صناعة السينما المصرية تستعيد زخمها بدعم سعودي

بعد الكشف عن بوستر «الإسترليني» وفيلم لـ«الهضبة» وتصَدّر «ولاد رزق 3»

أبطال «ولاد رزق 3» في العرض الخاص بالسعودية (فيسبوك)
أبطال «ولاد رزق 3» في العرض الخاص بالسعودية (فيسبوك)
TT

صناعة السينما المصرية تستعيد زخمها بدعم سعودي

أبطال «ولاد رزق 3» في العرض الخاص بالسعودية (فيسبوك)
أبطال «ولاد رزق 3» في العرض الخاص بالسعودية (فيسبوك)

بعد تصَدر فيلم «ولاد رزق 3» إيرادات موسم أفلام عيد الأضحى في مصر والسعودية، بوصفه أول الأفلام التي تدعمها هيئة الترفيه السعودية برئاسة المستشار تركي آل الشيخ، وكذلك بعد نشر بوستر فيلم «الإسترليني» والإعلان عن جزء رابع من «ولاد رزق»، والإعلان عن فيلم جديد لعمرو دياب... رأى سينمائيون أنّ صناعة السينما المصرية بدأت تستعيد زخمها بدعم سعودي.

ومن المقرّر البدء في تصوير فيلم «الإسترليني» قريباً حسبما نشر رئيس هيئة الترفيه على صفحته بـ«فيسبوك»، وهو من بطولة الفنان محمد هنيدي، وإخراج حسين المنباوي. وتصدر هنيدي بوستر الفيلم وعلّق على صورة البوستر: «إن شاء الله الفيلم يعجب الجمهور ونكون عند حسن ظنهم، ومليون مبروك لولاد رزق».

وكشف المستشار تركي آل الشيخ عن إنتاج جزء رابع من «ولاد رزق» يُعرض في 2025، كما تحدث عن فيلم يعيد المطرب عمرو دياب للتمثيل بعد غياب نحو 30 عاماً، وتشارك في بطولته المطربة اللبنانية ناسي عجرم في أولى تجاربها بالتمثيل.

في السياق نفسه، يواصل المخرج مروان حامد تحضيراته لفيلم «الست»، الذي تدعمه المملكة ويروي السيرة الذاتية لسيدة الغناء العربي أم كلثوم وتلعب بطولته منى زكي أمام عدد كبير من النجوم، من بينهم، أحمد حلمي، وكريم عبد العزيز، وعمرو سعد، ونيللي كريم، وأمينة خليل.

منى زكي تستعد لتقديم شخصية أم كلثوم (حسابها على «فيسبوك»)

ورأى سينمائيون ونقاد أن الدعم السعودي للأفلام المصرية يعيد السينما إلى حالة الزخم التي كانت عليها ويحقق لها انتعاشة كبيرة، خصوصاً في ظل وجود أسواق خارجية للأفلام المصرية.

وأشاد المنتج محمد حفظي بالتعاون السينمائي بين مصر والسعودية. وكان حفظي قد شارك مؤخراً في إنتاج الفيلم السعودي «هجان» بالتعاون مع صندوق الملك عبد العزيز (إثراء)، وشهد عرضه الافتتاحي في مهرجان «تورنتو» بدورته الماضية. ويؤكد حفظي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنها «خطوة إيجابية بلا شك، فقد رأينا في فيلم (ولاد رزق 3) مستوى إنتاجياً ضخماً، وإمكانات لم تكن تتوفر لولا الدعم السعودي».

ويرى حفظي أن هذا الدعم «فرصة جيدة لهذه الأفلام حتى تصل لمستوى من الإنتاج من الصعب أن تصل إليه من ناحية التقنيات والصوت والمؤثرات والأكشن»، لافتاً إلى أن «الهدف ليس أن يتقاضى الممثلون أجوراً أكبر بل الارتقاء بمستوى صناعة الفيلم نفسه، وذلك سيكون خطوة مهمة جداً للسينما المصرية والسعودية معاً وسيزيد التفاعل والإنتاج وتبادل الخبرات».

