خصلات شعر بيتهوفن تقدم تفسيراً جديداً لسبب إصابته بالصمم

لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)
لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)
TT

خصلات شعر بيتهوفن تقدم تفسيراً جديداً لسبب إصابته بالصمم

لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)
لوحة مرسومة للودفيغ فان بيتهوفن (أ.ف.ب)

قدمت خصلات شعر تخص أسطورة الموسيقى الألماني الراحل لودفيغ فان بيتهوفن، تفسيراً جديداً لسبب إصابته بالصمم التدريجي.

وبدأ بيتهوفن، الذي توفي في الفرن التاسع عشر، يفقد سمعه في العشرينات من عمره. وقد حاول العلماء مراراً التوصل للسبب وراء ذلك الأمر، كما حاولوا حل لغز معاناته من تشنجات البطن المستمرة والانتفاخ والإسهال، لكن أبحاثهم لم تسفر عن نتائج مؤكدة؛ فقد ظن البعض أنه كان مصاباً بمرض باغيت الذي يصيب العظام، ويمكن أن يؤثر في السمع، بينما رجح البعض الآخر إصابته بمرض الزهري، أو التهاب البنكرياس، أو مرض السكري.

وبعد 200 عام، قد يؤدي اكتشاف بعض المواد السامة في خصلات شعر الملحن إلى حل لغز مرضه أخيراً، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية.

وجرى قص هذه الخصلات من رأس بيتهوفن من قبل بعض المعجبين أثناء احتضاره. وقبل بضع سنوات، تمكنت مجموعة من الباحثين من الحصول على خصلتين تخص الملحن الراحل، وقامت باختبارهما بدقة في مختبر متخصص في «مايو كلينك».

وقال بول جانيتو، مدير المختبر، إن النتيجة كانت مذهلة؛ حيث وجدوا أن إحدى خصلات بيتهوفن كانت تحتوي على 258 ميكروغراماً من الرصاص، بينما احتوت الأخرى على 380 ميكروغراماً منه.

ولفت جانيتو إلى أن المستوى الطبيعي للرصاص في الشعر هو أقل من 4 ميكروغرامات.

وقال: «هذه النتيجة تظهر بالتأكيد أن بيتهوفن تعرض لتركيزات عالية جداً من الرصاص. هذه هي أعلى كمية رصاص رأيتها في الشعر على الإطلاق. نحن نحصل على عينات من جميع أنحاء العالم وهذه الكمية أعلى كثيراً من أي كمية رأيناها من قبل».

بالإضافة إلى ذلك، فقد كان شعر بيتهوفن يحتوي على مستويات من الزرنيخ أعلى بنحو 13 ضعفاً مما هو طبيعي، ومستويات زئبق أعلى بنحو 4 أضعاف الكمية الطبيعية.

لكن الدكتور جانيتو قال إن الكميات الكبيرة من الرصاص، على وجه الخصوص، يمكن أن تسبب كثيراً من الأمراض، ومن بينها الصمم.

وقال ديفيد إيتون، عالم السموم والأستاذ الفخري بجامعة واشنطن، والذي لم يشارك في الدراسة، إن مشكلات بيتهوفن الهضمية «تتوافق تماماً مع التسمم بالرصاص».

وأضاف: «أما بالنسبة للصمم، فإن الجرعات العالية من الرصاص تؤثر في الجهاز العصبي، ويمكن أن تدمر السمع بكل تأكيد».

ولا تعني هذه النتائج أن الملحن قد جرى تسميمه عمداً، فقد قال جيروم نرياغو، خبير التسمم والأستاذ بجامعة ميتشيغان، إن الرصاص استُخدم في النبيذ والأغذية في أوروبا في القرن التاسع عشر، وكذلك في الأدوية والمراهم.

وقال الدكتور ويليام ميريديث، الذي شارك في الدراسة الجديدة إن بيتهوفن كان مدمناً للنبيذ.

وقد وصف سكرتير بيتهوفن وكاتب سيرته الذاتية، أنطون شندلر، المرحلة الأخيرة من حياة الملحن والتي قضاها على فراش المرض قائلاً: «كان صراع الموت هذا مروعاً، لأنه كان مريضاً جداً، إلا أنه ظل يشرب بعضاً من النبيذ في ملاعق كبيرة حتى وفاته».

