حضور نسائي عربي لافت في لجان تحكيم «كان السينمائي»

نادين لبكي لـ«الشرق الأوسط»: علاقتي بالمهرجان العريق صارت عائلية

نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)
نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)
TT

حضور نسائي عربي لافت في لجان تحكيم «كان السينمائي»

نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)
نادين لبكي (حسابها على إنستغرام)

تشهد لجان تحكيم الدورة 77 لمهرجان كان السينمائي (14 - 25 مايو (أيار) 2024) حضوراً نسائياً عربياً لافتاً، حيث تشارك 3 سينمائيات بلجان التحكيم، هن المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي التي تشارك بوصفها عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، وتضم في عضويتها عدداً من أبرز صناع السينما في العالم، برئاسة المخرجة الأميركية غريتا غيرويغ. ويشهد المهرجان مشاركة 22 فيلماً تتنافس على الفوز بالسعفة الذهبية أكبر جوائز المهرجان، كما تشارك الممثلة المغربية لبنى أزابال التي تحمل الجنسية البلجيكية، حيث جرى اختيارها لرئاسة لجنة تحكيم الفيلم القصير ولجنة «La Cinef»، بينما تحل المخرجة المغربية الشابة أسماء المدير عضو لجنة تحكيم «نظرة ما» التي يترأسها الممثل والمخرج والمنتج الكندي كزافييه دولان.

الفنانة اللبنانية نادين لبكي (إنستغرام)

وقطعت نادين لبكي مسيرة وطيدة مع مهرجان كان، سواء عبر مشاركات بأفلامها أو بلجان التحكيم، فقد شاركت عضو لجنة تحكيم بمسابقة «نظرة ما» عام 2015 ثم عادت لتترأسها عام 2019، كما شاركت بـ3 أفلام بالمهرجان، بدءاً من فيلمها الأول «سكر بنات» 2007، والثاني «وهلأ لوين؟» 2011، وكذلك ثالث أفلامها «كفر ناحوم» الذي شارك بالمسابقة الرسمية، وحاز جائزة لجنة التحكيم الخاصة 2018.

وعبَّرت نادين لبكي عن فخرها وسعادتها بالمشاركة بعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية وسط أسماء كبيرة لسينمائيين من كل أنحاء العالم، واصفة علاقتها بالمهرجان بأنها «صارت عائلية»، وقالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن ظهور لبنان بين لجنة التحكيم يعكس إحساساً بالوطنية والفخر، وبأن لبنان موجود رغم كل المصاعب التي يمر بها». وأكدت أن علاقتها بمهرجان كان بدأت منذ كانت طالبة بالجامعة تحلم بالسينما، قائلة: «أتذكر هذه الفترة جيداً، لقد كنت أراه حلماً بعيداً، بل مستحيلاً، وقد توالت خطواتي، إذ حققت أول خطوة وأول حلم بمشاركتي بفيلم «سكر بنات» بالمهرجان ثم «وهلأ لوين؟» والخطوة الثالثة مع «كفر ناحوم»، وكذلك مشاركتي بلجان التحكيم، ما أوجد علاقة عائلية معه؛ فقد صرت من بين عائلة السينما العالمية في مهرجان يحتضنني، ويفتح الأبواب أمامي ليجعل الحلم المستحيل حقيقة واقعة».

* لبنى أزابال

ولدت الممثلة المغربية لبنى أزابال في بروكسل لأب مغربي وأم إسبانية، وحققت نجاحاً بوصفها ممثلة مسرحية وسينمائية عبر عدد كبير من الأدوار التي منحتها جائزة «ماغريت»، وهي عبارة عن وسام تمنحه أكاديمية «أندريه ديلفو» البلجيكية للإنجاز السينمائي.

الفنانة المغربية لبنى أزابال خلال حضورها مهرجان كان (حسابها على إنستغرام)

وشاركت أزابال ممثلةً في أفلام فرنسية وعربية عدة، من بينها الفيلم الفرنسي «حريق» للمخرج دينيس فيلنوف، والفلسطيني «الجنة الآن» للمخرج هاني أبو أسعد، كما شاركت ببطولة الفيلم المغربي «آدم» للمخرجة مريم التوزاني.

