«الستلايت» في السعودية... من شارع «إبليس» إلى قائمة التشوّه البصري

كان مثار جدل اجتماعي لعقود وتقنية الديجيتال ترسله لأرفف الذكريات

أطباق الأقمار الصناعية في أحد المنازل
أطباق الأقمار الصناعية في أحد المنازل
TT

«الستلايت» في السعودية... من شارع «إبليس» إلى قائمة التشوّه البصري

أطباق الأقمار الصناعية في أحد المنازل
أطباق الأقمار الصناعية في أحد المنازل

ما زال السعوديون يتندرون على المحاضرات التي ألقاها أحد رموز الصحوة في بداية التسعينات الميلادية التي كانت تحذر من خطر البث المباشر والستلايت أو ما يسمى «الدش» والتي تصدى لها الراحل الوزير الأديب السعودي غازي القصيبي والذي عدّه التيار الصحوي أحد أهم أعدائه.

تلك المحاضرات التي انبرى لها رموز الصحوة كانت تصبّ في التحذير من خطر الستلايت، أفرزت فتوى بتحريم الستلايت، وأن من مات وقد تركه في بيته فهو غاشّ لرعيته، في حين كانت إحدى الفتاوى الشهيرة نصها: «كثر السؤال عن هذه الآلة التي تلتقط موجات محطات التلفزيون الخارجي وتسمى (الدش)، ولا شك أن الدول الكافرة لا تألو جهداً في إلحاق الضرر بالمسلمين عقيدةً وعبادةً وخلقاً وآداباً وأمناً، وإذا كان كذلك فلا يستبعد أن تبث من هذه المحطات ما يحقق لها مرادها وإن كانت قد تدس في ضمن ذلك ما يكون مفيداً من أجل التلبيس والترويج، وإذا كان أمر هذه الدشوش ما ذكر في السؤال فإنه لا يجوز اقتناؤها ولا الدعاية لها ولا بيعها وشراؤها لأن هذا من التعاون على الإثم والعدوان».

أحد شوارع حي السليمانية بالرياض والقريبة من شارع العنقري والذي أطلق عليه مسمى «شارع إبليس»

ودفعت تلك الفتاوي بالبعض إلى القطيعة الاجتماعية بين الأسر السعودية، بل بعض الفتاوى حرمت بيع العقار لشخصٍ يرغب في تركيب الدش على المنزل، و«يمنع شرعاً تجديد عقود الإيجار في حال كان المستأجر ممن ارتكبوا فاحشة نصب الدش فوق سطح المنزل»، في حين تبرع البعض بإطلاق الرصاص من بنادق هوائية على الستلايت في أعالي المنازل، ولم يتوقف عند هذا الحد ليطلق التيار الصحوي على أحد شوارع العاصمة الرياض في حي السليمانية وهو شارع «العنقري» والذي يتقاطع مع شارع الأمير محمد بن عبد العزيز أو ما يعرف بشارع «التحلية» والمعروفة بمحال بيع الستلايت وصحون «الدش» بتسمية «شارع إبليس» دفع البعض إلى تهريبها وشرائها خفية ومشاهدة القنوات الفضائية بالخفاء.

أطباق الأقمار الصناعية في أحد المنازل

الستلايت والتشوه البصري

وبعد 3 عقود من معارك شهدها المجتمع السعودي حول «الستلايت» دخلت الأطباق الصناعية (الدش) ضمن قائمة من 19 مخالفة تعيق إصدار «شهادة امتثال المباني»، خصوصاً إذا جاء على الشُرفات أو كامل واجهة المبنى المطل على الشارع التجاري.

وجاء شرط «خلو المبنى من وجود أطباق الأقمار الصناعية على الشرفات أو كامل واجهة المبنى المطل على الشارع التجاري»، في مسعى لتحسين المشهد البصري في المباني والشوارع التجارية، واستخراج «شهادة امتثال المباني» التي تعدّ «شهادة دورية تمنح للمستفيدين تثبت خلو المباني من الحد الأدنى من عناصر التشوه البصري والتزامها بالمتطلبات البلدية للمبنى»؛ وهو ما دفع أمانة المنطقة الشرقية إلى تحفيز المواطنين والمقيمين لصالح إزالة «الدش» من على أسطح المنازل وواجهات المباني عند إصدار «شهادة امتثال المباني» مقابل اشتراك مجاني في القنوات بالتعاون مع شركة الاتصالات السعودية (STC)، معتبرةً أن هذه الحملة «تهدف لمعالجة التشوهات البصرية».

