وزير خارجية باكستان لـ«الشرق الأوسط»: جارتنا الشرقية تتغذى على طموحات الهيمنة

قال إن بلاده لن تعترف بإسرائيل بلا تسوية عادلة للقضية الفلسطينية

وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
TT

وزير خارجية باكستان لـ«الشرق الأوسط»: جارتنا الشرقية تتغذى على طموحات الهيمنة

وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار
وزير الخارجية الباكستانية محمد إسحاق دار

تعد العلاقات السعودية الباكستانية متميزةً في جوانبها المختلفة، يتخللها الكثير من التنسيق في كافة القضايا، وهذه العلاقة عميقة ومتجذرة، كما وصفها وزير الخارجية الباكستاني، الذي قال إن الدعم الثابت من القيادة السعودية في تنمية وازدهار باكستان يلعب دوراً حتمياً في تعزيز الشراكة القوية بين الجانبين، كما أن السعودية تستضيف 28 في المائة من إجمالي الجالية المغتربة.

وتطرق محمد إسحاق دار، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إلى أهمية الاستثمارات السعودية وما تقوم به في تعزيز العلاقة، كما تحدث عن القواسم المشتركة ما بين بلاده والسعودية، والأولويات في تعزيز الاستقرار ومكافحة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، موضحاً أن التفاعلات الأمنية السمة المميزة لعلاقاتنا التي تعززت أكثر في الآونة الأخيرة.

وزير خارجية باكستان محمد دار مع الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي في لقاء سابق (الخارجية الباكستانية)

وعن الهند، الجارة الشرقية لباكستان، قال «إنها تتبنى عقليةً توسعيةً وتتغذى على طموحات الهيمنة في جنوب آسيا، ولديها مخططات عدوانية خاصة ضد باكستان، وهي تستخدم حشدها العسكري لتهديد الدول المجاورة والتسلط عليها»، معبراً عن قلق بلاده من زيادة واردات الهند من المعدات العسكرية من جميع المصادر.

وحول التطبيع مع إسرائيل، شدد دار على أنه لا يمكن لباكستان أن تعترف بإسرائيل ما لم يجرِ التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية مرضية للشعب الفلسطيني، لافتاً إلى أن تطورات التصعيد الأخير تدل على عواقب مغامرة إسرائيل في المنطقة وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي.

العلاقات مع السعودية

يؤكد دار أنه، وعبر التاريخ، أظهرت باكستان والسعودية دعماً لا يتزعزع لبعضهما البعض، وهو متجذر بعمق عبر القرب الجغرافي والروابط الدينية والثقافية، كما أن السعودية تستضيف أكبر عدد من المغتربين الباكستانيين، الذين يشكلون قرابة 28 في المائة من إجمالي جاليتنا المغتربة، إضافة إلى أن السعودية وباكستان تعملان على زيادة التجارة الثنائية، التي تجاوزت 2.5 مليار دولار، وإتمام صفقات الاستثمار، وقد أكد ولي العهد السعودي، من جديد، التزام المملكة بالتعجيل في تنفيذ الحزم الاستثمارية.

وزير الخارجية الباكستاني

ولفت وزير الخارجية إلى أن «التبادلات المتكررة والمستمرة بين وفود رجال الأعمال والقيادات المدنية والعسكرية بين بلدينا تؤكد على عمق هذه العلاقة الأخوية، فالعلاقات الاقتصادية والسياسية والدفاعية بين باكستان والسعودية قوية، وهما على الموجة نفسها فيما يتصل بالقضايا ذات الاهتمام المشترك».

وشدد على أن «الدعم الثابت والالتزام الجازم من القيادة السعودية، فيما يتعلق بالتنمية والازدهار في باكستان، يلعبان دوراً حتمياً في تعزيز الشراكة القوية بين الجانبين»، «إننا نشهد مستوى غير مسبوق من التبادلات الثنائية، وكلي أمل في أن تكون الاجتماعات الحالية لرجال الأعمال الباكستانيين مع الوفد السعودي مثمرة، وأن تساعد باكستان على بلوغ إمكاناتها الاقتصادية الحقيقية».

