عقار شائع يقي المصابين بالسكري من أمراض القلب والكلى

تمهد هذه التجربة الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة (أونسبلاش)
تمهد هذه التجربة الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة (أونسبلاش)
TT

عقار شائع يقي المصابين بالسكري من أمراض القلب والكلى

تمهد هذه التجربة الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة (أونسبلاش)
تمهد هذه التجربة الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة (أونسبلاش)

أفادت دراسة أسترالية بأن عقار «سيماغلوتيد» شائع الاستخدام قلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة، وأمراض القلب والأوعية الدّموية، وكذلك من الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب المرضية لدى مرضى السكري من النوع الثاني.

ووفق باحثي الدراسة «ستمهد هذه التجربة الطريق لاستراتيجيات علاجية جديدة توفر الأمل لملايين المرضى على مستوى العالم».

وقامت الدراسة التي نشرت، الجمعة، في دورية «مجلة نيو إنغلاند الطبية» بتقييم وظائف الكلى باستخدام عقار سيماغلوتايد مرة واحدة أسبوعياً مقارنة بالعلاج الوهمي.

واعتمدت الدراسة على مشاركة 3533 مريضاً، مع فترة متابعة متوسطة زادت على 3 سنوات، حيث صُمّمت التجربة لتقييم فعالية وسلامة سيماغلوتايد في منع مضاعفات أمراض الكلى الرئيسية، وتحديداً الفشل الكلوي، وفقدان وظائف الكلى، والوفاة بسبب أمراض الكلى أو أمراض القلب والأوعية الدموية، لدى الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة.

وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا سيماغلوتايد انخفض لديهم خطر الإصابة بأمراض الكلى الرئيسية والوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والكلى، بنسبة 24 في المائة، مقارنة بمن تلقوا العلاج الوهمي.

ووفق النتائج، فإن هذا الدليل على الفاعلية، إلى جانب عدد أقل من الأحداث السلبية الخطيرة في مجموعة سيماغلوتيد، يوفر الأمل لملايين المرضى على مستوى العالم الذين يواجهون احتمالاً مخيفاً للإصابة بأمراض الكلى المزمنة ومرض السكري من النوع الثاني والمضاعفات المرتبطة بهما.

من جانبه، شدّد أستاذ العلوم الطبية في جامعة نيو ساوث ويلز في أستراليا البروفيسور فلادو بيركوفيتش، الذي قدم هذه النتائج لأول مرة، في مؤتمر ERA الـ61، المقام بالعاصمة السويدية (استوكهولم) في الفترة من 23 إلى 26 مايو (أيار) الحالي، على أهميتها، قائلاً: «تشير هذه النتائج إلى تأثير سريري مهم في إنقاذ كلى وقلوب وحياة المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني وأمراض الكلى المزمنة، كما تدعم نتائج السلامة للسيماغلوتيد في هذه الفئة من السكان».

ويؤثر مرض الكلى المزمن على أكثر من 800 مليون شخص في جميع أنحاء العالم وينتشر بشكل خاص بين الأفراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني، كما يشكل مرض الكلى المزمن خطراً كبيراً للإصابة بالفشل الكلوي وأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة، ما يسلط الضوء على الحاجة الماسة للبحث عن سبل للوقاية منه وعلاجه.

وفي حين أثبتت العلاجات الحالية حماية الكلى وتقليل مخاطر القلب والأوعية الدموية، لا يزال العديد من الأفراد يعانون من انخفاض وظائف الكلى والنتائج الضارة التى تترتب على ذلك. وقد أثار هذا اهتماماً متزايداً باستكشاف علاجات جديدة، وهو ما علّق عليه بيركوفيتش بقوله: «تقدم هذه النتائج وعداً كبيراً في إعادة تشكيل استراتيجيات العلاج للأفراد المعرضين لخطر كبير من المضاعفات المرتبطة بمرض السكري، ما يوفر وسيلة جديدة لحماية الكلى والقلب والأوعية الدموية».


