تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)
بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)
TT

تقرير: انتشار مقلق لـ«مقاومة المضادات الحيوية» في أوكرانيا

بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)
بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية (رويترز)

ذكر تقرير جديد أن المستشفيات والمرافق الصحية في أوكرانيا تواجه «زيادة مثيرة للقلق» في حالات العدوى البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية وسط الحرب مع روسيا.

وحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قال التقرير الصادر عن المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، إن انتشار مقاومة المضادات الحيوية، وهي الحالة التي تحدث عندما لا تستجيب البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات للأدوية التي تعالجها، هو «أزمة عاجلة» في أوكرانيا «تجب معالجتها».

وكتب الباحثون في التقرير الذي اعتمد على مسوحات أجريت في 3 مستشفيات إقليمية في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) 2022: «في جميع أنحاء العالم، تشير التقديرات إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تسبب وفيات أكثر من فيروس نقص المناعة البشرية أو الملاريا. ويُعترف بها باعتبارها تهديداً عالمياً رئيسياً للصحة العامة».

وأضافوا: «وفي أوكرانيا، ارتفعت معدلات حالات الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بعد الحرب، الأمر الذي ينذر بانتشارها في أوروبا كلها».

حقائق

أكثر من مليون حالة وفاة

حول العالم في عام 2019 نتجت عن مقاومة المضادات الحيوية

ولفت التقرير إلى أن هذه الزيادة جاءت نتيجة تراجع سبل مراقبة العدوى وتنفيذ تدابير الوقاية، مثل نظافة اليدين، بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا.

وأشار الباحثون إلى العواقب طويلة المدى لانتشار هذه المشكلة الصحية على المدنيين والعسكريين، مؤكدين الضرورة الملحة للتصدي لها، حتى وسط استمرار الحرب.

وذكر تقرير منفصل نشرته مراكز السيطرة على الأمراض في أغسطس (آب) أنه تم العثور على 6 أنواع من البكتيريا مقاومة للأدوية في جندي مصاب واحد في أوكرانيا.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى مقاومة مضادات المضادات الحيوية باعتبارها «واحدة من أكبر التهديدات العالمية للصحة العامة والتنمية».

وقد تسببت هذه المشكلة الصحية في أكثر من مليون حالة وفاة حول العالم في عام 2019، حسب أحدث التقديرات.

ومن بين الأسباب الرئيسية للإصابة بالأمراض المقاومة للأدوية: إساءة استخدام الأدوية المضادة للميكروبات، والإفراط في استخدامها بشكل مباشر من قبل البشر، أو غير مباشر في الزراعة.


مقالات ذات صلة

الجيش الروسي يعلن السيطرة «كارل ماركس» في شرق أوكرانيا

أوروبا جندي أوكراني يعمل على تعزيز خط المواجهة باتجاه دونيتسك الشهر الماضي (أ.ف.ب)

الجيش الروسي يعلن السيطرة «كارل ماركس» في شرق أوكرانيا

أعلنت روسيا، اليوم (الأحد) أن قواتها سيطرت على بلدة كارل ماركس بمنطقة دونيتسك، في ظل استمرار تقدمها بشرق أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا قوات خاصة أوكرانية تتبع جهاز الأمن (جهاز الأمن الأوكراني عبر «تلغرام»)

أوكرانيا: مقتل عملاء يعملون لصالح روسيا في كييف

قالت أوكرانيا إن عملاء من جهاز الخدمة السرية الروسي قتلوا في منطقة كييف خلال عملية نفذها جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو) لاعتقالهم.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ علما أستراليا والصين خلال زيارة رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي لموقع Trip.com في شنغهاي اليوم (إ.ب.أ)

أستراليا ترفض الكشف عن موقفها العسكري من حرب أميركية - صينية

قال وزير الصناعات الدفاعية الأسترالي بات كونروي، اليوم (الأحد)، إن أستراليا ستتخذ قرارًا في حينه وليس مسبقاً فيما يتعلق بإرسال قوات لأي صراع.

«الشرق الأوسط» (سيدني )
آسيا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (يسار) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (د.ب.أ) play-circle

زعيم كوريا الشمالية يؤكد دعم بلاده لروسيا في الحرب ضد أوكرانيا

ذكرت وسائل إعلام كورية شمالية أن الزعيم كيم جونغ أون أكد دعم بيونغ يانغ غير المشروط لجميع الإجراءات التي تتخذها القيادة الروسية لحل الوضع في أوكرانيا بشكل جذري.