مع وزير خارجية مصر في وقت سابق (الخارجية الباكستانية)

الاستثمارات السعودية

تلعب الاستثمارات السعودية دوراً محورياً في تعزيز العلاقة الأخوية، والحديث لدار، الذي قال إن بلاده لديها الرغبة في تحويلها إلى شراكة اقتصادية متبادلة المنفعة، خصوصاً وأن باكستان تمثل سوقاً جاذبةً للعالم بسبب إمكاناتها غير المستغلة، وتقدم فوائد ضخمة لشركائنا، ويعد «المجلس الخاص لتيسير الاستثمار» مثالاً جلياً في هذا الصدد، ومن جانب باكستان أكدنا للجانب السعودي أقصى قدر من الدعم والتسهيلات في تسريع وتيرة الاستثمارات المستقبلية للمملكة في باكستان.

وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في لقاء سابق مع وزير الخارجية الباكستاني دار خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض (الخارجية الباكستانية)

الجانب الأمني

في هذا السياق، قال وزير الخارجية الباكستاني إن بلاده والسعودية تتشاطران الأولويات والأهداف نفسها في تعزيز الاستقرار ومكافحة التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، وعلى الصعيد الأمني، أجرى وفد رفيع المستوى من القوات المسلحة السعودية اجتماعات مع القيادة العسكرية في باكستان، بغية تعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين في مجال الدفاع، و«كانت تفاعلاتنا الأمنية السمة المميزة لعلاقاتنا التي تعززت أكثر في الآونة الأخيرة»، لافتاً إلى أن باكستان تريد زيادة تعزيز علاقاتنا وتحويلها إلى شراكة استراتيجية واقتصادية، و«نحن على ثقة بأن مستوى تعاوننا غير المسبوق سيكون مفيداً على نحو متبادل للجانبين من حيث تلبية المتطلبات الخاصة بكل منا في مجالات الأمن المادي والاقتصادي».

وزير الخارجية الباكستاني في إحدى المناسبات

غزة... والتنسيق

وعن التنسيق مع السعودية حول الأوضاع في غزة، قال دار إن باكستان والسعودية دعتا إلى وقف فوري لعدوان القوات الإسرائيلية، وأدان البلدان محاولات الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين الأبرياء، وعملا سوياً على مستوى منظمة الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي بهدف وقف فعال لإطلاق النار، واستمرار تقديم المساعدات إلى غزة، لافتاً إلى أن الدولتين تعتقدان أن المزيد من التصعيد يمكن أن يسفر عن تداعيات غير متوقعة على السلام الإقليمي والدولي، مؤكدين على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للبقاء على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف، مع حق العودة للشعب الفلسطيني.

«منظمة شنغهاي»

وعن «منظمة شنغهاي» وأهدافها، قال وزير الخارجية إن الأهداف والمهام الرئيسية للمنظمة محددة في المادة الأولى من «ميثاق منظمة شنغهاي للتعاون»، وتتراوح بين تعزيز الثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء فيها وصون السلام والأمن والاستقرار في المنطقة من خلال المكافحة المشتركة لتهديدات الإرهاب والتطرف، والاتجار غير المشروع بالمخدرات والأسلحة، والجرائم المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وما إلى ذلك، كما أن المنظمة لديها نطاق واسع من التعاون فيما بين دولها الأعضاء في مجال التنمية الاقتصادية والازدهار، لا سيما من خلال تعزيز الاتصال، ولـ«منظمة شنغهاي للتعاون» آليات ذات صلة تمكن المنظمة من التصدي للتهديدات والتحديات الناشئة، فضلاً عن تعزيز التعاون بشأن القضايا الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية.

وزير الخارجية دار خلال لقائه مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي في القمة الإسلامية في بنجور (الخارجية الباكستانية)

وجهاً لوجه مع الهند

جمعت «منظمة شنغهاي» الدولية تحت قبتها باكستان والهند بكامل العضوية في 2017، ما دفع «الشرق الأوسط» لسؤال وزير الخارجية عن دور هذا التجمع في تخفيف حدة التوتر، فرد قائلاً: «تتيح منتديات منظمة شنغهاي للتعاون عدة فرص لقادة الدول الأعضاء وكبار مسؤوليها وخبرائها للاجتماع والتفاعل بشأن المسائل ذات الاهتمام المشترك، بيد أن منتديات المنظمة تهدف إلى تعزيز التعاون متعدد الأطراف بين دولها الأعضاء، ولا يتم بحث القضايا الثنائية».

