«مهرجان الفيلم العربي القصير»... 38 شريطاً لمواهب تستحقّ الضوء

يُفتتح بـ«غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب عن وجع التردُّد

من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)
من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)
TT

«مهرجان الفيلم العربي القصير»... 38 شريطاً لمواهب تستحقّ الضوء

من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)
من فيلم «غزل البنات» للراحلة جوسلين صعب (فعاليات المهرجان)

تمتاز الدورة الـ16 من «مهرجان الفيلم العربي القصير» بتنوُّع الشرائط السينمائية لمواهب عربية شابة. وهذا العام، يزخر الحدث بأعمال لبنانية، بينها ما حصد جوائز عالمية، مثل «يرقة» للأختين ميشيل ونويل كسرواني.

ومن 13 حتى 17 مايو (أيار) الحالي، يستضيفه «متحف سرسق» في بيروت، المُشارك في تنظيمه مع «نادي لكل الناس».

لهواة هذا النوع من الأفلام، مجموعة شرائط تتناول موضوعات مختلفة. فيُفتَتح المهرجان بلفتة تكريمية للمخرجة اللبنانية الراحلة جوسلين صعب، من خلال فيلمها «غزل البنات». ويتناول قصة رسام محترف تربطه علاقة بفتاة وصلت إلى باريس مصابة بالقلق والتردُّد؛ فالحرب اللبنانية تسكن مخيّلتها، ولا تشعر بأنها سوية. ويجد الرسام نفسه أمام هذه المراهِقة، وعليه أن يعاملها بحذر. وبين تصرفاتها الناضجة أحياناً، والطفولية أحياناً أخرى، تنمو علاقة حب غريبة بينهما.

يبدأ الحدث في 13 مايو حتى 17 منه (فعاليات المهرجان)

ومن المخرجين اللبنانيين المشاركين في المهرجان: ميشيل ونويل كسرواني، ومورييل أبو الروس، ويارا جبارة، وتالا عامر، وجوزيف خلوف، وجو مونس.

يشهد المهرجان عروضاً لأفلام تُقدّم للمرّة الأولى، فهو منصّة لصنّاعها الشباب من لبنان والعالم العربي، ويهدف إلى تشجيعهم بعرض أعمالهم أمام الجمهور وعبر وسائل الإعلام. وذلك إضافة إلى عروض لـ38 فيلماً بين قصير وطويل، وندوات ومحطّات فنّية.

وتُقام الثلاثاء في 14 الحالي ورشة عمل حول صناعة الأفلام القصيرة، يديرها المخرجان إيلي داغر وربى عطية، يليها عرض فيلم «كريميرقة»، وهو الأول للأختين كسرواني الفائزتين عنه بجائزة «الدب الذهبي» في مهرجان «برلين السينمائي». فهما سبق أن قدّمتا أعمالاً غنائية وموسيقية وشعرية مصوّرة خارجة على المألوف بتركيبتها ورسائلها.

«يرقة» للأختين كسرواني يشارك في الحدث (فعاليات المهرجان)

وتتناول قصة الفيلم فتاتين؛ سورية ولبنانية: «أسماء» (مسا زاهر)، و«سارة» (نويل كسرواني)، هاجرتا إلى أوروبا. وخلال عملهما في مقهى، تولد بينهما صداقة وطيدة بعد نفور، فتكشف عن أوجاعهما والصدمات التي تخلّلت حياتهما. ويمرّ الفيلم على انفجار بيروت والحرب السورية، كما يحاكي الحنين إلى الوطن من خلال تفاصيل بسيطة يستذكرها الثنائي بحماسة.

ومن المملكة العربية السعودية، تشارك تالا الحربي بفيلمها «عندما يزهر الأحمر»؛ وكانت وفريقها الإنتاجي «نايت أولز» قد فازا بمهرجان «البحر الأحمر» في مسابقة الأفلام القصيرة. يكشف العمل عما يدور في عقل فتاة تحاصر نفسها بتوقّعات مستحيلة، ما يقودها إلى سلسلة أفعال «كمالية» مرضية لا تنحو إلا إلى تدمير الذات.

