دراسة تحذّر... تغيُّر المناخ يُسهّل انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية

ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)
ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)
TT

دراسة تحذّر... تغيُّر المناخ يُسهّل انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية

ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)
ارتفاع الحرارة يعزّز قدرة البكتيريا على البقاء حيّة (رويترز)

حذّرت دراسة أُجريت في جنوب أفريقيا من أنّ تغيُّر المناخ يسهّل حركة البكتيريا المقاوِمة للمضادّات الحيوية، وانتشارها.

وأوضح الباحثون أنّ مخاطر البكتيريا المقاوِمة للعقاقير تتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وانبعاثات الغازات الدفيئة، وارتفاع مستويات سطح البحر؛ وستُعرض النتائج أمام مؤتمر «ESCMID Global» لعلوم الأحياء الدقيقة والأمراض المعدية الذي يُعقد في مدريد من 27 إلى 30 أبريل (نيسان) الحالي.

وتُصنف منظمة الصحة العالمية مقاوَمة المضادات الحيوية بوصفها أحد أكبر التهديدات للصحة العامة. وقد وصلت مقاوَمة العقاقير لمستويات خطيرة على مستوى العالم، إذ تودي العدوى المقاوِمة للأدوية بحياة أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً، ومن المتوقَّع ارتفاع هذا العدد إلى 10 ملايين في حلول 2050، إذا لم تُتَخذ إجراءات فورية.

ومع ارتفاع درجات الحرارة بسبب تغيُّر المناخ، من المتوقَّع تكاثُر معدلات الإصابة البكتيرية وانتشار الأمراض إلى مناطق جديدة من العالم.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة «كوازولو - ناتال» في جنوب أفريقيا، الدكتورة صبيحة إسحاق، إنّ تغيُّر المناخ يرفع خطر مقاومة مضادات الميكروبات بتغيير الظروف البيئية التي تعيش فيها الميكروبات.

وأوضحت عبر موقع «يوريك أليرت»، أنّ هذا التغيُّر يؤثّر في السلامة البيئية للأنظمة الحيّة، مما يمكِّن مسببات الأمراض من مفاقمتها، مما يؤثّر في أنظمة المياه، والحيوانات، والمحاصيل المنتِجة للغذاء؛ ويهدد الإمدادات الغذائية العالمية.

وأكدت أنّ درجة الحرارة التي تُعدّ حاسمةً لكل أشكال الحياة، تؤدي دوراً مهماً في العمليات البكتيرية والالتهابات، لذلك يُعزّز ارتفاعها في شبكات المياه قدرة بكتيريا مثل العطيفة والسالمونيلا والضمة على البقاء حيّة، فتُسبّب أمراضاً تنتقل عبر الماء والغذاء.

كما تكتسب فطريات مثل «فطر الكانديدا أوريس» القدرة على تحمُّل الحرارة والملوحة في النظم البيئية الرطبة.

إلى ذلك، تنمو الإشريكية القولونية وبعض مسبّبات الأمراض مثل المكورات المعوية بشكل مثالي في حرارة تتراوح بين 32 إلى 36 درجة مئوية، ما يعزّز قدرتها على «الإفلات» من فاعلية المضادات الحيوية. وأشارت إسحاق إلى أنّ ارتفاع درجات الحرارة وتفشّي الأمراض المُعدية سيُفاقمان استخدام المضادّات الحيوية، ويسهّلان تطوُّر مقاومة الميكروبات لها.

لمواجهة هذا التهديد، أكّدت ضرورة وجود قيادة سياسية والتزام قاطع بإطارات السياسات والحوكمة القوية على المستويين العالمي والمحلّي، بالإضافة إلى تقديم حلول مبتكرة قائمة على الأدلّة لتكييف التدخلات وفق سياقات كل دولة، وتعزيز التعاون المتبادل بين المبادرات المتعلّقة بتغيُّر المناخ ومقاومة مضادّات الميكروبات.