* أسماء المدير

وبعدما شاركت المخرجة المغربية أسماء المدير العام الماضي بفيلمها الوثائقي الطويل «كذب أبيض» بمسابقة «نظرة ما» وحصلت به على جائزتين لأفضل إخراج و«العين الذهبية» مناصفة مع الفيلم التونسي «بنات ألفة»، انضمت المدير هذه الدورة للجنة تحكيم المسابقة نفسها التي تُوجت بها قبل عام، وكتبت عبر حسابها على «إنستغرام»: «العودة إلى كان».

ويرى الناقد الكويتي عبد الستار ناجي أن حضور المرأة العربية المبدعة في مجال صناعة الفن السابع يترسخ عاماً بعد آخر، عقب عقود طويلة هيمن خلالها الذكور على صناعة السينما، مشيداً باختيار المخرجة والممثلة اللبنانية المتميزة نادين لبكي لعضوية لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ومؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الاختيار لم يكن وليد الصدفة فنحن أمام مبدعة استطاعت أن ترسخ اسمها بحروف من ذهب عبر أفلامها وفوزها بالجوائز، وتحتل مكانتها بثقافتها وإجادتها لعدة لغات.

وأشار ناجي إلى أن مسابقة «نظرة ما» ستضم هذا العام مبدعة عربية مغربية هي المخرجة أسماء المدير التي لا يزال فيلمها «كذب أبيض» الذي عُرض العام الماضي في هذه التظاهرة يحصد الجوائز وآخرها جائزة مهرجان «مالمو» للسينما العربية، مشيراً إلى اقتران حضورها بوصفها مخرجة بثقافة فنية سينمائية عالية تشرفنا في كل المواقع، بالإضافة لإجادتها التحدث بعدة لغات.

المخرجة المغربية أسماء المدير تعود للمهرجان بعد عام من تتويجها بجائزتين (حسابها على إنستغرام)

ويلفت ناجي لحضور أسماء أخرى في دورات سابقة من مهرجان كان وغيره من المهرجانات السينمائية الدولية، من بينهن، المخرجة السعودية هيفاء المنصور، والفلسطينية آن ماري جاسر، والتونسية مفيدة التلاتلي، ومواطنتها كوثر به هنية وشيرين دعيبس وغيرهن، مؤكداً أن تنامي حضور المبدعة السينمائية العربية بات واضحاً وجلياً.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
TT

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)
هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، «تشريفاً تعتز به»، ومسؤولية في الوقت نفسه، مؤكدة أن «السينما العربية حققت حضوراً جيداً في المهرجانات الدولية». وأشارت، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، إلى أنها تنحاز للأفلام التي تُعبر عن أصالة الفكرة وروح المغامرة، منوهة بعملها على فيلمها الطويل الأول منذ 3 سنوات، لكنها لا تتعجّل تصويره؛ كون الأفلام الطويلة تتطلّب وقتاً، ولا سيما الأفلام الأولى التي تحمل تحديات على صُعُد القصة والإنتاج والممثلين، مُشيدة بالخطوات التي قطعتها السينما السعودية عبر أفلام حقّقت صدى محلياً ودولياً على غرار «نورة» و«مندوب الليل».

بدأت هند الفهاد عملها عام 2012، فأخرجت 4 أفلام قصيرة شاركت في مهرجانات عدة وهي: «بسطة» الذي فاز بجائزة في «مهرجان دبي» 2015، و«مقعد خلفي»، و«ثلاث عرائس وطائرة ورقية»، و«المرخ الأخير» الذي جاء ضمن فيلم «بلوغ»، وتضمّن 5 أفلام قصيرة لـ5 مخرجات سعوديات، وشارك قبل 3 أعوام في «مهرجان القاهرة السينمائي».

وبين حضورها المهرجان في أحد أفلامها قبل سنوات، ومشاركتها بلجنة تحكيم العام الحالي، ترى هند الفهاد فرقاً كبيراً، موضحة: «أن أكون مشاركة في فيلم ويعتريني القلق والترقب شيء، وأن أكون أحد الأعضاء الذين يُسمّون هذه المشروعات شيء آخر، هذا تشريف ومسؤولية، إذ أشاهد الأفلام بمنظور البحث عن الاختلاف والتميز وأساليب جديدة لصناع أفلام في تناول موضوعاتهم، وأجدني أنحاز للأفلام التي تعبّر عن أصالة الفكرة وتقدم حكاية لا تشبه أي حكاية، وتنطوي على قدر من المغامرة الفنية، هذه من الأشياء المحفزة في التحكيم، وقد ترأستُ قبل ذلك لجنة تحكيم أفلام الطلبة في مهرجان أفلام السعودية».