مطلع التسعينات شهد الانتشار

الأطباق الصناعية «الدش» دخلت إلى السعودية مطلع التسعينات الميلادية، غير أن لا إشارة رسمية لتاريخ يحدّد ذلك، ولاقى انتشارها تبايناً في الآراء في حينه بين شرائح المجتمع التي تنوّعت بين مؤيد لها ويسعى للحصول عليها بمقابل مالي باهظ في حينه للوصول إلى قنوات البث الفضائي الدولية والعربية، وبين رافض كان يرى منع انتشارها لأسباب تتعلق بتحليلها أو تحريمها، غير أن الكثير من التجاوزات الأمنية والجنائية رافقت انتشار «الدش» بالنسبة للرافضين انتشاره في حوادث يتذكرها المجتمع السعودي منذ عقود.

مئات القنوات الفضائية

ومنذ منتصف العام 1965 كان السعوديون يشاهدون لسنوات قنوات التلفزيون السعودي الحكومية فقط عبر البث الأرضي، قبل أن تصل مرحلة البث الفضائي في البلاد مطلع التسعينات والتي قالت مصادر غير رسمية أنها بدأت منذ حرب الخليج الثانية 1990 عبر البث الفضائي لقناة «سي إن إن CNN» الأميركية، ثم ما لحقها من الفضائيات العربية عبر الأقمار الصناعية التي تتطلّب تركيب الأطباق الصناعية (الدش) للوصول إليها، ليصبح الكون عالماً مفتوحاً ومتاح الوصول للمشاهد السعودي الذي يمتلك الرسيفر و«طبق الدش».

نقل أحداث «عاصفة الصحراء»

الدكتور عبد الرحمن الشقير، وهو أكاديمي وباحث اجتماعي عاصر من كثب تلك الحقبة، يزيد التأكيد على أن الأطباق الصناعية «الدش» دخلت إلى السعودية وقت معركة «عاصفة الصحراء» خلال حرب الخليج الثانية لتنقل الحرب على الهواء مباشرة لأول مرة في التاريخ عبر قناة «سي إن إن CNN» وشاهدها من لديه «دش» في السعودية.

جانب من لقطات حيّة بثّتها قناة «سي إن إن» إبّان «حرب الخليج الثانية» مطلع التسعينات الميلادية (سي إن إن)

وعن انتشارها فيما بعد، أضاف الشقير: «ثم انتشرت بسرعة كبيرة، وأصبح تركيبها في أسطح المنازل من الوصم الاجتماعي وأحد مهددات سلامة السمعة، ثم تعرضت (الدشوش) لمقاومتها والتضييق عليها مؤقتاً، ولكن التضييق أخفق في الاستمرار لعدم وجود بدائل؛ ولأن المقاومة دخلت الصراع دون أن تشعر مع الرأسمالية التي لا تهدأ بإيجاد البدائل وتسمح بتدفق الأفكار وربط ذاتها باقتصاد الدول؛ وهذا ما جعل من الدش وصماً اجتماعياً في البدايات، وتلوثاً بصريّاً بعد ثلاثين عاماً بحسب شهادة امتثال المباني، بسبب كثافة البدائل الرقمية».

البدائل الرقميّة قلّلت الحاجة إلى «الدش»

فيصل (42 عاماً) من شرق السعودية، قال: «تخلصت منذ 6 أعوام من الدش والرسيفر في منزلي واستراحتي، بعد أن اكتسحت ثقافة الديجيتال لأنها أكثر ديناميكية، ودوريّاً أدفع مقابل اشتراك لشبكات بث أفلام عبر النت بكل سرور، خصوصاً أن القنوات التي كنت أتابعها عبر الدش والرسيفر صار البعض منها يعرض محتواه عبر النت (...)، وبصراحة لا أتصور اليوم كيف يضيّع شخص وقتاً في الانتقال من قناة لأخرى عبر جهاز التحكم بحثاً عما يريد أن يشاهده».

