معرض باريسي للإيطالي الذي أعاد تفصيل الأزياء بكاميرته

أشهر العارضات مرَرْن أمام عدسة باولو روفيرسي

جانب من معرض روفيرسي (موقع متحف الموضة)
جانب من معرض روفيرسي (موقع متحف الموضة)
TT

معرض باريسي للإيطالي الذي أعاد تفصيل الأزياء بكاميرته

جانب من معرض روفيرسي (موقع متحف الموضة)
جانب من معرض روفيرسي (موقع متحف الموضة)

50 عاماً من العمل في تصوير الأزياء، جعلت من باولو روفيرسي (76 عاماً) عَلَماً في ميدانه. إنه لا ينقل المنظر كما يراه، بل يشتغل على اللقطة ليجعل منها لوحة فنية تُنافس ما هو معروض في المتاحف. من هنا جاء التكريم الذي يقدّمه متحف الموضة في باريس للمصوّر الإيطالي، وتخصيص معرض استعادي له يضمّ 140 عملاً من أعماله.

باولو روفيرسي (تصوير دافيد أتلان عن مجلة «بوان دو فو»)

وروفيرسي ليس غريباً على باريس. إنه يقيم فيها منذ 1973. عمل في كبريات مجلّاتها المصوّرة، وتعاون مع علامات تجارية ومصمّمين، من أمثال يوجي ياماموتو، وروميو جيغلي، وكاواكودو. وهو منذ بداياته متمرّناً، لفت النظر باهتمامه بالجانب الفنّي لكل لقطة. لم يكن مصوّر عروض للأزياء، بل يأتي بالعارضات إلى الاستوديو ويعيد الاشتغال على تفاصيل الزيّ، مثل رسّام أو نحّات. وعندما دخلنا العصر الرقمي، راح المصور يستفيد من الإمكانات الواسعة لهذه التقنيات، ويتلاعب بالصور والألوان بشكل أخَّاذ وبحسّ عالٍ.

الدهشة هي العنوان (موقع متحف الموضة)

يقول النقاد إنّ توقيعه مميّز من بين عشرات التوقيعات. تدرّجات هادئة وخليط من الأسود والأبيض في ضوء النهار، من دون إنارة إضافية. وهو حين يستخدم الألوان، فإنها تأتي عميقة ومكثّفة مع نور منبعث من مصباح يدوي. ومع السنوات، واصل المصوّر البحث والابتكار لامتلاك لغته الفوتوغرافية الخاصة، مستفيداً من المصادفات والحوادث الطارئة التي تقع أثناء العمل بوصفها فرصاً للتجديد.

أين المصمّم وأين المصوّر؟ (موقع متحف الموضة)

أشهر العارضات مررن أمام عدسته. كان يطلب منهن الوقوف أمام الكاميرا ببساطة. إنّ حضورهن كافٍ لقيامه بما يشبه رسم «البورتريه» لكلٍّ منهن. تخرج اللقطة من بين يديه عميقةً وشديدة الإيحاء. باولو روفيرسي لا يعمل داخل النظام المعهود للفوتوغراف فحسب، بل على هوامشه أيضاً. وهو لا يهتم بالظواهر المؤقتة للأزياء، ولا بالموضة العابرة التي تتغيّر كل موسم. إنه باحث عن الجمال، يؤسِّس لعمل إبداعي متفرّد يمرّ عليه الزمن فلا يُفقده قيمته.

يعيد رسم الصورة (موقع متحف الموضة)

اعتمد المعرض الاستعادي على أرشيفات لمجلّات شهيرة، وكاتالوغات، وعلى صور «بولارويد»، ولقطات لم يسبق نشرها. يقدّم للزائر نظرة شاملة لمنجز فنان استثنائي، ويجعل من متحف «قصر غالييرا» للموضة في باريس مسرحاً لكل التوقّعات. رحلة ممتعة بين الظلّ والضوء تستمر حتى أواخر يوليو (تموز) المقبل.


مقالات ذات صلة

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

لمسات الموضة جانب من جلسات العام الماضي في الرياض (هارودز)

«ذا هايف»... نافذة «هارودز» على السعودية

في ظل ما تمر به صناعة الترف من تباطؤ وركود مقلق أكدته عدة دراسات وأبحاث، كان لا بد لصناع الموضة من إعادة النظر في استراتيجيات قديمة لم تعد تواكب الأوضاع…

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة «موكا موس» له تأثير حسي دافئ ولذيذ من دون بهرجة (برونيللو كوتشينيللي)

