«ماشية السنيورة»، «ما تحسبوش يا بنات إن الجواز راحة»، «ابدأ من جديد»، وغيرها من الأغاني التي قدمتها فرقة «المصريين» في ثمانينات القرن الماضي، وحققت نجاحاً كبيراً، وظلت باقية في وجدان أجيال من المصريين؛ لكونها تقدم نمطاً فنياً مختلفاً ومغايراً للمألوف وقتها؛ ما جعل دار الأوبرا المصرية تستعيد أغاني هذه الفرقة وأعمال الفنان هاني شنودة، خلال الاحتفال باليوم العالمي للموسيقى الذي يحل في 21 يونيو (حزيران) كل عام.
وأعلنت وزارة الثقافة المصرية عن حفل للفرقة على مسرح سيد درويش (أوبرا الإسكندرية) يشارك فيه أوركسترا وتريات أوبرا الإسكندرية، بقيادة المايسترو محمود بيومي، وبمشاركة الموسيقار الكبير هاني شنودة وفرقة «المصريين».
ومن المقرر أن يتضمن الحفل باقة من أشهر مؤلفات هاني شنودة إلى جانب عدد من الأعمال الغنائية التي وضعها لفرقة «المصريين» من بينها «أنا بعشق البحر»، و«مسألة السن»، وموسيقى فيلم «لا عزاء للسيدات»، ومسلسل «حالة خاصة».
وقال الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين إن «الاحتفاء بفرقة (المصريين) جزء من ذكرياتنا الجميلة؛ لأنها ظهرت نهاية السبعينات ونهاية الثمانينات، وكانت جزءاً مهماً من احتفالاتنا» مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الفرقة توقفت بعد فترة، وهاجر بعض أفرادها وجاء أفراد جدد، إلى أن توقفت تماماً عام 1988، وظلت كذلك حتى عام 2005 تقريباً، إذ حاول الموسيقار هاني شنودة إحياء الفرقة بأعضاء جدد في أكثر من حفل، ولكنهم لا يقدمون الأغاني المألوفة للفرقة القديمة، فحين يجري الاحتفاء بهذه الفرقة في الأوبرا وفي اليوم العالمي للموسيقى، فهو احتفاء بفرقة شكلت جزءاً من وجداننا في فترة ما.
وأسس الموسيقار الكبير هاني شنودة فرقة «المصريين» عام 1977، وضمت كثيراً من المطربين وقتها، وأصبح بعضهم نجوماً، وقدمت الفرقة أكثر من ألبوم غنائي حظي بنجاح كبير في مصر والوطن العربي، وكانت تضم المطربين حنان عزيز وعمر فتحي وإيمان يونس وتحسين يلمظ، وكتب لها كبار الشعراء وقتها مثل صلاح جاهين وعمر بطيشة وعبد الرحيم منصور، وتوقفت الفرقة عام 1988.
ويأتي اليوم العالمي للموسيقى أو «عيد الموسيقى العالمي» بمبادرة أطلقتها وزارة الثقافة الفرنسية في 21 يونيو عام 1982 تحت شعار «اعزفوا الموسيقى في عيد الموسيقى».
ووصف الناقد الفني المصري محمود فوزي السيد، الاحتفاء بفرقة «المصريين» في يوم الموسيقى العالمي بأنه يمثل «حالة حلوة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «كثيراً ما طالبنا بأن تقدم الأوبرا المصرية الحفلات التي لا نستطيع رؤيتها في مكان آخر غير مسارح الدولة، على أساس أن هذه هي مهمة الأوبرا الأساسية»، ورأى أن حفل فرقة «المصريين» وهاني شنودة «يحمل في طياته تكريماً مهماً للمساهمين في كتابة تاريخ مصر الموسيقي مثل هاني شنودة وغيره، وبالإضافة إلى تكريم الموسيقار الكبير وفرقته المهمة في تاريخ مصر (فرقة المصريين) في الوقت نفسه تتضمن تلك الحفلات متعة بمشاركة فرقة (المصريين) مع أوركسترا الإسكندرية للوتريات»، وتوقع السيد أن «استمرار هذا النوع من الحفلات يمكنه أن يحقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً».