متنزهات نيلية تجتذب مصريين في شمّ النّسيم بعد إغلاق حديقة الحيوان

حديقة الحيوان بالجيزة خلال «شمّ النّسيم» العام الماضي قبل إغلاقها (صفحة حديقة الحيوان على فيسبوك)
حديقة الحيوان بالجيزة خلال «شمّ النّسيم» العام الماضي قبل إغلاقها (صفحة حديقة الحيوان على فيسبوك)
TT

متنزهات نيلية تجتذب مصريين في شمّ النّسيم بعد إغلاق حديقة الحيوان

حديقة الحيوان بالجيزة خلال «شمّ النّسيم» العام الماضي قبل إغلاقها (صفحة حديقة الحيوان على فيسبوك)
حديقة الحيوان بالجيزة خلال «شمّ النّسيم» العام الماضي قبل إغلاقها (صفحة حديقة الحيوان على فيسبوك)

تستعد متنزهات وحدائق نيلية وعامة في مصر لاستقبال آلاف الأُسر خلال الاحتفالات بعيد «شمّ النّسيم»، الاثنين، الذي يعدّ عيداً تاريخياً مصرياً.

وبعد أن كانت حديقة الحيوان في الجيزة هي المتنفس الأكبر والأشهر للأُسر المصرية خلال الأعياد والمناسبات المختلفة، خصوصاً في «شمّ النّسيم»، فقد أدّى إغلاق الحديقة للتطوير إلى البحث عن منافذ أخرى، واعتبروا المتنزهات النيلية هي الأقرب والأكثر مناسبة.

وتضمّ القاهرة عشرات الحدائق النيلية، لا يتجاوز سعر التذكرة فيها 10 جنيهات (الدولار يعادل 47.89 جنيه مصري) وأشهرها حدائق النيل في حي المعادي، وجزيرة المعادي، وحدائق أم كلثوم والفنون والأندلس والريادي في جزيرة الزمالك، بالإضافة لحديقة الأسماك.

كورنيش القاهرة يستعد لاستقبال رواده في «شمّ النّسيم» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وتشهد هذه الحدائق زخماً كبيراً خلال عيد «شمّ النّسيم» تحديداً، إذ يصل أعداد زائريها إلى عشرات الآلاف، بخلاف القناطر الخيرية، الموجودة في محافظة القليوبية (شمال القاهرة)، وتُعدّ المتنزه الأكثر شهرة في «شمّ النّسيم» وتزورها آلاف الأُسر في هذه المناسبة، وهي مشهورة بحدائقها الكثيرة التي تطل على النيل مباشرة.

وأُنشئت حديقة الحيوان في الجيزة في عهد الخديو إسماعيل، وافتُتحت في عهد ابنه الخديو توفيق عام 1891، على مساحة 80 فداناً، وقد تقرر إغلاقها أمام الزائرين لأعمال التطوير منذ يوليو (تموز) الماضي.

وبحسب أستاذ الإرشاد السياحي الدكتور محمود محمدي، فإن «غالبية الشعب المصري اعتاد أن يخرج إلى الحدائق في عيد شم النسيم»، وتابع لـ«الشرق الأوسط» أنها «عادة توارثناها أباً عن جد، والجميع تقريباً حريصون على قضاء عيد شم النسيم في المتنزهات والأماكن المفتوحة».

حديقة الأزهر تجتذب الكثيرين في «شمّ النّسيم» (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأضاف محمدي: «سيكون الوضع مختلفاً خلال العام الحالي، بسبب إغلاق حديقة الحيوان لتطويرها، التي كانت تستقبل آلاف الأسر في هذا اليوم، إلا أن القاهرة الكبرى تضمّ أكثر من 300 حديقة، ما بين عامة ومتميزة ومتخصصة»، وأوضح أن من أهمها «الحديقة الدّولية في مدينة نصر، وحديقة مكتبة الطفل، وحدائق الفسطاط وأغا خان و6 أكتوبر في حلوان، بالإضافة للحديقة اليابانية وحديقة الأزهر والميريلاند».

حدائق نيلية عامة تطل على النيل (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وفي حين وصل عدد زائري حديقة الحيوان في يوم «شمّ النّسيم» العام الماضي إلى نحو 22 ألف زائر، فمن المتوقع أن يتحوّل هذا العدد لزيارة الحدائق والمتنزهات النيلية الغنية بالمساحات الخضراء.

وعدّ محمدي تلك الحدائق بدائل لحديقة الحيوان، بالإضافة إلى القناطر الخيرية التي تستقبل الآلاف سنوياً، و«نستقبل أعياد الربيع بالمحبة والفرحة، كما كان يفعل أجدادنا المصريون القدماء».

