج مشاهدة على التلفزيون البريطاني في ذلك الأسبوع. علَّق واتس: «جزء من المأساة هو اعتقادي أنّ ثمة طريقة ثابتة للتعامل مع الحزن؛ فالفتيان يتعاملون معه بطريقة مختلفة عن الفتيات، فقط بسبب نشأتنا على التعامل مع مشاعرنا؛ لذا أردتُ نوعاً ما أن أكون نموذجاً يحتذي به الذكور»، مؤكداً أنه كانت لديه خطّة فريدة لجمع التبرعات، وكان متحمّساً للاستماع إلى أكبر عدد من الذين يتعاملون مع الفجيعة.