وأضاف أن بلاده نظمت بصفتها الرئيس الحالي لمجلس رؤساء الحكومات، ثاني أعلى منتدى لـ«منظمة شنغهاي للتعاون»، عدة فعاليات للتعاون العملي، وشارك الممثلون الهنود، وممثلون من الدول الأعضاء الأخرى في «منظمة شنغهاي للتعاون»، في جميع تلك المناسبات التي نظمتها باكستان خلال الفترة 2023-2024.

طموحات الجارة الشرقية

قال وزير الخارجية الباكستاني إن «الجارة الشرقية لبلاده تتبنى عقلية توسعية، وتتغذى على طموحات الهيمنة في جنوب آسيا، لديها مخططات عدوانية، خصوصاً ضد باكستان، وهي تستخدم حشدها العسكري لتهديد الدول المجاورة والتسلط عليها، وإننا نشعر بالقلق إزاء زيادة واردات الهند من المعدات العسكرية من جميع المصادر، لأنها تزيد من عدم التوازن العسكري في المنطقة وتقوض الاستقرار الاستراتيجي».

التطبيع والقضية

يؤكد دار على أن بلاده تشعر بقلق عميق إزاء الوضع الراهن في غزة، ولا يمكن لباكستان أن تعترف بإسرائيل ما لم يتم التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية مرضية للشعب الفلسطيني، «إننا ندعم بثبات حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير المصير، لقد كانت سياسة باكستان في هذا الصدد متجذرة في رؤية القائد الأعظم».

العلاقات مع روسيا

«لقد عملت باكستان وروسيا سوياً من أجل تحقيق نمو إيجابي ومستدام لعلاقاتنا الثنائية، وقد أسفر النهج التدريجي لبناء الثقة مع روسيا عن نتائج طيبة»، كما يقول دار، الذي لفت إلى أن العلاقات الثنائية أصبحت تتسم بقدر أعظم من التفاهم والثقة، وهو أمر في المقام الأول من الأهمية، مضيفاً أن العلاقات مع روسيا تظل تشكل أولويةً مهمةً في أجندة سياستنا الخارجية، و«نعتزم إثراء تعاوننا الاقتصادي المستمر وزيادة تجارتنا مع روسيا زيادة كبيرة، التي تجاوزت في العام الماضي مليار دولار».

وقال إنه على قناعة بأن العلاقات القوية بين باكستان وروسيا لا تخدم مصالحنا الوطنية فحسب، وإنما تسهم أيضاً في الأمن الإقليمي والاستقرار العالمي، «إن بلدينا يتعاونان على نطاق واسع في المحافل المتعددة الأطراف، وتتعاون باكستان وروسيا بشكل وثيق تحت إطار (منظمة شانغهاي للتعاون)، كما نرغب في إقامة شراكة طويلة الأجل ومتعددة الأبعاد مع الاتحاد الروسي».

وعن الضغوط الدولية على باكستان، شدد على أن الصداقة مع روسيا اليوم قائمة بذاتها، فهي ليست وليدة طوارئ جيوسياسية، ولا تتأثر بعلاقاتنا مع بلدان أخرى، وتظل روسيا لاعباً إقليمياً مهماً، «نريد العمل مع روسيا لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وخارجها، وباكستان لا تواجه أي ضغوط من أي نوع في هذا الصدد، إن أهداف سياستنا الخارجية تتماشى مع مصالحنا الوطنية، وسوف نفعل كل ما هو في مصلحة شعوبنا».

العلاقات مع إيران

أكد الوزير أنه لا يوجد أي خلاف مع إيران، وتتمتع باكستان وإيران بعلاقات ودية تقوم على أساس العلاقات الثقافية والحضارية القوية، والدين المشترك، والاتصالات القوية بين الشعبين.

وأوضح أنه في حين يفرض الإرهاب تحديات مشتركة على باكستان وإيران، «فإنني لا أستطيع أن أصفه بأنه نزاع، وقد اتفق بلدانا على القضاء على التهديدات التي تشكلها الجماعات الإرهابية من خلال مقاربات تعاونية متبادلة ومشتركة، بما في ذلك من خلال تبادل المعلومات الاستخبارية»، مشيراً إلى أن بلاده تبادلت في الآونة الاخيرة مع إيران ضباط الاتصال بهدف مباشرة التنسيق في مجال الأمن والحدود بين بلدينا.