لا تتعجل الفهاد فيلمها الطويل الأول (الشرق الأوسط)

وعن رؤيتها للسينما العربية بعد مشاهدتها أحدث إنتاجاتها في «مهرجان القاهرة»، تقول هند الفهاد: «لا شك في أنها قطعت خطوات واسعة في السنوات الأخيرة بحضورها في المهرجانات الكبرى؛ لأن لدينا حكايات تخصّنا، وهناك مخرجون ومخرجات أثبتوا حضورهم القوي عبر أفكار وأساليب متباينة، وأنا أقول دائماً إن الفكرة ليست في القصة، وإنما في كيف تروي هذه القصة ليتفاعل معها الجمهور في كل مكان».

وتكشف المخرجة السعودية عن استعدادها لتصوير فيلمها الروائي الطويل الأول الذي تعمل عليه منذ سنوات، قائلة: «كتبته المخرجة هناء العمير، ووصلنا أخيراً لنسخة السيناريو المناسبة، لكن الأفلام الطويلة، ولا سيما الأولى تحتاج إلى وقت للتحضير، خصوصاً إذا كان في المشروع تحديات على صُعُد القصة والممثلين والإنتاج».

وتتابع هند: «لم أحدّد بعدُ توقيت التصوير. وعلى الرغم من أنه مشروعي الأساسي، لكن هناك مشروعات أخرى أشتغل عليها، وفي تعدّدها أضمن استمرارية العمل لأكون حاضرة في المجال، فقد تكون هناك فكرة رائعة، لكن حين تُكتب نكتشف أنه من الصعب تنفيذها، لأسباب عدة».

وعن نوعية الفيلم تقول: «اجتماعيّ دراميّ، تدور أحداثه في غير الزمن الحالي. وانتهت مرحلة تطوير النص لفيلمي القصير، ووصل إلى النسخة المناسبة، وأنا، الآن، أختار أبطاله، وهو يروي حكاية تبدو في ظاهرها بسيطة، وتحمل أوجهاً عدّة، فأنا لا أُعدّ الأفلام القصيرة مرحلة وانتهت، بل أحب العمل عليها بشغف كبير في ظل ما أريده، والمعطيات من حولي وكيف أتقاطع مع هذه الأشياء».

وحاز مشروع فيلمها الطويل «شرشف» على منحة إنتاج من معمل البحر الأحمر، وترى هند الفهاد أن التّحدي الحقيقي ليس في التمويل؛ لأن النص الجيد والسيناريو المكتمل يجلبان التمويل، مُشيدة بتعدّد جهات الدعم في المملكة من منطلق الاهتمام الجاد بالسينما السعودية لتأسيس بنية قوية لصناعة السينما أوجدت صناديق تمويل متعددة.

وعلى الرغم من عمل هند الفهاد مستشارة في تطوير المحتوى والنصوص الدرامية، فإنها تواصل بجدية الانضمام إلى ورش السيناريو؛ بهدف اكتساب مزيد من الخبرات التي تُضيف لها بصفتها صانعة أفلام، وفق تأكيدها.

هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

بدأت هند الفهاد مشوارها قبل القفزة التي حققتها صناعة السينما السعودية. وعن ذلك تقول: «كنا نحلم بخطوة صغيرة فجاءنا بحرٌ من الطموحات، لذا نعيش لحظة عظيمة لتمكين المرأة ورعاية المواهب المحلية بشكل عام، وقد كنّا نتطلع لهذا التّحول، وأذكر في بداياتي أنه كان وجود السينما أَشبه بالحلم، لا شك في أن نقلة كبيرة تحقّقت، لكن لا تزال التجربة في طور التشكيل وتتطلّب وقتاً، ونحن مهتمون بتطوير المواهب من خلال مشاركتها في مشروعات عربية وعالمية لاكتساب الخبرات، وقد حقّقت أعمالٌ مهمة نجاحاً دولياً لافتاً على غرار (نورة) و(مندوب الليل)».

وتُعبر هند الفهاد عن طموحاتها قائلة: «أتطلع لأحكي قصصنا للعالم، فالسينما هي الصوت الذي يخترق جميع الحواجز».