الناجون من السُّل يواجهون صعوبة في التنفس

السل يمكن أن يترك تأثيراً دائماً وواسع النطاق على الرئتين (رويترز)
السل يمكن أن يترك تأثيراً دائماً وواسع النطاق على الرئتين (رويترز)
TT

الناجون من السُّل يواجهون صعوبة في التنفس

السل يمكن أن يترك تأثيراً دائماً وواسع النطاق على الرئتين (رويترز)
السل يمكن أن يترك تأثيراً دائماً وواسع النطاق على الرئتين (رويترز)

توصل باحثون بريطانيون إلى أدلة دامغة على أن مرض السل يمكن أن يكون له تأثير دائم في رئتي الأفراد الذين عولجوا بنجاح من مرض السل.

ووجد تحليل بيانات عشرات الآلاف من الأفراد من جميع أنحاء العالم أن الناجين من السل لديهم رئات أصغر مع مجارٍ هوائية أضيق، وتدفق هواء أبطأ؛ ولذلك يواجهون صعوبة في التنفس، وستعرض نتائج الدراسة، أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية، أواخر أبريل (نيسان) الحالي.

ويمكن علاج مرض السل بالمضادات الحيوية، ويقدر أن ما يقرب من 155 مليون شخص على قيد الحياة في جميع أنحاء العالم حالياً، نتيجة التشخيص والعلاج الناجحين للعدوى البكتيرية.

وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي أُحْرِز في مكافحة السل في العقود الأخيرة، فقد زاد عدد حالات السل الجديدة منذ جائحة «كوفيد - 19».

وجرى تشخيص نحو 7.5 مليون حالة على مستوى العالم في عام 2022، وهو أعلى رقم منذ بدء الرصد في عام 1995، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية عن السل لعام 2023.

وأجرى فريق بحث مراجعة منهجية وتحليلاً للأبحاث حول تأثير السل في الرئة، بين عامي 2000 و2023، شملت 15 دراسة في 17 دولة.

وشمل التحليل بيانات 75 ألفاً و631 مشاركاً، وكان متوسط عمر الناجين الذين شملتهم الدراسة 7377 شخصاً يتراوح بين 11 و 65 عاماً.

وأظهرت النتائج أن الناجين من مرض السل لديهم رئتان أصغر وممرات هوائية أضيق مع تدفق هواء أبطأ، وهذا يعني أن الأنفاس التي يأخذونها تكون أصغر، وتستغرق وقتاً أطول، حيث يصبح التنفس أقل كفاءة وأقل قدرة على الاستجابة لمتطلبات التهوية المتنامية أثناء ممارسة الرياضة.

وتشير النتائج إلى أن السل يمكن أن يترك تأثيراً دائماً وواسع النطاق على الرئتين، خصوصاً فيما يتعلق بكيفية تنظيم الشعب الهوائية، وهذا الضرر في الرئتين يمكن أن يحدث تأثيراً عميقاً على الصحة على المدى الطويل، ويؤثر على قدرة الناجين من المرض على العمل وممارسة حياتهم اليومية، ويقلل من جودة حياتهم.

ونوه الباحثون بأنه مع ازدياد أعداد الأشخاص الذين يجري علاجهم بنجاح من مرض السل، تشير النتائج بقوة إلى أن مرض الرئة بعد السل يشكل تحدياً عالمياً غير معترف به، وهذه الرؤية القيمة يمكن أن تساعد في توجيه استراتيجيات إعادة التأهيل، وتساعد على المدى الطويل في تطوير علاجات جديدة.


مقالات ذات صلة

هل يساعد ارتداء الجوارب على النوم بشكل أفضل؟

صحتك سيدة نائمة (رويترز)

هل يساعد ارتداء الجوارب على النوم بشكل أفضل؟

يميل بعض الناس إلى ارتداء الجوارب بهدف النوم بشكل أفضل، فهل هذا الاعتقاد صحيح؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك من داخل إحدى صالات الألعاب الرياضية في الهند (رويترز)

احذر... التمارين قد تضر وضعية جسمك... فكيف تحمي نفسك؟

إذا كنتَ ترتاد صالة الألعاب الرياضية وتشعر بقوة أكبر، ولكنك تشعر أيضاً بقدر من التيبس والانحناء، فقد يعني ذلك أنك تغفل عن عناصر أساسية تُحقق التوازن في تمارينك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك النوع النادر من داء السكري يُصيب نحو 25 مليون شخص حول العالم (رويترز)

بعد الاعتراف به رسمياً... ما هو السكري من النوع الخامس؟

اعترف العلماء رسمياً بنوع جديد من داء السكري، لا يرتبط بالسمنة بل بسوء التغذية، وذلك بعد عقود من رصده لأول مرة في الدول النامية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك سيدة مصرية تُعدُّ قطعاً من الجبن القريش (أ.ف.ب)