وأبدى المخرج مجدي أحمد علي، ترحيبه بالدعم السعودي والإنتاج المشترك، موضحاً في حديث لـ«الشرق الأوسط»: أن هذا الدعم «يتيح ظهور إنتاج سينمائي جيد وتشغيل فنانين وفنّيين لا سيما في ظل وجود أزمة أثّرت على الإنتاج من جهة السيولة بعد ارتفاع سعر الدولار بمصر».

وعَدّ الناقد خالد محمود، الشراكة المصرية - السعودية: «فرصة ذهبية لاستعادة السينما المصرية بريقها على المستويين الفني والجماهيري لا سيما أن الإنتاج الضخم كان يؤرق صناع الأفلام، فجاء الدعم السعودي ليحقق انتعاشة كبرى لهم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «هذه النوعية من الأفلام أعادت انتشار الفيلم المصري في السوق الخارجية، كما أنعش دور العرض في البلدين، وأتاح لنا منافسة الأفلام الأجنبية»، متمنياً «إنتاج أفلام تجمع بين فنانين مصريين وسعوديين وأن تشكل أفلامنا نقطة جذب خارج المنطقة العربية».

بوستر فيلم «الإسترليني» الذي تدعمه هيئة الترفيه السعودية (حساب المستشار تركي آل الشيخ بـ«فيسبوك»)

كان المستشار تركي آل الشيخ قد قام بزيارة رسمية لمصر في فبراير (شباط) الماضي التقى خلالها وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة نيفين الكيلاني، التي ثمَّنت التعاون المصري - السعودي في الثقافة والفن، وأعلن شراكة مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، كما أعلن سلسلة مهمة من الأفلام العربية عالية الإنتاج عبر صندوق «Big Time» الذي سيكون داعماً لكل مبدع عربي وللإنتاج القيم الذي يستمتع به الجمهور.

ويلفت المخرج مجدي أحمد علي إلى «أهمية مراعاة تحقيق التنوع في الإنتاج، وإتاحة الفرص لأجيال مختلفة من الفنانين»، فيما يؤكد المنتج محمد حفظي «أهمية تنمية المواهب أمام وخلف الكاميرا من كتاب ومخرجين ومديري تصوير وغيرهم»، متمنياً توجيه جزء من الدعم لتدريب كوادر جديدة بمختلف المجالات.

ويتطلع خالد محمود إلى أن «تتسع الدائرة لتشمل فنانين آخرين من بينهم صناع الأفلام المستقلة، وإنتاج أفلام تنافس في المهرجانات السينمائية الكبرى».


مقالات ذات صلة

ريدوان لـ«الشرق الأوسط»: لا أتعجل دخول عالم التمثيل

يوميات الشرق الفنان المغربي ريدوان يجهز أغنية لتشجيع المنتخب المغربي (حسابه على «إنستغرام»)

ريدوان لـ«الشرق الأوسط»: لا أتعجل دخول عالم التمثيل

قرّر الفنان والمنتج المغربي ريدوان (نادر خياط) خوض تجربة جديدة في مسيرته الفنية عبر دخول مجال الإنتاج السينمائي بالمغرب.

محمود إبراهيم (دبي)
يوميات الشرق الفنان المصري الكبير عادل إمام (حسابه على «فيسبوك»)

فنانات مصريات يتحدثن عن كواليس عملهن مع عادل إمام

يحتفي الوسط الفني والإعلامي المصري ومتابعون على «السوشيال ميديا» بعيد الميلاد الـ85 للفنان المصري الكبير عادل إمام، الذي يوافق 17 مايو (أيار) الحالي.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق رجل يمر أمام ملصقات لأفلام تُعرض في صالة سينما بمونتيبيللو في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

الإقبال على دور السينما تراجع في 2024 للمرة الأولى منذ جائحة «كوفيد»

شهد عدد تذاكر دور السينما المبيعة في مختلف أنحاء العالم عام 2024 تراجعاً هو الأول منذ جائحة «كوفيد».

