جدل مصري حول تصريح نجوى فؤاد عن رأي الشعراوي بالرقص

حديثها غير مسجَّل وظلاله غير معروفة

الفنانة الاستعراضية المعتزلة نجوى فؤاد (يوتيوب)
الفنانة الاستعراضية المعتزلة نجوى فؤاد (يوتيوب)
TT

جدل مصري حول تصريح نجوى فؤاد عن رأي الشعراوي بالرقص

الفنانة الاستعراضية المعتزلة نجوى فؤاد (يوتيوب)
الفنانة الاستعراضية المعتزلة نجوى فؤاد (يوتيوب)

أثارت تصريحات الفنانة المصرية المعتزلة نجوى فؤاد عن كواليس لقائها الشيخ محمد متولي الشعراوي، تفاعلاً في مصر. وكانت قد سألته عن الرقص؛ هل هو حرام أم حلال، فجاء رده عليها بطريقة تبدو «متوازنة».

وذكرت، خلال أحد البرامج التلفزيونية، أنها سألت الشعراوي وهما عائدان في طائرة من الغردقة، فردَّ عليها: «لو كان حراماً أو حلالاً لما أتاحه الله لكِ ونجحتِ فيه، هذا نصيبكِ والحساب سيتولّاه هو»، مضيفاً، وفق ما أوردته: «لن أستطيع أن أقول لكِ حراماً أو حلالاً، لكنه طريق فتحه لكِ ربنا ليكون باب رزق».

وأضافت أنها في ذلك الوقت كانت عائدة من أداء العمرة، وكانت قد اعتزلت الفنّ فعلاً، وحين سألتها المذيعة هل الشيخ الشعراوي تسبّب باعتزالها، كونه كان سبباً في اعتزال فنانات وارتدائهن الحجاب، حتى إنّ بعضهن تحوّلن داعيات، نفت ذلك تماماً، قائلةً: «اعتزلت لأنني كنتُ أقدّم مقطوعة (قمر 14) على المسرح عام 2000 تقريباً، وهي المقطوعة التي ألّفها محمد عبد الوهاب، وسمعتُ شخصاً يردّد كلمة (الأساتوك). لم أعرف معناها، فأوقفتُ الموسيقى، وسألت الفرقة عن ذلك، فقالوا إنها أغنية شعبية شهيرة. أجبتُ، وهل تصلح المقارنة بين الأغنية الشعبية ومقطوعة موسيقار الأجيال التي أقدّم عليها استعراضي، فأغلقتُ ستار المسرح، وقرّرتُ اعتزال الرقص».

نجوى فؤاد تتحدّث عن مشوارها الفني ولقائها مع الشيخ الشعراوي (يوتيوب)

وحظي فيديو الحلقة بانتشار واسع عبر «فيسبوك»، كما شهد تعليقات وتفاعلاً عبر «يوتيوب». وتعليقاً، قال الناقد الفنّي المصري طارق الشناوي: «ما قالته نجوى فؤاد يشير إلى غموض في إجابة الشيخ الشعراوي»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط»: «ما نعرفه من أقواله ومواقفه حتى مع الممثلين الرجال، وليس فقط السيدات، أنه متحفّظ، فكيف حيال مسألة الرقص؟»، لافتاً إلى أنّ «الكلام يحمل ضمنياً تبريراً للرقص على لسانه، وإذا كان قال لها ما ذكرته بالضبط، وهو حديث غير مسجَّل ولا نعرف مدلولاته وظلاله وأسبابه، فوفق كلامها أنّ (كله عند ربنا)، وأنه ربما تكون هناك حكمة من أن تسير في هذه الطريق».

وبدأت نجوى فؤاد (85 عاماً) حياتها بالعمل في الرقص الشرقي خلال الخمسينات، ثم دخلت مجال السينما وبرزت في فيلم «ملاك وشيطان» عام 1964، وشاركت في عشرات الأفلام بعد ذلك راقصةً وممثلة.

وحقّقت شهرة كبيرة، فكتب عنها وزير الخارجية الأميركي السابق الراحل هنري كيسنجر (1923 - 2023) في مذكراته أنها «أجمل شيء في العالم العربي»، وقالت في أحد حواراتها إنّ كيسنجر طلب الزواج منها لكنها رفضت، وإنه في النهاية تزوّج سيدة قابلتها لاحقاً ووجدتها تشبهها إلى حدّ كبير.

نجوى فؤاد وهنري كيسنجر (صفحتها في فيسبوك)

وتابع الشناوي: «يصعب الحكم على ما قالته بأنه هو نفسه ما قاله الشيخ الشعراوي بهذه الطريقة والمعنى. هذا لا يعني تكذيب نجوى فؤاد، ولكن ربما استقبلت كلامه بهذا المعنى، في حين أنّ جميع مواقفه لا تنمّ عن ذلك. لقد طلب من حسن عابدين أن يكفَّ عن تقديم الكوميديا، وقال لحسن يوسف (وفق كلام يوسف نفسه): (أنت كثيراً ما علّمت الناس الشقاوة، الآن علمهم التقوى)، طالباً منه ألا يقدّم عملاً فنياً يتزوج فيه البطلة وفق السياق الدرامي، لأن هذا يُعدّ زواجاً شرعياً!».