«الشرق الأوسط» (سيول)
أوروبا يفترشون ارصفة محطات المتروا بعد تعرض كييف لهجوم بالمسيرات(رويترز) play-circle

روسيا تشن هجمات على غرب أوكرانيا بطائرات مسيرة وصواريخ

روسيا تشن هجمات على غرب أوكرانيا بطائرات مسيرة وصواريخ عزت فشل الاتفاق مع الأمم المتحدة بشأن المواد الغذائية والأسمدة للعقوبات الغربية

«الشرق الأوسط» (كييف - موسكو)

للتغلب على السمنة... عليك اتباع هذه القواعد

السمنة مرضٌ مزمن (أرشيفية - رويترز)
السمنة مرضٌ مزمن (أرشيفية - رويترز)
TT

للتغلب على السمنة... عليك اتباع هذه القواعد

السمنة مرضٌ مزمن (أرشيفية - رويترز)
السمنة مرضٌ مزمن (أرشيفية - رويترز)

لسنوات؛ تلقى المصابون بالسمنة النصيحة الأساسية نفسها: «تناولوا طعاماً أقل، وتحركوا أكثر». ورغم بساطة هذه النصيحة، فإنها ليست فقط غير فعالة لكثيرين، بل قد تكون مضللة ومدمرة للغاية.

وفقاً لموقع «ساينس أليرت» الطبي، فالسمنة ليست مجرد أمر متصل بالإرادة... إنها حالة معقدة ومزمنة ومتكررة، وتؤثر على نحو 26.5 في المائة من البالغين في إنجلترا، و22.1 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 سنوات و11 عاماً.

يقدر تقرير جديد أن العدد المتنامي بسرعة من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة يكلف المملكة المتحدة 126 مليار جنيه إسترليني سنوياً. يشمل هذا 71.4 مليار جنيه إسترليني من انخفاض جودة الحياة والوفيات المبكرة، و12.6 مليار جنيه إسترليني من تكاليف علاج هيئة الخدمات الصحية الوطنية، و12.1 مليار جنيه إسترليني من البطالة، و10.5 مليار جنيه إسترليني من الرعاية غير الرسمية.

ويدعو نشطاء حماية الغذاء وخبراء الصحة إلى اتخاذ إجراءات حكومية عاجلة، بما فيها توسيع ضريبة السكر لتشمل مزيداً من المنتجات، وتقييد إعلانات الوجبات السريعة، وفرض إعادة صياغة الأطعمة فائقة التصنيع.

وقال هنري ديمبلبي، المؤلف لتقرير مستقل بتكليف حكومي بعنوان: «الاستراتيجية الوطنية للغذاء»، محذراً: «لقد أنشأنا نظاماً غذائياً يُسمّم سكاننا ويُفلس الدولة».

ودون تغيير كبير في السياسات، فمن المتوقع أن ترتفع هذه التكاليف إلى 150 مليار جنيه إسترليني سنوياً بحلول عام 2035. ورغم ذلك، فإن نهج المملكة المتحدة لا يزال يُصوّر السمنة على أنها مشكلة تتعلق بأسلوب الحياة، ويمكن معالجتها من خلال التركيز على المسؤولية الشخصية. لكن هذا الإطار يتجاهل الصورة الكبرى.

عوامل مسؤولة عن السمنة

نحن نُدرك الآن أن السمنة متعددة العوامل... فالجينات، وتجارب الطفولة، والأعراف الثقافية، والحرمان الاقتصادي، والصحة النفسية، والأمراض العقلية، وحتى نوع الوظيفة، كلها عوامل تلعب أدواراً.

هذه ليست أموراً يُمكن تغييرها ببساطة باستخدام جهاز تتبع اللياقة البدنية وأطباق السلطة.

هذا المنظور الأوسع ليس جديداً. في عام 2007، بيّن تقرير «فورايست»، الصادر عن حكومة المملكة المتحدة، شبكة العوامل المعقدة الكامنة وراء ارتفاع معدلات السمنة، واصفاً كيف تُعزز «البيئات الحديثة» زيادة الوزن بشكل نشط.

يشير مصطلح «البيئة المُسبِّبة للسمنة» إلى العالم الذي نعيش فيه. إنه عالمٌ تُباع فيه الأطعمة عالية السعرات الحرارية ومنخفضة القيمة الغذائية بأسعار معقولة وفي كل مكان، حيث أُقصي النشاط البدني من الحياة اليومية؛ من المدن التي تعتمد على السيارات، إلى أوقات الفراغ التي تهيمن عليها الشاشات.

لا تؤثر هذه البيئات على الجميع بالتساوي. فالناس في المناطق الأكبر حرماناً أعلى عرضة بشكل ملحوظ للظروف التي تُسبب السمنة، مثل «الصحارى الغذائية (المناطق التي يصعب فيها الحصول على طعام مغذٍّ وبأسعار معقولة)»، وسوء وسائل النقل العام، ومحدودية المساحات الخضراء. في هذا السياق، تُصبح زيادة الوزن استجابة بيولوجية طبيعية لبيئة غير طبيعية.

