ريان حايك: دموع الضيف لا تضمن نجاح الحوار

يعود ببرنامجه «بيناتنا»... ويُخبر «الشرق الأوسط» عن «محاربات»

ريان حايك... 19 عاماً وطموح كبير (حسابه الشخصي)
ريان حايك... 19 عاماً وطموح كبير (حسابه الشخصي)
TT

ريان حايك: دموع الضيف لا تضمن نجاح الحوار

ريان حايك... 19 عاماً وطموح كبير (حسابه الشخصي)
ريان حايك... 19 عاماً وطموح كبير (حسابه الشخصي)

يعود مقدّم البرامج اللبناني ريان حايك بموسم ثانٍ من برنامجه «بيناتنا»، بعدما نجح الأول وحجز مكانته وبرز. يبدو خائفاً، والخوف مردُّه المسؤولية وثقة مُشاهده به. حين يكبُر النجاح، يُصعِّب الخطوة المقبلة، ويؤكد أنّ الحفاظ على ما تعمَّر مُتعِب. أتمَّ سنواته الـ19، وفي داخله طموح يتجاوز العمر.

يُخبر «الشرق الأوسط» أنّ تعديلات أدخلها على الاستوديو تُحاكي هاجسه العناية بالتفاصيل لتقديم الشكل والمحتوى بما يريح المُشاهد: «الآن، يتضاعف التعب. أبحث عن أسئلة لم تُطرح لتُخرج اللحظة الصادقة من ضيفي. أخشى التكرار، فأضيف لمسات تَجدُّد».

22 أبريل (نيسان) الحالي، موعد العودة بالحلقة الأولى من موسم يأمل مُعدّه ومقدّمه والمُلمّ بالولادة كاملة، أن يثمر ما يحلو قطافه. نحو 50 حلقة قدّمها ريان حايك بأسلوب المجتهد التوّاق إلى مزيد من النضج. ضيوف من أبرز أسماء لبنان، أجابوا عن أسئلته وشاركوه خبايا الداخل. ولكن، هل ينبغي أن نرى الضيف متأثّراً، والدمع على خدّيه، لنطمئن إلى نجاح الحلقة؟ ألا يحدُث الاعتراف بتحقُّق البوح ومهارات المُحاوِر، من دون التهام الكاميرا عينَي الضيف الباكيتين؟ جوابه أنّ ذلك ليس ضرورياً، فحلقات عدّة أثّرت في مشاهديها، بدليل رسائلهم وتعليقاتهم، لم يذرف ضيوفها دمعة، بل أحدثوا التأثير بأفكارهم ونظرتهم إلى الحياة. بالنسبة إلى المقدّم الشاب: «الأهم هو الصدق. لا تُنجِح الدموع الحلقات بالضرورة؛ فحين تفقد صدقها يلحظ المُشاهد زيفها. ما يلامس القلوب يبقى، إنْ كان دمعة أو موقفاً أو فكرة».

ريان حايك يعود بحواراته الدافئة (حسابه الشخصي)

يَحذَر من ظنٍّ مفاده أنّ أصناف التأثُّر في حلقاته مُحضَّرة سلفاً: «لم يحدُث أن أطلعتُ ضيفي على الأسئلة. بعض الضيوف يفضّل تجنُّب موضوع ما، فأستجيب لهذا الحقّ الشخصي. لكني لا أشاركهم أسئلتي، ليقيني بأنّ ذلك سيقضي على العفوية. في برنامجي، اللحظة الصادقة هي المؤثّرة وبها أكسبُ الثقة. ثمة مَن يسألني، (ولكن، مَن أخبرك بهذا الجانب عن الضيف؟ هل اطّلع على الأسئلة؟). على الفور أجيب لا. أبحث طويلاً للوقوف على جوانب صريحة في حياته. لا أعتمد على دموعه لضمان نجاحي، ولا نتّفق على جَعْله يبكي. أدركُ أنّ موت العفوية يقضي تماماً على برنامجي».

يستبعد معيار «النجومية» حين يتعلّق الأمر باختيار الضيوف. وحدها، لا تصنع حلقة مُنتَظرة. برأيه، «القصة أولاً، وما يقوله الضيف للناس فيحرّك دواخلهم». يشاء استضافة «الشخصية المحترمة والمحبوبة، ولا يهمّ أكانت نجماً صفَّ أول، أو عاشر». يعلن عدم إصابته بعقدة «الدرجة الأولى فقط»: «لا أكترث للتصنيفات هذه. على الضيف أن يأتي بعبرة تُلهم المُشاهد القوة رغم الأوجاع؛ فيُصغي إلى حكايته، ويعلم أنّ خلف بريق الشهرة، مساراً من التحدّي والمحاولة المتأرجحة بين الإخفاق والتردُّد، وصولاً إلى مراكمة النجاح. مَن تصل حكايته إلى الناس، هو ضيفي».