أما عبد الخالق (50 عاماً) وهو مصمم معماري من جدة غرب السعودية، فلفت إلى أنه مع انتفاء الحاجة إليها (الأطباق الصناعية) وظهور تقنيات البث عبر الانترنت وتوفّرها من قِبل مشغلين موثوقين، فيجب العمل على «إزالة الأطباق اللاقطة للإرسال التلفزيوني وتمديدات أسلاكها المنتشرة بشكل كثيف وعشوائي على أسوار أسطح المباني والفلل والشرفات التي تؤذي المشهد الحضري العام، خصوصاً مع التقدّم المعماري والهندسي في البلاد، وأن يكون ذلك في إطار استراتيجية البلديات والأمانات في الحفاظ على نظافة المدن والمناطق وتحسين مظهرها العام للحد أيضاً من التلوث البيئي وتأثيراته ونشر الوعي البيئي بين أفراد المجتمع وتعزيز دورهم في حماية البيئة والحفاظ عليها من جميع أشكال التلوث والتشويه».

أشرطة «كاسيت» دينية كانت منتشرة في فترة التسعينات

«خطابات المرحلتين... وأبرز التأثيرات»

يعود الدكتور الشقير ليوضّح بأن الصورة الذهنية «للدشوش» مرّت بأربع مراحل اجتماعية، هي: «توجس ورفض، ثم استهلاك مظهري ودلالة على التنوير ومعرفة الأخبار والسياسة والفن والثقافة قبل الآخرين، ثم ظاهرة طبيعية بعدما برزت سوق القنوات الفضائية الدينية، ثم تلوث بصري بعد بروز العصر الرقمي». ويرى الشقير أن هذه المراحل «تعكس مراحل التغير الاجتماعي الأربع التي تتعرض لها الظواهر الجديدة، وهي: الرفض ثم الاعتراض ثم التفاوض ثم التقبل».

وبحسب الشقير، فمن المهم التأكيد على أن كلتا الفكرتين المتعارضتين، وهما: «الفكرة الدينية المعارضة للدشوش لسبب شرعي، والفكرة الحضرية المعارضة للدشوش لسبب حضري، قد انطلقتا من الطبيعة الثقافية في المجتمع التي كانت سائدة بين عصرين، ولكل فكرة مرحلتها التي تلقي بظلالها على المجتمع لاختلاف الخطابات بين المرحلتين وهذه ظاهرة طبيعية والأنثروبولوجيا تحلل التطور في إطار التفكير الاجتماعي السائد ومبرراته ودوافعه».

وراح الشقير يسرد أبرز تأثيرات «الدش» على المجتمع السعودي منذ انتشاره وحتى المرحلة التي أصبح «الدش» يلتقط فيها مئات وآلاف القنوات الفضائية ليبثّها عبر الشاشة للمشاهد السعودي على مر السنين، مثل «ظهور مثقفين سعوديين في القنوات العربية ودخولهم في برامج حوارية ونقدية على الهواء مباشرة، وهيمنة رجال أعمال سعوديين على كبريات القنوات العربية، وظهور جيل التسعينات المعروف بجيل Y، وهو الذي نشأ في عصر القنوات الفضائية وله ذكرياته الخاصة».

وأوضح أمين المنطقة الشرقية، المهندس فهد الجبير أن الحملة التي تنفذها أمانة المنطقة بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان: «تهدف إلى معالجة التشوّهات البصرية، والعمل على حلها وتحسين المظهر العام للمنطقة» مؤكّداً أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في مثل هذه المشروعات التي تُعدّ ثمرة من ثمار برامج التحول الرقمي، وأحد مرتكزات التنمية الشاملة والمستدامة المواكبة لـ«رؤية المملكة 2030،» كما تأتي من منطلق رفع الشراكة مع القطاع الخاص، تماشيّاً مع برنامج جودة الحياة ومستهدفاته بما يخدم المنطقة.


مقالات ذات صلة

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

رياضة سعودية إنفانتينو رئيس «فيفا» حاملاً ملف الترشح السعودي لاستضافة كأس العالم 2034 (واس)

ملف استضافة السعودية لـ«مونديال 2034» يحصل على أعلى تقييم في تاريخ الحدث العالمي

أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم، حصول ملف استضافة المملكة لكأس العالم 2034، على أعلى تقييم فني يمنحه الاتحاد الدولي عبر التاريخ لملف تم تقديمه لاستضافة البطولة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين لدى افتتاح مشروع «قطار الرياض» ومشاهدة فيلم تعريفي عن المشروع (واس)