وتضم القناطر الخيرية التي أنشأها محمد علي في بدايات القرن التاسع عشر، نحو 8 حدائق بمساحة تصل إلى 50 فداناً، وهي المنطقة التي يتفرّع منها نهر النيل إلى فرعي رشيد ودمياط، وتستعدّ القناطر كل عامٍ لاستقبال آلاف الزائرين للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والجولات النيلية.



في الهند يعالجون «الربو»... بابتلاع سمكة حية

يضطر بعض الآباء لفتح أفواه أطفالهم الذين يحاولون دون جدوى مقاومة ابتلاع السمكة الحية (أ.ب)
يضطر بعض الآباء لفتح أفواه أطفالهم الذين يحاولون دون جدوى مقاومة ابتلاع السمكة الحية (أ.ب)
TT

في الهند يعالجون «الربو»... بابتلاع سمكة حية

يضطر بعض الآباء لفتح أفواه أطفالهم الذين يحاولون دون جدوى مقاومة ابتلاع السمكة الحية (أ.ب)
يضطر بعض الآباء لفتح أفواه أطفالهم الذين يحاولون دون جدوى مقاومة ابتلاع السمكة الحية (أ.ب)

تشجع أم ابنتها الصغيرة على فتح فمها بالكامل لابتلاع سمكة حية تحمل «الترياق» الذي تعتقد أنه سيساعدها في علاج الربو، وهي واحدة من آلاف المرضى الذين يأملون في ابتلاع «سمكتهم» للتخفيف من حِدة أعراض الربو في بلد يسوده كثير من المعتقدات الخاطئة، مثل الهند.

سيدة تستعد لابتلاع العلاج التقليدي المؤلف من سمكة محشوة بالمعجون السحري الأصفر أملاً في التخلص من أعراض الربو المزمنة (أ.ب)

فمع كل صيف، وفي يوم تعده الحسابات الفلكية ميموناً يقع بين شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز)، يتدفق عشرات الآلاف من الذين يعانون الربو وغيره من أمراض الجهاز التنفسي، إلى مدينة حيدر آباد، الواقعة جنوب الهند؛ لابتلاع سمكة حية صغيرة جرى حشو فمها بعلاج عشبي «سري» لا تمتلك سوى عائلة واحدة فن صناعته.

معالجة ترشد فتاة إلى كيفية إخراج لسانها تمهيداً لدس «العلاج السمكي» في حلقها (أ.ب)

تقول الأسطورة إنه في عام 1845 قدَّم قديس متجول أسرار تركيبة عجيبة من الأعشاب إلى فييرانا جود؛ وهو رجل يعيش في مدينة حيدر آباد القديمة، وأمره بتقديمها لمرضى الربو مجاناً. ومنذ ذلك الحين، حافظ أحفاد جود، المعروفون باسم آل بثيني، على التقليد، وأبقوا سر التركيبة العشبية طي الكتمان، ولم يجرِ تقاسمه إلا بين أحفاد جود الذكور.

أحد المعالجين يحمل مقداراً من المعجون العشبي الأصفر الذي يجري حشوه داخل فم السمكة (أ.ب)

تقول كاكارنا ألكاناندا، التي تساعد في الإشراف على توزيع العلاج على الجموع الغفيرة: «لقد مرر جدي الأكبر، فييرانا جود، هذه الصيغة السرية إلى أبنائه، وقاموا بنقلها، بدورهم، إلى أبنائهم، والآن نحن الجيل الخامس الذي يحافظ على التقليد». وألكاناندا، بوصفها أنثى، ليست مطّلعة على الصيغة السرية. ويزعم المعالجون، وكذلك متلقوه، أن السمكة الحية من خلال مرورها بالحلق تخفف من حِدة أي بلغم أو احتقان.

لكبار السن أيضاً نصيبهم من العلاج السحري الذي يواظبون على تلقيه عاماً بعد عام (أ.ب)

«تأخذ والدتي هذا العلاج منذ سبع سنوات، وقد جلب لها كثيراً من الراحة»، يقول آش محمد، الذي قضى، هذا العام، أكثر من 20 ساعة بالقطار للوصول إلى حيدر آباد، من العاصمة الهندية نيودلهي، مع عائلته. ويضيف: «إنها تتنفس بشكل سلس، كما أن هجمات نوبات الربو أصبحت أقل تواتراً».