وشدد على أن باكستان وإيران دولتان مسلمتان شقيقتان، لهما تاريخ من التعايش السلمي والتعاون المشترك، وتمتد حدودنا المشتركة لأكثر من 900 كيلومتر، وتتميز بأنها «حدود السلام»، و«أنا واثق من أن بلدينا سوف يتمكنان من استئصال خطر الإرهاب من مناطقنا الحدودية».

المناوشات الأخيرة

في هذا الجانب، قال الوزير الباكستاني: «لقد تجاوزنا أحداث يناير (كانون الثاني) 2024 بين باكستان وإيران، وقد استُعيدت علاقتنا بالكامل إثر زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى باكستان في يناير 2024»، موضحاً أنه عقب الزيارة اتخذت باكستان وإيران خطوات لمواصلة تحسين التعاون الأمني والتعاون في مجال الحدود والاستخبارات، هناك عدد من الآليات القائمة للتنسيق بشأن المسائل ذات الصلة بالأمن.

علاوة على ذلك، «كانت الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى باكستان مثمرةً للغاية، وقد كانت زيارة تاريخية زادت من تعزيز الروابط بين بلدينا، وتتطلع باكستان إلى علاقة قوية ومثمرة مع إيران».

التصعيد الإسرائيلي - الإيراني

تشدد باكستان على ضرورة بذل الجهود الدولية للحيلولة دون توسع الأعمال القتالية في المنطقة، ولوقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لوزير خارجيتها الذي قال «إن تطورات التصعيد الأخير تدل على عواقب مغامرة إسرائيل في المنطقة وانتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي، كما تؤكد على أن التداعيات الخطيرة في الحالات التي يعجز فيها مجلس الأمن الدولي عن الوفاء بمسؤولياته في الحفاظ على السلام والأمن، ومن الأهمية بمكان أن تستقر الأوضاع، وأن يُستعاد السلام»، مشدداً على أن باكستان تدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

خاص نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

32 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان

عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

32 قتيلاً في أعمال عنف طائفية بباكستان

عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)
عناصر من الشرطة الباكستانية (أرشيفية - إ.ب.أ)

قتل 32 شخصاً على الأقل في أعمال عنف طائفية جديدة في شمال غربي باكستان، وفق ما أفاد مسؤول محلي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» اليوم (السبت) بأنه بعد يومين من هجمات استهدفت أفراداً من الطائفة الشيعية أسفرت عن مقتل 43 شخصاً.

ومنذ الصيف، خلفت أعمال العنف بين السنة والشيعة في إقليم كورام الواقع في ولاية خيبر بختونخوا الواقعة على الحدود مع أفغانستان، نحو 150 قتيلاً.

والخميس، أطلق نحو عشرة مهاجمين النار على قافلتين تقلان عشرات العائلات الشيعية بمواكبة الشرطة في هذه المنطقة الجبلية. وقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً ولا يزال «11 مصابا» في حالة «حرجة»، بحسب السلطات.

ومساء أمس (الجمعة)، بعد يوم طويل شيع خلاله الضحايا وساده التوتر في كورام على وقع مسيرات للشيعة نددت بـ«حمام دماء»، قال ضابط كبير في الشرطة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «الوضع تدهور». وأضاف «هاجم شيعة غاضبون مساء سوق باغان المحسوب خصوصاً على السنة» موضحاً أن «المهاجمين المزودين بأسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف هاون أطلقوا النار» طوال ثلاث ساعات و«قام سنّة بالرد» عليهم.

من جهته، قال مسؤول محلي لم يشأ كشف هويته للوكالة إن «أعمال العنف بين المجموعتين الشيعية والسنية تواصلت (السبت) في أماكن مختلفة، وسجل مقتل 32 شخصاً في آخر حصيلة هم 14 من السنة و18 من الشيعة».

وذكر مسؤول محلي آخر هو جواد الله محسود أن «مئات المتاجر والمنازل تم إحراقها» في منطقة سوق باغان، لافتاً إلى «بذل جهود من أجل إعادة الهدوء، وتم نشر قوات أمنية والتأمت مجالس قبلية (جيرغا)».

ومحور النزاعات بين القبائل ذات المعتقدات المختلفة هو مسألة الأراضي في المنطقة، حيث تتقدم قواعد الشرف القبلية غالباً على النظام الذي تسعى قوات الأمن إلى إرسائه.