مقالات ذات صلة

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

يوميات الشرق تعاطي التبغ يظل السببَ الرئيسي للوفاة والأمراض التي يُمكن الوقاية منها (جامعة بنسلفانيا)

الشعور بالامتنان يقلل الرغبة في التدخين

أفادت دراسة أميركية بأن تعزيز الشعور بالامتنان يمكن أن يقلل من الرغبة في التدخين ويساعد على الانضمام إلى برامج الإقلاع عن التدخين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
علوم ألبرتو كارفاليو المشرف على مدارس لوس أنجليس يتحدث عن نظام الذكاء الاصطناعي «إد»

برنامج الدردشة الذكي «الصديق» لطلاب المدارس العامة... يسقط

الخبراء ينصحون المدارس باتباع نهج «الانتظار والترقب» لشراء التكنولوجيا الجديدة.

دانا غولدستاين (نيويورك)
يوميات الشرق يضم معجم الرياض نحو 400 مليون كلمة بين المعاني والمترادفات والمتضادات (الشرق الأوسط)

«معجم الرياض» يستعد لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية

يستعد معجم الرياض للغة العربية المعاصرة لإدراج قائمة جديدة من المداخل المعجمية الرئيسية لتنضم إلى 120 ألف مدخل رئيس وُضعت في المعجم عند إطلاقه في سبتمبر الماضي.

عمر البدوي (الرياض)
يوميات الشرق أطعمة الصويا تحتوي على مركبات تحسين الصحة العامة (جامعة هارفارد)

أطعمة الصويا تعزز التفكير والانتباه لدى الأطفال

أفادت دراسة أميركية بأن الأطفال في سن المدرسة، الذين يتناولون مزيداً من الأطعمة المحتوية على الصويا، يظهرون قدرات تفكير أفضل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

هل تستطيع النساء الاستفادة من الفياغرا؟

الإثارة عند الإناث غالباً ما تكون «استجابة بيولوجية نفسية اجتماعية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

صلاح تيزاني لـ«الشرق الأوسط»: نفتقد اهتمام وزارات الثقافة بإرث الفنانين

تساءل عن دور وزارات الثقافة في حفظ إرث الفنانين (فيسبوك)
تساءل عن دور وزارات الثقافة في حفظ إرث الفنانين (فيسبوك)
TT

صلاح تيزاني لـ«الشرق الأوسط»: نفتقد اهتمام وزارات الثقافة بإرث الفنانين

تساءل عن دور وزارات الثقافة في حفظ إرث الفنانين (فيسبوك)
تساءل عن دور وزارات الثقافة في حفظ إرث الفنانين (فيسبوك)

يملك الممثل اللبناني صلاح تيزاني، المعروف فنياً باسم «أبو سليم»، رؤية مستقبلية ترجمها في أعماله الفكاهية طوال 70 عاماً. فأفكاره تناولت الموضوعات بأسلوب ساخر، وكانت سبّاقة. ويعزّز تميُّزه بأنه كان أول مَن اعتمد مجموعة فنانين كوميديين لتقديم أعماله، فلم يحصرها في شخصه فقط كما درجت العادة.

واليوم يسبق تيزاني عصره بوهبه أرشيفه الفنّي إلى مكتبة «جامعة الروح القدس - الكسليك». يقول لـ«الشرق الأوسط»: «فكّرتُ مليّاً في مصير أرشيف ضخم من نحو 2000 حلقة تلفزيونية وغيرها. وعندما عرضتُ على الجامعة وهبه لها، وافقت بلا تردُّد».

أسرَعَ «أبو سليم» في إنقاذ إرثه الفني وحفظه في المكان المناسب. فمؤخراً شهد بعض العالم العربي أرشيف عدد من نجوم الفن يُوزَّع على الفقراء أو يُرمى في المهملات. كما أنّ قلّة من الفنانين اللبنانيين تُراودها هذه الفكرة، فيجدونها مؤجَّلة حتى إشعار آخر أو يتجاهلونها تماماً.

يروي تيزاني قصة تواصله مع هذا الصرح الثقافي: «عرض عليَّ صديق الفكرة وأعجبتني. أنا اليوم على عتبة الـ96 عاماً. وبعد النقاش مع مسؤولين عن مكتبة الجامعة الثقافية والفنية، قرّرتُ وهبها أرشيفي بأكمله».

لم يحزن لتخلّيه عن سنوات عمره الفنّية بطرفة عين، فيوضح: «لم أتخلَّ عنها، بل وضعتها في مكان آمن. فهذه المكتبة شاسعة بُنيت لمقاومة الحرائق والمتفجرات. أبنائي أيضاً سُعِدوا بهذه الخطوة؛ فكيف كانوا سيتصرّفون بأرشيف ضخم يأخذ مساحة غرفة من منزلي؟».