يُذكّر ريان حايك بأنه يُدبّر كل شيء بمفرده. يتّصل بالضيف، يحجز الاستوديو والمواعيد، يبحث، يُعدّ الأسئلة، يحفظها قبل الحلقة، ويُحاور. «لا أنام في ليل ما قبل التصوير»، يقول دلالة على إحساس عالٍ بالمسؤولية. ولكن، هل يتذوّق صاحب نحو الـ3 ملايين متابع في «إنستغرام»، الذي يهوى متابعوه حواراته لدفئها، مرارة المجيء بضيف، أم أنّ المسألة تتحقق بمجرّد رفع هاتفه، فيُحضر إلى برنامجه الاسم الذي يشاء؟ يجيب بأنّ أهم إعلاميي العالم العربي يعانون أحياناً شقاء الضيوف، فبعضهم لديه حساباته، وبعضٌ يفضّل توقيتاً آخر: «هنا، أغيب لأشهر، ولا أكون ممَن يُلحّون بشكل مزعج. مسألة الضيوف في المتناول ما دامت تُحرّكهم رغبة في الظهور، فتنتفي صعوبة إقناعهم، وننسّق المواعيد».

المنافسة غير الشريفة هي الغالبة في لبنان ويطغى مَن يريد النجاح له فقط ويرفض تحلّي الآخرين به. كثيرون يحاولون إقصائي ويعملون على تحطيمي.

مقدّم البرامج اللبناني ريان حايك

حوارات مواقع التواصل، بالنسبة إليه، تُسهِّل على متابعها مشاهدتها في أي وقت، «عوض الوقت الواحد المُلتزم به عبر التلفزيون، فيُفلت الإمساك بالسياق إنْ فاتته الدقائق العشر الأولى منه مثلاً». قبل سنوات، بدت جرأة من الفنان المشاركة في حوارات الإنترنت بعد مسيرة وفيّة لمقابلات الشاشة والمجلات. اليوم يدرك المقدّم الشاب أنّ الوضع تغيَّر، وبات «يوتيوب» مسرحه لاستمالة أبرز النجوم.

يُخبره متابعون أنه يحظى بقبول أمام الكاميرا، وهم محقّون. ويُخبرونه أنه ممَن تظهر عفويتهم على الشاشة، بينما بعضٌ تخونه هذه الفضيلة تحت الضوء. بالقبول والعفوية، يفتتح ريان حايك موسماً ثانياً من برنامجٍ له حضوره بين البرامج. ورغم الطموح الكبير والسعي من أجله، ثمة ما يُنغّص، لكنه يدرك كيفية التعامل معه. يقول إنّ «المنافسة غير الشريفة هي الغالبة في لبنان، ويطغى مَن يريد النجاح له فقط ويرفض تحلّي الآخرين به». يؤكد أنه لا يبالغ باعترافه هذا: «منذ بدأتُ حتى الآن، وكثيرون يحاولون إقصائي ويعملون على تحطيمي». يُحزنه غياب «الغيرة الإيجابية، فتستفزّني لأكون ناجحاً كالآخرين، ويكونوا ناجحين مثلي». نبّهه والداه منذ الخطوات الأولى على هذه الطريق: «الخذلان سيأتي من القريب قبل الغريب، وصَدَقاً». يتعامل مع «المُحاربة» بقناعة أنها ما كانت لتحدُث لولا أنّ حضوره الساطع يُغطّي على المتضرّرين: «بعضهم يكبرني بـ20 أو 30 عاماً ويشاء إزاحتي لئلا يخسر مقعده».


مقالات ذات صلة

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

الولايات المتحدة​ تحظر «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» المنشورات التي تسعى إلى ترهيب الناخبين (رويترز)

كيف تعمل «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس» على إدارة التهديدات الانتخابية؟

أكثر شبكات التواصل الاجتماعي نفوذاً -بما في ذلك «ميتا» و«تيك توك» و«يوتيوب» و«إكس»- لديها سياسات وخطط جاهزة لإدارة التهديدات الانتخابية والمعلومات المضللة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم شعار شركة «غوغل» عند مدخل أحد مبانيها في كاليفورنيا (رويترز)

«ليس سهلاً نطقه»... روسيا تغرّم «غوغل» رقماً أكبر من إجمالي الناتج المحلي العالمي

فرضت محكمة روسية غرامة قدرها 2 سيزليون روبل على شركة «غوغل»، بسبب رفضها دفع غرامات سابقة لحجبها قنوات الإعلام الحكومية الروسية على موقع «يوتيوب».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
تكنولوجيا تعكس هذه التحسينات التزام «يوتيوب» بالتطور مع مستخدميه وتقديم أدوات تلهم عملياتهم الإبداعية (أدوبي)

فيديوهات «شورتس» من «يوتيوب» ستصل إلى 3 دقائق في 15 أكتوبر

«يوتيوب» يوسّع نطاق «شورتس» بميزات جديدة مثيرة للمبدعين والمشاهدين.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا رفعت «يوتيوب» أسعار «بريميوم» في أكثر من 15 دولة بما في ذلك السعودية (د.ب.أ)

