متحف «تيم لاب بلا حدود»: 80 عملاً فنياً بتقنية رقمية على مساحة 10 آلاف متر مربع

TT

متحف «تيم لاب بلا حدود»: 80 عملاً فنياً بتقنية رقمية على مساحة 10 آلاف متر مربع

تفاعل العمل الفني للشلال أثناء لمسه (تصوير: غازي مهدي)
تفاعل العمل الفني للشلال أثناء لمسه (تصوير: غازي مهدي)

تستعد مدينة جدة (غرب السعودية) في 10 يونيو (حزيران)، بالتزامن مع بدء إجازة نهاية العام الدراسي والإجازة الصيفية، لافتتاح متحف «تيم لاب بلا حدود»، أول متحف دائم من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، يضم مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية التفاعلية والتجارب الرقمية.

«تيم لاب» هو متحف دون خريطة. وعبر الأعمال الفنية، تهدف مجموعة من الخبراء ذوي الاختصاصات المختلفة، بمن فيهم فنانون ومبرمجون ومهندسون، واختصاصيو رسوم متحركة، وعلماء رياضيات ومهندسون معماريون، إلى استكشاف العلاقة بين الذات والعالم وأشكال جديدة من الإدراك.

متحدث وزارة الثقافة عبد الرحمن المطوع ومؤسس «تيم لاب» توشيوكي إينوكو (تصوير: غازي مهدي)

وفي بداية الأسبوع، سلّط مؤتمر صحافي الضوء على تفاصيل المتحف، الذي يمتد على مساحة 10 أمتار مربعة، ويتكون برنامجه من 5 قنوات، يتجول الزوار عبرها داخل عالم من الأعمال الفنية، في رحلة هادفة، يقومون من خلالها ببناء عالم جديد واستكشافه مع الآخرين.

ووصف المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة، عبد الرحمن المطوع، المبادرة التعاونية بين وزارة الثقافة و«تيم لاب» بتجربة ثقافية إبداعية.

غابة المصابيح في متحف «تيم لاب بلا حدود» (تصوير: غازي مهدي)

وبيّن المتحدث أن متحف «تيم لاب» يعزز تجربة الزائر للمنطقة التاريخية من خلال المحتوى الإبداعي، المتجسد في 80 عملاً فنياً، تم تصميمها خصيصاً للمتحف المقام في جدة، باستخدام تقنيات رقمية متقدمة في رحلة بصرية غامرة تتداخل فيها الأعمال بشكل مبتكر يتخطى الحدود، ليشكل عالماً إبداعياً متكاملاً، تم تصميمه لإثارة دهشة الزوار، وليحفزهم على الاكتشاف وتذوق الفنون بكل الحواس.

وقال توشيوكي إينوكو، مؤسس «تيم لاب»: «تعتمد أعمالنا الفنية على استمرارية المعرفة عبر تاريخ البشرية الطويل، ونود أن نجعل هذا المتحف تجربة يسافر فيها الناس بين الحاضر والماضي المتصل به بسلاسة، نعلم أن العالم يستمر بلا حدود، إلا أن الأشخاص يحددونه بإدراكهم ويرون كل عنصر فيه مستقلاً عن الآخر».

«إن تي هاوس» منطقة إعداد الشاي يتحول فيها الفنجان إلى عالم تزهر فيه الزهور حسب نوع الشاي (تيم لاب)

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن الأعمال الفنية الموجودة تختلف باختلاف التقنية المستخدمة فيها، فلا يوجد عمل فني تشبه تقنيته عملاً آخر، إلا أن جميعها مترابطة فيما بينها ومتصلة بعضها ببعض، ولا يمكن إدخال أعمال فنية أخرى جديدة عليها.

أثناء التجول في المتحف، تحفز حركاتك الأعمال الفنية، فتجد الأزهار تتفتح بمجرد لمسها والشلالات يتغير مسار تدفقها، بينما تتبعك الفراشات أثناء تنقلك من منطقة لأخرى، فيما تأخذك رائحة الزهور التي تملأ المكان، وصوت الموسيقى الهادئة لتصلك بالعالم الافتراضي الذي صنعته الأعمال الفنية الرقمية.