«الشرق الأوسط» (كان (فرنسا))
يوميات الشرق حصد فيلم Nonnas 15 مليون مشاهدة خلال 3 أيام من انطلاق عرضه (نتفليكس)

مطعمٌ طاهياتُه جدّات... فيلم Nonnas يحلّق على «نتفليكس»

كثيرٌ من الباستا والصلصات الشهية، ومطبخٌ تزيّنه جدّات تخطّين الـ60، وقصة إنسانية مؤثرة. هذه بعض العناصر التي دفعت بفيلم Nonnas إلى الصدارة على «نتفليكس».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق تأخذ الأفلام المشاهدين في رحلة عميقة إلى الجانب الإنساني لشخصيات «هوليوود» بعيداً عن الأضواء (الشرق الوثائقية)

«أسبوع هوليوود»... أبرز وجوه السينما العالمية على «الشرق الوثائقية»

تطلق قناة «الشرق الوثائقية»، «أسبوع هوليوود»، بالتزامن مع مهرجان كان السينمائي، مُقدمة سلسلة أفلام تروي قصص نخبة من أبرز الشخصيات السينمائية العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ريدوان لـ«الشرق الأوسط»: لا أتعجل دخول عالم التمثيل

الفنان المغربي ريدوان يجهز أغنية لتشجيع المنتخب المغربي (حسابه على «إنستغرام»)
الفنان المغربي ريدوان يجهز أغنية لتشجيع المنتخب المغربي (حسابه على «إنستغرام»)
TT

ريدوان لـ«الشرق الأوسط»: لا أتعجل دخول عالم التمثيل

الفنان المغربي ريدوان يجهز أغنية لتشجيع المنتخب المغربي (حسابه على «إنستغرام»)
الفنان المغربي ريدوان يجهز أغنية لتشجيع المنتخب المغربي (حسابه على «إنستغرام»)

قرّر الفنان والمنتج المغربي ريدوان (نادر خياط) خوض تجربة جديدة في مسيرته الفنية عبر دخول مجال الإنتاج السينمائي بالمغرب، من خلال فيلم «البطل» الذي يعد أول فيلم سينمائي من إنتاجه بعد مسيرة حافلة قدّم خلالها مئات الأعمال الغنائية على المستوى العربي والعالمي.

وكشف ريدوان في حواره مع «الشرق الأوسط» خلال وجوده في دبي عن الأسباب التي دفعته إلى دخول عالم السينما، وإعداده حالياً ألبوماً غنائياً خاصاً بالمنتخب المغربي لكرة القدم؛ دعماً له في بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها المملكة المغربية في نهاية العام الحالي.

وتحدث الفنان المغربي عن فيلم «البطل» الذي تلعب بطولته فرح الفاسي وعمر لطفي، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في مسيرته الفنية بعد سنوات من العمل في مجال الموسيقى والإنتاج الغنائي: «أنا دائماً كنت من محبي السينما، وتحديداً فيلم (البطل) الذي كنت من جمهوره منذ انطلاقته، وأتابع باهتمام أعمال الفنان عمر الفاسي والفنانة فرح الفاسي، ووالدتي تحبهما كثيراً، لذلك، عندما قررت الانتقال من عالم الموسيقى إلى السينما، كان من الطبيعي أن أبدأ معهما، لأنهما أصدقائي وأشخاص مميزون جداً بالنسبة لي».

وأوضح أن «فكرة دخوله مجال الإنتاج السينمائي لم تكن وليدة اللحظة، بل نابعة من شغف قديم: «الفكرة كانت حاضرة دائماً في داخلي، لكن تركيزي كان في الموسيقى. ومع الوقت والنقاش مع الأصدقاء والعائلة، شعرت بأن الوقت حان لاتخاذ هذه الخطوة. رغبت بأن تكون الانطلاقة من بلدي المغرب، وأن أقدم عملاً يعكس ثقافتنا، مع فنانين أؤمن بموهبتهم وأعتبرهم من أجمل الأشخاص على المستوى الإنساني والفني».

