شابة بشَعر مُجعَّد تحدَّت رغبة العروس فطُردت من الزفاف
أخذت معها هديتها بعد عدم جدوى الاعتذار
الشعر المُجعَّد يفسد البهجة (شاترستوك)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
شابة بشَعر مُجعَّد تحدَّت رغبة العروس فطُردت من الزفاف
الشعر المُجعَّد يفسد البهجة (شاترستوك)
تحدّت شابة رغبة العروس وأصرَّت على إبقاء شعرها مجعَّداً، مما أثار بلبلة ليلة الزفاف. ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، تعتمد حفلات زفاف قواعد خاصة لاتّباع جمالية معيّنة أو لضمان سير الحدث بسلاسة. وفي حالة هذه الشابة (24 عاماً)، طُلب أن تحضر جميع الضيفات بشعر أملس مستقيم.
الإحراج جعلها تلجأ إلى منتدى الاعتراف الشعبي عبر منصّة «ريديت»، فتساءلت عمَّا إذا كانت مخطئة لعدم التزامها قاعدة تصفيف الشعر في حفل زفاف ابن عمها.
وشرحت أنّ زوجته نصَّت على قاعدة «الشعر المستقيم» لتجعل مِن كل مَن تملك شعراً مجعّداً أو متموّجاً بطبيعته تنسى تسريحة شعرها المعتادة وتجعله مستقيماً منسدلاً، مضيفةً: «الغريب أنّ العروس كانت تعمل لدى علامة تجارية للشعر متخصِّصة في حماية التجعيد الطبيعي وتعزيزه».
روت ما جرى: «عندما حضرتُ بشعري مجعَّداً، كانت زوجته مذهولة... حاولتُ إخبارها بأهدأ طريقة ممكنة أنني نادراً ما صفَّفتُ شعري»، لكنّ العروس افترضت أنّ الشابة كانت تحاول «إفساد» زفافها من خلال الاستهزاء بالقاعدة المطلوبة. ولسوء الحظ، اعتقد ابن عمها ذلك أيضاً. تابعت: «اشتريتُ تلفزيوناً هديةً لبيتهما الجديد. انتهى بي الأمر بالطرد، فأخذته معي وغادرت. اكتشف ابن عمي أنّ هذا التلفزيون هو الذي أراده وزوجته، فحاول أن يقنعها بأن تسمح لي بالعودة». عندما علمت العروس بذلك، اعتذرت للشابة، مما شجَّعها على العودة إلى الحفل. ومع ذلك، بمجرّد عودتها، قالت إنه حُكم عليها مرّة أخرى بسبب شعرها: «في منتصف الليل، سكبت إحدى وصيفات العروس الماء على رأسي لترى ما إذا كان شعري سيستقيم، فابتلَّ فستاني البالغ سعره 400 دولار. عندها، أخذت التلفزيون وغادرت بلا عودة».
آلية مدهشة يستطيع الجنين من خلالها التحكُّم في طبيعة المغذّيات التي يحصل عليها من الأم خلال فترة الحمل اعتماداً على جين معيَّن ينتقل إليه عن طريق الأب.
رغم مرور أكثر من 130 عاماً على أحداث هذه القضية الغامضة في بريطانيا، يأمل أحفاد ضحايا «السفاح جاك» في أن يتمكنوا أخيراً من كشف الحقيقة بشأن واحدة من أشهر.
الأديب ميخائيل نعيمة استقبل زواره وكأنه لا يزال حياًhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5101282-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D9%8A%D8%A8-%D9%85%D9%8A%D8%AE%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-%D9%86%D8%B9%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84-%D8%B2%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D9%88%D9%83%D8%A3%D9%86%D9%87-%D9%84%D8%A7-%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D9%8B
تُعنى سهى حداد بإرث ميخائيل نعيمة، برموش العين. تعيش مع أغراضه كأنه لا يزال حياً، تحيط نفسها بلوحاته وصوره وكتبه ومخطوطاته ورسومه وأقلامه، وتستقبل زواره وتحدثهم عنه، بحماسة، وعن عاداته وسلوكياته.
هذه المرة ضربت، سهى «حامية الإرث» موعداً جديداً، لزوار المنزل (المتحف) حيث تعيش. توافد المدعوون طوال هذا النهار الشتوي الذي يصادف مرور 14 عاماً على وفاة والدتها (مي ابنة شقيق ميخائيل نعيمة). تقول لنا سهى: «المنزل مفتوح طوال السنة بناء على موعد، لكن 3 أيام يشرع فيها المتحف أبوابه دون سابق تخطيط، يوم ولادة الأديب ويوم وفاته، وتاريخ وفاة والدتها، ملاك ميخائيل نعيمة الحارس، التي اعتنت به حتى عاجله الأجل».
