الموسيقى الفصحى تُطرب جمهور «بيت العود» في القاهرة

مصطفى سعيد أكد لـ«الشرق الأوسط» اهتمامه بالمقامات العربية القديمة

احتفاء في القاهرة بالموسيقى الفصحى (بيت العود العربي)
احتفاء في القاهرة بالموسيقى الفصحى (بيت العود العربي)
TT

الموسيقى الفصحى تُطرب جمهور «بيت العود» في القاهرة

احتفاء في القاهرة بالموسيقى الفصحى (بيت العود العربي)
احتفاء في القاهرة بالموسيقى الفصحى (بيت العود العربي)

وسط أجواء حيّ الأزهر التاريخي المُفعمة بالتراث والحيوية، استمتع جمهور «بيت العود العربي» بحفل الموسيقى الفصحى للفنان مصطفى سعيد.

الحفل الذي شهده بيت الهراوي – مقرّ «بيت العود العربي» – ضمن الأنشطة الفنّية التي يتيحها «صندوق التنمية الثقافية» مجاناً للجمهور؛ استعاد خلاله سعيد الأعمال القديمة، ودمج بين البحث الأكاديمي والعزف الحيّ.

وقدَّم الملحّن والعازف والموسيقار مقطوعات من الموسيقى الفصحى بعنوان «المقام العربي المعاصر»، تتضمّن معزوفات من الموسيقى العربية التي يعمل أستاذاً لها منذ عام 2004 في «بيت العود العربي»، فضلاً عن عمله أستاذاً في «الجامعة الأنطونية» ببيروت منذ 2006.

وأوضح سعيد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الموسيقى الفصحى مصطلح قديم يعود إلى الكتب التراثية التي أسَّست للموسيقى العربية الشرقية، منذ كتاب (الأغاني) لأبي الفرج الأصفهاني، الذي وردت فيه الإشارة إلى أنّ (هذا مغنٍّ فصيح، وهذا مغنٍّ عامي)».

الفنان مصطفى سعيد يُقدّم حفل الموسيقى الفصحى (بيت العود العربي)

قصد بالفصاحة «الأصالة والالتزام بالأصول والقواعد»، مضيفاً أنه يعمل على تقديم الموسيقى الفصحى من خلال تطوير المقامات العربية الشرقية ذاتياً، والبُعد عن اللحن الهجين (العامي) الذي جاء من اختلاط الشعوب وثقافاتها. وتابع: «منذ أكثر من قرن، والمرادف للتطوُّر في الموسيقى هو الاستيراد، لكنني أحاول تطوير المقامات العربية الشرقية من الداخل».

ويمثّل سعيد حالة خاصة في العزف على العود، وهو من مواليد القاهرة عام 1983، وقد بدأ ارتباطه بالموسيقى منذ الطفولة، وتعلَّم قراءة النوتة وكتابتها عبر نظام «برايل» في سنٍّ مبكرة لكونه من المكفوفين.

حفل الموسيقى الفصحى شهد إقبال الجمهور (بيت العود العربي)

بعد ذلك، أكمل رحلة التعلُّم، فدرس في «بيت العود العربي» بالقاهرة، وتعلَّم الموسيقى الغربية عبر مراسلات مع «كلّية هالدي للمكفوفين وضعفاء البصر»، علماً أنّ الدكتور مصطفى سعيد فاز بجائزة «الشيخ زايد للكتاب»، فرع «تحقيق المخطوطات» العام الحالي عن دراسته بعنوان «سفينة الملك ونفيسة الفلك (شهاب الدين) الموشّح وموسيقى المقام الناطقة بالعربية بين التنظير والمراس»، بعدما قدَّم دراسة منهجية علمية لهذا الكتاب.

ويُعدُّ عمله أول تحقيق متكامل بالمفهوم العلمي؛ إذ تضمَّن دراسة معمَّقة، وجداول إحصائية بالألحان والوصلات. كذلك تضمّن الكتاب معلومات تاريخية عن الموسيقى العربية التي كانت مُستخدمة في القرن الـ19، كما تناول أهم الموشّحات العربية التي ألَّفها شهاب الدين أحمد بن عمر السهروردي المتوفى عام 632 للهجرة؛ إلى دراسة شاملة للمقامات الموسيقية في الموشّحات.

في هذا السياق، كشف الفنان العراقي نصير شمّة، مؤسِّس «بيت العود العربي» عن الاستعداد لإقامة مجموعة من الأنشطة والعمل على عودة جميع الخرّيجين إلى «بيت العود» الأم في القاهرة، أو الإسكندرية، أو أبوظبي، أو الخرطوم، أو بغداد، أو الرياض، لتقديم الإبداعات.

عزفُ المقامات الشرقية (بيت العود العربي)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «كما نستعدُّ لاحتفال كبير باليوبيل الفضّي لـ(بيت العود) الذي سيقام في دار الأوبرا المصرية، ويتضمّن أفلاماً تسجيلية عن الخرّيجين، وإطلاق أول ورشة لتعليم صناعة العود في الفسطاط».

ويقع بيت الهراوي ضمن مجموعة من المنازل الإسلامية خلف الجامع الأزهر بالقاهرة التاريخية، حيث يجاوره منزل وقف الست وسيلة، ويطلُّ على منزل زينب خاتون في «شارع محمد عبده» بالأزهر، وينسب هذا المنزل إلى الطبيب عبد الرحمن باشا الهراوي.

وأوضح شمّة أنّ «مصطفى سعيد من الفنانين الذين يفتخر (بيت العود) بتخريجهم، خصوصاً أنه باحث مهمّ في الموسيقى، وقد حصل على جائزة كبيرة في هذا المجال، وهي (جائزة الشيخ زايد)».