إلا أنه يمكن أن يكون قد تعرض أيضاً لكمية كبيرة من الرصاص من المراهم والأدوية التي كان يستخدمها بكثرة لسنوات لعلاج أمراضه وصممه.

ففي مرحلة ما، كان بيتهوفن يتناول 75 دواءً، وفقاً لشندلر.


مقالات ذات صلة

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يوميات الشرق هدفه الخروج من الصندوق التقليدي للعزف (صور ألان برجي)

اللبناني ألان برجي: مجتمعنا الاستهلاكي قضى على الموسيقى الأصيلة

يفاجئك ألان برجي بأسلوب تفكيره وكيفية استخدامه الموسيقى آلةً للعبور نحو الزمن. يُلقَّب بـ«أوركسترا في رجل».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق اليوغا تعزّز التوازن بين الجسم والعقل (جامعة ميريلاند)

اليوغا تُحسِّن صحة العين

وجدت دراسة هندية أن ممارسة اليوغا قد تلعب دوراً مهماً في تحسين صحة العين وعلاج بعض الحالات البصرية، مثل المياه الزرقاء، وقصر النظر، وارتفاع ضغط العين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق تعمل بعض الأخطاء كقنبلة موقوتة صامتة تدمر الزواج (أرشيفية - رويترز)

4 أخطاء تقتل العلاقات العاطفية ببطء

تنهار العديد من الزيجات والعلاقات العاطفية ليس لأن الحب لم يكن حقيقياً ولكن بسبب الأخطاء التي لا يعرف الزوجان أنهما يرتكبانها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق طائرة تابعة لشركة يونايتد إيرلاينز تسير على المدرج للإقلاع في مطار دنفر الدولي (أ.ب)

العثور على جثة بتجويف عجلات طائرة «يونايتد إيرلاينز» في هاواي

تُجري السلطات في هاواي تحقيقاً على أثر العثور على جثة، في تجويف عجلات طائرة تابعة لشركة «يونايتد إيرلاينز» الأميركية، كانت قد سافرت من شيكاغو إلى ماوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مهنة مبلَّلة بالغرابة (صور ليزا بويرمان)

عائلة إنجليزية تُحوِّل كهفاً عمره 350 مليون سنة مَعْلماً سياحياً

تتضمَّن رؤية أوليفر الجديدة لمغارات «ستامب كروس» إتاحة قسم جديد منها للجمهور، كان يُسمَح الدخول إليه، سابقاً، لمغامري الكهوف فقط.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

لماذا تم حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي في مصر؟

مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مبنى التلفزيون المصري «ماسبيرو» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

أثار إعلان «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر حظر ظهور «المنجمين» على التلفزيون الرسمي تساؤلات بشأن دوافع هذا القرار، ومدى تأثيره في ظل انتشار فقرات توقعات الأبراج والتنبؤات بالمستقبل في وسائل إعلام عدة حول العالم.

وحظرت «الهيئة الوطنية للإعلام» في مصر استضافة «المنجمين» و«العرّافين» على جميع قنوات وإذاعات ومواقع الهيئة، ودعا رئيسها الكاتب أحمد المسلماني، بحسب إفادة رسمية الأربعاء، إلى «استطلاع مستقبل المنطقة والعالم عبر التفكير العلمي، وقواعد المنطق ومعطيات علم السياسة والعلوم الأخرى، والاستعانة في هذا الصدد بالعلماء والخبراء والأكاديميين والمثقفين».

وشدّد على «ضرورة الابتعاد عن الترويج لخرافات المنجمين والمشعوذين، مهما كانت شهرتهم، الذين يستهدفون إهانة العقل، وتسفيه المعرفة، وتأسيس شهرة كاذبة على توقعات عشوائية لا سند لها».

أحمد المسلماني رئيس الهيئة الوطنية للإعلام (موقع الهيئة)

ولفت المسلماني إلى أن «واجب وسائل الإعلام مواجهة الجهل، وتعظيم العلم، وتعزيز المنطق».

ويأتي القرار تزامناً مع قرارات من «المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام» تستهدف «ضبط المشهد الإعلامي المصري، في ظل شكاوى عدة من الجمهور والمراقبين».