معضلة «يوتيوب» تواجه المستخدمين... ارتفاع الأسعار أم الإعلانات غير اللائقة

وصل سعر الاشتراك الفردي إلى 26.99 ريال سعودي شهرياً، بينما ارتفع الاشتراك العائلي إلى 49.99 ريال.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا شعار موقع «يوتيوب» (رويترز)

«يوتيوب» يقيد عرض مقاطع الفيديو الخاصة بالوزن واللياقة البدنية للمراهقين

سيتوقف موقع «يوتيوب» عن ترشيح وعرض مقاطع الفيديو للمراهقين تمجد مستويات لياقة بدنية معينة أو تتعلق بأوزان الجسم أو السمات الجسدية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
TT

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

حظي مسلسل «رقم سري»، الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق، بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط إشادة بسرعة إيقاع العمل وتصاعد الأحداث رغم حلقاته الثلاثين.

ويُعرض المسلسل حالياً عبر قناتي «dmc» و«dmc drama» المصريتين، إلى جانب منصة «Watch IT» من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، وهو من إخراج محمود عبد التواب، وتأليف محمد سليمان عبد الملك، وبطولة ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وأحمد الرافعي.

ويعد «رقم سري» بمنزلة الجزء الثاني من مسلسل «صوت وصورة» الذي عُرض العام الماضي بطولة حنان مطاوع، للمخرج والمؤلف نفسيهما. وينسج الجزء الجديد على منوال الجزء الأول نفسه من حيث كشف الوجه الآخر «المخيف» للتكنولوجيا، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن تورط الأبرياء في جرائم تبدو مكتملة الأركان.

السيناريو تميز بسرعة الإيقاع (الشركة المنتجة)

وتقوم الحبكة الأساسية للجزء الجديد على قصة موظفة بأحد البنوك تتسم بالذكاء والطموح والجمال على نحو يثير حقد زميلاتها، لا سيما حين تصل إلى منصب نائب رئيس البنك. تجد تلك الموظفة نفسها فجأة ومن دون مقدمات في مأزق لم يكن بالحسبان حين توكل إليها مهمة تحويل مبلغ من حساب فنان شهير إلى حساب آخر.

ويتعرض «السيستم» بالبنك إلى عطل طارئ فيوقّع الفنان للموظفة في المكان المخصص بأوراق التحويل وينصرف تاركاً إياها لتكمل بقية الإجراءات لاحقاً. يُفاجَأ الجميع فيما بعد أنه تم تحويل مبلغ يقدر بمليون دولار من حساب الفنان، وهو أكبر بكثير مما وقع عليه وأراد تحويله، لتجد الموظفة نفسها عالقة في خضم عملية احتيال معقدة وغير مسبوقة.

وعَدّ الناقد الفني والأستاذ بأكاديمية الفنون د. خالد عاشور السيناريو أحد الأسباب الرئيسية وراء تميز العمل «حيث جاء البناءان الدرامي والتصاعدي غاية في الإيجاز الخاطف دون اللجوء إلى الإطالة غير المبررة أو الثرثرة الفارغة، فما يقال في كلمة لا يقال في صفحة».

بطولة نسائية لافتة لياسمين رئيس (الشركة المنتجة)

وقال عاشور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخرج محمود عبد التواب نجح في أن ينفخ الروح في السيناريو من خلال كاميرا رشيقة تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث دون ملل أو تشتت، كما أن مقدمة كل حلقة جاءت بمثابة جرعة تشويقية تمزج بين ما مضى من أحداث وما هو قادم منها في بناء دائري رائع».

وأشادت تعليقات على منصات التواصل بالمسلسل باعتباره «تتويجاً لظاهرة متنامية في الدراما المصرية مؤخراً وهي البطولات النسائية التي كان آخرها مسلسل (برغم القانون) لإيمان العاصي، و(لحظة غضب) لصبا مبارك؛ وقد سبق (رقم سري) العديد من الأعمال اللافتة في هذا السياق مثل (نعمة الأفوكاتو) لمي عمر، و(فراولة) لنيللي كريم، و(صيد العقارب) لغادة عبد الرازق، و(بـ100 راجل) لسمية الخشاب».

إشادة بتجسيد صدقي صخر لشخصية المحامي (الشركة المنتجة)

وهو ما يعلق عليه عاشور، قائلاً: «ياسمين رئيس قدمت بطولة نسائية لافتة بالفعل، لكن البطولة في العمل لم تكن مطلقة لها أو فردية، بل جماعية وتشهد مساحة جيدة من التأثير لعدد من الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بفهم ونضج»، موضحاً أن «الفنان صدقي صخر أبدع في دور المحامي (لطفي عبود)، وهو ما تكرر مع الفنانة نادين في شخصية (ندى عشماوي)، وكذلك محمد عبده في دور موظف البنك».