يقول توشيوكي إينوكو، عن تنوع المشاعر بين الهدوء والاسترخاء والحماس الذي ينتاب الزائر أثناء تنقله بين قنوات المتحف، إن «التفاعل مع الأعمال الفنية المترابطة فيما بينها من خلال اللمس أو الأصوات والحركة تؤثر على جسد الإنسان وإحساسه، وتدخله أجواء العمل الفني والتقنية المستخدمة فيه للإحساس بالعمل كما لو كان في الواقع».

تشمل متاحف «تيم لاب» ومعارضه الدائمة «تيم لاب بلا حدود» و«كواكب تيم لاب» في طوكيو، و«تيم لاب ما وراء الطبيعة» في ماكاو، و«تيم لاب بلا كتلة» في بكين. إضافة إلى مزيد من المعارض التي سوف يتم افتتاحها في أبوظبي، وهامبورغ، وجدة، ويوتريخت.

توجد أعمال «تيم لاب» من ضمن المجموعة الدائمة لمتحف الفن المعاصر في لوس أنجليس، وفي معرض الفنون في نيو ساوث ويلز في سيدني، وفي معرض الفنون في جنوب أستراليا في أديليد، وفي متحف الفن الآسيوي في سان فرانسيسكو، وفي متحف جمعية آسيا في نيويورك، وفي مجموعة بوروسان للفن المعاصر في إسطنبول، وفي المعرض الوطني لفيكتوريا في ملبورن، وفي آموس ريكس في هلسنكي.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق مدخل جناح نهاد السعيد الجديد الملاصق للمتحف الوطني (جناح نهاد السعيد للثقافة)

جناح جديد لـدعم «المتحف الوطني اللبناني»

أراد القيّمون على جناح «نهاد السعيد للثقافة»، الجناح الجديد للمتحف الوطني اللبناني، أن يكون وجوده دعماً للتراث الذي يتعرّض اليوم للقصف والخراب.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق لوحة تشير لمتحف الفنان نبيل درويش (إدارة المتحف)

أزمة هدم متحف الخزاف المصري نبيل درويش تتجدد

تجددت أزمة متحف الخزاف المصري نبيل درويش (1936 – 2002) الصادر قرار بهدمه؛ لدخوله ضمن أعمال توسعة محور المريوطية بالجيزة (غرب القاهرة).

حمدي عابدين (القاهرة )
يوميات الشرق عائشة القذافي ابنة الزعيم الليبي السابق معمر القذافي تعرض أعمالها الفنية الجديدة المخصصة لأخيها وأبيها القتيلين خلال معرض «ابنة ليبيا» في متحف الشرق بموسكو17 أكتوبر 2024

«ابنة ليبيا»: معرض لعائشة القذافي في موسكو تمجيداً لذكرى والدها

افتتحت عائشة القذافي، ابنة الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، معرضاً فنياً في موسكو خصصته لتخليد ذكرى والدها، الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
يوميات الشرق حساء الطماطم على لوحة «زهور عباد الشمس» لفان جوخ (غيتي)

نفد الصبر... «ناشونال غاليري» يضاعف إجراءاته الأمنية ضد محتجي المناخ

على مر الزمن كانت حركات الاحتجاج تلجأ إلى وسائل مستفزة وصادمة مثل إيقاف المرور في الطرق السريعة، أو استخدام الصمغ لإلصاق الأيدي بالحواجز وواجهات المحال…

عبير مشخص (لندن)

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
TT

«الفيوم السينمائي» يراهن على «الفنون المعاصرة» والحضور الشبابي

إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)
إلهام شاهين خلال التكريم (إدارة المهرجان)

يراهن مهرجان «الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة» في نسخته الأولى التي انطلقت، الاثنين، وتستمر حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على الفنون المعاصرة والحضور الشبابي، مع تقديم عدد من العروض في جامعة الفيوم.

وشهد حفل انطلاق المهرجان تكريم الممثلة المصرية إلهام شاهين، والمنتجة التونسية درة بو شوشة، إضافة إلى الممثل المصري حمزة العيلي، مع حضور عدد من الفنانين لدعم المهرجان، الذي استقبل ضيوفه على «سجادة خضراء»، مع اهتمامه وتركيزه على قضايا البيئة.

