على خطى جدها... حفيدة عبد الله فيلبي تواصل دراساتها العليا في السعودية

كان لافتاً ظهور حفيدة عبد الله فيلبي، وهي تنال شهادة في تخصص الطب من جامعة سعودية، بعد مرور نحو مئة عام من رحلة جدها الاستكشافية إلى الجزيرة العربية، قبل أن يتحول إلى صديق للملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود، ويعتنق الإسلام ويتحول من جون فيلبي إلى الشيخ عبدالله.

بعيون غارقة في دموعها، تحدثت الدكتورة سارا فارس عبدالله فيلبي، إلى «الشرق الأوسط» عن أثر جدها في حياتها، ورغم أنها لم تره قط، كانت صورته تشجعها لطلب العلم وإتقان العمل وحسن أداء الواجب.

متأثرة بحضوره في تراث وتاريخ السعودية، تشق الطبيبة المتخصصة في علم الأجنة والبيولوجيا الإنجابية طريقها لنيل المزيد من الشهادات والارتقاء في سلم العلم والمعرفة، تقول الدكتورة سارا «دائماً ما يتبادر إلى ذهني، ما يعنيه جدي عبدالله فيلبي، إلى العالم أجمع، وما يعنيه لي كحفيدة له، الجميع ومنهم أنا، يرى عبدالله فيلبي من الشخصيات التاريخية المميزة، والسياسية الحكيمة، وقد بذل قصارى جهده في أداء عمله» مؤكدة أن عبدالله فيلبي هو أب وجد وملهم في إتقان العمل وإنجاز الواجب، وأن «عبدالله فيلبي، هو أقرب إنسان إلى قلبي، رغم أنني لم أره في حياتي، ولم تلمسه يداي، لكنه أول فكرة تخطر في بالي كل صباح، وترك الكثير من الحب والإحسان والإتقان والدقة والعناد، والأثر الأكبر في جميع نواحي حياتي».

سارا فيليبي قالت إن العلم هو المسار الذي يصلها بإرث جدها (تصوير: تركي العقيلي)

العلم هو المسار الذي يصلها بإرث جدها، وتحثها سيرته على نهل المزيد من المعرفة، تتحدث سارا فيلبي عن مشوارها في طلب العلم، تقول «ولدت في العاصمة الحبيبة الرياض، وأمضيت كل طفولتي ونشأتي على أرض وطني الحبيب السعودية، وأكرمني الله بالتفوق الدراسي، الذي توج بتخرجي بدرجة بكالوريوس الطب والجراحة مع مرتبة الشرف الثانية، وماجستير العلوم الطبية والحيوية في علم الأجنة والبيولوجيا الإنجابية مع مرتبة الشرف الأولى من جامعة الفيصل بالرياض»

وتضيف «السنوات التي قضيتها في جامعة الفيصل، كفيلة بأن تجعلني فخورة كوني إحدى خريجاتها، متمنيناً لهذا الصرح التعليمي بمزيد من التميز على كافة الأصعدة».

وعن اختيارها لمجالها العلمي بعيداً عن اهتمامات جدها في الاستكشاف تقول «بعد تخرجي من كلية الطب، وإنهائي سنة الامتياز، تيقنت من توجه شغفي نحو مسار مختلف عن برامج طب الإقامة والزمالة الطبية، كان من حق سارة عليّ، أن أعطيها الوقت الكافي للتفكير في خطوتها التالية، وشاء الله أن يكون مسار الدراسات العليا وماجستير علم الأجنة، هو محل شغفي وإرضاء لفضولي التعليمي والمعرفي، بذلت قصاري جهدي خلال دراسة الماجستير وشاء الله أن يتوج هذا الجهد بنيلي مرتبة الشرف الأولى».

وأشارت فيلبي إلى أن الإعجاز القرآني، وما ورد فيه من آيات تدل على تكوين الجنين، وبداية الخلق، قادتها إلى الاهتمام بهذا المجال، والاستزادة فيه، والتخصص فيه بشكل دقيق، وتضيف «على الصعيد الشخصي، من أولوياتي مزيد من طلب العلم ونيل المزيد من الشهادات، بالإضافة إلى المسؤولية الشخصية والوعي الذاتي بتثقيف نفسي، ونفع الناس بما تعلمت».

وتختتم الدكتورة سارا فيلبي عن دورها في متابعة إرث جدها العلمي، تقول «أؤمن أن أعظم ما ورثه عبدالله فيلبي هو الإسلام، منذ اعتنق الإسلام عام 1930 وقام بأداء فريضة الحج، وخطب وصلى بجموع المسلمين في المسجد الحرام، وواجبي تجاهه هو الحديث عنه وعن تراثه والدعاء له، وأنا سعيدة بتسليط الضوء على جدي عبدالله فيلبي والتذكير به والدعاء له من محبيه».