التاكسي الطائر فوق باريس يرفع الأعين نحو السماء استعداداً للأولمبياد

جمعيات ترى فيه مجرّد «تلوُّث إضافي وضجيج فوق الضجيج الحالي»

التاكسي الطائر (صحيفة الباريزيان)
التاكسي الطائر (صحيفة الباريزيان)
TT

التاكسي الطائر فوق باريس يرفع الأعين نحو السماء استعداداً للأولمبياد

التاكسي الطائر (صحيفة الباريزيان)
التاكسي الطائر (صحيفة الباريزيان)

لن تكون أعين الباريسيين مركزةً على أرض السباقات فحسب، هذا الصيف، بل مرفوعة نحو السماء. وبمناسبة اقتراب الدورة الأولمبية التي تستضيفها العاصمة الفرنسية بدءاً من 26 الشهر المقبل، أعلنت شركة ألمانية عزمها تسيير سيارات أجرة طائرة للتنقّل وتفادي الزحام.

وبعد حصولها على الضوء الأخضر من السلطات الفرنسية، تبدأ شركة «فولوكوبتر» تجاربها الأسبوع المقبل في انتظار الموافقة الرسمية لهذا النوع الخاص من وسائط النقل. ويعمل التاكسي الطائر المُسمَّى «فولوسيتي» بالطاقة الكهربائية، وهو آلة تقع في الوسط بين الطائرة العمودية (الهليوكوبتر) والمُسيّرة (الدرون)، على هيئة دائرة مساحتها 760 متراً مربعاً، ترتفع وتحطّ بشكل عمودي حاملةً «كابينة» مغلقة مهيّأة لنقل عدد معين من الركاب والأمتعة. وأُرسلت المنصة لعرضها على الجمهور، قبل أسابيع، أمام مدينة الموضة والتصميم في الدائرة 13 من باريس، قبل نقلها إلى الضاحية الجنوبية في انتظار تشغيلها الفعلي وبقائها داخل فرنسا حتى نهاية العام الحالي.

ورغم ازدياد الحديث عن التاكسي الطائر خلال الأيام الماضية، فإنه من غير المجدي تهافت الفضوليين وعشاق التجارب الجديدة على حجز أماكنهم فيه. وبخلاف ما أُعلن عنه سابقاً من تنظيم رحلات قريبة مدفوعة الثمن، فإنّ السماح بهذا النوع من الرحلات التجارية لم يتم في الوقت المتوقَّع وستبقى التنقلات في المرحلة الأولى، أي خلال الدورة الأولمبية، لأغراض تجريبية وتقنية ودعائية في فضاء باريس. وهناك اليوم 5 منصات مخصَّصة لانطلاقه، أبرزها منصة في محيط مطار «شارل ديغول».

يُذكر أنّ إدارة مطارات باريس شاركت في هذا المشروع الذي بدأ الحديث عنه قبل 4 سنوات، وبدعم من محافظة العاصمة التي خصَّصت له مليوناً ونصف مليون يورو. لكنّ الفكرة واجهت مظاهرات رافضة واعتراضات من جمعيات ترى فيه مجرّد «تلوُّث إضافي وضجيج فوق الضجيج الحالي». أما وزير النقل باتريس فيرغريتا، فأبدى تحفّظه قائلاً إنه ليس ضدّ تسمية هذا الجهاز بالتاكسي، ولا ضدّ تجربته، بل يأمل استخدامه لأغراض صحّية، إذ قد يكون البديل المستقبلي لسيارات الإسعاف الطبّي.


مقالات ذات صلة

الجزائر تطلب من فرنسا «تحسين ظروف» رعاياها المهاجرين

شمال افريقيا وفد الداخلية الجزائري المشارك في أشغال اجتماع وزراء «مجموعة الـ7» (الداخلية الجزائرية)

الجزائر تطلب من فرنسا «تحسين ظروف» رعاياها المهاجرين

ناشدت الجزائر السلطات الفرنسية «الاعتناء» بملايين المهاجرين الجزائريين، على أساس أنهم يعانون «التمييز والإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية».

رياضة عالمية لويس إنريكي مدرب باريس سان جيرمان (رويترز)

لويس إنريكي يدافع عن قراره باستبعاد ديمبلي

قال لويس إنريكي، مدرب باريس سان جيرمان، إنه لم يتردد في استبعاد عثمان ديمبلي لأسباب انضباطية.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية عثمان ديمبيلي عاد لتدريبات باريس سان جيرمان (أ.ب)

عودة ديمبيلي إلى تدريبات باريس سان جيرمان

عاد المهاجم الدولي عثمان ديمبيلي الذي استبعده باريس سان جيرمان الفرنسي عن صفوفه لأسباب انضباطية، إلى التمارين الجمعة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية لاعبو مرسيليا عازمون على تعويض خسارة الجولة السابقة والعودة لسباق القمة (ا ف ب)

