كيف تصبح مديراً جيداً ومحبوباً؟ خبراء يُجيبون

كلما كان المدير حقيقياً أكثر زاد عدد الأشخاص الذين يتواصلون معه ويستمتعون بصحبته (رويترز)
كلما كان المدير حقيقياً أكثر زاد عدد الأشخاص الذين يتواصلون معه ويستمتعون بصحبته (رويترز)
TT

كيف تصبح مديراً جيداً ومحبوباً؟ خبراء يُجيبون

كلما كان المدير حقيقياً أكثر زاد عدد الأشخاص الذين يتواصلون معه ويستمتعون بصحبته (رويترز)
كلما كان المدير حقيقياً أكثر زاد عدد الأشخاص الذين يتواصلون معه ويستمتعون بصحبته (رويترز)

المدير الجيد والمحبوب هو الذي يَبرز عن بقية المديرين، وهو الشخص الذي يحب الموظفون التعامل معه، حسبما وصف توم غيمبل، خبير الثقافة في مكان العمل، في حديث لشبكة «سي إن بي سي».

وأوضح غيمبل، وهو الرئيس التنفيذي لوكالة التوظيف «LaSalle Network» ومقرها شيكاغو، أن «المديرين الجيدين يتمتعون بمهارات في مجالات مثل إدارة الوقت، والنقد البنّاء، والقدرة ببساطة على مساعدة زملاء العمل في المهام اليومية، بالإضافة إلى ذلك يستخدمون مهارات معينة، مثل التواصل والتعاطف والرحمة لتعزيز علاقتهم مع موظفيهم وتعزيز ثقافة مكان العمل التي يريد الأشخاص بالفعل أن يكونوا جزءاً منها».

وقال: «كلما كان المدير حقيقياً أكثر، زاد عدد الأشخاص الذين يتواصلون معه ويستمتعون بصحبته».

وفي ما يلي خطوات تجعل المديرين محبوبين في العمل حسب الخبراء:

كنْ كوميدياً... لكنْ إن كنت فكاهياً حقاً

يستخدم بعض الأشخاص الفكاهة للتواصل مع الآخرين. لكن في العمل، على المدير ألا يتقصّد الأمر، وفق غيمبل، وأوضح انه يمكن للمدير «إضافة لمسة من الفكاهة على العمل من خلال سرد قصة ذات صلة، أو إلقاء نكتة خفيفة أو حتى شيء أكثر دقة مثل توقيع بريد إلكتروني يستحق الضحك أو عرض (نكتة اليوم) على مكتبك».

وأضاف: «الحقيقة هي المفتاح حقاً، لأن الفكاهة تنبع عادةً من مواقف الحياة الواقعية. لذا، عندما تشارك قصة حول كيفية تعطل سيارتك، وعندما خرجت لتغيير الإطار، تعرضت لرش الماء أو شيء من هذا القبيل، فهذه قصة مضحكة».

ويضيف غيمبل أن مشاركة القصص مع الأشخاص من حولك تُظهر أنك ترغب في بناء علاقة معهم، وتذكِّرهم بأنه يمكنهم «الضحك قليلاً والاستمتاع بالعمل».

كنْ موجوداً حتى لو لم يتطلب منك الأمر ذلك

مجرد الوجود يمكن أن يكون أبلغ في كثير من الأحيان من الكلمات، لأن الموظفين يقدّرون مديريهم الذين يبذلون جهداً للوجود معهم، وفقاً لما قالته خبيرة الثقافة في مكان العمل بوني لو كرامين لـ«سي إن بي سي».

وكون المدير حاضراً يتيح للأشخاص معرفة أنه يهتم بهم بدرجة كافية ليجعل نفسه متاحاً، حتى عندما لا يكون مضطراً إلى ذلك. وبعبارة أخرى، إنه عنصر من عناصر كونه إنساناً، وفق لو كرامين.

ضعْ نفسك مكان الشخص الآخر

سيجد الموظفون مديرهم جديراً بالثقة عندما يكون لطيفاً ومتعاطفاً معهم.

وينطبق هذا على المديرين ومديري المستقبل، وفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة «غالوب» عام 2020، والذي وجد أن الموظفين لديهم «أربعة احتياجات عالمية» عندما يتعلق الأمر برؤسائهم: الثقة والتعاطف والاستقرار والأمل.

وكتب عالم النفس دانييل غولمان، في منشور على«لينكدإن» عام 2017: «في أثناء محادثتك مع أحد زملائك في العمل، اسأله عن رأيه أو اطرح سؤالاً مفتوحاً مثل: كيف كانت إجازتك؟ ثم انتبه إلى إجابتهم. استمع إلى الكلمات التي تُقال والمشاعر التي تكمن وراءها. قم بالرد وفقاً لذلك، مع الإشارة إلى أنك تتفهم، أو قم بتقديم تعليق مفيد».

