معرض فني في القاهرة يستعيد «يوتوبيا» توماس مور

يضم 30 لوحة عن عالم أسطوري

عصور قديمة تتداخل في العمل الفني (وليد جاهين)
عصور قديمة تتداخل في العمل الفني (وليد جاهين)
TT

معرض فني في القاهرة يستعيد «يوتوبيا» توماس مور

عصور قديمة تتداخل في العمل الفني (وليد جاهين)
عصور قديمة تتداخل في العمل الفني (وليد جاهين)

يستعيد الفنان التشكيلي المصري وليد جاهين «يوتوبيا» توماس مور في معرضه الفني الذي يشمل 30 لوحة، تتناول عوالم أسطورية، مستوحاة من المشاهد التي طرحها الفيلسوف البريطاني في روايته الشهيرة.

وتدور رواية مور «يوتوبيا» في جزيرة متخيّلة معزولة عن العالم يطرح من خلالها أفكاره الفلسفية والفنية، امتداداً للمدينة الفاضلة التي طرح فكرتها من قبل الفيلسوف اليوناني أفلاطون، بينما يقوم وليد جاهين بتقديم صياغة بصرية مستوحاة من الرواية التي تعود لعصر النهضة الأوروبي.

الفنان يستعين بأوراق الذهب ضمن تقنياته التشكيلية (الفنان وليد جاهين)

 

وفي لوحات المعرض الذي تستضيفه قاعة صلاح طاهر في دار الأوبرا المصرية (وسط القاهرة) حتى بداية مايو(أيار) المقبل، يستعير الفنان وجوهاً أسطورية وخيالية، تنتمي إلى المدرسة السريالية، وتتلاشى خلالها الحدود بين الأزمنة، ويخيم السمت الميثيولوجي عليها.

ويؤسس الفنان لأبطال لوحاته مدينة يوتوبية استلهمها من واحة سيوة المصرية، ويقول: «جعلت من واحة سيوة بالصحراء الغربية وتحديداً منطقتي (شالي) و(شالي غادي) بكل ما تحمله من طبيعة خالصة لا تُخطئها عين، بأبعادها الجمالية وطابعها السريالي، وكأنها واحة النجاة لهؤلاء الأبطال».

وتبدو لوحات المعرض كأنها عرض بصري لرحلة أبطال خرافيين ينحدرون من القصص اليونانية، استقروا في بلاد الشرق لتكون موطنهم السحري، ويتحدث وليد جاهين الحاصل على دكتوراه في الفلسفة في تكنولوجيا التصوير لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «يتضمن المعرض قسمين، الأول يضم 15 عملاً للشخوص واللوحات ومشاهد المدينة، و15 عملاً أخرى تمثل حُماة تلك المدينة الفاضلة، حيث تبدو السعادة والتناغم اللذان يجمعان بين أبطال المدينة وبين طبيعة الواحة كأن ثمة استدعاء للحماية من جانب فرسان تلك المدينة الفاضلة».

جانب من افتتاح المعرض (الفنان وليد جاهين)

ويُصوّر الفنان حُماة مدينته الفاضلة كأشخاص يرتدون ملابس بيضاء بدروع ذهبية لامعة، بالإضافة إلى تصوير خيول بيضاء مكسوّة بزهور اللوتس المصرية ونبات الصبار، التي جاءت في اللوحات بتكوينات متنوعة، مستفيداً من جماليات الخيول في خلق عناصر بصرية تتسم بالقوة والجموح بصورة تتماهى مع العالم السريالي للمعرض.

أجواء أسطورية تخيم على لوحات المعرض (الفنان وليد جاهين)

أما أبطال المدينة فيتصدرون اللوحات بوجوههم التي تبدو كأنها قادمة من عصور بعيدة، وملابسهم النقية والمذهبّة المُزخرفة بموتيفات مصرية قديمة، تُحيل لاستغراق الفنان بشدة في الزمن والحضارات والعصور، فتبدو الملابس كأنها تُحاكي زمن الباروك الأوروبي.

الاتجاه السريالي يبدو واضحاً في لوحات المعرض (الفنان وليد جاهين)

ويستعين الفنان في لوحاته بالألوان الزيتية، ويدمجها مع أوراق الذهب بشكل خاص، في تقنية تسبغ ثراءً على أبطال لوحاته الذين منحهم ملامح درامية تظهر في إيقاعاتهم الجسدية، ما يجعل الملتقي يستدعي إيماءات المنحوتات اليونانية القديمة في احتفاء فني لافت بالجسد البشري ومثاليته.

كما تظهر في اللوحات الأوتار الموسيقية، كعنصر فني يمنح المدينة مزيداً من السِّحر والنغم، وكأنها سيمفونيات بصرية تمنح للمدينة الفاضلة مزيداً من الخيال والخصوصية الفنية.