لماذا لا يُجدي نفعاً مبدأ «تناولْ طعاماً أقل وتحرَّك أكثر»؟

على الرغم من الوعي المتنامي بهذه القضايا النظامية، فإن معظم استراتيجيات مكافحة السمنة في المملكة المتحدة لا تزال تُركز على تغيير السلوك الفردي، غالباً من خلال برامج إدارة الوزن التي تُشجع الناس على تقليل السعرات الحرارية وممارسة مزيد من التمارين الرياضية.

ورغم أهمية تغيير السلوك، فإن التركيز عليه وحده يُرسخ فكرةً خطيرةً مفادها بأن من يعانون من زيادة الوزن هم ببساطة كسالى أو يفتقرون إلى قوة الإرادة.

تؤجج هذه الفكرة وصمة الوزن، التي قد تكون ضارةً للغاية. ومع ذلك، تُظهر البيانات صلةً واضحةً بين ارتفاع معدلات السمنة والحرمان، خصوصاً بين الأطفال.

من الواضح أن كثيرين ما زالوا لا يفهمون دور العوامل الهيكلية والاجتماعية والاقتصادية في تشكيل خطر السمنة. ويؤدي سوء الفهم هذا إلى إصدار الأحكام والشعور بالعار والوصمة، خصوصاً للأطفال والأسر المعرضة للخطر أصلاً.

كيف تتغلب على السمنة؟

بدلاً من النصائح البالية واللوم، نحتاج إلى نهجٍ شاملٍ، خالٍ من وصمة العار، ومستندٍ إلى العلم؛ لرعاية المصابين بالسمنة؛ نهجٍ يعكس الإرشادات الحالية من «المعهد الوطني للصحة» وتوصيات «تحالف صحة السمنة»... فهناك أمور عدة يجب فعلها.

1-مرض مزمن يتطلب دعماً مستمراً

يجب أن نُدرك أن السمنة مرضٌ مزمن. السمنة ليست فشلاً في قوة الإرادة، بل هي حالة طبية متكررة وطويلة الأمد. كما هي الحال مع داء السكري أو الاكتئاب. يتطلب الأمر دعماً منظماً ومستمراً، وليس حلولاً مؤقتة أو حميات غذائية قاسية.

2-تعزيز الرعاية الشاملة

علينا التصدي لوصمة الوزن بشكل مباشر. فالتمييز القائم على الوزن منتشر على نطاق واسع في المدارس، وأماكن العمل، وحتى في مؤسسات الرعاية الصحية. نحتاج إلى تدريب المهنيين للحد من التحيز، وتعزيز الرعاية الشاملة، واعتماد لغة تركز على الشخص ولا تصمه. يجب التصدي للممارسات التمييزية والقضاء عليها.

3- خطط علاجية فردية

تقديم دعم شخصي متعدد الأبعاد. يجب أن تُصمم خطط العلاج لتناسب حياة كل شخص، بما في ذلك خلفيته الثقافية، وتاريخه النفسي، وسياقه الاجتماعي. ويشمل ذلك اتخاذ القرارات بشكل مشترك، والمتابعة الدورية، والدعم المتكامل للصحة النفسية.

4-تغيير البيئة

التركيز على تغيير البيئة، وليس فقط الأشخاص. يجب أن نحوّل التركيز إلى الأنظمة والهياكل التي تجعل الخيارات الصحية صعبة للغاية. وهذا يعني الاستثمار في طعام مغذٍّ وبأسعار معقولة؛ وتحسين فرص ممارسة النشاط البدني؛ ومعالجة عدم المساواة من الجذور.

حان وقت التغيير الجذري

السمنة لا تقتصر على ما يأكله الناس أو عدد مرات ممارستهم الرياضة، بل إنها تتشكل بفعل العوامل البيولوجية، والخبرة والبيئة التي نبنيها بشأن الناس. إن عَدّها فشلاً شخصياً لا يتجاهل عقوداً من الأدلة فحسب، بل يضرّ أيضاً بالأشخاص الذين يحتاجون إلى الدعم.

إذا أردنا الحد من الوصمة الاجتماعية، وتحسين النتائج الصحية، وتجنب أزمة بقيمة 150 مليار جنيه إسترليني، فلا بد من نهاية عصر «تناول طعاماً أقل، وتحرك أكثر». ما نحتاجه بدلاً من ذلك هو نهجٌ جريء، ورحيم، وقائم على الأدلة؛ نهجٌ ينظر إلى الشخص بشكل كُليّ والعالم الذي يعيش فيه.