بهذه المناسبة تقف سهى بين ضيوفها الذين تحلقوا في هذا النهار، وتروي أن «جدو ميشا»، كما تسميه، ما كان يعرف يوم ميلاده، يعرف فقط أنه ولد سنة 1889. وبعد عودته من أميركا سمع في حلمه صوتاً يقول له بإلحاح ويكرّر باللغة الإنجليزية: 17 أكتوبر. من يومها قرر أن يعتمد هذا التاريخ يوماً لميلاده بشكل رسمي.
حين تصل إلى المبنى الذي يقع فيه المنزل، في المطيلب (منطقة المتن) تقرأ على العمارة يافطة كبيرة كتب عليها: «ميخائيل نعيمة». على باب البيت في الطابق الأول، تستقبلك صورة عناقيد عنب إلى جانبها، عبارة مؤطرة مستلّة من كتاب الأديب «كرم على درب»، تقول: «كرمي على درب فيه الحصرم وفيه العنب. فلا تلمني يا عابر السبيل إن أنت أكلت منه فضرست». وتحت العبارة سلة من الحلوى، لا بد أن تتناول منها واحدة في ضيافة أديبك. تلتفت صوب الجرس الذي كُتب عليه اسم ميخائيل نعيمة، وفوقه صورته مذيلة بعبارة «يا ميّ يا شمسي ويا قمري!» بخط يده المرتجف. تقول سهى إنها تقصّدت أن يبقى الاسم على الجرس ليشعر الزائر بمهابة المكان.
البيت من الداخل بأثاثه وترتيبه، هو من صنيع ميخائيل نعيمة. «الصالة تماماً كما أرادها ورتب كنباتها. هنا على الجهة اليمنى من الكنبة الكبيرة كان يجلس أو على الكنبة الصغيرة التي إلى جوارها. هذا هو مكانه المفضل»، تخبرنا سهى. أما على طاولة الطعام فكان يجلس على رأسها، وهي تجلس على الطرف الآخر لإتمام دروسها.
«كل شيء هنا من منتوج فكر جدو ميشا. على هذه الطاولة أكلنا وشربنا معاً، وصدّر للعالم ستة كتب، آخر 20 سنة من حياته». تقصد هنا كتاب «يا ابن آدام» الذي صدر 1969 و«نجوى الغروب» الذي ناجى فيه ربه مع غروب عمره 1973، و«من وحي المسيح» 1974، و«ومضات»، ومن ثَمّ «التاج والصولجان» الكتاب الذي لم ينته، لكن يتم العمل من أجل نشره قريباً. أما ترجمة كتابه «اليوم الأخير»، و«من وحي المسيح» فقد تم الانتهاء من ترجمتهما.
قرب طاولة الطعام يلفتك إطار كبير، وضعت داخله مجموعةٌ من الرسوم، لوجوه، وأحياناً عدة وجوه تتداخل مع بعضها بعضاً، وغالباً ما تُحاط الرسوم بدوائر رحمية الشكل. «هذه أنجزها نعيمة بقلمه. لم يكن رساماً لكنه كان يحب الرسم وينكب عليه، وقد نشر بعضاً منها في كتبه».
ولد ناسك الشخروب في بسكنتا، لكنه كان ينتقل في الشتاء إلى منزله في الزلقا (شمال بيروت)، يسكن مع ابنة شقيقه مي وابنتها سهى. وقضى السنوات العشرين الأخيرة من حياته معهما. تلك كانت السنوات العشرين الأولى من حياة سهى حداد نعيمة، التي وُلدت وله من العمر 80 سنة. هكذا هو الذي رباها ورعاها وتكفّل بها، وكان والدها قد تُوفي. ورحل نعيمة في الزلقا، مع مي وابنتها، لكن المؤجرين بعد رحيله طالبوا بالشقة. قرّرت سهى أن تنقل كل حاجيات جدها ميشا إلى المطيلب، وتعيد تركيب الشقة، تماماً كما كانت. وبمقارنة صور المنزلين، تعرف كم كانت حريصة حتى على تعليق اللوحات والصور كما كانت موجودة في المنزل الأصل.
الصالة مليئة بصور ميخائيل نعيمة الفردية والعائلية. والبيت مسكون باللوحات التي فيها عبارات من كتبه، سطرها له خطاطون علقت في أرجاء البيت.