مقالات ذات صلة

«حكاوي القهاوي»... ملتقى فني بالقاهرة يحتفي بالفلكلور العربي

يوميات الشرق من الأعمال المشاركة في المعرض وتعبّر عن التراث النوبي (الشرق الأوسط)

«حكاوي القهاوي»... ملتقى فني بالقاهرة يحتفي بالفلكلور العربي

مشاهد متنوعة من الفلكلور المصري، والتراث الشعبي لعدة دول عربية من بينها السعودية وقطر والبحرين والسودان، تلفت انتباه من يزور معرض ملتقى «عيون» الدولي للفنون.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق جانب من معرض «التقاليد الخالدة» (الشرق الأوسط)

«التقاليد الخالدة» لهيبت بلعة بواب... «الحياة حلوة بس نفهمها»

تُخبر الفنانة التشكيلية هيبت بلعة بواب في لوحاتها قصصاً تنبثق من قطار العمر. تأخذ على عاتقها جرّ عربات الركاب على سكّة واحدة عنوانها الإيجابية.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق البورتريه والتفاصيل الشعبية ضمن المعرض (الشرق الأوسط)

«ذاكرة المكان»... معرض فني يغوص في أعماق القاهرة التاريخية

يغوص الفنان التشكيلي المصري محمد  الناصر في أعماق القاهرة التاريخية، ويتوغل إلى قلب الريف المصري، ويستدعي التفاصيل اليومية والبسيطة الكامنة في الشوارع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق مراحل فنية متعددة قدمها الفنان في معرضه الأحدث (الشرق الأوسط)

مغامرات لونية من وحي الموالد يخوضها الفنان المصري سمير فؤاد

الدخول إلى عالم الفنان التشكيلي المصري سمير فؤاد أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر، تتضمن عدداً من المنعطفات الزمنية والمغامرات اللونية التي خاضها على مدى 60 عاماً.

محمد الكفراوي (القاهرة)
الخليج الدكتور غازي بن زقر سفير السعودية لدى اليابان (واس)

بن زقر مفوضاً لجناح السعودية في «إكسبو 2025 أوساكا»

عيّنت السعودية سفيرها لدى اليابان، الدكتور غازي بن زقر، مفوضاً عاماً لجناحها المشارك بمعرض «إكسبو 2025 أوساكا»، تزامناً مع المراحل الأخيرة لأعمال بنائه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 علامات تخبرك بضرورة الاستقالة من عملك فوراً

هناك 4 عوامل تخبر الأشخاص بضرورة ترك عملهم في الحال (رويترز)
هناك 4 عوامل تخبر الأشخاص بضرورة ترك عملهم في الحال (رويترز)
TT

 علامات تخبرك بضرورة الاستقالة من عملك فوراً

هناك 4 عوامل تخبر الأشخاص بضرورة ترك عملهم في الحال (رويترز)
هناك 4 عوامل تخبر الأشخاص بضرورة ترك عملهم في الحال (رويترز)

يشعر الكثير من الأشخاص بالضيق من عملهم، إلا أن هذا الضيق ينبغي ألا يؤدي بنا دائماً إلى الاستقالة، حيث إن بعض مشكلات العمل قد تكون طبيعية ومحتملة.

وعلى الجانب الآخر، هناك مشكلات لا ينبغي للموظفين تقبّلها تماماً، وفقاً لما أكده الدكتور رونالد ريجيو، أستاذ القيادة وعلم النفس التنظيمي في كلية كليرمونت ماكينا الأميركية، لموقع «سايكولوجي توداي».

وأشار ريجيو إلى أن هناك 4 عوامل تخبر الأشخاص بضرورة ترك عملهم في الحال.

وهذه العوامل هي:

بيئة العمل السامة

إن بيئة العمل السامة التي يسودها التنمر أو التحرش أو السلوك السيئ هي سبب كافٍ للتفكير في ترك وظيفتك والبحث عن مكان آخر فوراً، بحسب ما أكده ريجيو. وأكمل ريجيو: «أضف إلى ذلك أن يكون رئيسك في العمل سيئ، عندها سيكون الوقت قد حان بالتأكيد للمغادرة، حتى وإن كنت تتقاضى راتباً ممتازاً من هذه الوظيفة».

لا توجد فرصة للترقية

عندما لا توجد إمكانية لحصولك على ترقية في وظيفتك، فينبغي لك أن تبحث عن عمل آخر يمكنك أن تتدرج فيه في السلم الوظيفي، وفقاً لما نصح به ريجيو، مؤكداً أن هذا الأمر ينبغي أن يكون من أساسيات تقييمك لعملك.

إذا كان عملك قاتلاً للطموح

يقول ريجيو: «إذا شعرت بالركود في وظيفتك الحالية لأن العمل سهل للغاية أو منخفض المستوى، في حين أن طموحاتك أكبر وأعلى من ذلك بكثير، فقد حان الوقت للبدء في البحث عن وظيفة تسمح لك بالنمو والتطور».

ويضيف: «هناك الكثير من الشركات التي تشجع موظفيها على تعلم مهارات جديدة، وبعضها يساعد في دعم الدراسات العليا لأنها تدرك قيمة العمال الأكثر مهارة. ابحث عن شركة تدعم نمو الموظفين والتعلم المستمر».

إذا كنت تشعر بالراحة «بشكل مفرط»

إن الشعور بالرضا عن الذات و«الراحة المفرطة» في مكان العمل قد يكون (ولكن ليس دائماً) علامة تحذير.

ويقول ريجيو: «قم بمواجهة نفسك بوضوح واسألها: هل تبقى في وظيفتك لمجرد أنه يبدو من الأسهل لك البقاء في مكانك بدلاً من تجربة شيء جديد؟ يبدو الأمر لك مخيفاً للغاية أن تترك عملك وتذهب إلى شركة أخرى؟ هذه علامات تدل على أنه ربما حان الوقت لترك وظيفتك وتجربة شيء جديد يعطيك خبرة جديدة».