أسبوع الموضة في السعودية... رحلة بحرية إلى عالم الأناقة والجمال

عرض أزياء ساحر على جزيرة بالبحر الأحمر

استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)
استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)
TT

أسبوع الموضة في السعودية... رحلة بحرية إلى عالم الأناقة والجمال

استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)
استخدم المصممون مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية (الشرق الأوسط)

في سابقة هي الأولى من نوعها، استضافت جزيرة «أمهات» الساحلية فعاليات أسبوع الموضة في البحر الأحمر، التي تنفذها هيئة الأزياء، وذلك في منتجع سانت ريجيس.

الأزياء تجمع بين الأناقة وجمال الطبيعة المحيطة (الشرق الأوسط)

وشملت عروض الأزياء التي تستمر على مدار ثلاثة أيام، تصميمات تجمع بين الأناقة وجمال الطبيعة المحيطة، واحتضنت الجزيرة البحرية مجموعة من المصممات السعوديات، اللاتي قدّمن في اليومين الأوّلين مزيجاً متنوعاً من الأزياء، بينها الكاجوال للنهار، والفساتين الساحرة للسهرات، وملابس الشاطئ.

واستخدمت المصممات مواد طبيعية وألواناً مستوحاة من البيئة المحلية لإبراز جمال الجزيرة والبحر الأحمر، وشهد أول أيام الأسبوع عرضاً افتتاحياً للأزياء، لـ7 علاماتٍ تجارية، منها 5 سعودية، و2 أجنبية، في حين شهد اليوم الثاني تألقاً لافتاً بثلاثة عروض أزياء متميزة.

وافتتحت مصمّمة الأزياء تيما عابد فعاليات أسبوع الموضة، مقدّمة مجموعة من 25 فستان سهرة، معبّرة لـ«الشرق الأوسط» عن سعادتها بتقديم مجموعتها لافتتاحية أسبوع الموضة الذي يستضيفه البحر الأحمر، موضحة أنها استوحت مجموعتها هذه من البحر، مستخدمة اللؤلؤ في تنفيذ الفساتين، وتابعت: «اخترت أن أضع النقاط الشفافة المصنوعة من النايلون المعاد تدويره، وانتقيت اللونين الأبيض والبيج في المجموعة للدلالة على لون الرمل الذي تشتهر به جزر البحر الأحمر».

المصممون قدموا في اليومين الأولين مزيجاً متنوعاً من الأزياء (الشرق الأوسط)

تُعدّ هذه التجربة الفريدة من نوعها مثالاً على التنوع والإبداع في صناعة الموضة، وتسلّط الضوء على جمال الطبيعة وتأثيرها على الإبداع البشري. ويأمل المنظّمون أن يكون لهذا الحدث تأثير إيجابي على السياحة في المنطقة، ويعزز الاهتمام بالجزر الساحلية الخلابة في البحر الأحمر.

ويمثل هذا الحدث الثقافي الاقتصادي محطة مهمة في مجال صناعة الأزياء بالمملكة، وواحدة من أبرز مبادرات الهيئة لتعزيز هذه الصناعة ودمجها في السوق العالمية، ليكون قطاع الأزياء في السعودية حاضراً في المحافل العالمية ذات العلاقة بالموضة، ولاعباً رئيسياً في مختلف مجالات هذه الصناعة على الصعيد العالمي، لا سيما أنها تمثّل رافداً مهماً وفعالاً على مستوى اقتصادات الدول.