ويضمّ بيت الهراوى، «بيت العود العربي»، الذي أسَّسه شمّة عام 1998 ليكون أول مركز متخصِّص وشامل لدراسة كل ما يتعلق بآلة العود في العالم، وقد انطلق الفنان العراقي ليؤسِّس أكثر من فرع لـ«بيت العود العربي» في بلدان مختلفة.


مقالات ذات صلة

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يوميات الشرق هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق «بلد بيست» سيتيح لمحبي الموسيقى والثقافة فرصة استكشاف الإرث العريق لمنطقة «البلد» في جدة (ميدل بيست)

مهرجان «بلد بيست»... مزيج إبداعي موسيقي في «جدة التاريخية» أواخر يناير

تطلق منصة «ميدل بيست» النسخة الثالثة من مهرجان «بَلَد بيست»، في قلب مدينة جدة التاريخية (غرب السعودية) يومي 30 و31 يناير (كانون الثاني) المقبل.

«الشرق الأوسط» (جدة)
يوميات الشرق الاستماع إلى الموسيقى يمكنه تغيير كيفية تذكر الناس للماضي (رويترز)

الموسيقى قد تغير طريقة تذكرنا للماضي

أكدت دراسة جديدة أن الاستماع إلى الموسيقى لا يمكن أن يحفز الذكريات فحسب، بل يمكنه أيضاً تغيير كيفية تذكُّر الناس لها.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق تمثال موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في معهد الموسيقى العربية بالقاهرة (الشرق الأوسط)

حفل لإحياء تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب بالأوبرا المصرية

في إطار استعادة تراث كبار الموسيقيين، وضمن سلسلة «وهّابيات» التي أطلقتها دار الأوبرا المصرية، يقام حفل لاستعادة تراث «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يهدف الحفل إلى تزويد اللبنانيين بجرعات أمل من خلال الموسيقى (الجامعة الأميركية)

بيروت تحتفل بـ«التناغم في الوحدة والتضامن»... الموسيقى تولّد الأمل

يمثّل الحفل لحظات يلتقي خلالها الناس مع الفرح، وهو يتألّف من 3 أقسام تتوزّع على أغنيات روحانية، وأخرى وطنية، وترانيم ميلادية...

فيفيان حداد (بيروت)

4 أخطاء تقتل العلاقات العاطفية ببطء

تعمل بعض الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة تدمر الزواج (أرشيفية - رويترز)
تعمل بعض الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة تدمر الزواج (أرشيفية - رويترز)
TT

4 أخطاء تقتل العلاقات العاطفية ببطء

تعمل بعض الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة تدمر الزواج (أرشيفية - رويترز)
تعمل بعض الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة تدمر الزواج (أرشيفية - رويترز)

تنهار العديد من الزيجات والعلاقات العاطفية ليس لأن الحب لم يكن حقيقياً ولكن بسبب الأخطاء التي لا يعرف الزوجان أنهما يرتكبانها.

وغالباً ما تعمل هذه الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة، مما يؤدي إلى تأكّل أساس الثقة والحميمية والتواصل بين الشريكين.

وفي هذا السياق، تحدث الطبيب النفسي وخبير العلاقات الأسرية جيفري بيرنشتاين، مع موقع «سايكولوجي توداي» عن أبرز 4 أخطاء تقتل العلاقات العاطفية ببطء، وهي:

1- اللوم في غير محله: تحويل شريكك إلى عدو

عندما يحدث خطأ أو مشكلة ما، من السهل توجيه أصابع الاتهام لشريكك. ويحوّل اللوم تركيز الشريكين من إيجاد حل لهذه المشكلة إلى الشعور بالغضب والاستياء تجاه بعضهما.

ويقول بيرنشتاين إن التحول من اللوم إلى التعاون لحل مشكلة ما، قد يقوي علاقتك بشريكك بدلاً من تحويله لعدو لك.

2- الانغلاق العاطفي

حين يواجه أحد الزوجين مشكلة ما في العمل على سبيل المثال، فإنه قد يختار الصمت وعدم مشاركة الأمر مع الشريك تفادياً لإحباطه أو إثقاله بالهموم. إلا أن بيرنشتاين يقول إن هذا الأمر قد يصيب الأزواج بالعزلة، وقد يشعر الطرف الآخر بأن شريكه لا يثق به، ولا يريد مشاركة أزماته معه.

ويضيف: «لا بأس من إظهار بعض الضعف أمام شريكك. لا بأس بأن تقول لزوجتك: (لقد مررت بيوم صعب في العمل، وأود أن أسمع أفكارك)، فهذا الأمر يخلق جسراً بينكما بدلاً من خلق حائط سد».

3- الافتراضات: الاعتقاد بأنك تعرف ما يفكر فيه شريكك بالفعل

إن افتراض أنك تعرف ما يفكر فيه شريكك أو يشعر به هو خطأ خفي ولكنه مدمر للعلاقة، بحسب بيرنشتاين.

وأضاف: «على سبيل المثال، تفترض بعض النساء أن زوجها غير مهتم بعلاقتهما؛ لأنه لا يتصل بها كثيراً خلال عمله أو أثناء وجوده مع أصدقائه. وعلى النقيض قد يعتقد زوجها أنه حين يفعل ذلك فإنه يمنحها مساحة للبقاء بمفردها بعد أن ذكرت أنها تريد التفكير في الكثير من الأمور التي تشغلها. النتيجة النهائية أن كلا الزوجين سيشعران بالأذى والحزن».

4- التعامل مع الحب باعتباره صفقة

إن الاحتفاظ بسجل ذهني لمن الذي بادر بالاهتمام أو بإظهار الحب يولّد الاستياء بين الزوجين، ويحوّل الزواج إلى صفقة طرفاها الاثنان خاسران، بحسب بيرنشتاين.