وتحدثت إلهام شاهين عن تصويرها أكثر من 15 عملاً، بين فيلم ومسلسل، في الفيوم خلال مسيرتها الفنية، مشيدة خلال تصريحات على هامش الافتتاح بإقامة مهرجان سينمائي متخصص في أفلام البيئة بموقع سياحي من الأماكن المتميزة في مصر.

وأبدى محافظ الفيوم، أحمد الأنصاري، سعادته بإطلاق الدورة الأولى من المهرجان، بوصفه حدثاً ثقافياً غير مسبوق بالمحافظة، مؤكداً -في كلمته خلال الافتتاح- أن «إقامة المهرجان تأتي في إطار وضع المحافظة على خريطة الإنتاج الثقافي السينمائي التي تهتم بالبيئة والفنون المعاصرة».

جانب من الحضور خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وبدأ المهرجان فعالياته الثلاثاء بندوات حول «السينما والبيئة»، ومناقشة التحديات البيئية بين السينما والواقع، عبر استعراض نماذج مصرية وعربية، إضافة إلى فعاليات رسم الفنانين على بحيرة قارون، ضمن حملة التوعية، في حين تتضمن الفعاليات جلسات تفاعلية مع الشباب بجانب فعاليات للحرف اليدوية، ومعرض للفنون البصرية.

ويشهد المهرجان مشاركة 55 فيلماً من 16 دولة، من أصل أكثر من 150 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الأولى، في حين يُحتفى بفلسطين ضيف شرف للمهرجان، من خلال إقامة عدة أنشطة وعروض فنية وسينمائية فلسطينية، من بينها فيلم «من المسافة صفر».

وقالت المديرة الفنية للمهرجان، الناقدة ناهد صلاح: «إن اختيارات الأفلام تضمنت مراعاة الأعمال الفنية التي تتطرق لقضايا البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى ارتباط القضايا البيئية بالجانب الاجتماعي»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» حرصهم في أن تراعي الاختيارات تيمة المهرجان، بجانب إقامة فعاليات مرتبطة بالفنون المعاصرة ضمن جدول المهرجان.

وأبدى عضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، الناقد السعودي خالد ربيع، حماسه للمشاركة في المهرجان بدورته الأولى، لتخصصه في القضايا البيئية واهتمامه بالفنون المعاصرة، وعَدّ «إدماجها في المهرجانات السينمائية أمراً جديراً بالتقدير، في ظل حرص القائمين على المهرجان على تحقيق أهداف ثقافية تنموية، وليس فقط مجرد عرض أفلام سينمائية».

إلهام شاهين تتوسط عدداً من الحضور في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «تركيز المهرجان على تنمية قدرات الشباب الجامعي، وتنظيم ورش متنوعة لتمكين الشباب سينمائياً أمر يعكس إدراك المهرجان للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، التي ستُساعد في دعم المواهب الشبابية في الفيوم»، لافتاً إلى أن «اختيارات لجنة المشاهدة للأفلام المتنافسة على جوائز المهرجان بمسابقاته الرسمية ستجعل هناك منافسة قوية، في ظل جودتها وتميز عناصرها».

يذكر أن 4 أفلام سعودية اختيرت للمنافسة في مسابقتي «الأفلام الطويلة» و«الأفلام القصيرة»؛ حيث يشارك فيلم «طريق الوادي» للمخرج السعودي خالد فهد في مسابقة «الأفلام الطويلة»، في حين تشارك أفلام «ترياق» للمخرج حسن سعيد، و«سليق» من إخراج أفنان باويان، و«حياة مشنية» للمخرج سعد طحيطح في مسابقة «الأفلام القصيرة».

وأكدت المديرة الفنية للمهرجان أن «اختيار الأفلام السعودية للمشاركة جاء لتميزها فنياً ومناسبتها لفكرة المهرجان»، لافتة إلى أن «كل عمل منها جرى اختياره لكونه يناقش قضية مختلفة، خصوصاً فيلم (طريق الوادي) الذي تميز بمستواه الفني المتقن في التنفيذ».