مقالات ذات صلة

مقاومة المضادات الحيوية قد تقتل 39 مليون شخص سنوياً بحلول 2050

صحتك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

مقاومة المضادات الحيوية قد تقتل 39 مليون شخص سنوياً بحلول 2050

أفادت دراسة نموذجية، نُشرت اليوم (الثلاثاء)، بأنّ 39 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم قد يموتون بسبب أمراض مقاومة للمضادات الحيوية خلال السنوات الـ25 المقبلة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
صحتك تحذير من مرض السيلان (أ.ف.ب)

السيلان قد يصبح مرضاً غير قابل للعلاج

حذّر مسؤولو الصحة في بريطانيا من أن مرض السيلان أصبح مقاوماً بشكل متزايد للمضادات الحيوية، وقد يكون غير قابل للعلاج في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إساءة استعمال المضادات الحيوية تزيد خطر الوفيات بالعدوى البكتيرية (أونسبلاش)

البكتيريا المقاومة للعقاقير تودي بحياة مليون أفريقي خلال عام

كشفت دراسة جديدة أن مقاومة مضادات الميكروبات مرتبطة بوقوع أكثر من مليون حالة وفاة في أفريقيا خلال عام

محمد السيد علي (القاهرة )
صحتك بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

ذكر تقرير جديد أن المستشفيات والمرافق الصحية في أوكرانيا تواجه «زيادة مثيرة للقلق» في حالات العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية وسط الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
يوميات الشرق دراسة: نسبة كبيرة من المضادات الحيوية «غير ضرورية» أو «غير مناسبة»

دراسة: نسبة كبيرة من المضادات الحيوية «غير ضرورية» أو «غير مناسبة»

وصفت منظمة الصحة العالمية في وقت سابق من هذا العام مقاومة مضادات الميكروبات، أي قدرة مسببات الأمراض على تجنب التدخلات الطبية، بأنها واحدة من أكبر 10 تهديدات للصحة العالمية. وفي الولايات المتحدة وحدها، وفقاً لتقرير حديث صادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يموت 35 ألف شخص سنوياً بسبب العدوى المقاومة للمضادات الحيوية، بحسب تقرير لمجلة «تايم». وتشير دراسة جديدة نُشرت في المجلة الطبية البريطانية (بي إم جي) إلى سبب رئيسي للمشكلة: الأطباء يصفون المضادات الحيوية عندما لا ينبغي لهم ذلك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
TT

مصريون يتذكرون أعمال «الساحر» محمود عبد العزيز في ذكرى رحيله الثامنة

الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)
الفنان المصري محمود عبد العزيز (فيسبوك)

مع حلول الذكرى الثامنة لرحيل الفنان المصري محمود عبد العزيز الشهير بـ«الساحر»، احتفل محبوه على «السوشيال ميديا»، الثلاثاء، بتداول مشاهد من أعماله الفنية التي قدّمها على مدى نصف قرن تقريباً، وكان من بينها لقطات وأدوار وصفها نقاد بأنها «أيقونية».

واستعاد مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو الشهيرة لمحمود عبد العزيز، مثل مشاهد كواليس الغناء التي اشتهر بها ومقاطع لحوارات مع مؤلفي وملحني فيلم «الكيف»، إنتاج 1985، الذي يعدونه بمثابة «نبوءة» لما يشهده الوسط الفني حالياً من «غزو لنجوم المهرجانات»، على حد تعبير الكثير منهم.

ونشر الفنان كريم محمود عبد العزيز صورة لوالده عبر حسابه على «إنستغرام»، كتب تحتها: «8 سنين على أكثر يوم فارق في حياتي، الله يرحمك يا أبو الرجولة كلها»، فيما حصدت رسالة وجهها شقيقه الفنان محمد محمود عبد العزيز إلى روح والده تفاعلاً لافتاً لتطرقه إلى تفاصيل إنسانية في علاقته بأبيه مثل تزامن ذكرى رحيل الفنان مع ميلاد حفيدته بفارق يوم واحد.