وأضاف: «طبقاً لكلامها، لا نستطيع الحكم بشكل مطلق على ما قاله الشعراوي بالضبط، لكن الحكم على آرائه المشهورة ضدّ الفنّ والفنانين. فقد كان سبباً لاعتزال كثير منهم، بمَن فيهم ياسمين الخيام وشادية، وجعلهم يكفّون عن الغناء حتى الديني. وإن كانت هذه رؤيته للفنّ، فمن الصعب أن يكون هذا المعنى هو ما قاله بالضبط».

ويُعدّ الشيخ محمد متولي الشعراوي (1911 - 1998) من أشهر الدعاة في القرن العشرين، وقدّم تفسيراً لمعاني القرآن في حلقات تلفزيونية شهيرة، كما كان وزيراً للأوقاف وشؤون الأزهر في السبعينات، ثم تفرَّغ للدعوة الإسلامية. وبعد رحيله بـ5 سنوات، أُنتِج مسلسل تلفزيوني عن قصة حياته بعنوان «إمام الدعاة»، من بطولة حسن يوسف وعفاف شعيب.


مقالات ذات صلة

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)

ندى كوسا تفوز بلقب ملكة جمال لبنان (صور)

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)
ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)
TT

ندى كوسا تفوز بلقب ملكة جمال لبنان (صور)

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)
ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)

تُوِّجَت ندى كوسا، مساء أمس (السبت)، بلقب ملكة جمال لبنان لسنة 2024، في نسخة نسائية بكامل تفاصيلها من المسابقة أُقيمت في بيروت وتبنّت قضية «تمكين المرأة» عنواناً لها.

وحصلت كوسا (26 عاماً)، وهي من بلدة رحبة في قضاء عكار بشمال لبنان، في ختام المسابقة التي أُقيمت عند واجهة بيروت البحرية على اللقب الذي احتفظت به ياسمينا زيتون سنتين، بعد تعذُّر إقامة المسابقة العام الماضي.

وقالت كوسا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، بعد دقائق من تتويجها: «هذا الفوز يُظهر أننا جميعاً قادرون على الوصول. وكما وصلتُ أنا الليلة من دون أن أتوقع ذلك سلفاً، أعتقد أن كل من يحاول يستطيع أن يصل».

وتوجَّهت إلى مواطنيها بالقول: «بصمودنا سنتمكن من (...) تحقيق ما نريده، ومن الوصول إلى لبنان الذي نحبه».

واعتبرت أن لديها «مسؤولية كبيرة»؛ ليس فقط لأنها فازت «بل لأن شابات كثيرات سبق أن رفعنَ اسم لبنان».

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)

وحلّت ملكة جمال لبنان السابقة ياسمينا زيتون في مارس (آذار) الماضي، وصيفة أولى لملكة جمال العالم التشيكية كريستينا بيشكوفا، وفازت بالمركز الأول بين المتباريات من قارتي آسيا وأوقيانيا، خلال المسابقة التي أُقيمت في مدينة بومباي الهندية.

وأضافت الملكة الجديدة: «من هذا المنطلق، يجب أن أكون على قدر هذه المسؤولية، وأقوم مجدداً بكل خطواتهن».

وفضلاً عن توليها تمثيل لبنان في مسابقتي ملكة جمال العالم وملكة جمال الكون، ستنال كوسا التي درست علم النفس العيادي في جامعة البلمند جائزة مالية قدرها مائة ألف دولار، إضافة إلى مجوهرات وسيارة ومنزل خشبي ورحلة سياحية إلى تركيا ومستحضرات تجميل ومفروشات.

ندى كوسا تُتوج بلقب ملكة جمال لبنان (رويترز)

أما التاج الذي زيّن رأس الملكة المنتخبة، فعنوانه «أرزة الأمل» وهو مزيّن بشجرة الأرز التي تُعَدُّ رمز لبنان، وهي مرصَّعة بالماس والأحجار الكريمة بألوان العلم اللبناني.

وتنافست 15 مشتركة للفوز بلقب المسابقة التي رعتها وزارة السياحة، وتولت تنظيمها ونَقْلَها المباشر محطة «إل بي سي آي».

وضمت لجنة التحكيم ملكة جمال الكون لعام 1971 جورجينا رزق ومجموعة نساء من مختلف القطاعات والميادين.

وارتدت المشاركات فساتين سهرة من توقيع المصمم اللبناني العالمي طوني ورد.

واختارت لجنة التحكيم بعد ذلك 8 من المتسابقات، وتولى أفرادها طرح أسئلة مختلفة عليهن.

وتأهلت بعدها 5 مشاركات للمرحلة النهائية، وطُرح عليهن سؤال موحَّد عن كيفية تعاطيهن مع التعليقات السلبية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأجابت المشتركة الفائزة: «كل شخص لديه الحق في أن يعبر عن رأيه. أقرأ التعليقات بعقل منفتح. والتعليقات الإيجابية تساعدني لأنمو وأتطور. أما التعليقات السلبية، فهي هدامة ومحض سلبية وفيها كراهية، فأغض النظر عنها وأتجاهلها».

وتميزت بداية الأمسية بشهادات مؤثرة أدلت بها بعض المشاركات عن معاناتهن، وتناولن قضايا تهم المرأة، كالتنمر والتحرش ومرض فقدان الشهية العصابي (أنوريكسيا)، وأكدن إصرارهن على الاستقلالية والنجاح.

وأحيت المغنية اللبنانية إليسا الحفلة، ورأت أن «على المرأة أن تبحث عن القوة بداخلها، وعن القوة التي يعطيها إياها الإيمان بقدراتها».