سيرينا الشامي لـ«الشرق الأوسط»: لمست واقع النساء المعنّفات عن قرب

الفنانة اللبنانية جسّدت شخصية رهف في «ع أمل»

سيرينا الشامي والممثل نقولا دانييل في «ع أمل» (إنستغرام)
سيرينا الشامي والممثل نقولا دانييل في «ع أمل» (إنستغرام)
TT

سيرينا الشامي لـ«الشرق الأوسط»: لمست واقع النساء المعنّفات عن قرب

سيرينا الشامي والممثل نقولا دانييل في «ع أمل» (إنستغرام)
سيرينا الشامي والممثل نقولا دانييل في «ع أمل» (إنستغرام)

لسيرينا الشامي تاريخ في مجال التمثيل المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، ولكن مشاركتها مؤخراً في مسلسل «ع أمل» مجسِّدة دور الفتاة المعنفة رهف، أثّر في مسيرتها، فاستطاعت جذب المشاهد برقّة أدائها وحرفية إبراز مشاعرها. ولعل مشهد قتلها على يد أخيها سيف، كان له وقعه الأكبر. وقد صفه المشاهدون كما النقاد من «أجمل ما قدمته في مشوارها»، إذ لامست فيه قلوب المشاهدين وأبكتهم.

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» تعلّق سيرينا الشامي: «هل تتخيلين أن كثيرين تواصلوا معي للتأكد بأني ما زلت على قيد الحياة؟ لأن المشهد ظهر وكأنه حقيقي. كما أن نساء كثيرات تضامن معي وبُحنَ لي بعذاباتهن، فلمست العنف الأُسريّ عن قرب بفضل مئات الرسائل الإلكترونية التي وصلتني».

تصف سيرينا الشامي ملامسة دورها قلوب الناس بالمفاجئ وتقول: «عند قراءة النص لا بدّ أن تراود الممثل فكرة ما قد تتركه الشخصية من أثر عند المشاهد؛ ولكن مع بدء العمل يغطس في بحر الدور وكيفية تنفيذه، فيمرّ الوقت بسرعة، وينسى الفكرة ويصبح همّه مرتبطاً بشغف المهنة. أنا شخصياً صدمت بالأصداء الإيجابية الهائلة التي رافقت دوري. لم أتوقعها البتة، فالنتيجة لا تشكل هاجساً عندي بقدر ما أرغب في تقديم الأفضل. وفي داخلي قناعة بأن الأدوار الثانوية لا تحفرُ في ذاكرة المشاهد إلا إذا كانت كوميدية».

جسّدت الشامي شخصية رهف في «ع أمل» (إنستغرام)

ومن هذا المنطلق كانت سيرينا تردّد على مسامع زميلتها في التمثيل إلسا زغيب التي تجسّد دور (صفاء)، بأنها ستحظى بحب الناس لطرافتها. «كانت إلسا تؤكد لي بأن رهف هي من ستترك أثرها عند الناس وليس صفاء. لم آخذ الأمر على محمل الجد، فالدور الثانوي الدرامي لا يعلق كثيراً، ولكني حتى اليوم أتلقى الرسائل من المعجبين. لست ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي إلا أن هذا التفاعل مع الدور بدّل وجهة نظري. فمن الرائع ملامسة الواقع عن قرب ضمن اتصالات مباشرة مع الناس».

تشيد سيرينا بكتابة نادين جابر لهذا النص المحبوك بذكاء، وبعين مخرجه الثاقبة رامي حنا. فكواليس العمل برمتها طبعتها ذكريات حلوة لا تنساها. وتتابع: «يمكنني القول إن هذا العمل هو من أجمل التجارب الدرامية التي خضتها حتى اليوم. فالأجواء برمتها بين فريق العمل كان يسودها الانسجام والتناغم. وكل ذلك تعكسه الكاميرا ويشعر به المشاهد. كنا نضحك كثيراً ونساند بعضنا بعضاً، ونتناقش في أدوارنا. وللمخرج رامي حنا حصة الأسد في إدارة فريقٍ بأكمله بأسلوبه الخاص. فهو إنسان هادئ جداً، وفنان حتى العظم، يملك الإحساس المرهف والفكر المبدع، وقد طبعنا برؤيته الدرامية وبكيفية تعاونه معنا بسلاسة».