مرسيليا لاستعادة التوازن على حساب أنجيه ولقاء فرق الصدارة الفرنسية

تبدو الفرصة مواتية أمام مرسيليا لاستعادة التوازن واللحاق بباريس سان جيرمان وموناكو إلى الصدارة مؤقتاً عندما يستضيف أنجيه، صاحب المركز الأخير، اليوم، في افتتاح.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «تعدُّد السياقات» تحية للسوريالية في مركز «بومبيدو» (موقع المعرض)

«صباح الخير أيتها السوريالية» بعد 100 عام على بياناتها الأولى

معرض جريء في تكوين فريد يستعرض 45 عاماً من تاريخ الفنّ، من عام 1924 إلى عام 1969. يقف الزائر فيه أمام أعمال شهيرة لبيكاسو ودالي وميرو، والعشرات الذين غابوا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
TT

رمال المريخ تصلح لبناء مستعمرات فضائية

فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)
فكرة بناء مستعمرات في الفضاء تظل حلماً طموحاً يسعى العلماء لتحقيقه (جامعة نورث وسترن)

تَوَصَّلَ باحثون بجامعة ترينيتي في دبلن إلى طريقة لتحويل الرمال الموجودة على سطح المريخ والقمر إلى طوب صلب يمكن استخدامه في بناء مستعمرات مستقبلية في الفضاء.

واكتشف الباحثون طريقة لربط الصخور السطحية والرمال والغبار، والمعروفة باسم «الريغوليث»، باستخدام درجات حرارة منخفضة وكمية قليلة من الطاقة، وفق «بي بي سي».

وتعد فكرة بناء مستعمرات في الفضاء حلماً طموحاً يسعى العلماء والمهندسون لتحقيقه في السنوات المقبلة، حيث يمكن أن توفر هذه المستعمرات بيئة للعيش والعمل خارج كوكب الأرض، مثل القمر أو المريخ.

وتعتمد هذه الرؤية على استخدام الموارد المحلية، مثل الرمال والصخور الموجودة على السطح، لتقليل الاعتماد على النقل من الأرض؛ ما يقلل من التكاليف والانبعاثات البيئية.

وتمثل الابتكارات في تكنولوجيا البناء، مثل استخدام أنابيب الكربون النانوية والغرافين، خطوات مهمة نحو تحقيق هذا الحلم، حيث تسهم في إنشاء هياكل قوية وصديقة للبيئة قادرة على دعم الحياة البشرية.

وتمكّن الباحثون من ربط الجسيمات السطحية، مثل الصخور والرمال والغبار، معاً باستخدام درجات حرارة منخفضة وطاقة قليلة. وتتميز الكتل المبنية باستخدام أنابيب الكربون النانوية بكثافة منخفضة نسبياً، ولكنها تظهر قوة تقترب من قوة الغرانيت؛ ما يجعلها مناسبة لإنشاء هياكل خارج كوكب الأرض،.

وقال البروفيسور جوناثان كولمان، الذي يقود المشروع البحثي جامعة ترينيتي، إن هذا الاكتشاف قد يساعد على تقليل كمية مواد البناء التي تحتاج إلى النقل من الأرض لبناء قاعدة على القمر.

وأكد كولمان أن بناء قاعدة شبه دائمة على القمر أو المريخ سيتطلب استخداماً كافياً من المواد الموجودة في الموقع، وتقليل المواد والمعدات المنقولة من الأرض.

وعند بناء الهياكل في الفضاء، ستسهم الكتل المصنوعة من الجسيمات السطحية وأنابيب الكربون النانوية في تقليل الحاجة إلى نقل مواد البناء إلى الفضاء.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الكتل قادرة على توصيل الكهرباء؛ ما يمكن استخدامها كأجهزة استشعار داخلية لمراقبة الصحة الهيكلية للمباني خارج كوكب الأرض.

وتُبنى هذه الهياكل لتحتفظ بالهواء؛ لذا فإن القدرة على اكتشاف ومراقبة علامات التحذير المبكر لفشل الكتل أمر بالغ الأهمية.

ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف يمكن أن تكون له أيضاً تطبيقات عملية في صناعة البناء على الأرض، وذلك بسبب مادة نانوية مشابهة تسمى الغرافين، التي يمكن خلط كميات كبيرة منها مع الأسمنت في الخرسانة، ما يزيد من قوة الخرسانة بنسبة 40 في المائة.

كما يسهم تعزيز قوة الخرسانة في تقليل الكمية المطلوبة لبناء الهياكل. وتُعد الخرسانة حالياً أكثر المواد المستخدمة من صُنع الإنسان في العالم، حيث تشكل عملية تصنيع الخرسانة العالمية نحو 8 في المائة من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم.