تتقلب مستويات القلق لدى كثير من الأشخاص طوال اليوم. يجد بعضهم أن قلقهم يكون في أعلى مستوياته خلال ساعات الصباح، وغالباً قبل أن يفتحوا أعينهم ويخرجوا من السرير.
قد تشعر وكأنك تحتاج فقط إلى تجاوز الجزء الأول من اليوم، وفي مرحلة ما سيهدأ القلق. وبحلول المساء قد تلمس الهدوء، وتتساءل: لماذا شعرت بالسوء في الصباح.
يمكن لكثير من الأشياء أن تسبب ارتفاع القلق بعد وقت قصير من الاستيقاظ، من الهرمونات إلى كيفية تنظيم روتينك الصباحي، وفقاً لتقرير لموقع «سيكولوجي توداي».
استجابة اليقظة الكورتيزول
يتبع هرمون التوتر (الكورتيزول) دورة يومية (نحو 24 ساعة)؛ حيث يكون في أعلى مستوياته في الصباح، وهو النمط المعروف باسم «استجابة اليقظة للكورتيزول».
يحرك الكورتيزول كثيراً من العمليات المهمة، مثل تحفيز إطلاق الغلوكوز، حتى يتمكن جسمك من إنفاق مزيد من الطاقة. وارتفاع الكورتيزول هو تكيف؛ لأنه يجهز جسمك وعقلك لمواجهة اليوم القادم. القلق هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لارتفاع مستوى الكورتيزول.
ضغوط الوقت
يبدأ معظمنا العمل في الصباح، ونحن نحاول الاستعداد للوصول إلى أماكن معينة في الوقت المحدد. قد يحدث الكثير بين الاستيقاظ والالتزام الأول في اليوم.
قد يتضمن روتينك الصباحي أنشطة العناية الذاتية، مثل: التأمل، وممارسة الرياضة، والاستحمام، فضلاً عن ارتداء الملابس، وتناول الإفطار، وربما المشي مع الكلب، ونقل الأطفال إلى المدرسة. كل ذلك الاندفاع وضيق الوقت المرتبط به يزيد من قلق الصباح.
توقعات اليوم القادم
في الصباح، تكون جميع المهام التي عليك القيام بها حاضرة في ذهنك، وغالباً ما يكون عليك إنجازها في الساعات القادمة. يجيد دماغك رؤية التحديات المتراكمة أمامك ككومة كبيرة من الصعوبات مع عدم اليقين.
لا تعرف كيف سيسير أي من هذه الأمور. يعد عدم اليقين بشأن كثير من النتائج التي تهتم بها هو إعداد مثالي للقلق. كل ما يمكنك فعله هو التفكير فيها دون أن تكون قادراً على التصرف بناءً عليها.
بالنسبة لمعظم الناس، يعيش القلق في الغالب في التوقع، وليس في المهام نفسها، وتكون التوقعات في ذروتها بأوقات الصباح.
الشعور بعدم القدرة على مواجهة التحديات
بالإضافة إلى قائمة التحديات الكبيرة، قد تشعر أيضاً بأنك غير قادر على القيام بالمهمة. ربما لا تزال خاملاً بعض الشيء، وربما لم يعمل عقلك بكامل طاقته بعد؛ حيث تنتظر تأثير الكافيين.
بطريقة أو بأخرى، تشك في أنك تمتلك ما يلزم للتعامل بنجاح مع هذا اليوم، والذي يبدو صعباً جداً بالنسبة للجهد الذي تقدمه له.
القلق بشأن إهدار اليوم
قد يبدو اليوم الجديد وكأنه لوحة بيضاء يفترض أن ترسم عليها. بطبيعة الحال تريد أن تستغل الفرصة إلى أقصى حد، ولكن هناك خيارات لا حصر لها، لما قد تفعله بها.
هل ستكون منتجاً بما يكفي؟ ناجحاً بما يكفي؟ هل العمل الذي تقوم به له معنى وقيمة؟ يمكن للمسؤولية أن تثير خوفاً وجودياً بشأن إهدار الوقت المحدود الذي يُمنح لك، وعدم قضائه بأفضل الطرق.
3 طرق لمحاربة القلق الصباحي
تحريك جسدك: قد تميل إلى تخطي التمارين الرياضية في الصباح والتوجه مباشرة إلى العمل. يمكن للنشاط البدني المعتدل إلى المكثف في الصباح أن يخفف من القلق، ويقودك إلى الطريق الصحيح بقية اليوم.
إعادة تفسير الإثارة الفسيولوجية: يرتفع الكورتيزول في الصباح لسبب وجيه؛ ليمنحك الطاقة التي ستحتاجها لمواجهة التحديات القادمة. ابدأ في إعادة ترميز ضجيج الإثارة في جسدك كطاقة، للتعامل مع كل ما سيأتي في طريقك.
التركيز على ما هو أمامك: عندما يكون عقلك قلقاً بشأن كل الأمور في اليوم القادم، عُد به إلى ما يحدث الآن. كل ما تحتاج إلى التعامل معه هو ما تفعله في اللحظة المعنية.