وهب أرشيفه ليضمن بقاءه آمناً للأجيال القادمة (فيسبوك)

من أعمال تيزاني الشهيرة على الشاشة الصغيرة: «سيارة الجمعية»، و«أبو سليم 200»، و«كل يوم حكاية»، و«فندق السعادة». ومن مسرحياته المعروفة: «نعيم وفهيم»، و«المسافر». كما صوَّر أفلاماً سينمائية، بينها «أبو سليم في المدينة»، و«أبو سليم في أفريقيا».

يعتب على لبنان لعدم اكتراث مسؤوليه بفنانيه: «لا أعرف لماذا يهملوننا نحن الذين حفرنا بالصخر طوال سنوات لنرفع اسم الوطن عالياً. فوزارات الثقافة المتعاقبة لم تأتِ على ذكر أرشيف فنان واحد، ولم تفكّر في تقديم أي اقتراح بهذا الخصوص. إنهم أسوة بباقي المسؤولين، يتلهّون بمصالحهم فقط».

يتألّف أرشيف «أبو سليم» من آلاف الحلقات التلفزيونية لبرامج أضحكت أجيالاً من اللبنانيين، وتسجيلات صوتية وشرائط مصوَّرة لمسرحيات وأفلام سينما. يضيف: «لم يفكر أحدٌ من المسؤولين بنتاج عمر بأكمله في عالم الفنّ. ممتنٌّ لوجود صرح ثقافي أبدى اهتمامه بهذا الإرث. سهرتُ الليالي، وعملتُ بجهد، وبذلتُ كل ما في وسعي لأقدّم الفنّ الذي يليق ببلدي. ولكن وطني لم يفكر بي ولا بغيري».

يعطي أمثلة عن فنانين لبنانيين لم يبادر أحد لتلقُّف أرشيفهم: «لا شوشو، ولا نبيه أبو الحسن وغيرهما، فكّرت وزارات الثقافة في وطننا بأرشيفهم. فهذه الأعمال تُعدُّ تاريخاً تُصنّفه الدول الأجنبية كنزاً، فيُدرَّس في الجامعات وتُؤلَّف الكتب على أساسه».

ويخبر «أبو سليم» بفرح كيف كرّمته «جامعة الروح القدس»: «أصدرت كتاباً عن مسيرتي وأعمالي، وكرّمتني في حفل تخرُّج لطلابها بعنوان (دفعة الثبات)».

مع فريقه التمثيلي خلال أحد برامجه التلفزيونية (فيسبوك)

تسأله «الشرق الأوسط» عما إذا وهب أرشيفه من دون مقابل مادي، فيردّ: «يكفي أنّ هذا الصرح سيحافظ على جزء من ذاكرة التراث اللبناني الفكاهي المرتبط بي، وسيكون بمتناول الباحثين والطلاب. وقد نشرت لي الجامعة أيضاً بعض مسرحياتي في كتاب جديد، وقدّمت لي درعاً تقديرية عربون وفاء لمسيرتي وعطائي. وأخبروني بأنّ ورثة صلاح تيزاني سيستفيدون من هذا الأرشيف في حال استُعير أي جزء منه، فيعود إليهم بنسبة 60 في المائة من المبلغ الإجمالي الذي تحدّده الجامعة مقابل استخدامه، ليستفيد الصرح نفسه بنسبة 40 في المائة من المبلغ».

يتحدّث عن أهمية الثقافة لدى الأجيال: «إنها تراث يروي ذاكرة عريقة، وعليهم الاستفادة منه. حان الوقت ليشرق النور على ثقافتنا، فلا ينبغي أن تُهمَل أو يُنسى تاريخها. تأسيس مكتبة واحدة في بلادنا لاحتضان أرشيف فنانين لبنانيين هو واجب وحقّ. ومعها تكون بلادنا قد انطلقت في رحلة ثقافية وفنّية على الطريق المستقيم».

وكان تيزاني كُرِّم مؤخراً في «مهرجان الزمن الجميل»، وخلال اعتلائه المسرح لتسلُّم جائزته، تعثّر وسقط، فما لبث أن نهض من جديد متوجّهاً إلى الحضور: «لا تخافوا عليَّ، لا أزال أتمتّع بصحة جيّدة».