مشهد من فيلم «نعيمة» لسامي سيف (فعاليات المهرجان)

ومن الأفلام المشاركة في المهرجان، «مار ماما» للفلسطيني مجدي العمري، و«العودة» للسوري يزن ربيع، و«عند قبر والدي» لجواهين زنتار، بإنتاج مشترك بين فرنسا والمغرب.

أما الأفلام اللبنانية التي تُعرض للمرّة الأولى، فمنها «راديو» لجوزيف خلوف، و«زيارة إلى اليمن» لدنيز جبور ومورييل أبو الروس. كما تُعرض أفلام أخرى، من بينها «فلسطين 87» للفلسطيني بلال الخطيب، و«ستشرق من المغرب» للتونسي بسام بن إبراهيم. ومن أفلام ليلة الختام، يحضُر «المفتاح»، و«على هذه الأرض»، و«سينما الدنيا»، و«محاولات الهدنة»، و«دمي ولحمي»، و«بحر» وغيرها...

بدوره، يشير رئيس «نادي لكل الناس» نجا الأشقر، المنظِّم للمهرجان، إلى أنّ الحدث هذا العام يحمل تكريمات عدّة، ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «نستهلها بتحيّة للسينما اللبنانية بفيلم للراحلة جوسلين صعب (غزل البنات)، الذي يُعرض للمرّة الأولى في لبنان بعد رقمنته وترجمته. كذلك نقدّم تحية للسينما العربية مع فيلم (المخدوعون) للمصري توفيق صالح، الذي يُعرض أيضاً للمرّة الأولى بعد رقمنته، وذلك بعد 51 عاماً على تنفيذه».

ويؤكد أنّ فلسطين وغزة تحضران في المهرجان من خلال حفل لأحمد قعبور: «سيطلق مجموعته الغنائية الجديدة (ما عندي مينا)، كما سيغنّي (أناديكم)، و(حق العودة)، و(ارحل)، وغيرها من الأغنيات المعروفة».

ويشارك في ورشات عمل يقيمها المهرجان بموازاة عروضه السينمائية، اللبنانيان مورييل أبو الروس وهادي زكاك، وكذلك الأردنية ريم بدر، والمنتجة لارا أبو سعيفان.

ويختتم فعالياته بتوزيع الجوائز على أصحاب الأفلام الفائزة، علماً أنّ لجنة تحكيم المسابقة تتألّف من إيلي داغر وجوسلين جبرائيل وبسام نصار من لبنان، وربى عطية من فلسطين، وريم بدر من الأردن.


مقالات ذات صلة

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)
سينما دياماند بوعبّود وبلال حموي في «أرزة» (مهرجان أفلام آسيا الدولي)

شاشة الناقد: فيلمان من لبنان

أرزة هي دياماند بو عبّود. امرأة تصنع الفطائر في بيتها حيث تعيش مع ابنها كينان (بلال الحموي) وشقيقتها (بَيتي توتَل). تعمل أرزة بجهد لتأمين نفقات الحياة.

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد زكي قدم أدواراً متنوعة (أرشيفية)

مصر تقترب من عرض مقتنيات أحمد زكي

أعلن وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو عن عرض مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، ضمن سيناريو العرض الخاص بمركز ثروت ‏عكاشة لتوثيق التراث.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير
TT

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

تركي آل الشيخ يتوج بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير

في إنجاز عالمي جديد، تُوّج تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، بجائزة «الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير» خلال حفل جوائز «MENA Effie Awards 2024»، تقديراً لإسهاماته البارزة في دعم وتطوير قطاع الترفيه في المملكة.

وتعد جائزة «MENA Effie Awards» من أبرز الجوائز في مجال تقييم التأثير والإنجازات الإبداعية على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تسلط الضوء على الشخصيات التي قدمت مساهمات استثنائية وذات تأثير عميق خلال العقد الأخير.