ريدوان مع أبطال فيلم «البطل» (حسابه على «إنستغرام»)

وعن اختيار دولة الإمارات العربية المتحدة لتكون المحطة الأولى لعرض الفيلم، فبيّن المنتج أن هذا القرار يحمل أبعاداً ثقافية مدروسة: «أردنا أن تكون انطلاقة عرض الفيلم من الإمارات، لما لها من مكانة إقليمية وثقافية مؤثرة، ولأن جمهورها متنوع ومنفتح على مختلف الثقافات، وهذه الخطوة تساهم في نشر اللهجة المغربية وتعريف العالم العربي أكثر بخصوصية الهوية المغربية وتنوّعها الفني».

وعن تطلعاته المستقبلية، أكد المنتج أن الهدف لا يقتصر على النجاح المحلي فقط، بل يتجاوز ذلك نحو الحضور على الساحة العالمية: «انطلقنا من المغرب، لكن رؤيتنا واضحة. نطمح أن يكون الصوت المغربي حاضراً في السينما العالمية، مثلما فعلنا في الموسيقى وأن يجد مكانه إلى جانب الأعمال الكبرى. المغرب غني بالقصص والمواهب، وعلينا إيصالها إلى جمهور أوسع».

وعن إمكانية خوضه تجربة التمثيل، قال لا أتعجل هذه الخطوة، كما أنه لم يضغط علي أحد لأبدأ بالتمثيل بشكل سريع، وأنا هنا لأساند زملائي الفنانين، وأمنحهم المساحة للتألق، وأؤمن بأن لكل مجال خصوصيته، ودوري حالياً يتركّز في دعم المشروع خلف الكاميراً وليس أمامها.

ورحب ريدوان بالتعاون مع الفنان المغربي سعد لمجرد، وعبر عن احترامه الكبير له قائلاً: «سعد صديقي، وفنان صاحب مستوى عالٍ جداً. لا يوجد مشروع محدد يجمعنا حالياً، لكن لو جاءت الفرصة المناسبة، بالتأكيد سيكون التعاون مُفرحاً، لأننا نكمل بعضنا فنّياً ونحترم مسيرة بعض».

ريدوان لا يستعجل دخول عالم التمثيل (حسابه على «إنستغرام»)

وتحدّث الفنان المغربي عن أحدث مشاريعه الموسيقية، وهي أغنية خاصة بالمنتخب المغربي لكرة القدم، ضمن مشروع ألبوم وطني، قائلاً: «(مغربي مغربي) أول أغنية من مشروع متكامل موجَّه للمنتخب وللشعب المغربي بشكل عام. أردت أن تكون لدينا أغانٍ تشجيعية مثل باقي المنتخبات العالمية، التي يملك جمهورها أغاني جماعية تهتف بها الملاعب. للأسف، لم يكن لدينا ما يُعرف بـ (الألتراس) للمنتخب، فقررت أن أبدأ هذه المبادرة، وأظن أنها فكرة جميلة جداً».

وأضاف: «تخيلوا أكثر من 90 أو حتى 100 ألف مشجع يهتفون بكلمات منظمة ولحن حماسي موحد، سيكون لذلك أثر نفسي ومعنوي ضخم على اللاعبين وعلى الجماهير معاً. الحماس سيتضاعف، والانتماء سيكبر».

وكشف المنتج عن فخره الكبير بتقديم النشيد الرسمي لنادي ريال مدريد الإسباني، النادي الذي يشجعه منذ الطفولة، قائلاً: «منذ كنت صغيراً، كنت أقول لنفسي: في يوم من الأيام، سأقدّم نشيداً رسمياً لريال مدريد، النادي الأقرب إلى قلبي. واليوم، تحقق هذا الحلم، وأصبح صوتي يصدح في ملعب البرنابيو أمام 90 ألف مشجع في كل مباراة، هذا شرف كبير لا يمكن وصفه».