تعد هذه التجربة مثالاً على التنوع والإبداع في صناعة الموضة (الشرق الأوسط)

من جانبه، أكّد بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي للهيئة، أن هيئة الأزياء تسعى من خلال تنظيم أسبوع الأزياء الأول في البحر الأحمر إلى صياغة منصة تجسّد التواصل بين الثقافات وتحتفي بالإبداع، مشدّداً على أن هذا الحدث الثقافي يجسّد التزام الهيئة الثابت بدفع صناعة الأزياء في المملكة إلى الأمام، وتعزيز بيئة جاذبة تلتقي فيها مواهبنا من أبناء وبنات هذا الوطن مع شخصيات وكيانات دُولية، ذات سمعة وخبرة في مجال الموضة وصناعة الأزياء، وفق خطة واضحة وجدول زمني معدّ بعناية، ومجموعة متميزة من العلامات التجارية السعودية والعالمية، القادرة على تزيين منصّاتنا في مختلف المحافل وصالات العرض محلياً وإقليمياً ودولياً.

تنوعت التّصميمات بين الكاجوال وفساتين السهرات (الشرق الأوسط)

ولفت شاكماك الانتباه إلى الاستراتيجيات والخطط التي تعمل وفقها الهيئة، والتي تهدف بشكل أساسي إلى تنمية المواهب المحلية ودمجها مع الساحة الدّولية، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030»، ذات العلاقة بإثراء النسيج الثقافي فيها، مع الاهتمام بمواكبة ذلك، والسّير في خطٍّ متوازٍ مع توسيع آفاقنا الاقتصادية، بحيث تشكّل الثقافة جانباً مهماً من الناتج المحلي، وتساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية الوطنية.

ويختتم أسبوع البحر الأحمر للموضة فعالياته السبت بثلاثة عروض أزياء أخرى، وسط توقّعات كبيرة من الجمهور لمشاهدة المزيد من الإبداعات والتّصاميم المبتكرة التي ستُعرض في هذا الحدث البارز.


مقالات ذات صلة

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

لمسات الموضة حوَّلت «لورو بيانا» الواجهات إلى احتفالية بإرثها وحرفييها وأيضاً بالثقافة البريطانية التي تمثلها معلمة مثل «هارودز» (لورو بيانا)

«لورو بيانا» تحتل واجهات «هارودز» لتحتفل بمئويتها وإرثها

مع اقتراب نهاية كل عام، تتسابق المتاجر والمحلات الكبيرة على التفنن في رسم وتزيين واجهاتها لجذب أكبر نسبة من المتسوقين إلى أحضانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق في عقدها الثامن اختار إريك جدّته «مانيكان» تعرض تصاميمه (حساب المُصمّم على إنستغرام)

إريك ماتيو ريتر وجدّته هدى زيادة... جيلان يلتقيان على أجنحة الموضة

معاً؛ زوّدا عالم الأزياء بلمسة سبّاقة لم يشهدها العالم العربي من قبل. التناغُم بينهما لوّن عالم الموضة في لبنان بنفحة الأصالة والشباب.

فيفيان حداد (بيروت)
لمسات الموضة كان حب إيلي صعب الإنسان الخيط الذي جمع كل الفنانين الذين حضروا الاحتفالية (رويترز)

5 أشياء تدين بها صناعة الموضة العربية لإيلي صعب

المهتمون بالموضة، من جهتهم، يكنون له الاحترام، لرده الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها تملك القدرة على الإبهار والإبداع.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

إيلي صعب لـ «الشرق الأوسط»: «موسم الرياض» جسّد حلماً عربياً

مطلع العام الحالي، بدأت القصة تنسج خيوطها في لندن، وفي الرياض اكتملت في ليلة استثنائية بعنوان «1001 موسم من إيلي صعب»، تحتفل بمسيرة مصمم أصبح فخر العرب.

جميلة حلفيشي (الرياض)
لمسات الموضة سيلين ديون وإيلي صعب وعلاقة عمرها 25 عاماً (رويترز)

الرياض تشهد عناق النجوم ببريق الترتر واللؤلؤ

بعد عام تقريباً من التحضيرات، حلّت ليلة 13 نوفمبر (تشرين الثاني). ليلة وعد إيلي صعب أن تكون استثنائية ووفى بالوعد. كانت ليلة التقى فيها الإبداع بكل وفنونه.

جميلة حلفيشي (الرياض)

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.