«السفارة الافتراضية»... فضاء من الاحتمالات والتأملات الفنية حول الحياة في المستقبلhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5022294-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A3%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%82%D8%A8%D9%84
«السفارة الافتراضية»... فضاء من الاحتمالات والتأملات الفنية حول الحياة في المستقبل
يجمع المعرض تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة تتناول واقع البشرية ومستقبلها (هيئة المتاحف)
بمجرد أن تدخل في غمرة «السفارة الافتراضية»، وهو المعرض الفني الذي فتح أبوابه في العاصمة السعودية الرياض، حتى تسافر في فضاء عائم يعبر في محاولة لاستكشاف واستشراف مآل البشر بزمان ومكان خياليين. هذه الرحلة الفنية والتأملية، التي يقدمها المعرض الذي يستضيفه مركز «فناء الأول» الثقافي، لاستعراض مستقبل خيالي غير متوقع، يسبح في فضاء الاحتمالات حول طبيعة الحياة في المستقبل، معتمداً على قدرة الفن في التوثيق والتحقيق في مراحل الحياة وتصوراتها، والذي غدا بمثابة منصة تنقل الزوار إلى مستقبل يتأملون فيه التحوّلات والتصدّعات التي يعيشها عالم اليوم وتؤثر على مستقبله، من خلال أعمال فنية تتنوع ما بين التركيبية، وأعمال الفيديو، والتصوير الفوتوغرافي، والوسائط المطبوعة؛ تُجسّد رؤية الفنانين للمستقبل وتدعوك للتأمل في دور الخيال في بناء النُّظُم التي تربط المجتمعات.
بداية الحكاية
البداية جاءت في سنة الجائحة، حين ارتبك التناغم العالمي الذي كان أساسه نظاماً معقداً، تهاوت الأرض من تحته، مبتلعة كل شيء عاجز عن الصمود، فأطلق المعرض رحلة السفر هذه عبر الزمن لتأخذ البشرية إلى مستقبل وهمي يعالج المشاعر القاتمة التي تحوم حول البشرية، وشعور الإحباط حيال ماضٍ عجزوا عن صونه، ومستقبل يعيش ملحمة كونية بما ظهر منها وما بطن.
وفي عالم ينتشر فيه التزييف العميق (deep fake) وزعزعة الأنظمة العالمية، وفي ظل الجدل القائم حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وروبوت المحادثة «chatgpt»، يستضيف «فناء الأول» معرض «السفارة الافتراضية» بوصفها منصة تنقل الزوار إلى مستقبل يتأملون فيه هذه التصدعات، ويكتشفون من خلالها مآل البشر، منطلقاً من عام 2024 إلى مستقبل قريب يقضّ مضاجع المتأمل فيه والمستشرف لتفاصيله.
المعرض يجمع تحت سقفه تركيبات فنية وأعمال فيديو وتصويراً فوتوغرافياً ووسائط مطبوعة، تتناول واقع البشرية من عدسة الاقتصاد والأنثروبوسين والذكاء الاصطناعي، ويحثّ زواره لاستكشاف الأعمال الفنية والحوارات الدائرة بينها، والتأمل في دور الخيال في بناء النُّظُم التي تربط بين المجتمعات، حيث تذوب الحدود من سياقها الجغرافي ورموزها اللغوية وشعاراتها الوطنية، لتحمل الزوار على إعادة النظر في الحقائق والمسلّمات.
نوافذ لاستشراف غير المتوقع
في عمل ديما سروجي، إحدى المشاركات من فلسطين، يقف الزائر ليتأمل في تقصٍّ فني وتجربة لا تستثني أحداً، والذي يتوسط القاعة، ويشبه الساعة المائية الزجاجية، إحدى أقدم أدوات قياس الوقت والتي يعود تاريخها إلى أربعة آلاف قبل الميلاد؛ روعي في تصميم العمل تفاصيل فنية وأبعاد مختلفة، لاستحضار الإحساس بمرور الوقت، والتذكير بالبعد الرابع لأولئك الذين يعيشون دائماً في برزخ الانتظار، على أمل استخراج تصريح أو بدء حياة مختلفة في مكان آخر.
كما يوجد أيضاً مجموعة مختلفة من التأملات يظفر بها زائر معرض «السفارة الافتراضية»، وهو يتأمل في الأعمال التي تعيد انتباه الناظر في تفاصيلها وتراكيبها إلى الكثير من المفاهيم، واستشراف غير المتوقع من مآل البشرية، ومن ذلك أعمال الكويتية أسيل اليعقوب والتي تكشف من خلالها الحقيقة والخيال الجماعي الكويتي ما بين 1940 و1980، عن طريق توظيف دقيق لتفكيك وإعادة تجميع طوابع الأرشيف العائدة إلى تلك الحقبة، وتكرار النظر في السرديات وإعادة بنائها وتشكيلها في روايات خيالية متعددة الحبكات ومتجاذبة الرغبات.
عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها، الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع...
البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينماhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5085239-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B2%D8%B9%D9%8A-%D8%AC%D8%A7%D8%A6%D8%B2%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8%D9%8A-%D9%85%D8%AA%D9%81%D8%B1%D8%AF%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%A8%D8%B7-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7
البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما
د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)
أعلنت «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» انتهاء المرحلة الأولى من عملية التحكيم للقائمة الطويلة التي شارك فيها 1967 مشاركاً من 49 دولة حول العالم، وبدء المرحلة الثانية للجائزة لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر (كانون الأول) قبل إعلان الفائزين في فبراير (شباط) المقبل.
وأكد الدكتور سعد البازعي، رئيس الجائزة خلال مؤتمر صحافي عقده الاثنين في الرياض، أن أرقام المشاركات التي تلقتها اللجنة مبشّرة وتعطي سمة عالمية من حيث عدد الدول التي جاءت منها المشاركات، مبيناً أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تربط بين الرواية والسينما، وهو أمر لم نعتد على رؤيته من قبل، على حد تعبيره.
وكانت هيئة الترفيه السعودية أطلقت في سبتمبر (أيلول) الماضي «جائزة القلم الذهبي» للأدب الأكثر تأثيراً»، التي تركز على الأعمال الروائية الأكثر قابلية للتّحويل أعمالاً سينمائية، بمجموع جوائز يصل لـ740 ألف دولار، وإنتاجات سينمائية لعدد من الأعمال الفائزة.
وعدّ المستشار تركي آل الشيخ، حينها، الجائزة فرصة لظهور جيل جديد من الكتاب باللغة العربية، والمساهمة في الوصول إلى بنك متكامل من الروايات والمحتوى العربي، الذي يتواكب مع الإنتاجات السعودية والعربية الضّخمة.
وأوضح البازعي في رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط» بأن الجائزة قد تدعم مستقبلاً ترجمة أعمال عربية إلى لغات أخرى، دعماً للأدب العربي، وقال: «إذا كان هناك حضور للأدب العربي عالمياً لا يمكن أن يكون إلا من خلال الترجمة، وتحويله عملاً سينمائياً وترجمته، الأعمال السينمائية والروائية التي حققت قدراً من العالمية كانت مترجمة، نحن في حاجة إلى دعم الأدب العربي بالتأكيد، وأعتقد أن الترجمة مهمة ويُحمَد للجائزة أنها تدعم الترجمة، وربما في المستقبل ندعم ترجمة الأعمال العربية إلى لغات أخرى، هذا قد يكون من التطورات المطلوبة التي أتمنى أن تحصل».
انتهاء المرحلة الأولى
استهل الدكتور سعد حديثه بإعطاء لمحة عن مراحل الجائزة الأساسية التي بدأت في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، وأضاف: «الجائزة أنهت المرحلة الأولى من التحكيم التي انتهت من القائمة الطويلة كما هو معلن، وبدأت المرحلة الثانية والعمل على القائمة الطويلة للخروج بالقائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر، ومن ثم إعلان الفائزين في فبراير المقبل».
جائزة متفردة
ذكر رئيس جائزة القلم الذهبي مزايا عدة للجائزة تجعل منها متفردة وتصل للعالمية، من أبرزها التأكيد على الشفافية، وتوخي الحياد في التحكيم، إلى جانب السماح للأفراد بالمشاركة، ودعم العلاقة بين الرواية والسينما.
وفنَّد ذلك بقوله: «الأعمال تُرسَل رقمياً لكل المحكمين ولا يعرفون مَن هو مؤلف العمل، كذلك من المسائل التي اختلفت بها الجائزة عن غيرها أنها تسمح للأفراد بتقديم أعمالهم، والأكثر تفرداً للجائزة أنها تدعم العلاقة بين الرواية والسينما، حيث تكافئ الأعمال الكبرى بأربع جوائز تحولها أفلاماً سينمائية، اثنتان رواية واثنتان سيناريو».
وعدّ البازعي قيمة الجائزة الكبيرة المقدرة بـ740 ألف دولار بأنه ليس الرقم النهائي، حيث يتطلب تحويل الأعمال الفائزة أفلاماً سينمائية إلى ملايين، وقال: «الهيئة العامة للترفية التزمت بتحويل هذه الأعمال أفلاماً سينمائية، بما في ذلك من تكلفة إضافية ستجعل من الجائزة الأعلى من نوعها بالمطلق». وتابع: «نحن أمام تكريم نوعين بينهما علاقة وثيقة لم نعتد رؤية جائزة تربط بينهما الرواية والسينما، وهذا فيه خدمة كبيرة لصناعة السينما السعودية، التي ظل صناعها يشتكون من قلة النصوص لسنوات طويلة، الآن نتمنى أن تتوفر لأن من شروط قبول الرواية أن تكون صالحة لتحويلها فيلماً».