يفترش الراغبون بالعلاج ومرافقوهم الأرصفة والممرات المسقوفة التي تقيهم لهيب الشمس في مدينة حيدر آباد (أ.ب)

وقد تعيَّن على عائلة بثيني إطلاق كلمة «براسادام» على العلاج الذي يقدمونه، والتي تعني ترجمتها الحرفية «عرضاً علاجياً»، بعد أن فازت منظمة محلية هندية تعمل على تبديد المعتقدات الخرافية، بدعوى قضائية تمنع العائلة من وصف العلاج بأنه «دوائي».

طوابير من المرضى يقفون في صفوف طويلة لتناول أسماكهم الحية إذ يعمدون إلى إخراج ألسنتهم لدى وصولهم بين يدي المعالِج (أ.ب)

ومع ذلك تحظى هذه الممارسة بالدعم الشعبي، على الرغم من الاعتراضات التي تسجلها المنظمات العلمية وغيرها ممن يقولون إنه لا يوجد دليل وراء صحتها، بل يصفونها بأنها خطيرة. ويدللون على ذلك بأن من شأن ابتلاع الأسماك حية تعريض الإنسان لمخاطر جسيمة، مثل إمكانية الاختناق لدى عملية الابتلاع، خصوصاً لدى الأطفال، كما أن الأسماك الحية قد تحمل بكتيريا ضارة تُسبب أمراضاً خطيرة، ناهيك عن معاناة بعض الأشخاص من الحساسية تجاه الأسماك، مما قد يؤدي إلى ردود فعل تحسسية خطيرة.

مريضة بالربو تحاول منع نفسها من التقيؤ بُعيد ابتلاعها سمكتها المحشوة بالمعجون الأصفر (أ.ب)

يشتري الناس أسماكهم من الأكشاك التابعة لـ«إدارة مصائد الأسماك الحكومية» المتوفرة في الموقع. وعادة ما تكون من فصيلة السردين، فإن لم تتوفر هذه النوعية، تتم الاستعانة بأي سمكة أخرى تعيش في المياه العذبة، بشرط ألا يتجاوز طولها 5 سنتيمترات.

زريعة من أسماك السردين وغيرها من أسماك المياه العذبة تنتظر من يشتريها لدى أحد أكشاك «إدارة مصائد الأسماك الحكومية» (أ.ب)

وعلى الرغم من أن العلاج مجاني، فإن كل سمكة تكلف 40 روبية، أو زهاء نصف دولار أميركي. وبعد وضع السمكة الحية في كيس بلاستيكي مملوء بالماء من قِبل الموظف الحكومي، يتم حملها من قِبل مرافقي المريض إلى مساعد يعمل مع عائلة بثيني؛ تمهيداً لحشو فمها بمعجون عشبي أصفر. بعد ذلك، ينتظم المريض في طابور يقف في آخره معالِج يساعده على ابتلاع السمكة عن طريق إدخال إصبعه في عمق حلق المريض للتأكد من أنها اتخذت طريقها إلى الأسفل.

يتهافت مرافقو المرضى حاملين أكياسهم البلاستيكية لشراء سمكة حية من أحد الأكشاك الحكومية حيث تتكلف كل واحدة زهاء نصف دولار أميركي (أ.ب)

يعمد المعالجون التقليديون، في كثير من الأحيان، إلى تثبيت أيديهم على أفواه المرضى لمنع تقيئهم، تزامناً مع تدليك سريع على منطقة الرقبة. وغالباً ما تهيمن على ساحة العلاج مشاهد من مثل اضطرار الآباء لفتح أفواه أطفالهم الذين تنتابهم نوبات البكاء الهستيرية، في حين يقرص آخرون أنوفهم ويميلون برؤوسهم للخلف مع إغلاق أعينهم، استعداداً لعملية بلع الأسماك الحية. وبعد هضم العلاج، ينصح المعالجون مرضاهم باتباع نظام غذائي صارم مدته 45 يوماً.

يضطر بعض الآباء لفتح أفواه أطفالهم الذين يحاولون دون جدوى مقاومة ابتلاع السمكة الحية (أ.ب)

ورغم معارضة جماعات حقوقية وأطباء هذا العلاج «غير العلمي»، وعدِّه يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان، لكن الحكومة الهندية تنظم حركة قطارات خاصة لمهرجان «طب الأسماك»، كل عام، كما ترسل قوات إضافية من الشرطة؛ لإدارة الحشود وتنظيم حركتها.

والد أحد الأطفال يحمل في راحة يده سمكة سردين ميتة بعدما تقيّأها بُعيد ابتلاعها (أ.ب)