وقال آل الشيخ عبر حسابه الشخصي على منصة «إكس»: «هذه جائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل (MENA Effie Awards 2024)، في موسم الرياض بدعم القائد الملهم حفظه الله وكل الشكر والتقدير لأبناء وطني الغالي على دعمهم للوصول إلى هذه الجائزة العالمية... هم سر النجاح».

ويُعد فوز آل الشيخ بالجائزة تأكيداً لمكانته بوصفه واحداً من أبرز القيادات المؤثرة عالمياً في قطاع الترفيه، وشهادة على نجاح السعودية في وضع بصمتها في المجالات الثقافية والترفيهية على الساحة الدولية.

وسبق لتركي آل الشيخ أن حقق المركز الأول في تصنيف «ESPN» العالمي، وذلك في إطار تأثيره اللافت في فنون الملاكمة وفنون القتال المختلطة ومصارعة المحترفين، بعدما جعل السعودية مكاناً يحتضن البطولات الرياضية الكبرى، ويستقطبها مثل مباريات المصارعة الحرة (WWE)، بشراكة طويلة الأمد تمتد 10 سنوات مع الاتحاد الدولي للمصارعة.

وجاء نيل آل الشيخ لجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً في العقد الأخير خلال حفل النسخة الـ15 من الجائزة الذي أُقيم ضمن فعاليات موسم الرياض 2024، وهي المرة الأولى التي يقام فيها الحفل في السعودية للجائزة التي تحتفي بالابتكار والتميز في قطاع التسويق والإعلان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وشهد قطاع الترفيه في السعودية تحت قيادة آل الشيخ، إطلاق مبادرات رائدة، منها موسم الرياض الترفيهي الأكبر عالمياً، الذي استقطب ملايين الزوار من داخل السعودية وخارجها، وحقق أرقاماً قياسية في حجم الفعاليات والعوائد الاقتصادية. كما نجح في استقطاب أبرز الأحداث الفنية والرياضية والثقافية العالمية، مما عزز من صورة السعودية بوصفها عاصمة للترفيه في المنطقة.

وبفضل الجهود التي قادها آل الشيخ في هيئة الترفيه، ساهمت الهيئة في تعزيز جودة الحياة في البلاد، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030»، من خلال خلق بيئة ترفيهية عالمية المستوى تدعم الاقتصاد الوطني وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.

ومنذ أن بدأت أعمال موسم الرياض 2024 الذي أطلقه تركي آل الشيخ في أكتوبر (تشرين الأول)، شهد الموسم الترفيهي حضوراً لافتاً من الزوار من مختلف أنحاء العالم، إذ نجح في جذب نحو 6 ملايين زائر في أقل من شهر من انطلاقته، محققاً بذلك رقماً قياسياً يدلل على حجم إقبال الجمهور المحلي والدولي.

وشهد الموسم الترفيهي، تنظيم آلاف الفعاليات المتنوعة، بما في ذلك الحفلات الموسيقية، والمعارض الفنية، والعروض المسرحية، والأنشطة الترفيهية المناسبة لجميع الفئات العمرية في الوقت الذي يضم الموسم 5 مناطق رئيسية، هي: بوليفارد وورلد، والمملكة أرينا، وبوليفارد سيتي، وThe Venue، وحديقة السويدي. وتقدم كل منطقة تجربة فريدة للزوار، في الوقت الذي حقق الموسم رقماً قياسياً في أسبوعه الأول، حيث بلغ عدد الزوار مليونين، مما يعكس الشغف الكبير بالموسم الذي ينتظره الجمهور سنوياً.

ويستمر موسم الرياض 2024 في تقديم المزيد من الفعاليات والأنشطة المميزة، مع توقعات بزيادة أعداد الزوار في الأسابيع المقبلة، مما يعزز مكانة الرياض بوصفها وجهة ترفيهية عالمية.