السعودية... اكتشاف 1556 موقعاً أثرياً خلال عام 2023

قطعة أثرية مزخرفة في رأس قرية شرق السعودية (هيئة التراث)
قطعة أثرية مزخرفة في رأس قرية شرق السعودية (هيئة التراث)
TT

السعودية... اكتشاف 1556 موقعاً أثرياً خلال عام 2023

قطعة أثرية مزخرفة في رأس قرية شرق السعودية (هيئة التراث)
قطعة أثرية مزخرفة في رأس قرية شرق السعودية (هيئة التراث)

كشفت «هيئة التراث السعودية» عن نتائج أعمالها البحثية لعام 2023 التي نتج عنها اكتشاف أكثر من 1556 موقعاً أثرياً و1900 منشأة حجرية و7600 واجهة صخرية تحتوي على رسوم ونقوش تاريخية في مختلف أرجاء البلاد بعد 72 مشروعاً بحثياً بالشراكة مع عدد من الجامعات والمراكز العلمية المتخصصة في مجال المسح والتنقيب الأثري.

واستعرضت الهيئة منجزات العام الماضي في ورشة عمل أقامتها في الرياض، بحضور شركائها من الجامعات المحلية والدولية والجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة بالمناطق الأثرية المكتشفة، وتم خلال الورشة الكشف عن أبرز ما تم العثور عليه خلال رحلات التنقيب المختلفة، والممارسات التي تم تطبيقها أثناء عمليات البحث.

نقوش حجرية في النماص جنوب السعودية (هيئة التراث)

وعلى هامش الورشة، قال الدكتور عبد الله الزهراني، المدير العام لقطاع الآثار في هيئة التراث، لـ«الشرق الأوسط»، إن أحد أهم أهداف الهيئة هو إشراك الجهات الحكومية والمراكز البحثية والجامعات التي توجد بها أقسام آثار والهيئات الملكية والمحميات في أعمال اكتشاف التاريخ الحضاري للسعودية، حيث تم تسهيل الحصول على تراخيص لإجراء المسوحات والتنقيبات الأثرية للجهات المختصة في العمل الأثري، للمساهمة في تحقيق نتائج أكثر للقطاع وزيادة عدد المواقع المسجلة.

وحول الشراكات الدولية، أكد الزهراني أن الهيئة وقّعت مؤخراً 7 اتفاقيات في مجالات التراث المغمور بالمياه، ودراسات المواقع ما قبل التاريخ، ودراسة بعض الموانئ، مع عدد من المراكز والجامعات حول العالم لإجراء بحوثهم في مختلف المدن السعودية، ليرتفع بذلك عدد البعثات التي تعمل حالياً داخل المملكة إلى أكثر من 20 بعثة، متوقعاً أن يزيد الرقم في السنوات المقبلة.

كما أكد المدير العام لقطاع الآثار في «هيئة التراث» أن كثيراً من القطع الأثرية التي تم اكتشافها مؤخراً عرضت في المتحف الوطني في الرياض، بالإضافة إلى مراكز الزوار في عدد من المواقع الأثرية، مضيفاً أنه خلال السنوات المقبلة سيتم عرض قطع أثرية أكثر في مراكز مخصصة.

نقش حجري في تبوك شمال السعودية (هيئة التراث)

وعن أقسام الآثار في الجامعات السعودية، أكد الزهراني أن الهيئة تقدم الدعم الكامل للطلاب في مجال التدريب وتزودهم بالمعلومات، إضافة إلى دعم مشاريع التنقيب التي يعملون عليها، حيث شارك أكثر من 190 طالباً وطالبة بعدد من المشاريع، كما أن الهيئة خصصت مجموعة من المواقع الأثرية لبعض الجامعات للتنقيب فيها تحت إشرافها.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السعودي يتطلع للعمل مع نظيره المصري الجديد

الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يتطلع للعمل مع نظيره المصري الجديد

أعرب وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن تطلعه للعمل مع نظيره المصري الجديد بدر عبد العاطي، للبناء على العلاقات الأخوية المتينة بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن (الشرق الأوسط)

فيصل بن فرحان وبلينكن يبحثان مستجدات غزة والسودان

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن التطورات في قطاع غزة والسودان.