محمود عبد العزيز وكريم عبد العزيز (فيسبوك)

من جانبه عدّ الناقد الفني المصري طارق الشناوي الفنان محمود عبد العزيز «موهبة فريدة في تاريخ الفن المصري؛ لأنه كان متعدد الأوجه ما بين الكوميدي والتراجيدي والرومانسي بل والأكشن، وهي أنماط كان يؤديها بشكل مقنع للغاية»، وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى «ذكاء ونضج اختيارات عبد العزيز، حين وافق على المشاركة في فيلم (البريء)، إنتاج 1986، لأحمد زكي، رغم أنه لم يلعب دور البطولة الأولى وكان وقتها أكثر نجوميةً وشهرةً من زكي».

ويرى الناقد الفني المصري، محمد عبد الرحمن، أن الفنان الراحل محمود عبد العزيز يُعد «أيقونة من أيقونات الفن المصري في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث قدّم أدواراً أيقونية، ويمتلك حضوراً طاغياً ولديه القدرة على الوصول إلى قلوب الناس»، وأضاف، لـ«الشرق الأوسط»، أن «محمود عبد العزيز تمرّد على ملامحه شبه الأوروبية، لا سيما في مرحلة الشباب وأواسط العمر، وانخرط بأدوار شديدة المصرية، تعكس واقع مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية على نحوٍ بارع وآسر».

وفي الدراما، قدّم عبد العزيز عدداً من المسلسلات التي نالت شهرة واسعة، منها مسلسل «رأفت الهجان» بأجزائه المختلفة، الذي ينتمي إلى نوعية التشويق والجاسوسية، كما لقّب بـ«الساحر» نسبةً إلى فيلم «الساحر» الذي قدّمه في 2002 مع المخرج رضوان الكاشف، ويتناول فيه قضايا الحب في الكهولة ومشكلات تربية البنات في مرحلة المراهقة.

 

محمود عبد العزيز (فيسبوك)

وأكد الناقد الفني محمد عبد الخالق أن «محمود عبد العزيز فنان أحبه الجمهور من أول إطلالة له، بعيداً عن موهبته الفنية التي فرضت نفسها، فقد كان صاحب طلة مريحة يدخل القلب، وكاريزما قوية وخفة دم»، وتابع لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمهور عاطفي بطبيعته ويحكم بقلبه أولاً، فضلاً عن جرأة عبد العزيز في تقديم موضوعات قوية وشخصيات غير تقليدية حجزت له مكانة شديدة الخصوصية».

يشار إلى أن محمود عبد العزيز ولد بمدينة الإسكندرية عام 1946 وتخرج في كلية الزراعة، جامعة الإسكندرية، وهي الكلية نفسها التي تخرّج فيها عدد من رموز الفن مثل سمير غانم والمخرج محمد فاضل. وجاءت مشاركاته الفنية الأولى بسيطة للغاية عبر عدد من المسلسلات، إلى أن شارك في مسلسل «الدوامة» مع محمود ياسين عام 1974 وكانت هذه المشاركة بمثابة «نقطة تحول» في معرفة الجمهور به على نحوٍ مهّد لدخوله السينما من خلال فيلم «الحفيد» مع عبد المنعم مدبولي وكريمة مختار ونور الشريف وميرفت أمين، الذي كان بداية موعده مع النجومية.

وبلغ رصيد «الساحر» في السينما نحو 84 فيلماً، من أبرزها «الكيت كات» الذي جسّد فيه شخصية المكفوف خفيف الظل الباحث عن مغامرة، و«الشقة من حق الزوجة» الذي يُعد وثيقةً فنية على حالة المجتمع المصري في حقبة الثمانينات، فضلاً عن أفلام «العذراء والشعر الأبيض»، و«تزوير في أوراق رسمية»، و«العار»، و«الكيف»، و«جري الوحوش»، و«ليلة البيبي دول»، و«سوق المتعة»، و«إبراهيم الأبيض».