يُعدّ نعيم حلاوة من بين الأسماء البارزة في مجال الكوميديا بلبنان، فهو كان يكتب ويمثل اسكتشات طريفة ومضحكة ضمن برامج عدة بينها «أسأل شي» و«ما في متلو».
ينتقل نعيم حلاوي حالياً إلى مجال التقديم الإذاعي والتلفزيوني، ومن خلال برنامجه الجديد «سمعونا» يخوض تجربة جديدة في الإطار هذا. طبيعة البرنامج الذي افتتحه في فبراير (شباط) الماضي عبر أثير إذاعة «وان إف إم» تدور في فلك الغناء. مواهب جديدة ترشحت للمشاركة فيه وصل عددها إلى الـ200 شخص. ومن ثم غُربلت لتصل إلى 50 شخصاً بقي منهم 16 موهبة للمشاركة في مراحل البرنامج الأخيرة.
مؤخراً أعلن نعيم حلاوي أن البرنامج في حلقاته الثلاث الأخيرة الخاصة بالتصفيات النهائية ستعرض على شاشة «إم تي في» المحلية، فنجاحه عبر الأثير دفع بالقيمين على هذه الشاشة بنقله إلى محطتهم. ويخبر «الشرق الأوسط»: «منذ البداية كنا نفكر بنقله عبر الشاشة الصغيرة. لم يكن الأمر مضموناً لأننا لم نتوقع هذا التهافت من قبل المشاركين. فالإذاعة التي أقدم عبرها البرنامج (وان أف إم) يتفرّع منها شقيقتها (وان تي في)، والاثنان ينبثقان من محطة تلفزيون (إم تي في). ومن هذا المنطلق تحمّست الأخيرة لنقله عبر شاشتها».
اجتاز البرنامج مراحله الأساسية وهو اليوم في طور التحضير لنهائياته. ومع لجنة حكم مؤلفة من الفنان غسان صليبا وأستاذة الفوكاليز ماري محفوض والموسيقي هادي شرارة سيجري اختيار الفائزين. وسيكون للمشاهدين دورهم أيضاً في الحلقة النهائية من خلال تصويتهم المباشر.
برامج عدة لهواة الغناء سبق واجتاحت شاشات التلفزة، وانتهى مصير المشاركين فيها إلى المجهول. فهل يتدارك حلاوي هذا الأمر في برنامجه؟ يردّ: «مهمتنا هي الإضاءة على هذه المواهب وإعطاؤها الفرصة السانحة لإبراز صوتها. والباقي يتعلق بمدى اجتهادها وأتوقع مواكبة إعلامية وفنية للفائزين فيها».
تغلب أصوات الرجال على تلك «النسائية» في البرنامج. ويعلّل نعيم حلاوي السبب بأنه محض صدفة. أمّا أعمار المشاركين فتبدأ من 16 عاماً وما فوق. ويوضح: «ارتأينا عدم أخذ مواهب صغيرة جداً، إذ من الممكن أن ننفذ نسخة جديدة منه للأولاد (سمعونا كيدز). ولذلك اكتفينا بأعمار تتراوح ما بين 16 و25 عاماً».
لماذا راح حلاوي باتجاه الفن تاركاً خلفه البرامج الكوميدية؟ يرد: «دخلت العمل الإذاعي من باب استخدام الفكاهة في المحتوى الذي أقدمه. وأنا من الأشخاص الذين انطلقوا في مشوارهم من عملهم الإذاعي. ولكن مع الوقت اتخذ (سمعونا) طابعاً أكثر جدية. وبما أني أعمل عبر أثير إذاعة (وان إف إم)، كان من البديهي التوجه إلى هذا المجال. فلاحظنا فراغاً وحاجة لبرامج المواهب. صحيح أن الأكثرية اليوم من هواة الغناء تتجه نحو وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن يبقى لشاشة التلفزيون وهجها وتميزها عندهم».
من مشاريع حلاوي المستقبلية عودة إلى الاسكتشات السّاخرة والطريفة مع رولا شامية. «سنتشارك معاً لتقديم ليلة واحدة في (أو بيروت). وقد ننتقل فيما بعد لتقديم عروض خارج لبنان. كما أن هناك مشروعاً آخر نعمل عليه سوياً من نوع الـ(سيت كوم)، نبدأ بتصويره مباشرة بعد الحفل المذكور. وهو كناية عن مسلسل فكاهي بعنوان (بهو الست لميا). ويعدّ من نوع الـ(لايت كوميدي) الترفيهي. وتدور أحداثه في فندق حيث نواجه مواقف وأحداثاً طريفة وهو من إنتاج شركة (مروى غروب) لمروان حداد».
وعما إذا هناك من فرصة لتصوير الجزء الثاني من فيلم «أسأل شي» يوضح: «الفكرة والرغبة والنيّة كلها موجودة، ولكن عوامل كثيرة نواجهها تؤخر ولادته، ومن بينها عدم القدرة على جمع أفراد فريق الجزء الأول نفسه من الفيلم. ويمكن أن نتحول إلى الخطة باء وتتمثّل بجمع العدد المتوفر من الزملاء القدامى للقيام بهذه الخطوة ولو ضمن موضوعات مختلفة».
وعما يفتقده اليوم على الساحة يردّ نعيم حلاوي: «أفتقد برامج الاسكتشات التي عشنا على أمجادها لأكثر من 30 سنة. فهي شبه مختفية عن الشاشة الصغيرة وأستغرب هذا الأمر. وربما تعود هذه الموجة قريباً إذ إن الـ(ترند) الرائج اليوم هو أعمال الـ(ستاند أب كوميدي). فهي موضة جديدة تخضع لتغييرات عدة وتتأثر بـ(السوشيال ميديا). فغياب إمكانيات إنتاجية ضرورية للأعمال الكوميدية تلعب دورها أيضاً».