وعدّ العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتور حسن عماد مكاوي، قرار الهيئة الوطنية للإعلام بمثابة «رسالة تستهدف التأكيد على دور الإعلام الرسمي في نشر الوعي ومكافحة الخرافات».

لكن في الوقت ذاته أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «آثار القرار لا تمتد إلى القنوات الخاصة، التي عادة ما تقدم فقرات من هذا النوع، نظراً لما تحظى به من مشاهدات مرتفعة».

ولا تملك الهيئة الوطنية للإعلام الولاية على السياسة التحريرية للقنوات الفضائية الخاصة، بما فيها التي يتم بثّها من مدينة الإنتاج الإعلامي. حيث تقتصر ولايتها على الإذاعة والتلفزيون الرسمي المصري «ماسبيرو» فقط، ويتبعها عدد من الشركات، من بينها شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات»، و«الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي»، والشركة المصرية للأقمار الاصطناعية «نايل سات»، وشركة «راديو النيل».

التلفزيون الرسمي حظر استضافة المُنجمين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأرجعت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، القرار إلى «الرغبة في مواجهة الخرافات والتفكير غير العلمي». وقالت لـ«الشرق الأوسط»: إن «الهيئة تريد نشر التفكير العلمي وزيادة الوعي بين المواطنين، ولا سيما أن بعضهم يتعامل مع هذه النوعية من التنبؤات باعتبارها حقائق وليس خرافات».

وأشارت ليلى إلى «محدودية تأثير القرار، ولا سيما أنه لا ينطبق على القنوات الخاصة التي عادة ما تقدم مثل هذه الفقرات»، لكن رغم محدودية التأثير، عدّت أستاذة الإعلام القرار «خطوة مهمة للحدّ من انتشار الخرافات، ولو في نطاق محدود»، معربة عن أملها في أن «يسهم القرار في تشجيع قنوات القطاع الخاص على أن تحذو حذو الإعلام الرسمي».

ويأتي القرار عقب تكرار وقائع ظهور «العرافين» على الشاشات المصرية، سواء في الإعلام الرسمي أو الخاص، ولا سيما فقرات توقعات الأبراج وصفاتها، وتوقعات العام الجديد. وفي بعض الأحيان، أثارت تلك الفقرات جدلاً، مع حرص مواطنين على معرفة ما يصدق من تلك التوقعات. فقد أربك العام الماضي المُتنبئ الهولندي فرانك هوغربيتس المصريين بتوقعاته بشأن احتمالية حدوث زلازل في مصر.

كما استحوذت توقعات العرافة اللبنانية ليلى عبد اللطيف على نسبة كبيرة من اهتمامات المصريين خلال الآونة الأخيرة، بعدما أثارت توقعاتها جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والفنية والرياضية، وتابعت وسائل إعلام عدة توقعاتها، في محاولة لربطها بأحداث واقعية.

ليلى عبد اللطيف في لقاء سابق مع الإعلامي عمرو أديب (صفحتها على «إنستغرام»)

وبشأن انتشار فقرات الفلك وتوقعات الأبراج في وسائل الإعلام العالمية، قالت ليلى عبد المجيد إن «الأمر مرتبط بدرجة الوعي، وهل يتعاطى الجمهور مع هذه الفقرات كنوع من التسلية، أم يأخذها باعتبارها حقائق»، ضاربة المثل بمتابعة الجمهور لتوقعات ليلى عبد اللطيف ومحاولة معرفة ما تحقق منها». وأضافت: «في ظل نقص الوعي، من المهم الحد من الخرافات وتشجيع الناس على التفكير العلمي».

وهو ما يؤيده مكاوي، قائلاً إن «المواد المتعلقة بتوقعات الأبراج والتنبؤات بالمستقبل فقرات متعارف عليها في وسائل إعلام عدة حول العالم، ولها نسب مشاهدة، خصوصاً في توقيتات معينة، مثل نهاية عام وبداية عام جديد، والبعض يعدّها علماً».

وخلال الأشهر الماضية، أثارت توقعات ليلى عبد اللطيف الخبيرة اللبنانية في الفلك جدلاً في مصر، حيث تصدرت «الترند» بتوقعاتها أكثر من مرة، حيث سبق أن توقعت وصول سيدة لـ«البيت الأبيض»، لكن سرعان ما ثبت عدم دقة التوقع عند فوز دونالد ترمب برئاسة أميركا.