لماذا أصبح الجبن القريش نجم الوصفات لدى المهتمين بلياقتهم البدنية؟

تكثر مؤخراً وصفات الطعام الصحية؛ خصوصاً تلك التي تهدف إلى زيادة نسبة البروتين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الخرف عادةً ما يرتبط بكبار السن إلا أن هذه الحالة لا تُميز بين الأعمار (رويترز)

الخرف المبكر... لماذا نتجاهله؟ وما أبرز الأعراض؟

يُعاني نحو 57 مليون شخص حول العالم من الخرف. وبينما تُشخَّص معظم حالات الخرف لدى كبار السن فإن نحو 7% من الحالات تحدث لدى الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
TT

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)

عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى الواجهة بمصر مجدداً، بعد تزاحم عدد كبير من المصورين بالهواتف المحمولة خلال تشييع جنازة الفنان المصري سليمان عيد، الجمعة، حيث لاحقت الكاميرات نجوم الفن، وأسرة الراحل، لتصوير لقطات خاصة أثناء دفن الجثمان.

وطالب عدد من الفنانين بمنع تصوير الجنازات، خصوصاً أن هوية المصور ليست معلومة؛ حيث كتب الفنان المصري طه دسوقي عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، منتقداً ما يحدث، وتساءل: «ما السبق الصحافي في تصوير جثمان... ولماذا يتم التصوير داخل المقابر؟».

ووجَّه دسوقي سؤاله للعاملين في المجال الإعلامي، قائلاً: «كيف يمكنني التعامل مع مَن يُصورني في حياتي اليومية، وأثناء حضوري مناسبات ليست لها علاقة بمجال عملي، وهل أتعامل معه على أنه صحافي أم متحرش؟».

كما عبَّرت الفنانة المصرية بدرية طلبة عن استيائها، وكتبت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: «مهزلة الجنازات وصلت إلى تصوير النعش وما بداخله، من أجل أسبقية النشر والحصول على مشاهدات، من دون اعتبار لحرمة الميت».

وتساءلت بدرية: «مَن هؤلاء؟ ولماذا يوجدون ويزاحمون أهل وأصدقاء المتوفى؟ وطالبت طلبة بالاطلاع على الأوراق التي تُثبت أن مَن يقوم بالتصوير صحافي أم أشخاص يتتبعون الجنازات للتصوير من أجل الربح».

الفنان الراحل سليمان عيد (حسابه بموقع «فيسبوك»)

ويؤكد الناقد الفني المصري رامي المتولي أن «ما يحدث هو ظاهرة سلبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مَن يقوم بهذا الأمر ليست لهم علاقة بمهنة الصحافة، وليسوا صحافيين بالأساس»، وإن كان المتولي يرى أن «جنازات وعزاءات المشاهير عموماً لا بد من توثيقها، من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ولكن دون إزعاج أو محاولة انتهاك الخصوصية، أو البحث عن سبق على حساب مشاعر الحزن التي تُخيّم على المكان».

وقبل عام، نشرت مواقع صحافية محلية لقطات من جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، ولنجله الفنان أحمد السعدني الذي انفعل بدوره على المصورين الذين تزاحموا خلال الجنازة وطالبهم بالابتعاد.

في حين طالبت نقابة الممثلين، في بيان لها بالتزامن مع أزمة تصوير جنازة السعدني، بعدم وجود الصحافيين والمراسلين في عزاء الفنان الراحل بناءً على رغبة أسرته.

وأكد بيان النقابة أن الفنان أشرف زكي سيضع شروطاً لحضور مراسم الدفن أو الجنازات سيتم الاتفاق عليها بين نقابتي الممثلين والصحافيين.

كما أصدرت وزارة الأوقاف أيضاً بياناً بمنع التصوير في أي جنازة، سواء حال دخولها أو خروجها وأثناء الصلاة على المتوفى، مراعاة لحرمة المسجد وحرمة الميت ومشاعر أهله.

لكن نقابة الصحافيين رفضت قرار «الأوقاف»، موضحة أنه ليس لأي جهة أو شخص الحق في حظر التصوير، وأن ذلك مخالف لنصوص الدستور والقانون، الذي يتيح لهم ممارسة العمل دون رقابة، وأن وضع القواعد من اختصاصها؛ حيث اجتمعت حينها مع نقابة الممثلين لتحديد ضوابط التصوير.

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (صورة متداولة على «فيسبوك»)

في السياق؛ كتبت الشاعرة منة القيعي عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، تعليقاً على الأزمة المثارة: «أتمنى من الدولة إصدار قرار بمنع الصحافة من الحضور والتصوير والنشر في العزاء والجنازات».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أشار المتولي إلى أنه يجب تحديد مكان للمصورين، وعدم الاختلاط مع الحاضرين، والحفاظ على خصوصيتهم، وتقدير قيمة الحدث، وما يجري خارج هذا الإطار فليست له علاقة بالصحافة.

ويلفت الناقد الفني إلى أن «تغطية كثير من الصحافيين للجنازات تتم بشكل مهني، لكن وجود أفراد غيرهم لا يملكون ثقافة التعامل يعوق عملهم؛ ما يؤدي لاختلاط الأمور».