درجات حرارة قياسية وفيضانات وأعاصير... طقس سيئ يجتاح العالم (صور)

رجل يبرد جسده من درجة الحرارة الشديدة في الهند (أ.ب)
رجل يبرد جسده من درجة الحرارة الشديدة في الهند (أ.ب)
TT

درجات حرارة قياسية وفيضانات وأعاصير... طقس سيئ يجتاح العالم (صور)

رجل يبرد جسده من درجة الحرارة الشديدة في الهند (أ.ب)
رجل يبرد جسده من درجة الحرارة الشديدة في الهند (أ.ب)

تشهد عدة دول حول العالم أجواء طقس متطرفة وخطيرة، منها الأعاصير القاتلة في تكساس، والفيضانات القاتلة في أفغانستان، والحرارة الحارقة في الهند، والبرد غير المسبوق في تشيلي.

وفي الولايات المتحدة، اجتاحت الأعاصير مناطق في هيوستن، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص على الأقل وقطع الكهرباء عما يقرب من مليون منزل وشركة.

منزل مدمر بسبب سقوط شجرة نتيجة العواصف الشديدة في هيوستن بالولايات المتحدة (رويترز)

كما أدت العواصف الشديدة مع رياح تصل سرعتها إلى 100 ميل في الساعة إلى تحطيم النوافذ، وتواجه المنطقة الآن تحذيراً من الضباب الدخاني وارتفاع درجات الحرارة إلى 32.2 درجة مئوية (90 فهرنهايت).

جانب من العمل على إصلاح الخطوط المتضررة حيث ظل السكان من دون كهرباء بعد أن تسببت عاصفة شديدة في أضرار واسعة النطاق بهيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة (رويترز)

وفي أفغانستان، قتلت الفيضانات الجمعة ما لا يقل عن 68 شخصاً في غرب البلاد، وفقاً لمسؤول في حركة «طالبان».

وفي ولاية غور المتضررة بشدة، تم تدمير مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية، بما في ذلك في عاصمة الولاية فيروز كوه.

وتأتي الفيضانات بعد أسبوع من مقتل أكثر من 300 شخص خلال الفيضانات في إقليم بغلان الشمالي.

رجال يبحثون وسط أنقاض منزل تهدم بفعل الفيضانات في أفغانستان (رويترز)

وفي الهند، أدت درجات الحرارة المرتفعة إلى إطلاق تحذير من الطقس القاسي يغطي العاصمة نيودلهي ومناطق في الشمال الغربي. كما أوردت أجزاء من نيودلهي عن درجات حرارة تصل إلى 47.1 درجة مئوية (116.8 فهرنهايت).

وتتزامن درجات الحرارة القصوى في شمال الهند مع انتخابات عامة تستمر 6 أسابيع، ويشعر الخبراء بالقلق من أن موجة الحر قد تزيد من المخاطر الصحية، حيث ينتظر الناس في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم، أو إمكانية أن يقوم المرشحون بحملات انتخابية قوية في ظل درجات الحرارة المرتفعة.

رجل يشرب المياه وسط درجات حرارة قياسية في الهند (أ.ب)

وقد فقد أحد الوزراء الوعي بسبب الحرارة الشهر الماضي، وذلك أثناء إلقاء خطاب أمام تجمع انتخابي في ولاية ماهاراشترا الهندية.

وزير الاتحاد ومرشح حزب بهاراتيا جاناتا نيتين جادكاري يفقد الوعي أثناء إلقاء خطاب في اجتماع عام لانتخابات لوك سابها في 24 أبريل 2024 (وسائل إعلام هندية)

وقال ساتيش كومار، وهو سائق عربة يبلغ من العمر 57 عاماً في العاصمة الهندية، إنه يعاني في عمله بسبب الحرارة، وقال: «الناس لا يخرجون، الأسواق فارغة تقريباً»، حسبما أوردت وكالة «أسوشييتد برس».

