قد يكون الانتقال إلى مرحلة البلوغ أمراً صعباً، خصوصاً بالنسبة إلى أولئك الذين يعانون عدم الاستقرار المالي أو النكسات الشخصية أو مشكلات الصحة العقلية. وفي هذه الأوقات المضطربة، قد يهاجم الأطفال البالغون والديهم ويقولون أشياء «مؤذية وغير محترمة»، وفق ما ذكره موقع «سيكولوجي توداي»، المتخصص في الصحة النفسية والعقلية.
إن إدراك أهمية دورك بصفتك والداً في فهم معاناة أطفالك البالغين يمكن أن يساعدك على اجتياز المحادثات الصعبة بتعاطف ورباطة جأش، وبدلاً من التركيز على الاتهامات، يجب أن يحوّل الوالدان المحادثة نحو إيجاد الحلول مع أطفالهم.
وفيما يلي خمس جُمل «وقحة» قد يقولها الأطفال البالغون، وطرق مقترحة للرد عليها.
1- «أنت لا تفهم ما أمر به»
يمكنك الرد على هذه الجملة بهدوء، قائلاً: «قد لا أفهم تماماً ما تمر به الآن، لكنني أريد أن أفهمك وأدعمك... هل يمكننا مناقشة ما يحدث وكيف تشعر؟».
2- «أتمنى أن تتوقف عن إزعاجي بشأن حياتي»
يمكنك الرد قائلاً: «أنا آسف إذا شعرت بأنني مزعج... أنوي المساعدة لأنني أهتم لأمرك... كيف يمكنني دعمك بشكل أفضل دون أن أجعلك تشعر بالضغط؟».
3- «لا أستطيع أن أصدق أنك فعلت ذلك، لقد دمرت كل شيء»
يُعد أفضل رد في هذا الموقف هو: «أنا آسف إذا كانت أفعالي قد جعلت الأمور أكثر صعوبة بالنسبة إليك... دعنا نكتشف الخطأ الذي حدث وكيف يمكننا إصلاحه معاً... أنا هنا لمساعدتك في التغلب على هذا».
4- «أنت لا تستمع أبداً إلى ما أقوله»
يمكنك الرد قائلاً: «أنا آسف لأنك تشعر بهذه الطريقة... أريد أن أفهم وجهة نظرك وأسمع ما تريد قوله... هل يمكننا الجلوس والتحدث عنه عندما تكون مستعداً؟».
5- «أنت لم تكن موجوداً من أجلي قط»
والرد الأنسب هنا هو «أنا آسف بشدة، لأنك تشعر أنني لم أكن موجوداً من أجلك... من المهم بالنسبة إليّ أن أقدم دعماً أفضل منذ الآن... دعنا نناقش ما تحتاج إليه وكيف يمكنني مساعدتك على المضي قدماً».
استراتيجيات للآباء والأمهات
هناك بعض الاستراتيجيات التي تتضمّن نهجاً هادئاً وحازماً يساعد الآباء على تجاوز المحادثات المتوترة مع أطفالهم، أولاها البقاء هادئاً، إذ يجب على الآباء التزام الهدوء عند مواجهة الملاحظات الجارحة، لأن رد الفعل العاطفي قد يؤدي إلى تصعيد الموقف، في حين أن السلوك الهادئ يساعد في تخفيف التوترات.
الاستماع النشط أيضاً مفتاح مهم، لذلك يجب بذل جهد واعٍ للاستماع إلى مخاوف أطفالك دون مقاطعة. ولا يُظهر هذا أنك تقدر مشاعرهم ووجهات نظرهم فحسب، بل يشجعهم أيضاً على التعبير عن أنفسهم بشكل أكثر انفتاحاً.
وأيضاً يمكنك أن تساعد طفلك على الشعور بأنه مسموع ومُقدّر، حتى لو كنت لا توافق على وجهة نظره، لأن ذلك يجعله أقل دفاعاً عن نفسه، ما يعزّز التواصل الأكثر انفتاحاً وصدقاً، وتأكد من التعبير عن مشاعرك ونياتك بوضوح وهدوء، واشرح أن اهتمامك يأتي من منطلق الحب والرغبة في المساعدة.
وأخيراً... لا تسهب في الحديث عن المشكلة، وحوّل المحادثة نحو إيجاد الحلول مع طفلك، ولا يعزّز هذا النهج التعاوني والدعم المتبادل فحسب، بل يجعل طفلك يشعر بأنه جزء من عملية صنع القرار.