ملك مصر السابق يقتفي أثر أسرته بالإسكندرية

زار «رأس التين» و«المنتزه» و«مقهى فاروق»

في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)
في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)
TT

ملك مصر السابق يقتفي أثر أسرته بالإسكندرية

في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)
في إحدى شرفات قصر المنتزه بالإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)

اقتفى الملك فؤاد الثاني، ملك مصر السابق، أثر أبيه وأجداده في مدينة الإسكندرية (شمال مصر)، حيث زار خلال الساعات الماضية قصوراً ومناطق مرتبطة بتاريخ الأسرة العلوية في مصر بالمدينة الساحلية.

وزار فؤاد رفقة ابنه الأمير محمد علي، تماثيل أجداده؛ تمثال إسماعيل باشا الموجود بمحيط محطة مصر، وتمثال محمد علي باشا، الموجود في منطقة المنشية وسط الإسكندرية، كما زار الملك السابق الذي يحمل جواز سفر دبلوماسياً مدوناً به في خانة الوظيفة «ملك مصر السابق»، قصري المنتزه ورأس التين، ونشر صوراً له مع أسرته داخل القصرين، حيث علّق على صور قصر المنتزه، قائلاً: «العودة لزيارة القصر بعد 72 سنة»، في إشارة إلى عام 1952 الذي تم فيه خلع أبيه الملك فاروق عن عرش مصر.

الملك فؤاد الثاني أمام تمثال نصفي أثري بقصر «رأس التين» (حسابه على «فيسبوك»)

ووفق الدكتور محمود عباس، رئيس الإدارة المركزية لآثار العصر الحديث ورئيس لجنة حصر مقتنيات قصور الرئاسة سابقاً، فإن «ملك مصر السابق الذي يقيم في أوروبا زار مصر عدة مرات خلال السنوات الماضية، وكان من بينها زيارته للقاهرة عام 2010، حيث زار قصر عابدين (وسط القاهرة) وتجول في أركانه كافة»، مضيفاً: «كنت أرافقه وقتها داخل القصر، ودخلنا في مناقشات عدة».

وأعرب ملك مصر السابق عن سعادته الكبيرة بزيارته الراهنة إلى مدينة الإسكندرية، مع عدد من مرافقيه من العاملين في مجال الآثار بالمدينة.

داخل قصر المنتزه (حسابه على «فيسبوك»)

ويعدّ عباس ترحيب المصريين بفؤاد «طبيعياً جداً»، خصوصاً بعد مرور سنوات طويلة على مغادرته مصر، ولتعبيره الدائم عن حبّه لمسقط رأسه واعتزازه بتاريخ مصر العريق.

ويلفت عباس إلى أنه التقى الملكة فريدة (الزوجة الأولى للملك فاروق) عام 1987، رفقة عالم الآثار الراحل محمود عبد الرازق، في صحراء الأهرامات، عندما كانت ترسم، وأكد أنها سعدت للغاية بحفل الغداء، الذي أعدّه عبد الرزاق، وباحتفاء العاملين بها.

صورة جماعية في قصر التين (حسابه على «فيسبوك»)

ويؤكد خبراء الآثار أن معظم القصور الرئاسية الموجودة حالياً تم إنشاؤها في عهد الخديو إسماعيل بن محمد علي باشا، ومن بينها قصر عابدين الذي يقع في وسط القاهرة، ويضم القصر 500 غرفة، ومكتبة بها أكثر من 55 ألف كتاب، وقصر القبة الذي قام ببنائه الخديو إسماعيل، وتحول إلى أحد قصور رئاسة الجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو (تموز) 1952، وقصر الطاهرة، شرق القاهرة، وقصر رأس التين بالإسكندرية، الذي يعدّ واحداً من أجمل القصور الرئاسية، وأحد المعالم التاريخية الأثرية في الإسكندرية، وتعود أهميته التاريخية إلى أنه القصر الوحيد الذي شهد وعاصر قيام بداية ونهاية حكم أسرة محمد علي لمصر.

ويقول عنه عباس إنه «شهد مغادرة الملك فاروق للبلاد»، مضيفاً: «حمل الملك فاروق معه في اليخت 21 حقيبة تحوي ملابسه ومقتنياته، بالإضافة إلى 22 صندوقاً خشبياً مغلقاً، لم يعرف أحد ما بداخلها».

مع نجله بقصر رأس التين (حسابه على «فيسبوك»)

ويعد قصر رأس التين من أقدم القصور التي أقيمت في مصر، ويطل على شاطئ البحر المتوسط، ويعدّ من أهم معالم الإسكندرية، وقد شيّده محمد علي باشا، واستعان بمهندسين أجانب في بنائه، وسمي بهذا الاسم لوجود أشجار التين في المنطقة، وكان مقراً صيفياً للأسرة الحاكمة.

أما قصر المنتزه، الذي بناه الخديو عباس حلمي الثاني عام 1892، فيتكون من مبنيين؛ الأول «الحرملك»، والثاني «السلاملك»، ويمكن لزوار الإسكندرية أن يسكنوا في جناح «مولانا» ذي الغرف الخمس، الذي يطلّ على حدائق المنتزه، وتتسع شرفته لأكثر من 100 شخص، أو جناح «صاحبة العصمة»، وبه 3 غرف، أو جناح «أفندينا»، ويستمتعوا بالنوم داخل غرف النوم الملكية.

وتجول فؤاد كذلك بكورنيش الإسكندرية، وزار مقهى «فاروق»، وأبدى إعجابه بركن «الملك فاروق» داخل المقهى الذي يضم صوراً للملك الراحل.

فؤاد ونجله أمام تمثال محمد علي باشا بالمنشية في الإسكندرية (حسابه على «فيسبوك»)

وأنجب الخديو إسماعيل عدداً من الأبناء، منهم الخديو توفيق الذي تولى الحكم بعد عزل أبيه عام 1879، والسلطان حسين كامل، الذي حكم بعد عزل الخديو عباس حلمي الثاني عام 1914 حتى 1917، والملك فؤاد الذي حكم بين عامي 1917 حتى وفاته عام 1936، وتلاه الملك فاروق.

وأحمد فؤاد الثاني هو الابن الوحيد للملك فاروق، وولد عام 1952، وهو العام نفسه الذي أنهت فيه ثورة 23 يوليو حكم والده، الذي تنازل عن العرش لابنه الرضيع، قبل أن يغادر الملك السابق والملك الصبي مصر إلى إيطاليا.


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».