1969 مشاركة من 49 دولة
الأرقام التي وصلت للجائزة - بحسب الدكتور سعد البازعي - بلغت 1967 مشاركة من 49 دولة، يضيف بقوله: «هذه سمة عالمية للجائزة، نحن أمام جائزة عالمية بمعنى الكلمة، هناك مشاركات من أميركا، أستراليا، الأردن، السعودية وغيرها». تصنيفات الجائزة تشير إلى أن عدد المشاركين الذكور بلغ 69.7 في المائة، في حين حظيت مشاركة الإناث بنحو 30 في المائة، وشاركت 1347 رواية أصلية، 508 روايات مترجمة، إلى جانب 93 عمل سيناريو. وأشار البازعي كذلك إلى أن هنالك جوائز أخرى لم تفز بالجوائز الكبرى، لكنها تفوز بالتصنيف، مثل الكوميديا، الرعب، التشويق، الروايات التاريخية، الرومانسية، الغموض والجريمة، التشويق والإثارة، الفنتازيا، والواقعية.
القائمة الطويلة
أوضح رئيس لجنة القلم الذهبي أن اللجان فرزت نحو 2000 عمل للقائمة الطويلة، حيث تم اختيار 30 رواية، 7 روايات مترجمة، 10 أعمال سيناريو، بالإجمالي 47 عملاً. وأضاف: «معظم النصوص التي أُرسِلت لا علاقة لها بالسرد أو الرواية، وكان على اللجنة الاحتفاظ بالأعمال الجديرة، وأن يكون لها ترقيم دولي، وحقوق نشر، وإذا كانت مترجمة فحقوق ترجمة، كذلك كان على اللجنة مواجهة احتمالات التلاعب، سواء إدخال عمل لا يستحق أو الرقم الدولي غير صحيح، وعملية التأكد هذه أخذت وقتاً وجهداً».
القائمة القصيرة
سيتعين على لجنة التحكيم خلال الفترة المقبلة العمل على تحديد القائمة القصيرة من الأعمال التي تم اختيارها وعدد 47 عملاً، وفقاً للدكتور البازعي، الذي أوضح أن العدد لم يحدد بعد، ويعتمد ذلك على متغيرات كثيرة، منها عدد الأعمال الجيدة التي سيتم اختيارها، على حد تعبيره. وقال: «لو كان عدد الأعمال الجيدة 20 عملاً مثلاً، سنرفع عدد القائمة وتصبح قائمة طويلة، هناك مرونة». وتضم لجنة تحكيم «جائزة القلم الذهبي» روائيين ونقاداً ومخرجين وكتاب سينما، إلى جانب منتجين؛ وهو ما يجعلها قادرة على التعامل مع مختلف الأعمال المشاركة بشكل احترافي وشفاف، وفقاً للدكتور سعد البازعي. وفي رده على سؤال بشأن أبرز التحديات التي واجهت اللجان، أشار البازعي إلى أن ورود أعمال لا علاقة لها بالجائزة، وحدوث ازدواجية بين دور النشر والكتاب عبر إرسال العمل مرتين كانت من أبرز الصعوبات.
جائزة رقمية
وأكد الدكتور سعد البازعي أن «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» تعدّ رقمية وغير ورقية، وهي الفكرة التي ابتكرها المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه، وقال: «الأعمال تصل بنسخة (PDF)، وتصنف بأرقام دون ذكر اسم المؤلف ويقرأها أكثر من شخص، وفي النهاية يظهر من حصل على أكبر عدد من الترشيحات».
دعم صناعة السينما السعودية
ومن المتوقع أن يكون لـ«جائزة القلم الذهبي» تأثير إيجابي على المشهد الثقافي السعودي، لا سيما صناعة السينما، وفقاً للبازعي الذي أردف بقوله: «هذه الجائزة سيكون لها تأثير نوعي؛ لأنها تدعم الأدب الروائي، والأدب السينمائي، تدعم صناعة السينما، تأثيرها سيكون كبيراً، إذا أنتجت محلياً 4 أفلام رئيسة من روايات عربية معروفة هذا إنجاز كبير، الجوائز بصفة عامة تشجع الإنتاج وتحفّز الآخرين عليه».
وفي الختام، كشف الدكتور سعد، عن أن هنالك جائزةً ستكون مخصصة للجمهور ضمن القائمة الطويلة، حيث سيُفتح المجال للجمهور للتصويت، مشيراً إلى أن ذلك «فرصة للجمهور لكي يقول رأيه وجائزة مرصودة لعمل يفوز نتيجة التصويت الجمهور».