تقول سيرينا إنها حاولت تحليل النجاح الذي لاقاه دورها؛ وخلُصت إلى أن شخصية رهف كُتبت لتُحب. ولعل نهايتها المأساوية الظّالمة، ساهمت في تعاطف الناس معها. «أعتقد أن كل ممثل في (ع أمل)، وُضع في مكانه المناسب. وكلٌ منا حقق النجاح. بفضل كاتبة العمل ومخرجه والجهة المنتجة له».

لو عاشت سيرينا الشامي ظروف حياة رهف فكيف ستكون ردّة فعلها؟: «لا يمكننا توقع تصرفات معيّنة، فعلم السيكولوجيا معقد كثيراً. حسب نشأتي وتربيتي لا أعتقد أنني كنت سأتحمل هذه الحياة. كنت هربت ورحلت من دون تردد. ولكن الأمور تتبدّل عندما نتكلّم عن مجتمعات منغلّقة بهذا الشكل، حيث تعتقد النساء أن الأمر عادي. وصراحة أتفهّم استسلامهن لأنّهن فعلاً غير قادرات على التغيير».

لسيرينا الشامي تاريخ مسرحي طويل (إنستغرام)

كتب الممثل السوري عابد فهد، في تغريدة له على منصة «إكس» يقول، إن التمثيل مهنةٌ تبدأ بالشغف لتنتهي بتورطه بالقلق. فما رأيك بذلك؟ «لا أستطيع مقارنة مسيرتي بتجاربه الكثيرة وخبرته الطويلة. ولكنّني أعتقد أن كلامه صحيح. وبصفتي ممثلة مسرح، أوافقه الرأي. ففي كل مرة أقف فيها على الخشبة في اليوم الأول من أي عرض، ينتابني قلق كبير؛ وأسأل نفسي لماذا اخترتُ هذه المهنة؟ وكيف أسمح لنفسي بموقف حرج، وكأنه امتحان سيحكم الناس عليّ من خلاله، بيد أنها مجرد أفكارٍ تظهر وتختفي بلحظات، لتسير الأمور بعدها بشكل روتيني. فالفنان عامة شخص رقيق وطبيعة عمله تضعه في أماكن لا يستسيغها ولو للحظات قليلة».

ترى سيرينا الشامي أن الفن لسان حال الناس؛ فالممثل كما الكاتب والمخرج يترجم أفكاره بأدائه. وجميعهم يحملون رسائل اجتماعية وإنسانية يرغبون في نشرها على نطاق واسع. والناس بالتالي يتفاعلون معهم وكأنهم جزء من فريق العمل، وتتابع: «أخبرتني نساء كثيرات عن أوضاعهنّ وما يعايشنه. وأخريات ذكرن لي حكاياتهنّ المؤلمة بسبب رجال يتحكمون بحياتهنّ، كشخصية سيف (عمار أبو شلق) في العمل؛ ومن بينهنّ نساء شبّهن حياتهن بحياة رهف البريئة. فالموجة الإنسانية التي استحدثها العمل على المجتمع لفتتني كثيراً. وأعتقد أنها السبب الأساسي في حصده كل هذا النجاح».

تطلّعاتها إلى الغد تختصرها بخطوات وضعت لها عناوين أساسية. «لن أُقدّم بعد اليوم أدواراً أقلّ شأناً من شخصية رهف، ولا أتحدث عن مساحة الدور أبداً، بل عن الحالة التي ولّدتها على أرض الواقع. والأمر يتعلّق أولاً وأخيراً بنصٍ محبوكٍ بذكاء وحنكة».

وعن أكثر المشاهد التي تركت أثراً داخلها تقول: إنها «هذه العلاقة العميقة المُشبعة بالحب التي ربطت رهف بوالدتها».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.