الملك سلمان... رؤية ممتدة لـ16 عاماً تتحقق مع افتتاح قطار الرياض

في وثيقة تاريخية يعود عمرها إلى عام 2009، قدم الملك سلمان بن عبد العزيز، عندما كان رئيساً للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، رؤية شاملة لتطوير نظام النقل العام.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي (الشرق الأوسط)

وزيرا خارجية السعودية وسوريا يناقشان مستجدات أوضاع المنطقة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره السوري بسام صباغ، الجمعة، مستجدات الأوضاع في المنطقة والجهود المبذولة بشأنها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج الطائرة السعودية الإغاثية حملت مواد غذائية وطبية وإيوائية (واس)

قوافل الإغاثة السعودية تواصل التدفق إلى لبنان

واصلت قوافل الإغاثة السعودية التدفق إلى لبنان، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج عبد المجيد تبون خلال استقباله الأمير عبد العزيز بن سعود في القصر الرئاسي بالعاصمة الجزائر (واس)

بتوجيه من ولي العهد السعودي... وزير الداخلية يلتقي الرئيس الجزائري

بتوجيه من الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد السعودي، التقى الأمير عبد العزيز بن سعود، وزير الداخلية، الخميس، الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
TT

فيلمان سعوديان يحصدان جوائز في «الفيوم السينمائي» بمصر

خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)
خالد ربيع خلال تسلّمه جائزة الفيلم السعودي (إدارة المهرجان)

اختُتمت، مساء الجمعة، فعاليات الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي أُقيم بمحافظة الفيوم (100 كيلو جنوب القاهرة)، بحفل بسيط على بحيرة قارون، بحضور عدد من صنّاع الأفلام وأعضاء لجان التحكيم؛ حيث جرى إعلان جوائز مسابقات المهرجان الثلاث.

ومنحت لجنة تحكيم «المسابقة الدولية للفيلم الطويل» تنويهاً خاصاً للفيلم السعودي «طريق الوادي» للمخرج خالد فهد الذي تدور أحداثه حول شخصية الطفل «علي» الذي يعاني من متلازمة الصمت، فبعد أن ضلّ طريقه في أثناء توجهه لرؤية طبيب في قرية مجاورة، ينتهي به المطاف وحيداً في مكان ناءٍ، إلا أن سلسلة العقبات والتحديات لم تمنعه من اكتشاف العالم الذي ينتظره؛ حينها فقط أدركت عائلته أن ما يعانيه «علي» ليس عائقاً وإنما ميزة، منحته سيلاً من الخيال والتخيل.

ونال الفيلم المغربي «الثلث الخالي» للمخرج فوزي بنسعيدي جائزة أفضل فيلم بالمسابقة، وهو الفيلم الذي حصد جائزة أفضل إخراج بجانب حصول بطلَيه فهد بنشمسي، وعبد الهادي الطالبي، على جائزة أفضل تمثيل، في حين نال الفيلم الإيراني «كارون الأهواز» جائزة لجنة التحكيم الخاصة.

وحصد الفيلم السعودي «ترياق» للمخرج حسن سعيد جائزة «لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الروائي القصير»، في حين حصل الزميل عبد الفتاح فرج، الصحافي بـ«الشرق الأوسط»، على جائزة أفضل فيلم تسجيلي قصير، عن فيلمه «العشرين»، الذي صوّره في شارع العشرين بحي «فيصل» في القاهرة الكبرى، وتدور أحداثه في 20 دقيقة.

الزميل عبد الفتاح فرج خلال تسلّم الجائزة (إدارة المهرجان)

ويتضمّن فيلم «العشرين» بشكل غير مباشر القضايا البيئية المختلفة، وجرى تصويره على مدار 5 سنوات، رصد خلالها فترة مهمة بعيون أحد قاطني الشارع، متناولاً الفترة من 2018 وحتى عام 2023، واحتضن المهرجان عرضه الأول في مصر.

وتسلّم عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة بالمهرجان الناقد السعودي خالد ربيع جوائز الفيلمين السعوديين نيابة عن صناع العملين الفائزين، في حين عبّر لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بالتعاون مع باقي أعضاء اللجنة خلال مشاهدة الأفلام، مشيداً بالأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تضمّنها المهرجان.

وشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدّمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين شهد الاحتفاء بفلسطين بصفتها ضيف شرف، عبر إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها أفلام «من المسافة صفر».