دشّنت هيئة المكتبات (الأحد) نشاطات «بيت الثقافة» في إحدى محافظات منطقة عسير، وهو البيت الثاني الذي يتم افتتاحه هذا الشهر بعد بيت الثقافة في المنطقة الشرقية، وذلك في إطار خطة تهدف إلى إعادة تأهيل وتطوير المكتبة العامة، لتصبح مقراً ثقافياً رائداً في المنطقة.
وفي ظل المشهد الثقافي المتغيّر والمتطور الذي تعيشه السعودية منذ إطلاق استراتيجيتها الوطنية للثقافة التي بثَّت الحيوية في العديد من المجالات، من بينها قطاع المكتبات، تواظب مؤسسات القطاع الثقافي على تعميق مفهوم الثقافة نمطَ حياة، وتطوير قطاع المكتبات في السعودية، وافتتاح أول بيتين ثقافيين، من أصل 153 مكتبة تجهز الهيئة لافتتاحها مراكز ثقافية في مختلف مدن ومناطق السعودية، وتحويلها من أماكن لحفظ الكتب إلى منصة لتنمية جودة حياة المجتمعات المحلية.
المكتبات التقليدية فقدت تأثيرها
وأطلقت وزارة الثقافة في السعودية، منتصف يونيو (حزيران) 2020، مبادرةً لتطوير المكتبات العامة في البلاد، وتحويلها إلى منصاتٍ ثقافيةً بمفهوم اجتماعي شامل وحديث، تلتقي فيه جميع أنماط الإبداع الثقافي ويجد فيه الأفراد من مختلف شرائح المجتمع ما يمنحهم المعرفة والمشاركة والتفاعل.
وتأتي هذه المبادرة بعد دراسة ميدانية أجرتها الهيئة لواقع تلك المكتبات في السعودية، ووضعت استناداً عليها خطة تطوير تمتد حتى عام 2030 تستهدف من خلالها إنشاء 153 مكتبة عامة بجميع المناطق، تعتمد جميعها على مفهوم البيوت الثقافية، الذي يوائم بين الأدوار المعرفية للمكتبات والثقافية لهذه البيوت.
وقال الدكتور عبد الرحمن العاصم، الرئيس التنفيذي لهيئة المكتبات في السعودية، إن مفهوم المكتبات التقليدية فقد جاذبيته، الأمر الذي دفع إلى ضرورة إضفاء لمسة تطويرية وإبداعية تصنع الفرق في أدائها، وذلك من خلال البيوت الثقافية التي ستعمل منصة تفاعلية وتشاركية، تخدم المجتمع بكل فئاته واهتماماته، في مجالات التعليم والترفيه الجاد المتنوع وريادة الأعمال.
وأكد العاصم خلال افتتاح ثاني البيوت في منطقة عسير أن افتتاح البيوت الثقافية خطوة مهمة للقطاع الثقافي والاجتماعي في السعودية، وتأتي ثمرةً لـ«رؤية 2030» وبرنامج «جودة الحياة» الذي يستهدف تطوير وتأهيل المكتبات العامة وإعادة تعريف دورها وحضورها في المجتمعات المحلية، متمنياً أن تثمر البيوت الثقافية عن نتائج مشجعة تعود بالنفع والفائدة على المجتمع، وعلى تشجيع الاستثمار في الهوايات والاهتمامات وتحويلها إلى طاقة منتجة ومؤثرة في المشهد الثقافي والاجتماعي.
وتشتمل البيوت الثقافية على أجنحة متنوعة، من أبرزها مساحات التعلم ومسرح الطفل والمسرح الرئيسي والمكتبة التي تحتضن أماكن للقراءة، إضافة إلى مساحة للابتكار وأخرى للتقنية، ويحتوي كل بيت ثقافي على مرافق خدمية، من بينها مصليات للرجال والنساء وغرف اجتماعات ومركز للطباعة والحاسب الآلي ومقهى ومتجر.
وتعد بيوت الثقافة إحدى مبادرات برنامج «جودة الحياة»، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030»، التي تهدف إلى تطوير البنية التحتية الثقافية وتهيئة المواقع الثقافية وتحسين المكتبات العامة؛ لتسهم في تنمية المشاركات السعودية في الفنون والثقافة كأحد أهداف «رؤية المملكة 2030».