العلاقات جزء أساسي من حياتنا، فهي تُقدم الرفقة والحب والدعم، ومع ذلك، فهي ليست خالية من التحديات. عندما تنشأ الصعوبات، من الطبيعي أن تطلب النصيحة والراحة.
لماذا مشاركة المشاكل مع الأصدقاء قد تكون مفيدة؟
الدعم العاطفي: يمكن للأصدقاء أن يقدموا كتفاً ضرورية للبكاء عليها خلال الأوقات الصعبة. ويمكن أن يساعدك تعاطفهم وتفهمهم على الشعور بأنك أقل وحدة، وأكثر صدقاً في مشاعرك. يمكن أن يوفر الحديث لصديق موثوق به راحة عاطفية، ويقلل من التوتر، ما يجعل من السهل التعامل مع مشاكل علاقتك، وفق تقرير، الخميس، 6 يونيو (حزيران) لموقع «علم النفس اليوم» الأميركي المتخصص.
النصيحة: في بعض الأحيان، قد يؤدي القرب الشديد من موقف ما إلى تشويش حُكمك على هذا الموقف. يمكن للأصدقاء، خصوصاً الذين لديهم تجارب ووجهات نظر مختلفة، تقديم وجهات نظر جديدة ونصائح غير متحيزة. قد يقترحون حلولاً لم تفكر فيها، أو يساعدونك في رؤية الموقف من زاوية مختلفة، ما قد يؤدي إلى حل.
تعزيز الصداقات: يمكن أن تؤدي مشاركة المشاكل الشخصية إلى تعميق علاقتك بالأصدقاء. تعزز مشاركة التفاصيل الشخصية مع الأصدقاء الثقة والألفة، إذ إن البوح لشخص ما يظهر أنك تقدّر رأيه وتثق به. ويمكن لمشاركة التجارب الشخصية أن تعزز الصداقات، وتخلق شبكة دعم تعود بالنفع على كل الأطراف المعنية.
خطر الإفراط في المشاركة: السلبيات المحتملة
مخاوف الخصوصية: علاقتك هي مسألة خاصة بينك وبين شريكك. إن مشاركة التفاصيل الحميمة مع الأصدقاء يمكن أن تنتهك هذه الخصوصية، ما قد يتسبب في عدم الراحة أو الاستياء من شريكك إذا اكتشف ذلك. ومن الأهمية بمكان مراعاة مشاعر شريكك والثقة التي يضعها فيك.
الآراء المتحيزة: قد لا يُقدّم الأصدقاء دائماً النصيحة الأكثر موضوعية. قد تتأثر آراؤهم بتجاربهم الخاصة أو تحيزاتهم أو ولائهم لك. ويمكن أن يؤدي هذا أحياناً إلى تقديم نصيحة لا تخدم بالضرورة مصلحة علاقتك.
التأثير على الصداقات: قد لا يقدر جميع الأصدقاء أن يكونوا بمنزلة صندوق صدى لمشاكل علاقتك. يمكن أن يضع ذلك ضغطاً على صداقتك، خصوصاً إذا شعروا أنهم عالقون في المنتصف، أو مثقلون ببوحك المستمر لهم. وإضافة إلى ذلك، إذا تمكنت أنت وشريكك من حل المشكلة، فقد يستمر الانطباع السلبي الذي تركه أصدقاؤك معك، ما يؤثر على نظرتهم لشريكك.
إيجاد التوازن: متى وكيف تشارك؟
اختر الأصدقاء المناسبين: ليس كل صديق مجهزاً للتعامل مع مشاكل علاقتك. ثق بالأصدقاء المتعاطفين والجديرين بالثقة، والقادرين على تقديم المشورة البناءة. تجنّب المشاركة مع أولئك الذين يحبون النميمة، أو أولئك الذين قد يستخدمون المعلومات ضدك.
كن انتقائياً بشأن ما تشاركه من أخبار: من المهم اختيار التفاصيل التي تكشف عنها. شارك بما يكفي للحصول على الدعم الذي تحتاج إليه، ولكن تجنّب التعبير عن كل مظالمك. ركّز على طلب المشورة بشأن مشاكل محددة بدلاً من سرد كل حجة.
ضع مشاعر شريكك في اعتبارك: قبل المشاركة، فكّر في شعور شريكك إذا علم. احترم خصوصيته، وتجنّب مشاركة التفاصيل التي قد تحرجه أو تؤذيه. يمكن أن يساعد التواصل المفتوح مع شريكك حول حاجتك إلى الدعم من الأصدقاء أيضاً في وضع الحدود للمشاكل، إذ قد يميل الشريك إلى أخذ توجّهك هذا بعين الاعتبار.
أطلب المساعدة المهنية: في بعض الأحيان، لا يستطيع الأصدقاء فعل الكثير. إذا كانت مشاكل علاقتك حادة أو مستمرة، ففكّر في طلب المساعدة من معالج أو مستشار. يمكنهم تقديم إرشادات مهنية، ومساعدتك في التعامل مع المشاكل بشكل أكثر فعالية.