تقودنا سهى إلى غرفة نوم الأديب الراحل التي فيها سريره وسرير آخر لشقيقه الذي كان ينام إلى جانبه حين يأتي لزيارته، ومكتبه ومكتبته، وخزانته، والشنط القديمة التي كان يستخدمها في تسفاره مرتّبة على الخزانة. في مكتبته كُتب عربية عكس الموجودة في بسكنتا حيث كتبه الأجنبية. وهنا أيضاً نُسخٌ من مؤلفاته، ومنفضة سجائره وصورة كبيرة له. وعلى مكتبه مجموعة صور، والقرود الثلاثة التي لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم، والبطارية التي كان يستخدمها عندما تنقطع الكهرباء.
على سريره الذي تقول سهى إنها أعادته تماماً كما كان، بشرشفه الأصفر، هنا مدّدت عباءته التي كنا نراه يلبسها في صوره الشهيرة. وتسرّ لنا سهى بأنها رفضت غسل بطانيته منذ وفاته كي تحتفظ برائحته فيها. لكنها وضعت أبجورته وأضاءتها، وكأنه هنا ليقرأ. وفي غرفة نوم مجاورة تحتفظ سهى بأغراضها الخاصة. هنا ينتهي حدود المتحف، وتبدأ خصوصية صاحبة الدار التي أبقت لنفسها هذه الغرفة الوحيدة التي لا يختلط فيها الخاص بالعام. أما غرفة الجلوس حيث وضعت التلفاز وعلقت لوحات لنعيمة، فتجلس سهى وتشرح لضيوفها: «كان متفوقاً في كل مراحله الدراسية. ذهب إلى واشنطن مع إخوته، والتحق بجامعة سياتل في شتاء عام 1912 وتخرج باختصاصين في وقت واحد: الأدب الإنجليزي والحقوق. لكنه لم يمارس مهنة المحاماة، ولم يكن يحب المحامين. وله جمله شهيرة، يقول فيها، درست القانون كي أعرف أين تحاك خيوط أكفان الحق».
عام 1916 بعد التخرج ذهب إلى نيويورك حيث التقى بجبران خليل جبران، في تلك السنة، وبقيا حتى سنة 1931 التي توفي فيها الأخير، ربطتهما صلة روحانية وفكرية، وأسّسا الرابطة القلمية.
«لم يحب ميخائيل نعيمة أميركا على الإطلاق لشدة ما هي مادية. كان يسميها (الدردور الأكبر)، لأن كل ما فيها يدور من أجل الدولار».
على أحد الجدران صفحات كُتبت بخط يد نعيمة، ورسالة حب كتبها إلى راعيته مي. تقف سهى وتقرأها لضيوفها: «منذ قُدّر لي أن أعيش وإياك وابنتك الحبيبة سهى، وأنا أحس أحسن الإحساس أن حياتي تقوم على ركيزيتين. وهاتان الركيزتان هما: المسيح في السماء، وأنت على الأرض. لقد حباك الله إلى جمال الصورة، جمال الفطرة. فأنت مفطورة على حب الصدق والأمانة والنظافة والترتيب في كل شيء حتى في أتفه الأمور. طعامك شهي، وكأس الماء من يدك، كأس من الراحة. بيتك ما شكى الفوضى في أي ساعة من ساعات النهار أو الليل، وضيفك معزّز ومكرم، حتى ليشعر أنه صاحب البيت ويصحّ فيه قول الشاعر: يا ضيفنا لو زرتنا لوجدتنا، نحن الضيوف وأنت ربّ المنزل». تدمع سهى وهي تقرأ هذا النص، حتى لا تقوى على إكمال القراءة. فهذه ذكرى والدتها، والعلاقة غير العادية التي ربطت هذا الثلاثي الذي يحمل اسم (ميماسونا) جامعاً الحروف الأولى من أسمائهم واسم العائلة. وهو أيضاً اسم الجمعية التي شكّلتها كي تحمل عبء الإرث من بعدها.
في هذه الأجواء العائلية الحارة عاش ميخائيل نعيمة، ومحاطاً بحب مي وسهى لفظ أنفاسه الأخيرة على سرير، كأنه لا يزال ينتظره. وفي إطار عرضت آلة، كان يطحن بها القهوة، وفي إطار آخر، علّقت فردة لجواربه. كل قطعة في هذا المنزل تحكي سيرة أديب، كان شاهداً على قرن من التاريخ. تُوفي عن 98 سنة، لكن سهى تريد له أن يبقى حياً في ذاكرتنا، وتدعو الجميع لأن يعودوا لتحكي لهم أكثر في المرة المقبلة. فلا يزال في جعبتها الكثير.