الخليج خالد بن سلمان لدى اجتماعه مع غورغون ورؤساء شركات صناعية تركية في إسطنبول (واس)

خالد بن سلمان يستعرض فرص التعاون الدفاعي مع تركيا

عقد وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في إسطنبول اجتماعاً مع رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون، ورؤساء عدة شركات صناعية كبرى.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول - أنقرة)
الخليج ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لدى استقباله السيناتور الأميركي كوري بوكر والوفد المرافق له في جدة (واس)

محمد بن سلمان وبوكر يستعرضان العلاقات السعودية - الأميركية

استعرض ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع السيناتور الأميركي كوري بوكر علاقات الصداقة الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان (الشرق الأوسط)

وزير الخارجية السعودي يشارك في اجتماع المجلس الأوروبي

يشارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الاجتماع السنوي للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يومي الخميس والجمعة بمدريد.

«الشرق الأوسط» (مدريد)

أحياء مصرية تأبى النوم مبكراً رغم قرار «ترشيد الكهرباء»

كورنيش القاهرة يشهد نشاطاً لافتاً خلال المساء (عبد الفتاح فرج)
كورنيش القاهرة يشهد نشاطاً لافتاً خلال المساء (عبد الفتاح فرج)
TT

أحياء مصرية تأبى النوم مبكراً رغم قرار «ترشيد الكهرباء»

كورنيش القاهرة يشهد نشاطاً لافتاً خلال المساء (عبد الفتاح فرج)
كورنيش القاهرة يشهد نشاطاً لافتاً خلال المساء (عبد الفتاح فرج)

وسط نسمات صيفية شاردة، كان السائق فرج محمد، 33 عاماً، في طريقه إلى حي فيصل بالجيزة، قادماً من إحدى قرى محافظة القليوبية (شمال القاهرة) مع اقتراب حلول منتصف الليل، ولدى وصوله أدهشته حركة السيارات التي لا تتوقف والمقاهي والمتاجر التي لا تلتزم بقرار الإغلاق.

ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، العاصمة المصرية القاهرة خلال زيارتها لمصر في عام 2022 بأنها «المدينة التي لا تنام أبداً؛ حيث تنساب الموسيقى وتصدح الأغاني المختلفة وتُسمع أبواق السيارات».

ورغم قرار إغلاق المتاجر والكافيهات والمقاهي الذي طبقته الحكومة المصرية بداية من أول شهر يوليو (تموز) الحالي، فإن ثمة أحياء شعبية تأبى النوم مبكراً خلال الصيف الساهر؛ حيث تواصل المقاهي صخبها حتى «مطلع الفجر»، في تلبية لطلبات زبائنها الساهرين الذين يزجون الوقت وهموم المعيشة بأكواب الشاي والقهوة والأراجيل، ويتوسلون بعضاً من نسمات الهواء الليلي على المقهى بعد قيظ يوم طويل.

القاهرة توصف بأنها «المدينة التي لا تنام» (عبد الفتاح فرج)

ويتضمن قرار «ترشيد الكهرباء الحكومي» إغلاق جميع المحال التجارية (المنفردة بالطرق والشوارع والمولات) في تمام الساعة الـ10 مساءً، وإغلاق المطاعم والمقاهي في تمام الساعة 12 مساءً.

ويعتبر زياد أسامة، 24 سنة، قاطن في حي عابدين بمحافظة القاهرة ويعمل في مجال الاتصالات، أن الالتزام بهذا التوقيت أمر «صعب»؛ خصوصاً خلال موسم الصيف، فالمقهى هو المكان الأيسر والأرخص الذي يمكن تمضية الوقت فيه في فترة السهر الصيفي، وتحديداً مع متابعة مباريات «اليورو».

وتعد المقاهي والمطاعم من بين أهم علامات السهر في الأحياء المصرية، فالمقاهي التي تتمدد ليلاً وتستحوذ على مساحات شاسعة من الشوارع العامة، يتردد زبائنها على المطاعم المجاورة لالتهام الأكلات السريعة ذات الروائح الشهية.