سيدة تحمل مظلة وسط درجات حرارة قياسية في نيوديلهي (أ.ب)

وحذر سوما سين روي، العالم في إدارة الأرصاد الجوية الهندية الناس من الخروج في الهواء الطلق تحت شمس الظهيرة، وشرب كثير من الماء وارتداء ملابس فضفاضة، بينما يجب على الأشخاص المعرضين للخطر بشكل خاص مثل كبار السن البقاء في منازلهم، وفقاً لـ«أسوشييتد برس».

سيدة تستمع برذاذ الماء البارد تحت حرارة شديدة في مكان توزيع آلات التصويت الإلكترونية وغيرها من المواد الانتخابية عشية المرحلة الخامسة من الاقتراع في الانتخابات الوطنية التي تستمر 6 أسابيع في لكناو بالهند (أ.ب)

وعلى النقيض في تشيلي، تستعد البلاد لأبرد فصل خريف لها منذ 70 عاماً، إذ انخفضت درجات الحرارة هذا الأسبوع، وفي العاصمة سانتياغو، أصبح الآن أبرد شهر مايو (أيار) تواجهه البلاد منذ عام 1950.

تصاعد البخار من أكواب الشاي في مطعم خارجي بسانتياغو بتشيلي وسط برودة شديدة (أ.ب)

وأصدرت حكومة تشيلي تنبيهات بشأن الطقس البارد في معظم أنحاء البلاد وكثفت المساعدة للمشردين الذين يكافحون من أجل تحمل درجات الحرارة شديدة البرودة في الشوارع.

ركاب في حافلة بسانتياغو حيث تستعد تشيلي لأبرد فصل خريف لها منذ 70 عاماً (أ.ب)

وفي أوروبا، غمرت المياه جزئياً مناطق في إيطاليا وفرنسا وألمانيا بسبب الأمطار الغزيرة التي تسببت بفيضانات مفاجئة في أجزاء من أوروبا.

ارتفاع منسوب مياه نهر موسيل بألمانيا اليوم نتيجة استمرار الفيضانات (أ.ب)

وقام المستشار الألماني أولاف شولتز بجولة في المناطق التي غمرتها الفيضانات مع مطلع هذا الأسبوع، بعد أن غمرت المياه المنازل والأقبية، وامتلأت الشوارع بالمياه وغمرت المياه السيارات جزئياً، حسبما أورد موقع شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

ورفعت هيئة الأرصاد الجوية الألمانية تحذيرها بشأن الطقس، حيث من المتوقع أن تتراجع الأمطار ببطء. وقالت السلطات في سارلاند إن مثل هذه الفيضانات المفاجئة تحدث فقط كل من 20 إلى 50 عاماً.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد الأمين العام لمنظمة «أوبك» يتحدث خلال مؤتمر «كوب 29»... (رويترز)

الأمين العام لـ«أوبك» في «كوب 29»: النفط هدية من الله

قال الأمين العام لمنظمة «أوبك»، هيثم الغيص، الأربعاء، خلال مؤتمر المناخ «كوب 29» في باكو، إن النفط الخام والغاز الطبيعي هما «هدية من الله».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد صورة من الأرصاد الجوية تظهر تقدم الإعصار نحو شمال غربي واشنطن (رويترز)

«إعصار القنبلة» يتسبب في انقطاع الكهرباء عن شمال غربي أميركا

اجتاحت عاصفة قوية شمال غربي الولايات المتحدة، الثلاثاء، محملة برياح عاتية وأمطار غزيرة، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وسقوط الأشجار.

«الشرق الأوسط» (سياتل)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
TT

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.

من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.

بلغة الإشارة يحدُث التفاهم مع الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».

لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.

كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».

معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.

يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.

كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».

ولدت فكرة المبادرة في ظلّ مصاعب يواجهها الأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».

عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.

بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».

يغيب الاهتمام تماماً من مراكز وجهات رسمية بالأشخاص الصمّ (نائلة الحارس)

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».

تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».