وأضاف غولمان: «بمرور الوقت، سيساعدك الاستماع عن كثب إلى الآخرين على معرفة أعمق ما يفكرون ويشعرون به وتنمية العلاقات معهم».



الهيمالايا تختفي خلف الضباب... رحلة في قلب التلوّث الصامت

ضياع الهيمالايا في زمن الضباب (غيتي)
ضياع الهيمالايا في زمن الضباب (غيتي)
TT

الهيمالايا تختفي خلف الضباب... رحلة في قلب التلوّث الصامت

ضياع الهيمالايا في زمن الضباب (غيتي)
ضياع الهيمالايا في زمن الضباب (غيتي)

نشأ نافين سينغ خادكا في عاصمة نيبال وهو يشاهد جبال الهيمالايا، ومنذ غادرها، افتقد الاستمتاع بالمَشاهد الخلّابة لبعضٍ من أعلى القمم الجبلية على وجه الأرض. وفي كلّ مرة يزور مدينة كاتماندو، يأمل أن يلمح سلسلة الجبال الهائلة، لكنَّ الحظّ نادراً ما يحالفه هذه الأيام.

وشرح لـ«بي بي سي» أنّ السبب الرئيسي لذلك هو تلوّث الهواء الشديد الذي يُخيِّم مثل الضباب فوق المنطقة. يحدُث هذا حتى خلال أشهر الربيع والخريف التي كانت في السابق تتميَّز بصفاء السماء. وخلال أبريل (نيسان) الماضي، اضطرت الرحلة الدولية التي كان على متنها إلى الدوران في السماء نحو 20 مرة قبل الهبوط في كاتماندو؛ بسبب الطقس الضبابي الذي أعاق الرؤية في المطار.

كان الفندق الذي أقام فيه نافين سينغ خادكا يقع على ارتفاع معقول يتيح رؤية الجبال في يوم صافٍ، لكن مثل ذلك اليوم لم يأتِ خلال إقامته التي امتدَّت أسبوعين. وحتى من النقطة الكبرى في ناغاركوت القريبة من كاتماندو، كان كلّ ما تمكَّن من رؤيته هو الضباب، كأنَّ الجبال غير موجودة. وقال يوغيندرا شاكيا، الذي يُدير فندقاً في ناغاركوت منذ عام 1996: «لم أعد أرشّح هذا المكان لمُشاهدة شروق الشمس أو غروبها، ولا جبال الهيمالايا كما كنتُ أفعل في الماضي. ونظراً إلى عدم قدرة المرء على التمتُّع بهذه الأمور الآن بسبب الضباب، فقد غيَّرتُ التوصيف وعددتُه ضمن التاريخ والثقافة، مثل المنتجات السياحية هنا».

جبال دون ملامح (غيتي)

وكان نافين سينغ خادكا يأمل، خلال رحلة سابقة قبل عام، أن يتمكن من رؤية قمم الهيمالايا العملاقة الشاهقة في رحلة شاقة بمنطقة أنابورنا، لكن لم يحالفه الحظّ هناك أيضاً.

ويقول العلماء إنَّ الضباب في المنطقة يزداد كثافة ويمتدّ لفترات أطول؛ مما يُضعف القدرة على الرؤية بشكل واضح. وهو يتكوَّن من اجتماع ملوِّثات، مثل جزيئات الأتربة، والدخان الناجم عن الحرائق والنيران؛ مما يخفض القدرة على الرؤية إلى أقل من 5 آلاف متر. وتبقى تلك الجزيئات عالقة في السماء خلال موسم الجفاف الذي بات يمتدّ لفترة أطول حالياً بسبب التغيُّر المناخي.

يمتدّ موسم الأمطار في المنطقة من يونيو (حزيران) حتى سبتمبر (أيلول)، حيث تغطّي السحب الركامية المُصاحبة للمنخفض الموسمي - لا الضباب - الجبال، وتكون الرؤية محدودة. وكانت المدة من مارس (آذار) حتى مايو (أيار)، ومن أكتوبر (تشرين الأول) حتى نوفمبر (تشرين الثاني)، هي أفضل أوقات العمل؛ لأنّ السماء كانت تظلُّ صافية في تلك الفترات، وتكون الرؤية في أفضل حالاتها. لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، وعدم هطول الأمطار، وزيادة تلوّث الهواء، تشهد أشهر الربيع الآن ضباباً كثيفاً يعوق الرؤية، وتبدأ هذه الأحوال منذ ديسمبر (كانون الأول).