المقاهي الشعبية (الشرق الأوسط)

ويرى متابعون أنه يصعب تطبيق قرار الإغلاق بالمدن الساحلية التي تشهد نشاطاً مكثفاً خلال الليل في موسم الصيف، وطالب عدد من مسؤولي اتحاد الغرف التجارية، باستثناء المحافظات الساحلية من قرار إغلاق المحال التجارية والمولات.

وتكفل الكثير من المقاهي في مصر خدمة الاشتراك في القنوات الرياضية المشفرة التي تعرض الدوريات العالمية، علاوة على مباريات الدوري المصري، وعادة ما تشهد المقاهي ازدحاماً لافتاً وسط صيحات تشجيعية حماسية تتصاعد مع مباريات القمة المصرية، والأندية والمنتخبات الغربية التي تتمتع بشعبية واسعة.

ويعتاد أحمد عبد الله، 38 عاماً، ويعمل في شركة تجارية، التردد على المقهى المجاور لبيته بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة) أغلب أيام الأسبوع، ويقول: «المقاهي التي تتمتع بطابع شعبي تحديداً ترتبط بفكرة السهر؛ خصوصاً مع انتهاء فترات العمل المسائي لمعظم الناس في فترات متأخرة من الليل، فأنا أنتهي من عملي في التاسعة مساءً أو بعد ذلك، لذلك يكون الجلوس على المقهى بعد يوم عمل طويل هو كسر الروتين الوحيد في اليوم».

المقاهي إحدى أبرز وجهات مشاهدة المباريات في الأحياء الشعبية (الشرق الأوسط)

وأضاف أن «حاله يشترك فيها عدد كبير من الناس؛ حيث يكون بدء الجلوس على المقهى أحياناً بداية من الحادية عشرة مساءً، ونصطحب على المقهى عادة الطعام من عربات الكبدة أو مطاعم الفول المجاورة للمقهى في ساعات متأخرة من الليل، لذلك من الصعب أن تغلق المقاهي أبوابها في هذا التوقيت الجديد»، كما يقول في حديثه لـ«الشرق الأوسط».

ويلجأ بعض أصحاب المتاجر والكافيهات إلى التحايل على قرارات الإغلاق المبكر، كأن يتم إغلاق الأنوار على الواجهة الأمامية، بينما يتم تقديم الخدمات بالداخل، لا سيما في المقاهي التي تتمركز في شوارع جانبية، مع عدم تكثيف الحملات التفتيشية التي تتحرى تنفيذ القرارات الحكومية الجديدة.

وأثار قرار الحكومة المصرية بإغلاق المحال التجارية في تمام العاشرة مساءً، ردوداً متباينة، فبينما رأى مؤيدو القرار أنه يساعد في ترشيد استهلاك الكهرباء في ظل أزمة نقص الطاقة التي تواجه البلاد، قال معارضوه إنه سيؤدي إلى تراجع المبيعات، لا سيما في ظل ارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء نهاراً.

أحد أحياء الجيزة ليلاً (الشرق الأوسط)

وترى الدكتورة سارة عبد الحميد، مدرس علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة المنصورة، أن فرض موعد لإغلاق المقاهي «أمر غير دارج في الثقافة المصرية». وتقول سارة عبد الحميد لـ«الشرق الأوسط»: «المقاهي الشعبية تحديداً ترتبط في ثقافتنا بالسهر، فهي تعد مصدراً للترويح عن النفس بأسعار قليلة نسبياً، وذلك ما يجعلها مزدحمة بصورة أكبر في الأحياء المعتادة على السهر وارتفاع معدلات الزحام والمرور بها في ساعات متأخرة من الليل مثل الهرم وفيصل والسيدة زينب وبولاق وغيرها من المناطق التي ترتفع فيها نسبة ارتياد المقاهي؛ خصوصاً مع تحسن درجات الحرارة في الساعات المتأخرة».

وترى سارة عبد الحميد أن «قرار الإغلاق لم يراعِ الطبيعة المصرية المختلفة بالضرورة عن الطبيعة الغربية، لذلك فإن مقاومة الناس وأصحاب المقاهي الشعبية لتفعيل هذا القرار، خصوصاً في موسم الصيف، أمر متوقع».