درجة العام الجديد «موكا موس»… ما لها وما عليها

الألوان مثل العطور لها تأثيرات نفسية وعاطفية وحسية كثيرة، و«موكا موس» له تأثير حسي دافئ نابع من نعومته وإيحاءاته اللذيذة.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة في معمل كوجيما تعكف عاملة على كي قماش الدنيم (أ.ف.ب)

الجينز الياباني... طرق تصنيعه تقليدية وأنواله هشة لكن تكلفته غالية

على الرغم من تعقيد الآلات المستعملة لصنعه، فإن نسيجه يستحق العناء، ويتحول إلى قماش ناعم جداً بمجرّد تحويله إلى سروال جينز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة بين ميغان ماركل وكايلي جينر قواسم مشتركة وفوارق عديدة في الوقت ذاته (أ.ف.ب)

ميغان ماركل وكايلي جينر والصراع على المرتبة الأولى

هناك فعلاً مجموعة من القواسم المُشتركة بين ماركل وجينر، إلى جانب الجدل الذي تثيرانه بسبب الثقافة التي تُمثلانها ويرفضها البعض ويدعمها البعض الآخر.

جميلة حلفيشي (لندن)

لماذا يصبح تكوين الصداقات صعباً كلما تقدمنا في العمر؟

شابات يلتقطن «سيلفي» خلال حضورهن أحد الاحتفالات في طوكيو (أ.ب)
شابات يلتقطن «سيلفي» خلال حضورهن أحد الاحتفالات في طوكيو (أ.ب)
TT

لماذا يصبح تكوين الصداقات صعباً كلما تقدمنا في العمر؟

شابات يلتقطن «سيلفي» خلال حضورهن أحد الاحتفالات في طوكيو (أ.ب)
شابات يلتقطن «سيلفي» خلال حضورهن أحد الاحتفالات في طوكيو (أ.ب)

أثبتت العلاقات الاجتماعية الإيجابية أنها تقاوم القلق وتزيد من سعادتنا وتساعدنا على العيش لفترة أطول. ولكن مع تقدمنا ​​في العمر، قد يصبح الحفاظ على روابط معينة، وخاصة الصداقات، أكثر صعوبة.

وتحاول المؤلفة ميل روبينز إزالة الغموض عن سبب صعوبة العثور على أصدقاء في مرحلة البلوغ، بحسب شبكة «سي إن بي سي».

قالت روبينز، مؤلفة كتاب «نظرية (ليت ذام): أداة تغير الحياة لا يستطيع ملايين الأشخاص التوقف عن الحديث عنها، تتغير قواعد الصداقة تماماً عندما تصل إلى العشرينات من عمرك».

وأشارت إلى أنه لكي تنجح الصداقة، يجب أن تتوافق ثلاثة عوامل مختلفة:

قرب المسافة

أوضحت روبينز: «عندما كنت صغيراً، كنت على مقربة من أشخاص في سنك طوال الوقت... في المدرسة، أو النشاطات. كنا محاطين دائماً بأشخاص في سننا. اليوم، لا يعيش أكثر من نصف الأميركيين- 58 في المائة، بالقرب من المجتمع الذي نشأوا فيه، وفقاً لبيانات عام 2018 من مركز (بيو) للأبحاث. وهذا يعني أن العديد من الصداقات التي نشأت معهم ربما يكون من الصعب الحفاظ عليها».

لكي تكون صديقاً لشخص ما حقاً، يجب أن تكون رؤيته باستمرار مهمة سهلة.

التوقيت

كلما تقدمت في العمر، زاد عدد الأشخاص الذين ستقابلهم والذين يمرون بمراحل مختلفة من الحياة.

أضافت روبينز: «لكل شخص جداول زمنية مختلفة. بعض أصدقائك يتزوجون. والبعض الآخر يتابع الدراسات العليا... والبعض يبحث الآن عن وظائف... إن العثور على أصدقاء يواجهون نفس العقبات قد يجعل التواصل أسهل».

الطاقة

قد يتغير مقدار ما تشترك فيه مع شخص آخر بمرور الوقت. وإذا لم تتوافق قيمك معه، فمن الصعب الحفاظ على الروابط.

شرحت روبينز: «قد يكون لديك طاقة رائعة مع شخص ما، ثم إذا قررت التوقف عن تناول الكحول، فإن هذه الطاقة تنخفض... إذا قررت التركيز حقاً على اللياقة البدنية، فإن الطاقة تنخفض... إذا كانت لديك معتقدات سياسية مختلفة تماماً، تختفي الطاقة أيضاً».

عندما تتلاشى صداقة الكبار، فعادةً ما يكون ذلك بسبب ذوبان إحدى هذه الركائز الثلاث أو أكثر. وللاستمرار في تكوين صداقات عندما تكبر، ركز على من هو قريب منك، وما يمر به، ومدى القواسم المشتركة بينكما.