توصلت دراسة برازيلية إلى أن رسائل تطبيق «واتساب» أداة فعالة لعلاج الاكتئاب لدى كبار السن في المناطق التي تعاني من نقص الخدمات الصحية.
وأوضح الباحثون أنه يمكن للتطبيق الوصول إلى شريحة كبيرة من السكان بتكلفة منخفضة ويسهم في تحسين الصحة النفسية بشكل واسع، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية (Nature Medicine).
ويعد تقليل عبء الاكتئاب لدى كبار السن أولوية صحية عالمية وأساسياً لضمان شيخوخة صحية وتعزيز الرفاهية؛ خصوصاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، حيث يعيش نحو 69 في المائة من كبار السن في العالم.
وتعد تدخلات الصحة العقلية الرقمية للمساعدة الذاتية إحدى الاستراتيجيات المفيدة لتحسين الوصول إلى علاج الاكتئاب دون زيادة أعباء العمل على العاملين في مجال الصحة. ومع ذلك، هناك نقص في الأدلة على فاعلية هذه التدخلات بالنسبة لكبار السن الذين يعانون من أعراض الاكتئاب.
وخلال الدراسة، راقب الباحثون فاعلية استخدام رسائل تطبيق «واتساب» في تحسين الصحة النفسية لكبار السن؛ خصوصاً في البيئات ذات الموارد المحدودة.
وشملت الدراسة 603 مشاركين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، وظهرت عليهم أعراض الاكتئاب، وكانوا مسجلين في 24 عيادة رعاية أولية في البرازيل.
وتم تقسيمهم المجموعتين، تلقت الأولى رسائل «واتساب» مرتين يومياً، على مدار 4 أيام في الأسبوع، لمدة 6 أسابيع، بينما تلقت الثانية رسالة واحدة ذات محتوى تعليمي يومياً.
كانت الرسائل صوتية مدتها 3 دقائق أو صوراً بلغة بسيطة تناسب الأشخاص ذوي المستوى التعليمي المنخفض.
وتضمنت تلك الرسائل محتوى تعليمياً عن الاكتئاب ونصائح حول تجنب الانتكاس، بالإضافة إلى التنشيط السلوكي، وهو نهج علاجي يهدف إلى مساعدة مرضى الاكتئاب على زيادة مشاركتهم في الأنشطة الاجتماعية والترفيهية التي كانت ممتعة لهم في الماضي. وحرص الباحثون على استخدام لغة بسيطة مستوحاة من البرامج الإذاعية الشعبية.
ووجد الباحثون أن أعراض الاكتئاب تحسّنت بنسبة 42.4 في المائة لدى المجموعة الأولى، مقارنة بـ32.2 في المائة لدى المجموعة الأخرى.
وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة ساو باولو البرازيلية، الدكتورة مارسيا سكازوفكا: «قد يبدو الفرق بين المجموعتين ضئيلاً، لكن التحسُّن بنسبة 10 في المائة لدى المجموعة الأولى يمكن أن يشكل فرقاً في حياة الملايين، خصوصاً أن هذا التدخل غير مكلف».
وأضافت سكازوفكا أن هذه النتيجة لها أهمية خاصة في دولة متوسطة الدخل مثل البرازيل؛ حيث يرتفع عدد كبار السن بسرعة، في حين تعد خدمات الصحة العقلية شحيحة.
وأوضحت أن انخفاض تكلفة هذا التدخل وسهولة تنفيذه يعني إمكانية تكراره في بلدان أخرى ذات ظروف اجتماعية واقتصادية مماثلة للبرازيل أو أسوأ، مشيرة إلى أهمية البحث المستمر في التدخلات الرقمية لتحسين تغطية العلاج النفسي والاجتماعي عالمياً.